المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(27) - (434) - باب ما جاء في الصلاة على ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر وفاته - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٩

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الجنائز

- ‌(1) - (408) - بَابُ مَا جَاءَ فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌(2) - (409) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ عَادَ مَرِيضًا

- ‌(3) - (410) - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَلْقِينِ الْمَيِّتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ

- ‌(4) - (411) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقَالُ عِنْدَ الْمَرِيضِ إِذَا حُضِرَ

- ‌(5) - (412) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُؤْمِنِ يُؤْجَرُ فِي النَّزْعِ

- ‌(6) - (413) - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَغْمِيضِ الْمَيِّتِ

- ‌(7) - (414) - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَقْبِيلِ الْمَيِّتِ

- ‌(8) - (415) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُسْلِ الْمَيِّتِ

- ‌(9) - (416) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غَسْلِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَغَسْلِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا

- ‌(10) - (417) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُسْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(11) - (418) - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَفَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) - (419) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْكَفَنِ

- ‌(13) - (420) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّظَرِ إِلَى الْمَيِّتِ إِذَا أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ

- ‌(14) - (421) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ النَّعْيِ

- ‌(15) - (422) - بَابُ مَا جَاءَ فِي شُهُودِ الْجَنَائِزِ

- ‌(16) - (423) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَشْيِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ

- ‌(17) - (424) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ التَّسَلُّبِ مَعَ الْجِنَازَةِ

- ‌(18) - (425) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجِنَازَةِ لَا تُؤَخَّرُ إِذَا حَضَرَتْ وَلَا تُتْبَعُ بِنَارٍ

- ‌(19) - (426) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

- ‌(20) - (427) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الثَّنَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌(21) - (428) - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَيْنَ يَقُومُ الْإِمَامُ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ

- ‌(22) - (429) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْجِنَازَةِ

- ‌(23) - (430) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ

- ‌(24) - (431) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّكْبِيرِ عَلَى الْجِنَازَةِ أَرْبَعًا

- ‌(25) - (432) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ كبَّرَ خَمْسًا

- ‌(26) - (433) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الطِّفْلِ

- ‌(27) - (434) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى ابْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذِكْرِ وَفَاتِهِ

- ‌(28) - (435) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الشُّهَدَاءِ وَدَفْنِهِمْ

- ‌(29) - (436) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(30) - (437) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَوْقَاتِ الَّتِي لَا يُصَلَّى فِيهَا عَلَى الْمَيِّتِ وَلَا يُدْفَنُ

- ‌(31) - (438) - بَابٌ: فِي الصَّلَاةِ عَلَى أَهْلِ الْقِبْلَةِ

- ‌(32) - (439) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ

- ‌(33) - (440) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّجَاشِيِّ

- ‌(34) - (441) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ وَمَنِ انْتَظَرَ دَفْنَهَا

- ‌(35) - (442) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِيَامِ لِلْجِنَازَةِ

- ‌(36) - (443) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقَالُ إِذَا دَخَلَ الْمَقَابِرَ

- ‌(37) - (444) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجُلُوسِ فِي الْمَقَابِرِ

- ‌(38) - (445) - بَابُ مَا جَاءَ فِي إِدْخَالِ الْمَيِّتِ الْقَبْرَ

- ‌(39) - (446) - بَابُ مَا جَاءَ فِي اسْتِحْبَابِ اللَّحْدِ

- ‌(40) - (447) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الشَّقِّ

- ‌(41) - (448) - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَفْرِ الْقَبْرِ

- ‌(42) - (449) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَلَامَةِ فِي الْقَبْرِ

- ‌(43) - (450) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ الْبِنَاءِ عَلَى الْقُبُورِ وَتَجْصِيصِهَا وَالْكِتَابَةِ عَلَيْهَا

- ‌(44) - (451) - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَثْوِ التُّرَابِ فِي الْقَبْرِ

- ‌(45) - (452) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ الْمَشْيِ عَلَى الْقُبُورِ وَالْجُلُوسِ عَلَيْهَا

- ‌(46) - (453) - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَلْعِ النَّعْلَيْنِ فِي الْمَقَابِرِ

- ‌(47) - (454) - بَابُ مَا جَاءَ فِي زِيَارَةِ الْقُبُورِ

- ‌(48) - (455) - بَابُ مَا جَاءَ فِي زِيَارَةِ قُبُورِ الْمُشْرِكينَ

- ‌(49) - (456) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ زِيَارَةِ النِّسَاءِ الْقُبُورَ

