الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(34) - (441) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ وَمَنِ انْتَظَرَ دَفْنَهَا
(106)
- 1511 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ صلَّى عَلَى جِنَازَةٍ .. فَلَهُ قِيرَاطٌ،
===
(34)
- (441) - (باب ما جاء في ثواب من صلى على جنازة ومن انتظر دفنها)
(106)
- 1511 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الأعلى) بن عبد الأعلى السامي البصري، ثقة، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن معمر) بن راشد الأزدي مولاهم البصري، ثقة ثبت، من كبار السابعة، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن الزهري، عن سعيد بن المسيب) بن حزن المخزومي المدني، ثقة ثبت، من الثانية، من كبار التابعين، مات بعد التسعين. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى على جنازة) ولم ينتظر دفنها .. (فله قيراط) واحد، والقيراط عبارة عن ثواب معلوم عند الله تعالى عُبِّر عنه ببعض أسماء المقادير، وفُسِّر بجبل عظيم تعظيمًا له وهو أُحد -بضمتين- ويحتمل أن ذلك العمل يتجسَّم على قدر جرم الجبل المذكور تثقيلًا للميزان. انتهى "سندي"، ومقتضاه: أن القيراط يختص بمن حضرها من أول الأمر إلى انقضاء الصلاة عليها، وبذلك صرح المحب الطبري وغيره، والذي يظهر لي
وَمَنِ انْتَظَرَ حَتَّى يُفْرَغَ مِنْهَا .. فَلَهُ قِيرَاطَانِ"، قَالُوا: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: "مِثْلُ الجَبَلَيْنِ".
===
أن القيراط يحصل أيضًا لمن صلى عليها فقط؛ لأن كل ما قبل الصلاة وسيلة إليها، لكن قيراط من صلى فقط دون قيراط من شيع مثلًا وصلى. انتهى "فتح الملهم".
والقيراط اسم لمقدار معلوم في العرف؛ وهو جزء من أربعة وعشرين جزءًا من الدينار، وقد يراد به الجزء مطلقًا ويكون عبارة عن الحظ والنصيب، ألا ترى أنه قال:"كل قيراط مثل أُحد"؟ ! كما سيأتي في حديث ثوبان، ومقصود هذا الحديث أن من صلى على جنازة .. كان له حظ عظيم من الثواب والأجر، فإن صلى عليها واتبعها .. كان له حظان عظيمان من ذلك؛ إذ قد عمل عملين: أحدهما صلاته عليه، والثاني كونه معها حتى تدفن. انتهى من "المفهم"، كما قال.
(ومن انتظر) وتأخر معها (حتى يفرغ منها) أي: من دفنها .. (فله قيراطان) قيراط في الصلاة عليها، وقيراط في اتباعها حتى تدفن، وفيه الحث على الصلاة على الجنازة واتباعها ومصاحبتها حتى تدفن، (قالوا) أي: قال الأصحاب الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم: (وما القيراطان) يا رسول الله؟ أي: ما مقدارهما؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالهم: مقدار القيراطين في العظم (مثل الجبلين) العظيمين من جبال الدنيا، والمراد منه التمثيل لو تجسم؛ والمعنى: أنه يرجع بنصيبين كبيرين من الأجر، والياء في قيراط بدل من الراء؛ فإن أصله قراط -مشدد الراء- وجمعه قراريط، ويقال مثله في دينار ودنانير. انتهى من "المبارق".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجنائز، باب
(107)
- 1512 - (2) حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ،
===
فضل اتباع الجنائز، باب من انتظر حتى تدفن، ومسلم في كتاب الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، وأبو داوود في كتاب الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة وتشييعها، والترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في فضل الصلاة على الجنازة، والنسائي في كتاب الجنائز وكتاب الإيمان، باب فضل من تبع الجنازة، وأحمد بن حنبل.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه مما اتفق عليه السبعة، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث ثوبان رضي الله عنهما، فقال:
(107)
- 1512 - (2)(حدثنا حميد بن مسعدة) بن المبارك السامي -بالمهملة- أو الباهلي البصري، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا خالد بن الحارث) بن عبيد بن سليم الهجيمي أبو عثمان البصري، يقال له: خالد الصدق، ثقة ثبت، من الثامنة، مات سنة ست وثمانين ومئة (186 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا سعيد) بن أبي عروبة مهران اليشكري البصري، ثقة حافظ، له تصانيف لكنه كثير التدليس واختلط، وكان من أثبت الناس في قتادة، من السادسة، مات سنة ست، وقيل: سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه: (ع).
عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ .. فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ دَفْنَهَا .. فَلَهُ قِيرَاطَانِ"، قَالَ: فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْقِيرَاطِ، فَقَالَ:"مِثْلُ أُحُدٍ".
===
(عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة (113 هـ). يروي عنه:(ع)، قيل: ولد أكمه.
قال: (حدثني سالم بن أبي الجعد) رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي، ثقة وكان يرسل كثيرًا، من الثالثة، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين (98 هـ)(، وقيل: مئة، أو بعد ذلك. يروي عنه: (ع).
(عن معدان بن أبي طلحة) اليعمري الشامي، ثقة، من الثانية. يروي عنه:(م عم).
(عن ثوبان) الهاشمي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبه ولازمه ونزل بعده الشام، ومات بحمص سنة أربع وخمسين (54 هـ) رضي الله عنه. يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) ثوبان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى على جنازة) ورجع إلى بيته بعد الصلاة عليها .. (فله) من الأجر (قيراط) واحد؛ لأنه عمل عملًا واحدًا من أعمال التجهيز؛ وهو الصلاة عليه، (ومن شهد دفنها) أي: دفن الجنازة، ثم رجع إلى بيته .. (فله) من الأجر (قيراطان) قيراط للصلاة عليها، وقيراط لاتباعها إلى محل الدفن، وإن لم يدفنها بيده، (قال) ثوبان:(فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن) مقدار (القيراط، فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: القيراط الواحد (مثل) جبل (أحد) في العظم لو كان جسمًا يرى.
(108)
- 1513 - (3) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ،
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الإمام مسلم في كتاب الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، والبيهقي في الجنائز، باب انصراف من شاء إذا فرغ
…
إلى آخره.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا حديث أبي هريرة بحديث أُبي بن كعب رضي الله عنهما، فقال:
(108)
-1513 - (3)(حدثنا عبد الله بن سعيد) بن حصين الكندي أبو سعيد الأشج الكوفي، ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة سبع وخمسين ومئتين (257 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا عبد الرحمن) بن محمد بن زياد (المحاربي) أبو محمد الكوفي، لا بأس به وكان يدلس، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن حجاج بن أرطاة) بن ثور بن هبيرة النخعي أبي أرطاة الكوفي، صدوق كثير الخطأ والتدليس، من السابعة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن عدي بن ثابت) الأنصاري الكوفي، ثقة، رمي بالتشيع، من الرابعة، مات سنة ست عشرة ومئة (116 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن زر بن حبيش) -مصغرًا- ابن حباشة -بضم المهملة بعدها موحدة ثم
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ .. فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ .. فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؛ الْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ هَذَا".
===
معجمة- الأسدي الكوفي أبي مريم، ثقة فاضل مخضرم، من الثانية، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثمانين (83 هـ)، وهو ابن مئة وسبع وعشرين سنة. يروي عنه:(ع).
(عن أُبي بن كعب) بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية الأنصاري الخزرجي أبي المنذر سيد القراء من فضلاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، قيل: مات سنة تسع عشرة (19 هـ)، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين (32 هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لتدليس حجاج بن أرطاة.
(قال) أُبي: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى على جنازة) ثم رجع إلى بيته .. (فله) من الأجر (قيراط) واحد، (ومن شهدها) وتبعها إلى محل الدفن وكان معها (حتى تدفن .. فله قيراطان، والذي) أي: وأقسمت لكم بالإله الذي (نفس محمد) وروحه (بيده) المقدسة على أن (القيراط) الواحد منهما (أعظم) أي: أكبر لو كان جسمًا (من) جبل (أحد هذا) الذي ترونه في المدينة صباحًا ومساءً، وهو أعظم جبال المدينة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهدٌ من حديث أبي هريرة رواه الشيخان، والترمذي، ورواه مسلم وابن ماجه من حديث ثوبان، ورواه النسائي من حديث البراء، ومن حديث عبد الله بن مغفل، وغير ذلك من الشواهد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فدرجة هذا الحديث: أنه ضعيف السند؛ لما ذكر آنفًا، صحيح المتن؛ لأن له شواهد كثيرة، كما بينا بعضها، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم