المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قليلا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " أحب الأعمال - زهرة التفاسير - جـ ٤

[محمد أبو زهرة]

الفصل: قليلا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " أحب الأعمال

قليلا، وقد قال صلى الله عليه وسلم:" أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ "(1). وإن الاستمرار على طاعة الله يؤدي إلى مثلها، وإن الاستمرار على السهل يجعل المكلف قادرا على الصعب، ثم على الأصعب، وهكذا حتى يصل إلى أعلى درجات التكليف مشقة، فيكون بعد هذه الخطوات أمرا مستطاعا. وإذا وصل إلى ذلك يكون الأجر العظيم، لذا قال سبحانه:

* * *

(1) سبق تخريجه.

ص: 1749

(وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ‌

(67)

* * *

وإنما قام المكلفون بما كلفوا، وأدوا حق الله تعالى، وقد زاد ثباتهم على الحق، ونالوا الخير، فإن لهم مع ذلك جزاء عظيما، لَا حدود لعظمته. وقد تأكدت عظمة الجزاء بأمور ثلاثة: أولها - تنكيره، فهذا التنكير يشير إلى أنه غير محدود بحدود، فهي عظمة أقصى ما يصل إليه الخيال. ثانيها - أنه قال إن ذلك من لدن الله تعالى، وهذا شرف إضافي لهذا الجزاء، وهو جزاء يعلو على كل جزاء من الناس، ثم إنه جزاء يستهان في سبيله كل أذى. وثالثها - الوصف بالعظمة، والذي وصفه بذلك هو الحكيم الخبير، والخلاق العظيم.

* * *

ص: 1749

(وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ‌

(68)

* * *

الصراط هو الطريق، والمستقيم هو الذي يوصل إلى غايته أو هدفه، ويقول علماء الهندسة: إن الخط المستقيم هو أقرب خط بين نقطتين، فالصراط المستقيم هو أقرب طريق يوصل إلى الحق، والهداية هنا هي التوفيق لأقرب طريق موصل إلى الله تعالى. ومعنى النص الكريم: من أجاب داعي الحق، وقام بالأوامر والنواهي على وجهها الأكمل، وفقه الله تعالى إلى طريقه المستقيم الذي لَا اعوجاج فيه، ويصل بذلك إلى القرب من الله تعالى، فإن الذي يتقرب إلى الله تعالى بالطاعات يصل إلى إدراك نوراني لحقائق العبودية.

ولقد قال البيضاوي في تفسير هذه الآية: (يصلون بسلوكه جناب القدس، ويفتح عليهم أبواب الغيب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم

ص: 1749