الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(9) - (416) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غَسْلِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَغَسْلِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا
(31)
- 1436 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ
===
(9)
- (416) - (باب ما جاء في غسل الرجل امرأته وغسل المرأة زوجها)
(31)
-1436 - (1)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ فاضل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا أحمد بن خالد) بن موسى (الوهبي) بالواو والهاء، وهو الصواب، وفي أكثر النسخ: الذهبي بالذال، وهو خطأ، أبو سعيد الكندي، صدوق، من التاسعة، مات سنة أربع عشرة ومئتين (214 هـ). يروي عنه:(عم).
(حدثنا محمد بن إسحاق) بن يسار المطلبي مولاهم المدني إمام المغازي، صدوق يدلس، من صغار الخامسة، مات سنة خمسين ومئة (150 هـ)، ويقال بعدها. يروي عنه:(م عم).
(عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير) بن العوام المدني، ثقة، من الخامسة، مات بعد المئة. يروي عنه:(عم).
(عن أبيه) عباد بن عبد الله بن الزبير كان قاضي مكة زمن أبيه وخليفته إذا حج، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، ومحمد بن إسحاق وإن كان مدلسًا، ورواه بالعنعنة في هذا الإسناد .. فقد رواه ابن الجارود
قَالَتْ: لَوْ كُنْتُ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ .. مَا غَسَّلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ نِسَائِهِ.
(32)
-1437 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
===
وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "المستدرك" من طريق ابن إسحاق مصرحًا بالتحديث، فزالت تهمة تدليسه. انتهى "سندي".
(قالت) عائشة: (لو كنت) أنا (استقبلت من أمري) وشأني؛ أي: لو أتيته مستقبلًا (ما استدبرت) وأمضيت من أمري وجعلته خلف دبري وظهري كتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم .. (ما غسل) بتشديد السين وتخفيفها (النبي صلى الله عليه وسلم غير نسائه) وأزواجه.
وفي الحديث دلالة على أن أحد الزوجين يغسل الآخر إذا مات قبله؛ لأن منظور أحدهما من الآخر أكثر من منظور غيرهما؛ لأنه يجوز نظر أحدهما إلى الآخر حتى إلى فرجه.
والحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الشافعي في "مسنده" من هذا الوجه، ورواه البيهقي من طريق الحاكم، ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يحيى بن عباد، فذكره بزيادة طويلة، كما بينته في "زوائد المسانيد العشرة". انتهى من "الزوائد".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة هذا بحديث آخر لها رضي الله عنها، فقال:
(32)
-1437 - (2)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبَقِيعِ
===
الذهلي النيسابوري، ثقة متقن، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا أحمد) بن محمد (بن حنبل) بن هلال بن أسد الشيباني المروزي، ثقة حجة أحد الأئمة الأربعة نزيل بغداد، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ) في ربيع الأول، وله سبع وسبعون سنة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا محمد بن سلمة) بن عبد الله الباهلي مولاهم أبو عبد الله الحراني، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى وتسعين ومئة (191 هـ)، له في (م) فرد حديث. يروي عنه:(م عم).
(عن محمد بن إسحاق) بن يسار المطلبي مولاهم المدني، صدوق، من الخامسة، مات سنة خمسين ومئة، ويقال بعدها. يروي عنه:(م عم).
(عن يعقوب بن عتبة) بن المغيرة بن الأخنس الثقفي، ثقة، من السادسة، مات سنة ثمان وعشرين ومئة (128 هـ). يروي عنه:(د س ق).
(عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله) بن عتبة بن مسعود الهذلي المدني، ثقة فقيه ثبت، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من ثمانياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وروى بالعنعنة.
(قالت) عائشة: (رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من) مقبرة (البقيع) لعله خرج إليه لزيارة أهله أو لتجهيز بعض الأموات؛ أي: رجع منها إلى منزلي،
فَوَجَدَنِي وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي وَأَنَا أَقُولُ: وَا رَأْسَاهُ، فَقَالَ:"بَلْ أَنَا يَا عَائِشَةُ وَا رَأْسَاهُ"، ثُمَّ قَالَ:"مَا ضرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي، فَقُمْتُ عَلَيْكِ؛ فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ وَصَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ".
===
(فوجدني) أي: رآني (وأنا أجد) أي أشتكي (صداعًا) أي: وجع الرأس (في رأسي، وأنا أقول) في شكواه: (وا رأساه) أي: يا وجع رأسي من ينتدب ويستغيث لي في إزالته، (فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(بل أنا يا عائشة) أقول: (وا رأساه) أي: أشتكي وجعه؛ أي: بل أنا أحق منك بهذه الكلمة؛ لأن مرضك زائل بالصحة عقبه، بخلاف مرضي، وكأن هذا الأمر في قرب وفاته صلى الله عليه وسلم، وفيه جواز إظهار المريض مرضه للناس.
(ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: (ما ضرك) وأهمك شيء من أمور الآخرة (لو مِتِّ قبلي) بكسر تاء المخاطبة المشددة لإدغام تاء لام الكلمة فيها، (فقمت عليك) بتجهيزك؛ (فغَسَّلْتُكِ) بيدي، وهذا وما بعده عطف على ما قبله عطف مفصل على مجمل، (وكفنتك وصليت عليك ودفنتك).
والمؤلف أخذ الترجمة من قوله: "فغسلتك" وفي "الزوائد": رواه البخاري بسند آخر عن عائشة مختصرًا، ورواه النسائي في كتاب الوفاة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به للحديث الذي قبله.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد، وكلاهما لعائشة.
والله سبحانه وتعالى أعلم