المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(4) - (411) - باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حضر - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٩

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الجنائز

- ‌(1) - (408) - بَابُ مَا جَاءَ فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌(2) - (409) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ عَادَ مَرِيضًا

- ‌(3) - (410) - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَلْقِينِ الْمَيِّتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ

- ‌(4) - (411) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقَالُ عِنْدَ الْمَرِيضِ إِذَا حُضِرَ

- ‌(5) - (412) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُؤْمِنِ يُؤْجَرُ فِي النَّزْعِ

- ‌(6) - (413) - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَغْمِيضِ الْمَيِّتِ

- ‌(7) - (414) - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَقْبِيلِ الْمَيِّتِ

- ‌(8) - (415) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُسْلِ الْمَيِّتِ

- ‌(9) - (416) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غَسْلِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَغَسْلِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا

- ‌(10) - (417) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُسْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(11) - (418) - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَفَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) - (419) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْكَفَنِ

- ‌(13) - (420) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّظَرِ إِلَى الْمَيِّتِ إِذَا أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ

- ‌(14) - (421) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ النَّعْيِ

- ‌(15) - (422) - بَابُ مَا جَاءَ فِي شُهُودِ الْجَنَائِزِ

- ‌(16) - (423) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَشْيِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ

- ‌(17) - (424) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ التَّسَلُّبِ مَعَ الْجِنَازَةِ

- ‌(18) - (425) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجِنَازَةِ لَا تُؤَخَّرُ إِذَا حَضَرَتْ وَلَا تُتْبَعُ بِنَارٍ

- ‌(19) - (426) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

- ‌(20) - (427) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الثَّنَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌(21) - (428) - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَيْنَ يَقُومُ الْإِمَامُ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ

- ‌(22) - (429) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْجِنَازَةِ

- ‌(23) - (430) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ

- ‌(24) - (431) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّكْبِيرِ عَلَى الْجِنَازَةِ أَرْبَعًا

- ‌(25) - (432) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ كبَّرَ خَمْسًا

- ‌(26) - (433) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الطِّفْلِ

- ‌(27) - (434) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى ابْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذِكْرِ وَفَاتِهِ

- ‌(28) - (435) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الشُّهَدَاءِ وَدَفْنِهِمْ

- ‌(29) - (436) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(30) - (437) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَوْقَاتِ الَّتِي لَا يُصَلَّى فِيهَا عَلَى الْمَيِّتِ وَلَا يُدْفَنُ

- ‌(31) - (438) - بَابٌ: فِي الصَّلَاةِ عَلَى أَهْلِ الْقِبْلَةِ

- ‌(32) - (439) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ

- ‌(33) - (440) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّجَاشِيِّ

- ‌(34) - (441) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ وَمَنِ انْتَظَرَ دَفْنَهَا

- ‌(35) - (442) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِيَامِ لِلْجِنَازَةِ

- ‌(36) - (443) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقَالُ إِذَا دَخَلَ الْمَقَابِرَ

- ‌(37) - (444) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجُلُوسِ فِي الْمَقَابِرِ

- ‌(38) - (445) - بَابُ مَا جَاءَ فِي إِدْخَالِ الْمَيِّتِ الْقَبْرَ

- ‌(39) - (446) - بَابُ مَا جَاءَ فِي اسْتِحْبَابِ اللَّحْدِ

- ‌(40) - (447) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الشَّقِّ

- ‌(41) - (448) - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَفْرِ الْقَبْرِ

- ‌(42) - (449) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَلَامَةِ فِي الْقَبْرِ

- ‌(43) - (450) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ الْبِنَاءِ عَلَى الْقُبُورِ وَتَجْصِيصِهَا وَالْكِتَابَةِ عَلَيْهَا

- ‌(44) - (451) - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَثْوِ التُّرَابِ فِي الْقَبْرِ

- ‌(45) - (452) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ الْمَشْيِ عَلَى الْقُبُورِ وَالْجُلُوسِ عَلَيْهَا

- ‌(46) - (453) - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَلْعِ النَّعْلَيْنِ فِي الْمَقَابِرِ

- ‌(47) - (454) - بَابُ مَا جَاءَ فِي زِيَارَةِ الْقُبُورِ

- ‌(48) - (455) - بَابُ مَا جَاءَ فِي زِيَارَةِ قُبُورِ الْمُشْرِكينَ

- ‌(49) - (456) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ زِيَارَةِ النِّسَاءِ الْقُبُورَ

