الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(149)
- 1554 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ،
===
فائدة
قال ابن العربي: النوح: ما كانت الجاهلية تفعل؛ كان النساء يقفن متقابلات يصحن، ويحثين التراب على رؤوسهن، ويضربن وجوههن، وفي ذلك جاء الحديث: "ليس منا من حلق وسلق
…
" الحديث. انتهى من "السنوسي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الجنائز، باب التشديد في النياحة، بأطول مما هنا، وكذا رواه ابن أبي شيبة في "مسنده"، من طريق يحيى بن أبي كثير، وأبو يعلى في "مسنده"، وعبد الرزاق في "مسنده"، وأحمد في "المسند".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أم سلمة الأنصارية بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(149)
- 1554 - (4)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقة متقن، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا محمد بن يوسف) بن واقد بن عثمان الضبي مولاهم الفريابي -بكسر الفاء وسكون الراء بعدها تحتانية وبعد الألف موحدة- ثقة فاضل، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ). يروي عنه:(ع).
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "النِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ؛ فَإِنَّ النَّائِحَةَ إِنْ لَمْ تَتُبْ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ .. فَإِنَّهَا تُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهَا سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرَانٍ، ثُمَّ يُعْلَى عَلَيْهَا
===
(حدثنا عمر بن راشد) بن شجرة -بفتح المعجمة والجيم- أبو حفص (اليمامي) ضعيف، من السابعة، ووهم من قال: إن اسمه عمرو. يروي عنه: (ت ق).
(عن يحيى بن أبي كثير) الطائي اليمامي، ثقة، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن عكرمة) أبي عبد الله مولى ابن عباس البربري، ثقة ثبت عالم بالتفسير، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة (104 هـ)، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عمر بن راشد، وهو متفق على ضعفه.
(قال) ابن عباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النياحة على الميت من أمر الجاهلية) ودأبهم وعادتهم (فإن النائحة إن لم تتب) وتقلع عن نياحتها (قبل أن تموت) توبةً نصوحًا؛ أي: قبل وقت الغرغرة .. (فإنها تبعث يوم القيامة) من قبرها و (عليها سرابيل) أي: قمص (من قطران) جمع سربال؛ يعني: أنها تدهن بالقطران فيصير لها كالقميص؛ حتى يكون اشتعال النار والتصاقها بجسدها أشد، ورائحته أنتن، وألمها بسبب الحر أشد، والقطران: دهن شجر تطلى به الإبل الجرب رائحته كريهة، (ثم يعلى عليها) أي: يرفع
بِدِرْعٍ مِنْ لَهَبِ النَّارِ".
(150)
- 1555 - (5) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى،
===
على تلك السرابيل، وهو بالبناء للمفعول من العلو؛ أي: يلبس فوق تلك القمص ويجعل عليها (بدرع من لهب النار) لتشتد عليها الحرارة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح بما قبله، وسنده ضعيف؛ لما سبق آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث أم سلمة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(150)
- 1555 - (5)(حدثنا أحمد بن يوسف) بن خالد الأزدي أبو الحسن النيسابوري المعروف بحمدان، حافظ ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة أربع وستين ومئتين (264 هـ). يروي عنه:(م د س ق).
(حدثنا عبيد الله) بن موسى بن أبي المختار باذام العبسي الكوفي أبو محمد، ثقة كان يتشيع، من التاسعة، قال أبو حاتم: كان أثبت في إسرائيل من أبي نعيم، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي أبو يوسف الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن أبي يحيى) القتات الكوفي الكناني، اسمه زاذان، وقيل: دينار، وقيل: مسلم، وقيل: يزيد، وقيل: عبد الرحمن بن دينار. روى عن: مجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، وحبيب بن أبي ثابت، ويروي عنه:(د ت ق).
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُتْبَعَ جِنَازَةٌ مَعَهَا رَانَّةٌ.
===
قال ابن معين: ضعيف، وقال الدوري عن ابن معين: ثقة، وقال في "التقريب": لين الحديث، من السادسة.
(عن مجاهد) بن جبر -بفتح الجيم وسكون الموحدة- أبي الحجاج المخزومي مولاهم المكي، ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومئة (104 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه أبا يحيى، وهو مختلف فيه، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
(قال) ابن عمر: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتبع جنازة معها رانة) -بفتح الراء والنون المشددة- قال السندي: الرنة: الصوت، يقال: رنت المرأة؛ إذا صاحت؛ أي: أن تتبع جنازة معها رانة؛ أي: نائحة صائحة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن، لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:
الأول للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم