الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلاف الظاهر من الروايتين. لكن بشر بن المبارك الراسبي لم أجد من ذكره، وقد ذكره في " اللآلي "(2/215) من رواية البيهقي دون الزيادة فوقع فيه بشر بن المبارك العبدي؛ ولعله الصواب بشهادة الرواية التي قبلها.
وقد روي الحديث بزيادة أخرى من طرق وهو:
2885
- (أكرموا الخبز، فإن الله تعالى أنزل له بركات السماء، وأخرج له بركات الأرض) .
ضعيف
روي من حديث الحجاج بن علاط، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن أم حرام، وأبي هريرة، وأبي سكينة، وموسى الطائفي، ومكحول مرسلا.
1-
أما حديث الحجاج؛ فيرويه مروان بن سالم عن إسماعيل بن أمية عن بعض ولد الحجاج بن علاط عن الحجاج بن علاط مرفوعا.
أخرجه الرافقي في " جزئه "(31/1) .
وهذا إسناد موضوع، مروان بن سالم وهو الغفاري الجزري؛ قال الحافظ:
" متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع ".
2-
وأما حديث أبي موسى؛ فيرويه نمير بن الوليد عن أبيه عن جده عنه وزاد:
" والبقر، والحديد، وابن آدم "، وقال:" سخر له " مكان " أنزل له ".
أخرجه الرافقي أيضا، والمخلص في " بعض الخامس من الفوائد "(257/2) ، وعنه ابن عساكر في " التاريخ "(17/457/1) ، وتمام في " الفوائد "(86/1)، وأبو سعيد الماليني وقال:
" يقال: إن نميرا تفرد بهذين الحديثين ".
قلت: يعني هذا، وآخر بلفظ: " اللهم متعنا بالإسلام والخبز
…
" قال الذهبي:
" وهما موضوعان، ونمير ما عرفته، وأما أبوه وجده فمعروفان ".
قلت: يعني هذا، وآخر بلفظ: " اللهم متعنا بالإسلام والخبز
…
" قال الذهبي:
" وهما موضوعان، ونمير ما عرفته، وأما أبوه وجده فمعروفان ".
قلت: أخرج لهما البخاري في " الأدب المفرد "، والأب مجهول - كابنه - لم يرو عنه غير ابنه والوليد بن مسلم، وأما الجد فثقة.
3-
وأما حديث ابن عباس؛ فيرويه محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عنه.
أخرجه ابن قتيبة في " كتاب العرب، أو الرد على الشعوبية "(ص 288 - 289) وقال ابن عساكر:
" هذا حديث غريب ".
قلت: ومحمد بن زياد - وهو الطحان اليشكري - كذاب.
4-
واما حديث ابن عمرو؛ فيرويه طلحة بن زيد: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الله بن يزيد عنه.
أخرجه تمام (133/1)، وأبو الحسن الحمامي في " جزء الاعتكاف " (99/2) وقال:
" غريب من حديث طلحة بن زيد ".
قلت: وهو متروك؛ وقد اضطرب في سنده فرواه مرة هكذا، ومرة قال: عن زيد الحضرمي عن ثور عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا به.
ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية المخلص؛ وقال:
" طلحة متروك ".
وقد خولف في إسناده وهو:
5-
وأما حديث عبد الله بن أم حرام؛ فرواه أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز: حدثني عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري أبو العباس - وكان صدوقا -: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت عبد الله بن أم حرام صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكره؛ وزاد:
" ومن تتبع ما يسقط من السفرة غفر له ".
أخرجه أبو تمام في " الفوائد "(13/133/1) هكذا، والطبراني (ق 40/1 - مجموع 6)، البزار (2877 - كشف) إلا أنه قال:" عبد الملك (الأصل: عبد الله) بن عبد الرحمن الكناني ".
وأخرجه العقيلي في " الضعفاء "(246) من طريق المفضل بن غسان الغلابي قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن أبو العباس الشامي عن إبراهيم بن أبي عبلة به دون الزيادة؛ وقال الغلابي:
" قال يحيى بن معين: أول هذا الحديث حق، وآخره باطل ".
وروى العقيلي عن البخاري أن عبد الملك هذا منكر الحديث؛ ضعفه عمرو بن علي جدا، ثم روى عن عمرو بن علي أنه قال فيه:
" كذاب ".
قلت: وأنت ترى أن عمرو بن علي قد قال في رواية تمام عنه:
" وكان صدوقا ". وقد نقلوا عنه أنه قال في موضع آخر:
" وكان ثقة ".
وقد ذهب الحافظ ابن حجر إلى أنهما اثنان؛ الأول: عبد الملك بن عبد الرحمن بن هشام أبو هشام الذماري الأبناوي؛ وهو الذي وثقه عمرو بن علي.