- ‌(50) - (457) - بَابُ مَا جَاءَ فِي اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الْجَنَائِزَ

- ‌(51) - (458) - بَابٌ: فِي النَّهْيِ عَنِ النِّيَاحَةِ

- ‌فائدة

- ‌(52) - (459) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْخُدُودِ وَشَقِّ الْجُيُوبِ

- ‌(53) - (465) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌فائدة

- ‌(54) - (461) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَيِّتِ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ

- ‌(55) - (462) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّبْرِ عَلَى الْمُصِيبَةِ

- ‌(56) - (463) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ عَزَّى مُصَابًا

- ‌(57) - (464) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ أُصِيبَ بِوَلَدِهِ

- ‌(58) - (465) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أُصِيبَ بِسِقْطٍ

- ‌(59) - (466) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الطَّعَامِ يُبْعَثُ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ

- ‌(60) - (467) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ الاجْتِمَاعِ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةِ الطَّعَامِ

- ‌(61) - (468) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ مَاتَ غَرِيبًا

- ‌(62) - (469) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ مَاتَ مَرِيضًا

- ‌(63) - (470) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ كَسْرِ عِظَامِ الْمَيِّتِ

- ‌(64) - (471) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ذِكْرِ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(65) - (472) - بَابُ ذِكْرِ وَفَاتِهِ وَدَفْنِهِ صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌(4) - (411) - باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حضر

(4) - (411) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقَالُ عِنْدَ الْمَرِيضِ إِذَا حُضِرَ

(15)

- 1420 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا حَضَرْتُمُ

===

(4)

- (411) - (باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حُضِرَ)

بالبناء للمفعول؛ أي: إذا حضره مقدمات الموت أو ملائكته.

(15)

- 1420 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقةٌ عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث وقيل خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(ق).

(قالا حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (190 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) الكاهلي الكوفي، ثقةٌ، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن شقيق) بن سلمة الأسدي أبي وائل الكوفي، ثقةٌ مخضرم، من الثانية، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. يروي عنه:(ع).

(عن أم سلمة) هند بنت أبي أمية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، ماتت سنة اثنتين وستين، وقيل: سنة إحدي، وقيل غير ذلك. والأول أصح. يروي عنها:(ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأنَّ رجاله ثقات أثبات.

(قالت) أم سلمة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حضرتم

ص: 36

الْمَرِيضَ أَوِ الْمَيِّتَ .. فَقُولُوا خَيْرًا؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ"، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ .. أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ، قَالَ: قُولِي: "اللَّهُمَّ؛ اغْفِرْ لِي وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً"، قَالَتْ: فَفَعَلْتُ،

===

المريض أو الميت) للتنويع لا للشك، كما في "الكوكب" .. (فقولوا) أيها الحاضرون عندهما قولًا (خيرًا) لهما؛ من الدعاء للمريض بالعافية، وللميت بالمغفرة، ولصاحب المصيبة بِإعْقَابِ من هو خير منه، إن كان يُتوقع حصول مِثْلِ المفقود، وإلا .. فباللُّطفِ به والتخفيفِ عنه. قال القرطبي: وهذا أمر تأديب وتعليم بما يقال عند الميت أو المريض، وإخبار بتأمين الملائكة على دعاء مَنْ هناك، ومِنْ هنا استحَبَّ علماؤُنا أن يحضر الميتَ الصالحون وأهلُ الخير حال موته؛ ليُذكِّرُوه ويدعوا له ولمن يخلفه، ويقولوا خيرًا، فيجتمع دعاؤهم وتأمين الملائكة، فينتفع بذلك الميت ومن يُصاب به ومَنْ يَخْلُفُه، كما قال:(فإن الملائكة يؤَمِّنون على ما تقولون) فيُستجاب لكم.

قالت أم سلمة: (فلما مات) زوجي (أبو سلمة) عبد الله بن عبد الأسد المخزومي رضي الله تعالى عنه (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم .. فقلت) له: (يا رسول الله؛ إن أبا سلمة قد مات)، ق (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(قولي) يا أم سلمة: (اللهم؛ اغفر لي وله، وأَعْقِبْنِي منه) أي: وأَبْدِل لي منه (عُقْبَى حسنةً) أي: بدلًا صالحًا.

