الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" قلت: ابن مسمول ضعيف ".
قلت: القاسم بن مخول لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير ابن مسمول، وبيض له ابن أبي حاتم، وأما ابن حبان فذكره له في " الثقات " على قاعدته في توثيق المجهولين.
(تنبيه) : وقع في إسناد الحاكم بعد " البهزي ": " عن علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما " وكأنه مقحم من بعض النساخ أو الطابع. والله أعلم.
2870
- (أقيلوا السخي زلته، فإن الله آخذ بيده كلما عثر) .
ضعيف
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق "(ص 55) : حدثنا أبو الحارث محمد بن مصعب الدمشقي: حدثنا محمد بن عبيد الله السراج: حدثنا المبارك بن عبد الخالق المدني: حدثنا سعيد بن محمد المدني: حدثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ ليث - وهو ابن أبي سليم - كان اختلط. ومن دون فضيل لم أعرف أحدا منهم.
وأبو الحارث هذا؛ أورده ابن عساكر في " تاريخ دمشق "(15/521/2 - 522/1) وقال:
" روى عنه أبو بكر الخرائطي، ولم أجد للدمشقيين عنه رواية، وأظنه مات في الغربة ".
ثم ساق له أحاديث، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولا وفاة، فهو في عداد المجهولين.
لكن قد جاء من طرق أخرى عن فضيل؛ فأخرجه أبو عثمان البجيرمي في " الفوائد "(ق 31/1) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان "(1/166) ، وفي " الحلية " أيضا (10/4) ، والخطيب في " التاريخ "(14/98) ، والسلفي في " أحاديث وحكايات "(ق 78/1)، والقضاعي في " مسند الشهاب " (61/2) عن أبي الفيض ذي النون المصري: حدثنا فضيل بن عياض به.
وأخرجه الطبراني في " الأوسط "(1/185/2) ، وأبو نعيم في " الأخبار "(2/319)، وفي " الحلية " (10/4) من طريق محمد بن عقبة المكي: حدثنا الفضيل بن عياض به. وقال الطبراني:
" لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن عقبة ".
كذا قال، وقد تابعه من عرفت، فعلة الحديث ليث بن أبي سليم، ولفظ الطريقين الآخرين عنه:
" تجافوا (وفي رواية: تجاوزا) عن ذنب السخي
…
" الحديث.
وبالرواية الأخيرة؛ أخرجه الطبراني في " الأوسط " أيضا (1/185/1)، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (5/59) من طريق بشر بن عبيد الله الدراسي: أخبرنا محمد بن حميد العتكي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مرفوعا وقال:
" لم يروه عن الأعمش إلا محمد بن حميد، تفرد به بشر ".
قلت: وهو ضعيف جدا؛ قال ابن عدي:
" منكر الحديث عن الأئمة، بين الضعف جدا ".
وساق له بالذهبي مما أنكر عليه أحاديث قال في أحدها:
" وهذا موضوع ".
وشيخه محمد بن حميد العتكي؛ لم أعرفه.
وأما الهيثمي فقد اقتصر في " المجمع "(6/282) على إعلاله بالدارسي فقال:
" وهو ضعيف "! وقد وجدت للعتكي متابعا؛ أخرجه أبو نعيم في " الحلية "(4/108) : حدثنا محمد بن حميد: حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد الدستوائي: حدثنا إبراهيم بن حماد الأزدي: حدثنا عبد الرحمن بن حماد البصري قال: حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله به. وقال:
" غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من هذا الوجه ".
قلت: يعني من حديث الأعمش عن أبي وائل، وإلا فقد كتبه من غير هذا الوجه عنه عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله كما تقدم.
وهذا إسناد ضعيف أيضا؛ عبد الرحمن بن حماد البصري فيه كلام، وقد أخرج له البخاري ثلاثة أحاديث، ومن دونه لم أعرفهم.
وروي من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه.
أخرجه ابن عساكر (15/439/2) عن أبي علي الحسن بن أحمد بن محمد بن يونس بن الحسن الطائي: حدثنا محمد بن كثير: حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. ثم أنشد محمد بن كثير لنفسه:
كن سخيا ولا تبال ابن من كنت * * * فما الناس غير أهل السخاء
لن ينال البخيل مجدا ولو نال * * * بيافوخه نجوم السماء
قلت: ومحمد بن كثير - وهو الصنعاني - فيه ضعف. والراوي عنه لم أعرفه.
وأخرج أبو بكر بن المرزبان في " المروءة "(2/1) من طريق الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة قال:
" رفع إلى عمر بن الخطاب رجل جنى جناية، فقيل له: يا أمير المؤمنين إن له مروءة، قال: استوهبوه من خصمه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:.... فذكره بلفظ:
" تجاوزوا لذوي المروءة عثراتهم، فوالذي نفسي بيده إن أحدهم ليعثر، وإن يده لفي يد الله عز وجل ".
قلت: وهذا مع انقطاعه؛ فإن ابن أبي سبرة متهم بالكذب، ومثله الواقدي.
وبالجملة فطرق الحديث كلها واهية، وبعضها أشد ضعفا من بعض، ليس فيها ما يأخذ بعضد الآخر، وقد قال الهيتمي الفقيه في " أسنى المطالب " (27/2) :
" ورواه ابن الجوزي في " الموضوعات "، والحق أنه ضعيف ".
(تنبيه) : ألفاظ الحديث في هذه الطرق كلها متقاربة - باستثناء حديث الواقدي - غير حديث ابن عباس عند الخطيب؛ فإنه بلفظ:
" تجاوزوا عن ذنب السخي، وزلة العالم، وسطوة السلطان العادل، فإن الله تعالى آخذ بأيديهم كلما عثر عاثر منهم ".
فهو عندي باطل بهذا اللفظ، لأنه مع كونه من رواية ليث بن أبي سليم كما تقدم، فإنه لم تقع هذه الزيادة في شيء من طرقه، ولا طرق غيره، إلا في رواية الخطيب هذه، وفيها هناد بن إبراهيم أبو المظفر النسفي؛ قال الذهبي: