الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(46/1)" وسنده جيد " غير جيد؛ لأن فيه عدة علل:
الأولى: الإرسال؛ فإن أبا محمد صاحب ابن مسعود لم يصرح أنه رواه عن ابن مسعود.
الثانية: جهالة أبي محمد هذا؛ فقد أورده ابن أبي حاتم (4/2/432) بهذه الرواية فقط ولم يزد. وأما ابن حبان فذكره في " الثقات ".
الثالثة: اختلاط سعيد بن أبي هلال؛ قال الحافظ نفسه في " التقريب ":
" صدوق، لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا، إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط ".
قلت: قال ابن حزم في " الفصل في النحل والملل "(2/95) :
" ليس بالقوي، قد ذكره، بالتخليط يحيى وأحمد بن حنبل ".
الرابعة: ابن لهيعة؛ فإنه سيىء الحفظ كما هو معلوم.
والحديث قال الهيثمي في " المجمع "(5/302) :
" رواه أحمد هكذا، ولم أره ذكر ابن مسعود، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، والظاهر أنه مرسل، ورجاله ثقات ".
2989
- (أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل حرف منه ظهر وبطن) .
ضعيف
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره "(1/23/11) ، وأبو عمر الرقي الباهلي في " حديث زيد بن أبي أنيسة "(ق 32/2)، وأبو الفضل الرازي عبد الرحمن بن أحمد في " معاني: أنزل القرآن على سبعة أحرف " (ق 64/1)
عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا به.
قلت: وهذا سند ضعيف، إبراهيم هذا - وهو ابن مسلم - ضعيف.
وقد تابعه أبو إسحاق عن أبي الأحوص به.
أخرجه أبو يعلى في " مسنده "(3/1309) ، وابن حبان (1781)، والبزار (226 - زوائده) وابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " (2/81/2) عن إسماعيل بن أبي أويس: حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن عجلان عنه. وقال الهيثمي في " زوائد البزار ":
" وهذا إسناد حسن ".
كذا قال: وقلده المعلق على " مسند أبي يعلى "(9/83) ! وأبو إسحاق - وهو السبيعي - مدلس وقد عنعنه، فيحتمل أن يكون تلقاه عن إبراهيم الهجري أو غيره من الضعفاء، ثم هو إلى ذلك كان اختلط!
لكن تابعه عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي الأحوص به وزاد:
" ولكل حد مطلع ".
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار "(4/182) ، وابن جرير (1/23/10) ، وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني "(297/2) من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن واصل بن حيان عن عبد الله بن أبي الهذيل.
قلت: وهذه متابعة قوية، لولا أن في الطريق إليها مغيرة - وهو ابن مقسم الكوفي - فإنه مع ثقته كان يدلس؛ وقد عنعنه.
وجملة القول؛ أنه ليس في هذه الطرق ما يمكن الاطمئنان إليه، وتصحيح الحديث اعتمادا عليه. والله أعلم.