- ‌(50) - (457) - بَابُ مَا جَاءَ فِي اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الْجَنَائِزَ

- ‌(51) - (458) - بَابٌ: فِي النَّهْيِ عَنِ النِّيَاحَةِ

- ‌فائدة

- ‌(52) - (459) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْخُدُودِ وَشَقِّ الْجُيُوبِ

- ‌(53) - (465) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌فائدة

- ‌(54) - (461) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَيِّتِ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ

- ‌(55) - (462) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّبْرِ عَلَى الْمُصِيبَةِ

- ‌(56) - (463) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ عَزَّى مُصَابًا

- ‌(57) - (464) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ أُصِيبَ بِوَلَدِهِ

- ‌(58) - (465) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أُصِيبَ بِسِقْطٍ

- ‌(59) - (466) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الطَّعَامِ يُبْعَثُ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ

- ‌(60) - (467) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ الاجْتِمَاعِ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةِ الطَّعَامِ

- ‌(61) - (468) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ مَاتَ غَرِيبًا

- ‌(62) - (469) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ مَاتَ مَرِيضًا

- ‌(63) - (470) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ كَسْرِ عِظَامِ الْمَيِّتِ

- ‌(64) - (471) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ذِكْرِ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(65) - (472) - بَابُ ذِكْرِ وَفَاتِهِ وَدَفْنِهِ صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌(27) - (434) - باب ما جاء في الصلاة على ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر وفاته

(27) - (434) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى ابْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذِكْرِ وَفَاتِهِ

(77)

-1482 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَاتَ وَهُوَ صَغِيرٌ،

===

(27)

- (434) - (باب ما جاء في الصلاة على ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر وفاته)

(77)

-1482 - (1)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربع وثلاثين ومئتين (234 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا محمد بن بشر) بن الفرافصة العبدي أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا إسماعيل بن أبي خالد) الأحمسي مولاهم البجلي، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة ست وأربعين ومئة (146 هـ). يروي عنه:(ع).

(قال) إسماعيل: (قلت لعبد الله بن أبي أوفى) علقمة بن خالد الأسلمي الكوفي الصحابي المشهور رضي الله عنه. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

هل (رأيت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ولدته مارية القبطية؟ (قال): نعم رأيته، لكنه (مات وهو صغير) قبل استكمال سنتين،

ص: 179

وَلَوْ قُضيَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيٌّ .. لَعَاشَ أبْنُهُ، وَلكِنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ.

===

(ولو قضي) وقدر من الله عز وجل (أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي .. لعاش ابنه) إبراهيم إلى أن يرسل، (ولكن لا نبي بعده) صلى الله عليه وسلم أبدًا؛ لأنه خاتم النبيين.

قال السندي: قوله: (قد مات) وفي بعض الروايات: (نعم، مات صغيرًا)، وبها ظهر أن في رواية الكتاب اختصارًا، وإلا .. لا يستقيم الجواب، وقوله:(مات وهو صغير) زيادة في الجواب للإفادة.

قوله: (ولو قضي) على البناء للمجهول، وهذا يحتمل أن يكون بيانًا لسبب موته ومداره على أن إبراهيم قد علق نبوته بعيشه، وهذا مبني على أنه علم ذلك من جهته صلى الله عليه وسلم، كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ببعض الطرق الضعيفة، وكذالك جاء مثله من الصحابة، ومعنى الحديث على هذا: أنه لو قضى النبوة لأحد بعده صلى الله عليه وسلم .. لأمكن حياة إبراهيم، لكن لما لم يقض لأحد تلك، وقد قدر لإبراهيم أنه يكون نبيًّا على تقدير حياته .. لزم ألا يعيش، ويحتمل أنه بيان لفضل إبراهيم، وحاصله لو قدر نبي بعده صلى الله عليه وسلم .. لكان إبراهيم أحق بذلك، فتعين حينئذ أن يعيش إلى أن يبعث نبيًّا، لكن ما قدر بعده، فلذلك ما لزم أن يعيش. انتهى من "السندي" باختصار.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في "صحيحه" في كتاب الأدب، باب من سمى باسم الأنبياء بنفس هذا الإسناد وبنفس هذا المتن، وأحمد في "المسند"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": قد رواه إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن خالد بلفظ قال: (نعم رأيته، لكن مات صغيرًا) رواه ابن منده والإسماعيلي.