قوله: "وأعقبني" من الإعقاب؛ أي: أبدلني وعوضني منه؛ أي: في مقابلته عُقبى حسنة بوزن بُشرى؛ أي: بدلًا صالحًا.

(قالت) أم سلمة: (ففعلت) أي: فقلت، كما في رواية مسلم؛ أي: فقلت

ص: 37

فَأَعْقَبَنِي اللهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ مُحَمَّد رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

(16)

- 1421 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ،

===

ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم، (فأعقبني الله) أي: أبدلني الله وعوضني منه (من هو خير) لي (منه) أي: من أبي سلمة (محمد) بالرفع خبر ثانٍ لهو (رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خبر ثالث لهو، وفي رواية مسلم: (من هو خير منه، محمدًا صلى الله عليه وسلم بنصب محمدًا على أنَّه بدل مِن مَن الموصولة، أو عطف بيان له.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند المريض، وأبو داوود في الجنائز، باب ما يستحب أن يقال عند الميت من الكلام، والترمذي في الجنائز، باب ما جاء في تلقين المريض عند الموت والدعاء له، قال أبو عيسى: وحديث أم سلمة حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الجنائز، باب كثرة ذكر الموت، وأحمد بن حنبل.

فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث معقل بن يسار رضي الله عنه، فقال:

(16)

- 1421 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق) أبو عبد الرَّحمن المروزي، ثقةٌ حافظ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس عشرة ومئتين (215 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن) عبد الله (بن المبارك) بن واضح الحنظلي مولاهم أبي عبد الرَّحمن

ص: 38

عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَلَيْسَ بِالنَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اقْرَؤُوهَا عِنْدَ

===

المروزي، ثقةٌ ثبتٌ فقيه عالم جواد جمعت فيه خصال الخير، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين ومئة (181 هـ). يروي عنه (ع).

(عن سليمان) بن طرخان (التيمي) أبي المعتمر البصري، ثقةٌ عابد، من الرابعة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ)، وهو ابن سبع وتسعين سنة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي عثمان) اسمه سعد شيخ لسليمان التيمي، قال سليمان في روايته عنه:(وليس) شيخي هذا الذي قلت فيه عن أبي عثمان (بـ) أبي عثمان (النهدي) المشهور المخضرم، هو مقبول، من الرابعة. يروي عنه:(د س ق)، وسليمان التيمي.

قال ابن المديني: لَمْ يرو عنه غير سليمان، وهو مجهول، وقال الآجري عن أبي داوود: وهو سعدُ بن عثمان السَّكَنِيُّ، وذكَرَه ابن حبان في "الثقات". انتهى من "التهذيب".

(عن أبيه) عثمان السَّكَنِيِّ لعلَّه عثمانُ بن أبي سودة المقدسيُّ، ثقةٌ، من الثالثة. يروي عنه:(د ت ق).

(عن معقل بن يسار) المزني الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، وهو الذي يُنسب إليه نَهْرُ معقل بالبصرة، مات بعد الستين. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأنَّ فيه مجهولين، وقال المنذري: أبو عثمان وأبوه ليسا بمشهورين. انتهى.

(قال) معقل: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوها عند

ص: 39

مَوْتَاكُمْ"، يَعْنِي:(يسَ).

===

موتاكم" يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بضمير اقرؤوها: سورة (يسَ) على موتاكم؛ أي: الذين حضرهم الموت، ولعل الحكمة في قراءتها أن يَسْتَأْنِسَ المحتضرُ بما فيها مِنْ ذكر الله وأحوالِ القيامة والبعث، قال الإمام الرازي في "التفسير الكبير": الأمرُ بقراءة يسَ على من شَارفَ الموتَ مع ما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم: "لكل شيء قلب، وقلب القرآن يسَ" .. إيذانٌ بأن اللسان حينئذ ضعيفُ القوة وساقطُ المِنَّةِ، لكن القلْبَ أَقْبَلَ على الله بكليته، فيُقْرَأ عليه ما يَزْداد قُوَّةً قلبه، ويَسْتَمِدُّ تصديقَه بالأصول، فهو إذًا عمَلُهُ وَمُهِمُّه، قاله القاري. انتهى من "العون".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجنائز، باب القراءة عند الميت، والإمام أحمد في "المسند"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، والبيهقي، وابن أبي شيبة.

