الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(41) - (448) - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَفْرِ الْقَبْرِ
(126)
- 1531 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ الْأَدْرَعِ السُّلَمِيِّ
===
(41)
- (448) - (بابُ ما جاء في حَفْرِ القبر)
(126)
- 1531 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي.
(حدثنا زيد بن الحباب) -بضم المهملة وموحدتين- أبو الحسين العكلي -بضم المهملة وسكون الكاف- أصله من خراسان، وكان بالكوفة، صدوق يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا موسى بن عبيدة) -مصغرًا- ابن نشيط -بفتح النون وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة- الربذي -بفتح الراء والموحدة ثم معجمة- أبو عبد العزيز المدني، ضعيف لا سيما في عبد الله بن دينار، وكان عابدًا، من صغار السادسة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئة (153 هـ). يروي عنه:(ت ق).
(حدثني سعيد بن أبي سعيد) المقبري كيسان أبو سعد المدني، ثقة، من الثالثة، تغير قبل موته بأربع سنين، وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة، مات في حدود العشرين ومئة (120 هـ)، وقيل قبلها، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن الأدرع) بفتحتين بينهما دال ساكنة (السلمي) -بضم السين- معدود في الصحابة رضي الله عنه، وليس لأدرع هذا عند ابن ماجه سوى هذا الحديث،
قَالَ: جِئْتُ لَيْلَةً أَحْرُسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا رَجُلٌ قِرَاءَتُهُ عَالِيَةٌ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ هَذَا مُرَاءٍ، قَالَ: فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فَفَرَغُوا مِنْ جِهَازِهِ، فَحَمَلُوا نَعْشَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ارْفُقُوا بِهِ
===
وليس له شيء في الخمسة الأصول، وإسناد حديثه ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
(قال) الأدرع: (جئت ليلة) من الليالي حالة كوني (أحرس) وأحفظ (النبي صلى الله عليه وسلم من حساد اليهود؛ أي: حالة كوني مريدًا حراسته صلى الله عليه وسلم (فإذا رجل) حاضر هناك؛ أي: ففاجَأني رجل صوتُ (قراءته عالية) أي: مرتفعة، (فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم من منزله، (فقلت: يا رسول الله؛ هذا مراء) أي: هذا الرجل يرائي قراءته للناس ليس مخلصًا ليحمدوه، فقوله:(مراء) اسم فاعل من الرياء، وكأنه صلى الله عليه وسلم أعرض عن كلامه تنبيهًا على أنه أخطأ، ثم بين في وقت آخر أن الأمر على خلاف ما زعم.
(قال (الأدرع: (فمات) ذلك الرجل (بالمدينة، ففرغوا) أي: فرغ الحاضرون عند ذلك الرجل (من جهازه) أي: من تجهيز ذلك الرجل؛ أي: من غسله وتكفينه، (فحملوا) أي: حمل من عنده (نَعْشَه) أي: ميته على النعش والسرير، (فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحامليه:(ارفقوا به) أي: بهذا الميت في حمله والمشي به، كأنهم أسرعوا به إسراعًا شديدًا تحركت معه الجنازة، فمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك الإسراع؛ أي: ألطفوا به في المشي به.
رَفَقَ اللهُ بِهِ؛ إِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ"، قَالَ: وَحَفَرَ حُفْرَتَهُ فَقَالَ: "أَوْسِعُوا لَهُ أَوْسَعَ اللهُ عَلَيْهِ"، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ لَقَدْ حَزِنْتَ عَلَيْهِ فَقَالَ: "أَجَلْ؛ إِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ".
(127)
-1532 - (2) حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ،
===
(رَفَق الله به) أي: لطَفَ الله به بلطفه الخفي ورَحِمَه؛ (إنه) أي: إن هذا الرجل الميت (كان يُحب الله ورسوله، قال) الأَدْرَعُ: (وحَفَر) له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (حفرته) أي: قَبْرَه؛ أي: أَمَر بحفر قبره، (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم لحافري القبرِ:(أَوسِعُوا له) قَبْرَه (أوسعَ الله عليه) برحمته، (فقال بعضُ أصحابه) صلى الله عليه وسلم:(يا رسول الله؛ لقد حَزِنْتَ) وتأسَّفْتَ (عليه) أي: على موت هذا الرجل، (فقال) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:(أَجَلْ) أي: نَعَمْ، تأسَّفْتُ عليه (إنه) أي: إن هذا الرجل (كان يحب الله ورسوله).