والآخر: عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي أبو العباس؛ وهو الذي ضعفه عمرو بن علي وغيره. واستظهر الذهبي أنهما واحد، وهو الذي ينشرح له صدري لأن هذا الحديث مداره على عبد الملك بن عبد الرحمن، فوقع في طريق تمام أنه الذماري، وفي طريق العقيلي أنه الشامي، وفي الطريقين معا أن كنيته أبو العباس. وهذا ينافي تخصيص المضعف بهذه الكنية كما فعل الحافظ، فالظاهر أنه رجل واحد، وإنما اضطر الحافظ إلى جعلهما رجلين لاختلاف قول عمرو بن علي فيه. والخطب في مثله سهل، فقد يختلف اجتهاد الحافظ في الراوي حسب ما يبدو له ويرد إليه مما يحمله على التوثيق أو التضعيف، وعلى كل حال فالعلماء مطبقون على أن صاحب هذا الحديث إنما هو الذي ضعفه عمرو بن علي جدا، وقال فيه البخاري:
" منكر الحديث "؛ كما رواه العقيلي عنه فيما تقدم. وكذلك رواه عنه ابن عدي (ق 306/1) ؛ وذكر أن له أحاديث مناكير عن الأوزاعي.
وتابعه غياث بن إبراهيم: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة به دون الزيادة.
أخرجه أبو نعيم في " الحلية "(5/246) ، والخطيب في " التاريخ "(12/323) ، والطبراني أيضا، ومن طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال:
" لا يصح، غياث كذاب ".
وأقره السيوطي في " اللآلي "(2/214) .
6-
وأما حديث أبي هريرة؛ فيرويه أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم: حدثني أبو حربة أحمد بن الحكم - من أهل البلقاء - عن عبد الله بن إدريس قال: وفد
على مولاي نجا ملك البجة رجل من أهل الشام يستميحه يقال له عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فقدم إليه طعاما على مائدة، فتحركت القصعة على المائدة فأسندها الملك برغيف، فقال له عبد الرحمن بن هرمز: حدثني أبو هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" إذا خرجتم من حج أو عمرة فتمتعوا لكي تنكلوا (!) ، واكرموا الخبز فإن الله تعالى سخر له بركات السماء والأرض، ولا تسندوا القصعة بالخبز، فإنه ما أهانه قوم إلا ابتلاهم الله بالجوع ".
أخرجه أبو نعيم في " الحلية "(10/4) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو حربة، ويقال: أبو حزبة؛ لا يعرف كما في " الميزان ".
وأبو الفيض ذو النون - وهو المصري - ضعفه الدارقطني بقوله:
" روى عن مالك أحاديث فيها نظر ".
قلت: ولعله أدركته غفلة الصالحين!
7-
وأما حديث أبي سكينة؛ فيرويه خلف بن يحيى قاضي الري عن إسماعيل بن جعفر عن حميد بن عبد الله عنه مرفوعا بلفظ:
" أكرموا الخبز، فإن الله أكرمه، فمن أكرم الخبز فقد أكرم الله ".
أخرجه الطبراني، وسكت عليه في " اللآلي "(2/215) فلم يحسن، لأن خلفا هذا (ووقع فيه " خالد " وهو خطأ مطبعي) كذبه أبو حاتم، وتساهل الهيثمي في الاقتصار على تضعيفه فقال:
" رواه الطبراني، وفيه خلف بن يحيى قاضي الري وهو ضعيف. وأبو سكينة
قال ابن المديني: لا صحبة له ".
8-
وأما حديث موسى الطائفي؛ فيرويه منهال بن عيسى العبدي: أخبرنا معان أبو صالح: حدثني موسى الطائفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أكرموا الخبز،.... " فذكر الحديث.
هكذا أخرجه البخاري في " التاريخ "(4/2/12) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف، موسى الطائفي لم أجد له ترجمة، وليس صحابيا، فإن معانا الراوي عنه ذكروا أنه روى عن أبي حرة عن ابن سيرين عن أبي هريرة.... فهو تابعي أو تابع تابعي.
ومعان أبو صالح ذكره العقيلي في " الضعفاء " وقال:
" حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه ".
ومنهال بن عيسى العبدي؛ أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل "(4/3581) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وكذلك صنع البخاري قبله، وفي ترجمته ساق هذا الحديث. ونقل ابن علان في " شرح الأذكار " (5/152) عن أبي حاتم أنه قال: مجهول. والله أعلم.
9-
وأما مرسل مكحول؛ فيرويه محمد بن راشد عن الفضل بن عطاء عنه مرفوعا به وزاد:
" وإذا وضعت المائدة فأربعوا، ومن يأكل ما يسقط حول المائدة يغفر له ".
أخرجه حميد بن زنجويه في " ترغيبه " كما في " اللآلي " وسكت عليه؛ وكأنه لوضوح ضعفه؛ فإنه مع إرساله فيه الفضل بن عطاء وهو مجهول.