ودرجته: أنه ضعيف (5)(162)؛ لضعف سنده، ولا شاهد له، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.

قال السندي: قوله (على موتاكم) أي: على من حضره الموت، أو بعد الموت أيضًا، وقيل: بل المراد الأول؛ لأنَّ الميت لا يقرأ عليه، وقيل: لأنَّ سورة يس مشتملة على أصول العقائد؛ من البعث والقيامة، فيتقوى بسماعها التصديق والإيمان حتى يموت. انتهى منه.

* * *

ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة ثانيًا بحديث كعب بن مالك، لكن المرفوع منه صحيح، والقصة ضعيفة، كما سيأتي:

ص: 40

(17)

- 1422 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ. حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ جَمِيعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،

===

(17)

- 1422 - (3)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقةٌ حافظ فاضل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم الواسطي، ثقةٌ متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(ع).

(ح وحدثنا محمد بن إسماعيل) بن سمرة الأحمسي بمهملتين، أبو جعفر السراج، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة ستين ومئتين (260 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(ت س ق).

(حدثنا المحاربي) عبد الرَّحمن بن محمد بن زياد أبو محمد الكوفي، لا بأس به، وكان يدلس، قاله أحمد، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (190 هـ). يروي عنه:(ع).

(جميعًا) أي: كلٌّ من يزيد والمحاربي رويا (عن محمد بن إسحاق) بن يسار أبي بكر المطلبي مولاهم المدني، نزيل العراق إمام المغازي، صدوق يدلس رُمي بالتشيع والقدر، من صغار الخامسة، مات سنة خمسين ومئة (150 هـ) ويقال بعدها. يروي عنه:(م عم).

(عن الحارث بن فضيل) الأنصاري الخطمي أبي عبد الله المدني، ثقةٌ، من السادسة. يروي عنه:(م د س ق).

(عن الزهري) محمد بن مسلم ابن شهاب المدني، ثقةٌ إمام حُجة، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).

ص: 41

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ كَعْبًا الْوَفَاةُ .. أَتَتْهُ أُمُّ بِشْرٍ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ إِنْ لَقِيتَ فُلَانًا .. فَاقْرَأْ عَلَيْهِ مِنِّي السَّلَامَ، قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكِ يَا أُمَّ بِشْرٍ، نَحْنُ أَشْغَلُ مِنْ ذَلِكِ، قَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ أَمَا سَمِعْتَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ

===

(عن عبد الرَّحمن بن كلعب بن مالك) الأنصاري المدني، ثقةٌ، من كبار التابعين، يقال: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مات في خلافة سليمان. يروي عنه:(ع).

(عن أبيه) كعب بن مالك بن أَبِي كعبٍ الأنصاريِ السَّلَمِي -بفتح السين- المدني الصحابي المشهور رضي الله عنه، أحد الثلاثة الذين خُلِّفوا، مات في خلافة علي. يروي عنه:(ع).

وهذان السندان من سباعياته، وحكمهما: الصحة؛ لأنَّ رجالهما ثقات.

(قال) عبد الرَّحمن بن كعب: (لما حضرت) والدي (كعبًا الوفاةُ) أي: مقدماتُها (أَتَتْه) أي: أَتَتْ كعبًا وجاءته (أُمُّ بِشر بنتُ البراء بن معرور) لَمْ أر من ذكر ترجمتها، (فقالت) لوالدي كعب بن مالك:(يا أبا عبد الرَّحمن؛ إن لقيت فلانًا) تريد واحدًا ممن مات قبل ذلك، أي: إن لقيت بعد موتك فلانًا .. (فاقرأ عليه مني السلام)، فـ (قال) لها كعب:(غفر الله لك يا أم بشر، نحن) أي: الآن؛ أي: في وقت سكرة الموت (أشغل) مشغولون (من ذلك) أي: من تبليغ السلام على فلان.

(قالت) أم بشر لكعب: (يا أبا عبد الرَّحمن؛ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أرواح المؤمنين) يعني: الشهداء منهم (في) حوصلةِ (طير خضر) جمع أخضر (تَعْلُق) بضم اللام، وقيل: أو بفتحها؛

ص: 42

بِشَجَرِ الْجَنَّةِ"، قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: فَهُوَ ذَاكَ.

===

أي: تأكل تلك الطير وتَرْعَى (بشجرِ الجَنَّة) أي: بثمارِها؟ (قال) كعب: (بلى) سمعْتُه يقولُ ذلك، (قالت) أمُّ بشر:(فهو) أي: ذلك الفلان (ذاك) الذي يأكلُ مِنْ شجر الجَنَّة؛ تريد أَنَّ المؤمنين أحياءَ، فيُمْكِنُ إرسالُ السلام إليهم.

وشارك المؤلف في روايةِ المرفوع من هذا الحديث: الترمذيُّ؛ أخرجه في كتاب فضل الجهاد، باب ما جاء في ثواب الشهداء، رقم (641)، والنسائيُّ في كتاب الجنائز، بابُ أرواح المؤمنين وغيرهم، رقم (2072)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

ولفظ الترمذي مع شرحه: (حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أرواح الشهداء في طير) جمع طائر، ويطلق على الواحد، (خضر) -بضم الخاء وسكون الضاد- جمع أخضر، (تعلق) قال المنذري: بفتح المثناة فوق وعين مهملة وضم اللام؛ أي: ترعى من أعالي شجر الجَنَّة. انتهى، وقال في "النهاية": أي: تأكل، وهي في الأصل للإبل إذا أكلَت العِضَاةَ، يقال: عَلِقَتْ تَعْلَق عُلُوقًا، فنقل إلى الطير. انتهى.

(من ثمر الجَنَّة، أو شجر الجَنَّة) شك من الراوي، وفي حديث ابن مسعود عند مسلم: (أرواحهم في أجواف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش تَسْرَحُ مِنَ الجَنَّة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديلِ

) الحديث. انتهى من "تحفة الأحوذي".

وقول الترمذي: هذا حديث حسن صحيح؛ يعني: المرفوع منه، لا قصة أم بشر؛ فإنها ضعيفة؛ لانفراد ابن ماجة.

وغرض المؤلف الاستشهاد بالمرفوع، والاستئناس بغيره.

* * *

ص: 43

(18)

- 1423 - (4) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَمُوتُ

===

ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة ثالثًا بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، فقال:

(18)

- 1423 - (4)(حدثنا أحمد بن الأزهر) بن منيع أبو الأزهر العبدي النيسابوري، صدوق كان يحفظ، ثم كبر فصار كتابه أثبت من حفظه، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث وستين ومئتين (263 هـ). يروي عنه:(س ق).

(حدثنا محمد بن عيسى) بن نجيح البغدادي أبو جعفر الطَّبَّاعُ، ثقةٌ فقيه، كان من أعلم الناس بحديث هُشيم، من العاشرة، مات سنة أربع وعشرين ومئتين (224 هـ). يروي عنه:(د س ق).

(حدثنا يوسف) بن يعقوب (بن) أبي سلمة (الماجشون) أبو سلمة المدني، ثقةٌ، من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومئة (185 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(خ م ت س ق).

(حدثنا محمد بن المنكدر) بن عبد الله بن الهدير - مصغرًا - التيمي المدني، ثقةٌ فاضل، من الثالثة، مات سنة ثلاثين ومئة (130 هـ)، أو بعدها. ثم يروي عنه:(ع).

(قال) ابن المنكدر: (دخلت على جابر بن عبد الله) الأنصاري رضي الله عنهما (وهو يموت) أي: والحال أنه في سكرة الموت؛ أي: مقدماته.

وهذا السند من خماسياته، رجاله ثقات أثبات إلَّا أنه موقوف؛ أي: وحكمه: الصحة، إلَّا أنه موقوف منقطع.

ص: 44

فَقُلْتُ: أقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم السَّلَامَ.

===

(فقلت) لجابر: (اقرأ) مني (على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام) إذا وصلت إلى دار الآخرة.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه ضعيف (6)(163)؛ لضعف سنده؛ لأنه منقطع، والحديث قول تابعي موقوف عليه، والله أعلم، وغرضه: الاستئناس به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:

الأول صحيح للاستدلال، والثالث بعضه مرفوع للاستشهاد، وبعضه ضعيف للاستئناس، والباقيان للاستئناس.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 45