ص: 180

(78)

-1483 - (2) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُودُ بْنُ شَبِيبٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ،

===

فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

===

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عبد الله بن أبي أوفى بحديث ابن عباس رضي الله عنهم، فقال:

(78)

-1483 - (2)(حدثنا عبد القدوس بن محمد) بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب أبو بكر العطار البصري، صدوق، من الحادية عشرة. يروي عنه:(خ ت س ق).

(حدثنا داوود بن شبيب الباهلي) أبو سليمان البصري، صدوق، من التاسعة، مات سنة إحدى أو اثنتين وعشرين ومئتين (222 هـ). يروي عنه:(خ د ق).

(حدثنا إبراهيم بن عثمان) العبسي -بالموحدة- أبو شيبة الكوفي قاضي واسط مشهور بكنيته، متروك الحديث، من السابعة، مات سنة تسع وستين ومئة (169 هـ). يروي عنه:(ت ق).

(حدثنا الحكم بن عتيبة) -بالمثناة ثم الموحدة مصغرًا- أبو محمد الكندي الكوفي، ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس، من الخامسة، مات سنة ثلاث عشرة ومئة (113 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن مقسم) -بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين على وزن مفعل- ابن بُجْرَة -بضم الموحدة وسكون الجيم- ويقال: نجدة -بفتح النون وبدال-

ص: 181

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم .. صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: "إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ عَاشَ .. لَكَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، وَلَوْ عَاشَ .. لَعَتَقَتْ أَخْوَالُهُ الْقِبْطُ وَمَا اسْتُرِقَّ قِبْطِيٌّ".

===

أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث، ويقال له: مولى ابن عباس للزومه له، صدوق وكان يرسل، من الرابعة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ)، وما له في "البخاري" سوى حديث واحد. يروي عنه:(خ عم).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه إبراهيم بن عثمان، وهو متفق على ضعفه.

(قال) ابن عباس: (لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الجنازة، (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن له مرضعًا في الجنة) تكمل له رضاعه؛ لأنه مات قبل إتمام الرضاعة، (ولو عاش) إبراهيم .. (لكان صِدِّيقًا نبيًّا، ولو عاش .. لعتقت أخواله القبط، وما استرق قبطي) بسبب قرابته.

قوله: أصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء في أبي داوود أنه لم يصل عليه.

قال الخطابي: قال بعض أهل العلم: استغنى إبراهيم عن الصلاة عليه بنبوة أبيه؛ كما استغنى الشهيد عن الصلاة عليه بقربة الشهادة، وقال الزركشي: ذكروا في ذلك وجوهًا؛ منها: أنه لا يصلي نبي على نبي، وقد جاء أنه لو عاش .. لكان نبيًّا، ومنها: أنه اشتغل بصلاة الكسوف، وقيل: المعنى أنه لم يصل عليه بنفسه وصلى عليه غيره، وقيل: إنه لم يصل عليه في جماعة، وقد ورد

ص: 182

(79)

-1484 - (3) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ،

===

أنه صلى عليه، رواه ابن ماجه عن ابن عباس، وأحمد عن البراء، وأبو يعلى عن أنس، والبزار عن أبي سعيد، وأسانيدها ضعيفة، وحديث أبي داوود قوي، وقد صححه ابن حزم.

قوله: "إن له مرضعًا" بضم الميم وكسر الضاد المعجمة، وقيل: بفتح الميم، بمعنى رضاعًا، وعلى الوجهين فلعل هذا من باب التشريف والتكريم له صلى الله عليه وسلم، وإلا .. فالظاهر أن الجنة ليست دار حاجة.

قوله: "لعتقت أخواله" بالرفع على الفاعلية، قال في "المصباح": عتق العبد عتقًا من باب ضرب، فهو عاتق؛ أي: محرر ويتعدى بالهمزة، فالثلاثي لازم والرباعي متعدٍّ. انتهى.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد في "صحيح البخاري" من حديث عبد الله بن أبي أوفى، وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"، والبيهقي في "دلائل النبوة"، وأحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك" وسكت عليه.

فدرجته: أنه صحيح بما قبله، ولأن له شواهد دون جملة العتق، وغرضه: الاستشهاد به لما قبله، وإن كان سنده ضعيفًا جدًّا.

