الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(5) - (412) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُؤْمِنِ يُؤْجَرُ فِي النَّزْعِ
(19)
- 1424 - (1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا حَمِيمٌ لَهَا يَخْنُقُهُ الْمَوْتُ،
===
(5)
- (412) - (باب ما جاء في المؤمن يُؤْجَر في النزع)
(19)
- 1424 - (1)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير -مصغرًا - السلمي الدمشقي، صدوق مقريء، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم الدمشقي، ثقةٌ ولكنه يدلس، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا الأوزاعي) عبد الرَّحمن بن عمرو الدمشقي عالمها وفقيهها، ثقةٌ، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عطاء) بن أبي رباح أسلم القرشي مولاهم اليماني نزيل مكة، ثقةٌ فقيه فاضل، ولكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة أربع عشرة ومئة (114 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأنَّ رجاله ثقات أثبات.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها) في بيتها (وعندها) أي: والحال أن عند عائشة (حميم) أي: قريب أنثى (لها) لَمْ أر من ذكر اسم تلك الحميم (يخنقه الموت) أي: يشتد عليه سكرة الموت ويَضِيقُ عليه نَفَسُه،
فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا بِهَا .. قَالَ لَهَا: "لَا تَبْتَئِسِي عَلَى حَمِيمِكِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ حَسَنَاتِهِ".
===
(فلمَّا رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم ما بها) أي: ما بتلك الحميم من شدةِ سكرةِ الموت .. (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (لها) أي: لعائشة: إلا تَبْتَئِسِي) أي: لا تَحزني ولا تَتأسَّفِي ولا يَنْكَسِرْ قلبُكِ لشدة الموت (على حميمكِ) أي: على قريبكِ هذه؛ (فإن ذلك) أي: فإن شدَّةَ الموت عليها (مِن) ما يزيد في (حسناته) أي: في حسناتِ تلك الحميمِ، أو مِمَّا يُكْتَب في حسناته، أو حصَلَ لها ذلك لكثرة حسناته؛ لأنَّ الصالحَ يُشدَّد عليه في الموت، وذكَّر الضميرَ نظرًا لِلَفْظِ الحميم، وإلا .. فالحميم من الإناث.
وفي "الزوائد": هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات، والوليد بن مسلم وإن كان يدلس، فقد صرح هنا بالتحديث، فزال عنه ما يخشى من تهمة تدليسه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، لكن يشهد له ما رواه الترمذي والنسائي عن عائشة قالت: (ما أَغْبِطُ أحدًا يُهوَّنُ عليه الموتُ بعد الذي رأيتُ من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم (فإنَّه يدلُّ على أنَّها عَلِمَتْ أنَّ شدةَ الموت من الحسنات بشدةِ موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديثُ يَقْتَضِي أنَّها علمَتْ ذلك قَبْلُ، فليُتأمَّل. انتهى "سندى".
قلت: فالحديث صحيح؛ لصحة سنده، ولأَنَّ له شاهدًا مما ذكر، وصحيح بما بعده أيضًا، فغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة بحديث بُريدة بن حُصيب رضي الله عنهما، فقال:
(20)
- 1425 - (2) حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ".
===
(20)
- 1425 - (2)(حدثنا بكر بن خلف أبو بشر) البصري ختن المقريّ، صدوق، من العاشرة، مات بعد سنة أربعين ومئتين. يروي عنه:(د ق).
(حدثنا يحيى بن سعيد) القطان التميمي البصري، ثقةٌ إمام، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن المثنى بن سعيد) الضبعي -بضم المعجمة وفتح الموحّدة- أبي سعيد البصري القسَّام القصير، ثقةٌ، من السادسة. يروي عنه:(ع).
(عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقةٌ، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن) عبد الله (بن بريدة) بن الحصيب - مصغرًا - الأسلمي المروزي، ثقةٌ، من الثالثة، مات سنة خمس أو خمس عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) بريدة بن الحصيب رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأنَّ رجاله ثقات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن يموت بعرق الجبين"). قال السندي: معناه: يموت بالعرق؛ لِمَا يُعالِجُ ويُقاسِي من شدة الموت وسكرتهِ، فقد تَبْقَى عليه بقيةٌ من ذنوبه، فيشدد عليه وَقْتَ الموت لِيُخلَّص عنها، وقيل: هو من الحياء؛ أي: إنه إذا جاءته البُشْرى مع ما كان قد اقْترفَ من الذنوب .. حصل له بذلك خَجَلٌ وحياءٌ من الله تعالى، فعرق لذلك جبينُه، وقيل: يحتمل أنَّ عرق الجبين علامة جُعلت لموت المؤمن وإن لَمْ يُعْقَلْ معناه. انتهى منه،
(21)
- 1426 - (3) حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ كَرْدَمٍ،
===
وفي "التحفة": قيل: هو عبارة عن شدة الموت، وقيل: هو علامة الخير عند الموت.
قال ابن الملك: يعني: يشتد الموت على المؤمن بحيث يعرق جبينه من الشدة؛ لتمحيص ذنوبه، أو لتزيد درجته، وقال التوربشتي: فيه وجهان؛ أحدهما: ما يكابده من شدة السياق التي يعرق دونها الجبين، والثاني: أنه كناية عن كد المؤمن في طلب الحلال وتضييقه على نفسه بالصوم والصلاة حتى يلقى الله تعالى، والأول أظهر، كذا في "المرقاة". انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديد: الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء إن المؤمن يموت بعرق الجبين، رقم (987)، قال أبو عيسى: هذا الحديث حديث حسن، وأخرجه أحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: هذا حديث على شرط الشيخين لَمْ يخرجاه.
قلت: الحديث صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث أبي موسى رضي الله عنه، فقال:
(21)
- 1426 - (3)(حدثنا روح بن الفرج) البزاز أبو الحسن البغدادي، صدوق، من الحادية عشرة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا نصر بن حماد) بن عجلان البجلي أبو الحارث الورَّاق البصري، ضعيف، أفرط الأزدي فزعم أنه يضع، من صغار التاسعة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا موسى بن كردم) كوفي، مجهول، من السابعة. يروي عنه:(ق).
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَتَى تَنْقَطِعُ مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ مِنَ النَّاسِ؟ قَالَ: "إِذَا عَايَنَ".
===
(عن محمد بن قيس) المدني القاص، ثقةٌ، من السادسة، وحديثه عن الصحابة مرسل. يروي عنه:(م ت س ق).
(عن أبي بردة) بن أبي موسى الأشعري، قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث، ثقةٌ، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة (104 هـ)، وقد جاوز الثمانين. يروي عنه:(ع).
(عن) والده (أبي موسى) الأشعري عبد الله بن قيس رضي الله تعالى عنه الصحابي، مات سنة خمسين، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأنَّ فيه نصر بن حماد، كذبه ابن معين، واتهم بالوضع، وفيه أيضًا موسى بن كردم، وهو مجهول.
(قال) أبو موسى: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى تنقطع معرفة العبد من الناس؟ ) أي متى تنقطع معرفة العبد أهل الدنيا من الناس وغيرهم بسبب الموت، وتزول عنه بحيث لا يرجى عودها إليه؟ وإلا .. فقد تزول المعرفة عنه قبل المعاينة، (قال) النبي صلى الله عليه وسلم: تزول وتنقطع عنه معرفته الناسَ وغيرَهم (إذا عاين) وشاهد ملائكةَ الموت وأمورَ البرزخ.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه ضعيف؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به، فهو ضعيف السند والمتن (7)(164).
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد، والثالث للاستئناس.
والله سبحانه وتعالى أعلم