الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
)
فصل
(
كنت في عنفوان الشباب أهوى الهزل والخلاعة، مع هذا الأديب، لكثرة ما عنده من الأهواء، فكتبت له يوما، وقد رأيته يتحدث مع بعض الأحداث: ما بال مولاي مغرى بتقديم الذكور على الإناث، ومرتكبا لأثام تطلق بها حور الجنان بالثلاث؛ ذلك لأن الرجل خير من المرأة بالاتفاق، فلذا تخلف عن الخلاق، وشق جيب الشقاق، كما قلت:
أديبٌ مالَ عن حبِّ الغواني
…
وبالغلْمان أصبح ذا اكتِراثِ
أقلت برأي أرباب المعاني
…
فغلبت الذكور على الإناث
وما سواه من خلاف القياس، وإن لم يخل مثله عن لبس والتباس وإيران تحت لحاف خطر.
وممن خالف المعاني، الأديب الأصفهاني، حيث قال:
هاتيكَ حبيبتي ازْدَهَتني طِيباً
…
أوْسَعتُ بها ابنَ هانِئٍ تكْذيباَ
لو أمْعَنت النُّحَاةُ فيها نظراً
…
لم تدْعُ إلى المذكَّر منها التَّغليباَ
والتغليب باب واسع الموارد، كثير المصائد والأوابد، فلينظر الصواب، ولا يرسل الباز في الضباب.