* * *

ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث خديجة الكبرى رضي الله عنها، فقال:

(79)

-1484 - (3)(حدثنا عبد الله بن عمران) بن أبي على الأسدي أبو محمد الأصبهاني نزيل الري، صدوق، من كبار الحادية عشرة. يروي عنه:(ق).

ص: 183

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُودَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ الْقَاسِمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم .. قَالَتْ خَدِيجَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَرَّتْ

===

(حدثنا أبو داوود) سليمان بن داوود بن الجارود الطيالسي البصري، ثقة حافظ غلط في أحاديث، من التاسعة، مات سنة أربع ومئتين (204 هـ). يروي عنه:(م عم).

(حدثنا هشام بن أبي الوليد) زياد بن أبي يزيد، وهو هشام بن أبي هشام أبو المقدام المدني، متروك، من السادسة. يروي عنه:(ت ق).

(عن أمه) لم أر من ذكر ترجمتها.

(عن فاطمة بنت الحسين) بن علي بن أبي طالب الهاشمية المدنية زوج الحسن بن الحسن بن علي، ثقة، من الرابعة، ماتت بعد المئة وقد أسنت. يروي عنها:(د ت ق).

(عن أبيها الحسينِ بن علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، أبي عبد الله المدني سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانتهِ. روى عن: أبيه، وجده، وأمه، وعمر بن الخطاب، استشهد يوم عاشوراء سنة إحدى وستين (61 هـ)، وله ست وخمسون سنة. يروي عنه:(ع).

(قال) الحسين: (لما توفي القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قالت خديجة) الكبرى رضي الله عنها.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه هشام بن أبي الوليد، وهو متروك، قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به، ونقل عن الأئمة تضعيفه.

أي: قالت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ درت)

ص: 184

لُبَيْنَةُ الْقَاسِمِ، فَلَوْ كَانَ اللهُ أَبْقَاهُ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رَضَاعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ إِتْمَامَ رَضَاعِهِ فِي الْجَنَّةِ"، قَالَتْ: لَوْ أَعْلَمُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ .. لَهَوَّنَ عَلَيَّ أَمْرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ تَعَالَى فَأَسْمَعَكِ صَوْتَهُ"، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ أُصَدِّقُ اللهَ وَرَسُولَهُ.

===

أي: زادت وكثرت في ثديي، قال السندي: درت -بتشديد الراء-: سالت (لُبَيْنَةُ القاسم) بالتصغير، يقال: اللبنة للطائفة القليلة من اللبن، واللبينة تصغيرها، (فلو كان الله أبقاه) وأحياه (حتى يستكمل رضاعه) أي: مدته؛ أي: لكان أولى، وقيل: هي للتمني، فلا حاجة إلى الجواب، وفي رواية:(لَهُوِّن عليِّ) بذكر الجواب كما فيما بعدُ، هُوِّن -بالتشديد- على البناء للمفعول. انتهى "سندي".

(فقال) لها (رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ إتمامَ رضاعه في الجنة، قالت) خديجة: (لو أَعْلَمُ) أنا (ذلك) أي: إتمامَ رضاعِهِ في الجنة (يا رسول الله .. لَهَوَّنَ) وسهَل ذلك؛ أي: عِلْمُ تمامِ رضاعه في الجنة (عليَّ أَمْرَهُ) أي: أَمْرَ القاسم وشَأْنَه وفراقَه وموتَه، (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها:(إن شئْتِ) يا خديجةُ سماعَ صوته .. (دعوتُ اللهَ تعالى) أَنْ يُسمعك اللهُ تعالى صوتَه، (فـ) إذا دعوتُ الله تعالى ذلك .. (أسمعكِ) الله تعالى (صوتَه) أي: صوتَ القاسم.

(قالَتْ) خديجةُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسولَ الله) لا تَدْعُ ذلك ربَّك (بل أُصَدِّقُ اللهَ) تعالى، من التصديقِ (ورسولَه) صلى الله عليه وسلم فيما أَخْبرَانِيهِ من استكمالِ رضاعه في الجنة، قال السُّهيلي: وهذا مِنْ فِقْهِهَا رضي الله تعالى عنها، كَرِهَتْ أنْ تُؤْمِنَ بهذه الآيةَ معاينةً، فلا يكون لها أَجْرُ الإيمان بالغَيْبِ.

ص: 185

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه ضعيف (20)(177)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به.

* * *

فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:

الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد، والثالث للاستئناس.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 186