قوله: "وأوسعوا له" بقطع الهمزة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، لكن رواه ابن أبي شيبة في "مسنده" بتمامه هكذا، وله شاهد من حديث هشام بن عامر رواه أصحاب السنن الأربعة، وسيأتي في "ابن ماجه" قريبًا برقم (1560)، وهو هذا الحديثُ المذكورُ بَعْدَ هذا.
فدرجته: أنه صحيح؛ لأن له شاهدًا، وسنده ضعيف، كما مر، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث الأدرع بحديث هشام بن عامر رضي الله عنهم، فقال:
(127)
-1532 - (2)(حدثنا أزهرُ بن مروان) الرقاشيُّ -بتخفيف القاف
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "احْفِرُوا
===
والشين المعجمة، النَّوَّاءُ بنون وواو مشددة- لقبه فُريخ -بالخاء المعجمة مصغرًا- صدوق، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ). يروي عنه:(ت ق).
(حدثنا عبد الوارث بن سعيد) بن ذكوان العنبري مولاهم أبو عبيدة التنوري -بفتح المثناة وتشديد النون- البصري، ثقة ثبت رُمي بالقدر ولم يَثْبُتْ عنه، من الثامنة، مات سنة ثمانين ومئة (180 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا أيوب) بن أبي تميمة كيسان السختياني أبو بكر البصري، ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العُبَّاد، من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة (131 هـ)، وله خمس وستون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن حميد بن هلال) العدوي أبو نصر البصري، ثقة عالم تَوقَّفَ فيه ابنُ سيرين لدخولهِ في عملِ السلطان، من الثالثة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي الدَّهْمَاءِ) -بفتح المهملة وسكون الهاء وبالمد- اسمه: قِرْفَةُ -بكسر أوله وسكون الراء بعدها فاء- ابِنُ بُهَيْسٍ -بموحدة ومهملة مصغرًا- العدويِ، بصري، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(م عم).
(عن هشام بن عامر) بن أمية الأنصاري النجاري الصحابي المشهور رضي الله عنه، يقال: كان اسمه أولًا شِهابًا، فغيَّره النبيُّ صلى الله عليه وسلم. يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) هشام: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احفروا) أي: القبور، وفي رواية النسائي عن هشام بن عامر قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه
وَأَوْسِعُوا وَأَحْسِنُوا".
===
وسلم يوم أحد، فقلنا: يا رسول الله؛ الحَفْرُ علينا لكلِ إنسان شديدٌ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "احفروا وأعْمِقُوا وأَحْسِنُوا، وادفنوا الاثنين والثلاثةَ في قبر واحد
…
" الحديث، قوله: "وأعمقوا" فيه دليل على مشروعيةِ إِعْماق القبرِ، وقد اختُلف في حدِّ الإعماق: فقال الشافعي: قامة، وقال عمر بن عبد العزيز: إلى السرة، وقال أحمد: لا حَدَّ لإِعْماقِه. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عمر بن الخطاب، أنه قال: أعمقوا القبرَ إلى قدرِ قامة وبَسْطَةٍ، قاله في "النيل". انتهى من "العون".
قوله: (وأوسعوا وأحسنوا) أي: أحسنوا إلى الميت في الدفن، قاله في "الأزهار"، وقال زينُ العرب تبعًا للمظهر: أي اجعلوا القبر حسنًا بتسوية قعره ارتفاعًا وانخفاضًا وتنقيتهِ من التراب والقَذَاةِ وغيرِهما، وأعمقوا؛ أي: اجعلوا القبر عميقة، قال في "القاموس": أعْمَقَ البئر جعلها عميقة. انتهى "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجنائز، باب في تعميق القبر، والترمذي في أبواب الجهاد، باب ما جاء في دفن الشهداء، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الجنائز، باب ما يستحب من إعماق القبر، باب ما يستحب من توسيع القبر، وأحمد.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: حديثان:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم