الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا الكتاب فيه نحو ألف حديث كلها بهذا الإسناد، وقد ساق ابن عدي في ترجمته من " الكامل "(ق 378/1) جملة منها فيها موضوعات كما قال الذهبي. فلست أدري كيف خفى حاله على البيهقي حتى نسب التفرد بهذا الحديث لأهل البيت دون هذا المفتري! .
2998
- (إن الخاصرة عرق الكلية إذا تحرك آذى صاحبها، فداووها بالماء المحرق والعسل) .
ضعيف
أخرجه الحاكم (4/405) من طريق مسلم بن خالد عن عبد الرحمن بن محمد المديني عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره؛ وقال:
" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.وهذا منه عجيب فإنه قد اورد مسلم بن خالد هذا - وهو الزنجي - في كتابه " الضعفاء والمتروكين " وقال:
" قال البخاري وأبو زرعة: منكر الحديث ".
وعبد الرحمن بن محمد المديني؛ الظاهر أنه الأنصاري، قال الذهبي أيضا في " الميزان ":
" قال البخاري: روى عنه الواقدي عجائب، وقواه ابن حبان ".
2999
- (إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل فيصلح الله عز وجل بها عمله كله، وطهور الرجل لصلاته يكفر الله به ذنوبه، وتبقى صلاته نافلة) .
ضعيف.
رواه أبو يعلى في " مسنده "(2 / 833 - 834) وعنه الطبراني في " الأوسط "(2/1 - زوائده) ، وكذا ابن عدي في " الكامل "(35/1) ، والسهمي في " تاريخ جرجان "(446)، وابن حبان في " الضعفاء ": أخبرنا بشار بن الحكم: حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا. وقال البزار:
" لا نعلم رواه عن ثابت غير بشار ".
قلت: وهو منكر الحديث؛ كما قال ابن عدي وتبعه الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال ابن حبان:
" منكر الحديث جدا، ينفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه؛ كأنه ثابت آخر، لا يكتب حديثه إلا على جهة التعجب ".
ثم ساق هو وابن عدي هذا الحديث مشيرين إلى أنه حديث منكر.
وأما قول ابن عدي في آخر ترجمته.
" أرجو أنه لا بأس به ".
فإنما يعني في غير ما تفرد به وأنكر عليه، أقول هذا توفيقا بين قوله المتقدم:" منكر الحديث "؛ وهذا. فلا تغتر بقول الهيثمي في " مجمع الزوائد "(1/225) بعد أن عزاه لبعض من ذكرنا:
" وفيه بشار بن الحكم ضعفه أبو زرعة وابن حبان، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به ".
أقول: لا تغتر بهذا؛ فإن الأمر كما قلت لك، فإن الضعف الذي عزاه لأبي زرعة وابن حبان، إنما أخذه من قولهما في بشار:" منكر الحديث ". وإذا عرفت أن ابن عدي وافقهما على ذلك - كما تقدم - تبين لك أنه معهما في تضعيفه، فتنبه ولا تكن من الغافلين.
نعم الشطر الثاني من الحديث له شواهد تدفع عنه النكارة وترفعه إلى مرتبة الصحة، فانظر بعضها في " صحيح الترغيب "(1/ رقم 177 و 180 و 182) ، وفي معناه أحاديث أخرى.
ثم رأيت الحديث بفقرتيه قد أخرجه البيهقي في " الشعب "(2/242/4941) من الوجه المذكور، وزاد في أوله فقرة ثالثة بلفظ:
" يا أبا ذر! ألا أدلك على خصلتين وهما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟ "
" قال: بلى يا رسول الله! قال:
" عليك بحسن الخلق وطول الصمت، والذي نفس محمد بيده! ما عمل الخلائق بمثلهما ".
وهذه الزيادة أخرجها البزار في " مسنده "(4/220/3573) وقال:
" لا نعلم روى بشار عن ثابت غيره ".
قلت: بلى؛ قد روى له هو (3/149/2449) من طريق عمرو بن أبي خليفة قال: سمعت أبا بدر يحدث عن ثابت عن أنس قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في حلقة فأراد القيام، فقام غلام فناوله نعله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أردت رضى ربك، رضي الله عنك ".
فكان لذلك الغلام نحو في المدينة حتى استشهد ".
وقال البزار:
" لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه ".
وقال الهيثمي في " المجمع "(8/268) :
" رواه البزار، وفيه عمرو بن أبي خليفة، ولم أعرفه ".
قلت: إعلاله بشيخه (أبي بدر) أولى واسمه (بشار بن الحكم) أورده ابن عدي في " الكامل "(2/23) وقال:
" بصري، منكر الحديث عن ثابت البناني وغيره ".
ثم ساق له حديثين أحدهما من هذه الطريق، إلا أنه وقع فيه (عمر بن أبي خليفة العبدي) .
وسواء كان هذا أو ذاك؛ فإني لم أجد له ترجمة، حتى ولا في " ثقات ابن حبان "!
والمقصود: أن البزار لم يعرف اسم (أبي بدر) وأنه (بشار بن الحكم) فيما يظهر - كالهيثمي - وإلا لما قال في الحديث الذي قبله ما تقدم:
" لا نعلم روى بشار عن ثابت غيره "!
ويحتمل أنه نسي، وجل من لا ينسى.
على أن قوله في حديث أبي ذر هذا:" لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه ".
ففيه نظر أيضا، فقد تابعه الحسن بن أبي جعفر عن ثابت به نحوه.
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " من طريق أبي جابر محمد بن عبد الملك: حدثنا الحسن بن أبي جعفر
…
وقال:
" لم يروه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر، تفرد به أبو جابر ".
قلت: قال أبو حاتم: