الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: فتوثيق هؤلاء الأئمة أولى بالاعتماد عليه من جرح الدارقطني، لأنه جرح غير مفسر، فكأنه لذلك لم يورده الذهبي في " الضعفاء "، ولا في " ذيله "، وقال الحافظ في " التقريب ":
" ليس به بأس ".
فعلة الحديث الإرسال فقط. والله أعلم.
2653
- (كان يصلي في المكان الذي يبول فيه الحسن والحسين، فقالت عائشة: يا رسول الله! ألا تنظر مكانا أنظف من هذا؟ قال: يا حميراء! أما علمت أن العبد إذا سجد سجدة لله تعالى طهر له موضع سجوده إلى سبع أرضين) .
موضوع
رواه أبو حفص ابن الزيات في " حديثه "(1/2)، وابن عدي (40/2) عن بزيع بن حسان أبي الخليل الخصاف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. ذكره ابن عدي في ترجمة بزيع هذا في جملة أحاديث له عن هشام وقال:
" كلها مناكير لا يتابعه عليها أحد ".
ومن هذا الوجه رواه الطبراني في " الأوسط "(21/1 - من زوائده) وقال:
" لم يروه عن هشام إلا بزيع ".
قلت: وقال عبد الحق في " الأحكام الكبرى "(26/1) :
" وهذا حديث منكر لم يتابع عليه بزيع، وبزيع قال فيه ابن أبي حاتم: ذاهب الحديث ".
وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي ثم قال:
" موضوع، تفرد به بزيع وهو متروك. قال ابن حبان: يأتي عن الثقات بأشياء موضوعات كأنه المتعمد لها ".
وتعقبه السيوطي في " اللآلي المصنوعة "(ص 307 - 308 - هند) بقوله:
" قلت: أخرجه الطبراني أيضا: حدثنا مطلب بن شعيب: حدثنا عبد الله بن صالح: حدثني الليث عن زهرة بن معبد عن أبيه عن عائشة:
أن رسول الله! كان يصلي [حيث] ما دنا من البيت، فقالت له: يا رسول الله! ربما صليت في المكان الذي تمر فيه الحائض؟ فلو اتخذت مسجدا تصلي فيه، فقال: واعجبا لك يا عائشة! أما علمت أن المؤمن تطهر سجدته موضعها إلى سبع أرضين. قال الطبراني:
لم يروه عن معبد إلا ابنه، تفرد به الليث، ولم يرو معبد عن عائشة غير هذا ".
قلت: سكت عنه السيوطي، ومعبد هذا - وهو ابن عبد الله بن هشام بن زهرة والد أبي عقيل - مجهول، كما يشير إليه قول الذهبي:
" تفرد عنه ابنه ".
وعبد الله بن صالح فيه ضعف، لكنه لم يتفرد به كما زعم الطبراني، فقد خرج له ابن عراق في " التنزيه "(2/100) متابعا قويا، ولكنه لم يصب كل الإصابة في قوله:
" وهذا المتن مع نكارته إسناده حسن، فمعبد قال في " التقريب ": مقبول
…
".
قلت: قول الحافظ: " مقبول ". معناه في اصطلاحه، غير مقبول! لأنه قد بين في المقدمة من " التقريب " أن قوله هذا فيه إنما يعني عند المتابعة، وإلا فهو لين الحديث. فأنى للإسناد الحسن، لاسيما مع قول الذهبي المتقدم: