المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(55) - (462) - باب ما جاء في الصبر على المصيبة - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٩

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الجنائز

- ‌(1) - (408) - بَابُ مَا جَاءَ فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌(2) - (409) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ عَادَ مَرِيضًا

- ‌(3) - (410) - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَلْقِينِ الْمَيِّتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ

- ‌(4) - (411) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقَالُ عِنْدَ الْمَرِيضِ إِذَا حُضِرَ

- ‌(5) - (412) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُؤْمِنِ يُؤْجَرُ فِي النَّزْعِ

- ‌(6) - (413) - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَغْمِيضِ الْمَيِّتِ

- ‌(7) - (414) - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَقْبِيلِ الْمَيِّتِ

- ‌(8) - (415) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُسْلِ الْمَيِّتِ

- ‌(9) - (416) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غَسْلِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَغَسْلِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا

- ‌(10) - (417) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُسْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(11) - (418) - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَفَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) - (419) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْكَفَنِ

- ‌(13) - (420) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّظَرِ إِلَى الْمَيِّتِ إِذَا أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ

- ‌(14) - (421) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ النَّعْيِ

- ‌(15) - (422) - بَابُ مَا جَاءَ فِي شُهُودِ الْجَنَائِزِ

- ‌(16) - (423) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَشْيِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ

- ‌(17) - (424) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ التَّسَلُّبِ مَعَ الْجِنَازَةِ

- ‌(18) - (425) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجِنَازَةِ لَا تُؤَخَّرُ إِذَا حَضَرَتْ وَلَا تُتْبَعُ بِنَارٍ

- ‌(19) - (426) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

- ‌(20) - (427) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الثَّنَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌(21) - (428) - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَيْنَ يَقُومُ الْإِمَامُ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ

- ‌(22) - (429) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْجِنَازَةِ

- ‌(23) - (430) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ

- ‌(24) - (431) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّكْبِيرِ عَلَى الْجِنَازَةِ أَرْبَعًا

- ‌(25) - (432) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ كبَّرَ خَمْسًا

- ‌(26) - (433) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الطِّفْلِ

- ‌(27) - (434) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى ابْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذِكْرِ وَفَاتِهِ

- ‌(28) - (435) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الشُّهَدَاءِ وَدَفْنِهِمْ

- ‌(29) - (436) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(30) - (437) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَوْقَاتِ الَّتِي لَا يُصَلَّى فِيهَا عَلَى الْمَيِّتِ وَلَا يُدْفَنُ

- ‌(31) - (438) - بَابٌ: فِي الصَّلَاةِ عَلَى أَهْلِ الْقِبْلَةِ

- ‌(32) - (439) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ

- ‌(33) - (440) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّجَاشِيِّ

- ‌(34) - (441) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ وَمَنِ انْتَظَرَ دَفْنَهَا

- ‌(35) - (442) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِيَامِ لِلْجِنَازَةِ

- ‌(36) - (443) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقَالُ إِذَا دَخَلَ الْمَقَابِرَ

- ‌(37) - (444) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجُلُوسِ فِي الْمَقَابِرِ

- ‌(38) - (445) - بَابُ مَا جَاءَ فِي إِدْخَالِ الْمَيِّتِ الْقَبْرَ

- ‌(39) - (446) - بَابُ مَا جَاءَ فِي اسْتِحْبَابِ اللَّحْدِ

- ‌(40) - (447) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الشَّقِّ

- ‌(41) - (448) - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَفْرِ الْقَبْرِ

- ‌(42) - (449) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَلَامَةِ فِي الْقَبْرِ

- ‌(43) - (450) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ الْبِنَاءِ عَلَى الْقُبُورِ وَتَجْصِيصِهَا وَالْكِتَابَةِ عَلَيْهَا

- ‌(44) - (451) - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَثْوِ التُّرَابِ فِي الْقَبْرِ

- ‌(45) - (452) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ الْمَشْيِ عَلَى الْقُبُورِ وَالْجُلُوسِ عَلَيْهَا

- ‌(46) - (453) - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَلْعِ النَّعْلَيْنِ فِي الْمَقَابِرِ

- ‌(47) - (454) - بَابُ مَا جَاءَ فِي زِيَارَةِ الْقُبُورِ

- ‌(48) - (455) - بَابُ مَا جَاءَ فِي زِيَارَةِ قُبُورِ الْمُشْرِكينَ

- ‌(49) - (456) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ زِيَارَةِ النِّسَاءِ الْقُبُورَ

- ‌(50) - (457) - بَابُ مَا جَاءَ فِي اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الْجَنَائِزَ

- ‌(51) - (458) - بَابٌ: فِي النَّهْيِ عَنِ النِّيَاحَةِ

- ‌فائدة

- ‌(52) - (459) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْخُدُودِ وَشَقِّ الْجُيُوبِ

- ‌(53) - (465) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌فائدة

- ‌(54) - (461) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَيِّتِ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ

- ‌(55) - (462) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّبْرِ عَلَى الْمُصِيبَةِ

- ‌(56) - (463) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ عَزَّى مُصَابًا

- ‌(57) - (464) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ أُصِيبَ بِوَلَدِهِ

- ‌(58) - (465) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أُصِيبَ بِسِقْطٍ

- ‌(59) - (466) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الطَّعَامِ يُبْعَثُ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ

- ‌(60) - (467) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ الاجْتِمَاعِ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةِ الطَّعَامِ

- ‌(61) - (468) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ مَاتَ غَرِيبًا

- ‌(62) - (469) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ مَاتَ مَرِيضًا

- ‌(63) - (470) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ كَسْرِ عِظَامِ الْمَيِّتِ

- ‌(64) - (471) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ذِكْرِ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(65) - (472) - بَابُ ذِكْرِ وَفَاتِهِ وَدَفْنِهِ صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌(55) - (462) - باب ما جاء في الصبر على المصيبة

(55) - (462) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّبْرِ عَلَى الْمُصِيبَةِ

(163)

- 1568 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى".

===

(55)

- (462) - (باب ما جاء في الصبر على المصيبة)

(163)

- 1568 - (1)(حدثنا محمد بن رمح) بن مهاجر التجيبي مولاهم المصري، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(م ق).

(أخبرنا الليث بن سعد) بن عبد الرَّحمن الفهمي أبو الحارث المصري، ثقة ثبت فقيه إمام مشهور، من السابعة، مات في شعبان سنة خمس وسبعين ومئة (175 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن يزيد بن أبي حبيب) سويد أبي رجاء المصري، ثقة فقيه، من الخامسة، مات سنة ثمان وعشرين ومئة (128 هـ) وقد قارب الثمانين. يروي عنه:(ع).

(عن سعد بن سنان) ويقال له: سنان بن سعد مقلوبًا، الكندي المصري، وصوب الثاني البخاري وابن يونس، صدوق له أفراد، من الخامسة. يروي عنه:(د ت ق).

(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الصبر) الكامل الذي يترتب عليه الأجر الجزيل؛ لكثرة المشقة فيه. انتهى "نووي"، أو: الصبر المأجور عليه صاحبه والمحمود عليه فاعله .. هو ما كان (عند الصدمة الأولى).

ص: 387

(164)

- 1569 - (2) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ،

===

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجنائز، باب زيارة القبور، ومسلم في كتاب الجنائز، باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى، وأبو داوود في كتاب الجنائز، باب الصبر عند الصدمة، والنسائي في كتاب الجنائز، باب شق الجيوب، والترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء أن الصبر في الصدمة الأولى، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ورواه ثابت البناني عن أنس بن مالك، فقال أبو عيسى فيه: هذا حسن صحيح.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث أنس بحديث أبي أمامة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(164)

- 1569 - (2)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا إسماعيل بن عياش) بن سليم العنسي - بالنون - أبو عتبة الحمصي، صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وهنا روى عن أهل بلده، من الثامنة، مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين ومئة (182 هـ). يروي عنه:(عم).

(حدثنا ثابت بن عجلان) الأنصاري السلمي أبو عبد الله الحمصي، صدوق، من الخامسة. يروي عنه:(خ د س ق).

ص: 388

عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: ابْنَ آدَمَ؛ إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى .. لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ".

===

(عن القاسم) بن عبد الرَّحمن الدمشقي أبي عبد الرَّحمن صاحب أبي أمامة، صدوق يُغْرِبُ كثيرًا، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومئة (112 هـ). يروي عنه:(عم).

(عن أبي أمامة) صدي - مصغرًا - ابن عجلان الباهلي الصحابي المشهور سكن الشام، ومات بها سنة ست وثمانين (86 هـ). يروي عنه:(ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات؛ لأن إسماعيل بن عياش روى عن أهل بلده؛ فهو صدوق.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه (قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله سبحانه) جل وعلا: يا (بن آدم) بحذف حرف النداء تخفيفًا (إن صبرت) على المصيبة، (واحتسبت) أجر صبرك على الله، وطلبت منه الأجر عليه (عند الصدمة الأولى) والظرف تنازع فيه الفعلان قبله .. (لَمْ أرض لك ثوابًا دون الجَنَّة) أي: لَمْ أرض أن يكون لك جزاء على صبرك إلَّا دخول الجَنَّة ابتداءً بلا محاسبة، وإلا .. فاصل الدخول يكفي فيه مجرد الإيمان. انتهى "سندي" بتصرف.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن له شاهد من حديث أنس بن مالك، رواه الترمذي والنسائي، وابن ماجة أخرجه قبل هذا الحديث، برقم (1596).

ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أنس.

* * *

ص: 389

(165)

- 1570 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ

===

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أنس بحديث أبي سلمة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(165)

- 1570 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم الواسطي، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).

(أنبأنا عبد الملك بن قدامة) -بضم القاف- ابن إبراهيم بن محمد بن حاطب (الجمحي) المدني، ضعيف، من السابعة. انتهى "تقريب". يروي عنه:(ق)، قال الساجي: وثقه ابن معين، ووثقه العجلي، وقال ابن عبد البر: مدني ثقة شريف. انتهى "تهذيب".

(عن أبيه) قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي، مقبول، من الرابعة. يروي عنه:(ق).

(عن عمر بن أبي سلمة) بن عبد الأسد المخزومي، ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحابي الصغير رضي الله تعالى عنه، أمه أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأَقَرَهُ علي على البحرين، ومات سنة ثلاث وثمانين (83 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن) والدته (أم سلمة) هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومية، أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أبي سلمة سنة أربع، وعاشت بعد ذلك ستين سنة، ماتت سنة اثنتين وستين (62 هـ)، وقيل: سنة إحدى وستين. يروي عنها: (ع).

ص: 390

أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَفْزَعُ إِلَى مَا أَمَرَ اللهُ عز وجل بِهِ مِنْ قَوْلِهِ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

===

(أن) زوجها (أبا سلمة) عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي أخا النبي صلى الله عليه وسلم رضاعةً، وابن عمته برة بنت عبد المطلب، كان من السابقين، شهد بدرًا، ومات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في جمادى الآخرة سنة أربع بعد أحد رضي الله تعالى عنه، فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم زوجته أم سلمة. يروي عنه:(ت س ق).

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، ومن لطائفه: أنه اجتمع فيه ثلاثة من الأصحاب روى بعضهم عن بعض، وفيه رواية زوجة عن زوج، ورواية ولد عن والدة.

أي: أن أبا سلمة (حدثها) أي: حدث لأم سلمة (أنه) أي: أن أبا سلمة (سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم يصاب) أي: يُنال ويُبتلى (بمصيبة فَيفْزع) أي: يبتدر ويسرع (إلى) قول (ما أمر الله عز وجل به) أي: بقوله في كتابه العزيز (من قوله) تعالى: ({إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}) أي: ما من مسلم ومسلمة يصاب بمصيبة؛ أي: بشدة تنزل به في نفسه أو في أهله أو في ماله، والمصيبة: ما أصاب الإنسان من خير أو شر، ولكن اللغة قصرها على الشر، "فيفزع" أي: يبتدر ويسرع عندما أصابته "إلى" قول "ما أمر الله به" أي: بقوله في ضمن مدح الصابرين بقوله في سورة البقرة: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ} خلقًا وإيجادًا {وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (1) للمحاسبة والمجازاة؛ فإن كلّ خصلة ممدوحة في الكتاب الكريم

(1) سورة البقرة: (155 - 156).

ص: 391

اللهُمَّ؛ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي فَأْجُرْنِي فِيهَا وَعَوِّضْنِي مِنْهَا .. إِلَّا آجَرَهُ اللهُ

===

تتضمن الأمر بها؛ كما أن المذمومة فيه تقتضي النهي عنها، {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (1).

قال القرطبي: قوله: "فيقول ما أمر الله به" هو تنبيه على قوله: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ....... } إلى آخره (2)، مع أنه ليس فيها أمر بذلك القول، وإنما تضمنت مدح من قاله، فيكون ذلك القول مندوبًا، والمندوب مأمور به؛ أي: مطلوب، وإن جاز تركه، وقال أبو المعالي: لَمْ يختلف الأصوليون في أن المندوب مطلوب، وإنما اختلفوا هل يسمى مأمورًا به؛ قلت: وهذا الحديث يدلُّ على أنه يسمى بذلك، وقوله:{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (3) كلمة اعتراف بالملك لمستحقه، وتسليم له فيما يجريه في ملكه، وتهوين للمصيبات بتوقع ما هو أعظم منها، وبالثواب المرتب عليها، وتذكير المرجع والمال الذي حكم به ذو العزة والجلال.

ثم قال بعد قوله الآية المذكورة: (اللهم؛ عندك احتسبت) أي: ادخرت أجر الصبر على (مصيبتي، فأجرني) أي: أثبني وأعطني الأجر على مصيبتي، وهو مقروءٌ بسكون الهمزة وضم الجيم، ويجوز مد الهمزة على أنه من باب الأفعال؛ أجره يأجره، وآجره يؤجره، بالقصر والمد؛ إذا أثابه وأعطاه الأجر (فيها) أي: عليها، (وعوضني) - بتشديد الواو - من التعويض؛ أي: واجعل لي عوضًا وبدلًا (منها) أي: مما فاتني في هذه المصيبة خيرًا من الفائت فيها، والمعنى: ما من مسلم يصاب بمصيبة فيفزع؛ أي: فيبادر إلى قول ما أمر الله بقوله، ثم يقول: اللهم؛ عندك احتسبت مصيبتي

إلى آخره .. (إلَّا آجره الله

(1) سورة البقرة: (157).

(2)

سورة البقرة: (155).

(3)

سورة البقرة: (156).

ص: 392

عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا وَعَاضَهُ خَيْرًا مِنْهَا"، قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ .. ذَكَرْتُ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنِّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ؛ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي هَذِهِ فَأْجُرْنِي عَلَيْهَا، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: وَعُضْنِي خَيْرًا مِنْهَا .. قُلْتُ فِي نَفْسِي: أُعَاضُ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ ! ثُمَّ قُلْتُهَا،

===

عز وجل وأثابه (عليها) أي: على تلك المصيبة؛ أي: إلَّا أثابه على الصبر عليها، (وعاضه) أي: وأعطاه عوضًا (خيرًا منها) أي: من الفائت فيها.

والخلاصة: أي: ليس مسلم أصابته مصيبة في نفسه أو أهله أو ماله، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم؛ أجرني على مصيبتي، وأبدل لي خيرًا منها .. إلَّا آجره الله عليها، وأبدله خيرًا منها وأفضل مما أصابته المصيبة فيه، إن كان مما يخلف؛ كالولد والأهل والمال، فخرج به الوالدان.

(قالت) أم سلمة بالسند السابق: (فلما توفي) ومات (أبو سلمة .. ذكرت) أي: تذكرت الحديث (الذي حدثني) به أبو سلمة في حياته (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الحديث المذكور آنفًا (فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم؛ عندك احتسبت مصيبتي هذه) التي هي وفاة أبي سلمة (فأجرني) أي: فأعطني الأجر والثواب (عليها) أي: على الصبر عليها، (فإذا أردت أن أقول: وعُضْنِي) أي: وأعطني عوضًا (خيرًا) أي: . أفضل (منها) أي: مما فاتني بها، وهو أبو سلمة .. (قلت في نفسي: أُعاضُ) مضارع مغير الصيغة مسند إلى المتكلم مع تقدير حرف الاستفهام الإنكاري؛ أي: هل أعطى رجلًا (خيرًا) أي: أفضل (من أبي سلمة؟ ! ) أي: ما أُعطى ذلك؛ لأنه لا يوجد من هو خير منه.

(ثم) بعدما توقفت عن القول به (قلتها) أي: قلت كلمة الاسترجاع

ص: 393

فَعَاضَنِي اللهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، وَآجَرَنِي فِي مُصِيبَتِي.

(166)

- 1571 - (4) حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السُّكَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ،

===

والدعاء بعده، (فعاضني الله) أي: فأبدلني الله تعالى وأعطاني رجلًا خيرًا من أبي سلمة (محمدًا صلى الله عليه وسلم، وآجرني) أي: أثابني (في مصيبتي) أي: أعطاني الأجر والثواب على الصبر في مصيبتي هذه؛ تعني: موت أبي سلمة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم؛ أخرجه في "صحيحه" في كتاب الجنائز، باب ما يقال في المصيبة، وأبو داوود في كتاب الجنائز، باب الاسترجاع، والترمذي في كتاب الدعوات، قال أبو عيسى: هذا الحديث غريب من هذا الوجه، وابن عبد البر في "التمهيد" بنحوه عن أبي سلمة.

فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أنس بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(166)

- 1571 - (4)(حدثثا الوليد بن عمرو بن السكين) - مصغرًا - البصري أبو العباس، صدوق، من الحادية عشرة. يروي عنه:(ق).

(حدثنا أبو همام) محمد بن الزبرقان الأهوازي، صدوق، ربما وهم من الثامنة. يروي عنه:(خ م د س ق).

(حدثنا موسى بن عبيدة) - مصغرًا - ابن نشيط - مكبرًا - الربذي -بفتحتين- أبو عبد العزيز المدني، ضعيف ولا سيما في عبد الله بن دينار، وكان عابدًا،

ص: 394

حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَابًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، أَوْ كَشَفَ سِتْرًا؛ فَإِذَا النَّاسُ يُصَلُّونَ وَرَاءَ

===

وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث وليس بحجة، وقال الساجي؛ منكر الحديث، وكان رجلًا صالحًا. وكان القطان لا يحدث عنه، وقد حدث عنه وكيع، وقال: كان ثقة، وقد حدث عن عبد الله بن دينار أحاديث لَمْ يتابع عليها، فهو مختلف فيه إلَّا فيما روى عن عبد الله بن دينار، ففيه ضعيف اتفاقًا، من صغار السادسة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئة (153 هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ت ق).

(حدثنا مصعب بن محمد) بن عبد الرَّحمن بن شرحبيل العبدري المكي، لا بأس به، من الخامسة. يروي عنه:(د س ق).

(عن أبي سلمة) عبد الله (بن عبد الرَّحمن) بن عوف الزهري المدني، ثقة مكثر، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة (104 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه موسى بن عبيدة؛ فهو مختلف فيه إلَّا فيما روى عن عبد الله بن دينار؛ فهوفيه ضعيف اتفاقًا.

(قالت) عائشة: (فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بابًا) أي: خوخة (بينه صلى الله عليه وسلم (وبين الناس) المصلين في المسجد وهو في بيتي يوم توفي؛ كما جاء في بعض أحاديث الوفاة، (أو) قالت عائشة:(كشف سترًا) بينه وبين الناس، والشك من أبي سلمة؛ (فإذا الناس) مجتمعون في المسجد حالة كونهم (يصلون) صلاة الظهر؛ كما في بعض الرواية (وراء) أي:

ص: 395

أَبِي بَكْرٍ، فَحَمِدَ اللهَ عَلَى مَا رَأَى مِنْ حُسْنِ حَالِهِمْ؛ رَجَاءَ أَنْ يَخْلُفَهُ اللهُ عز وجل فِيهِمْ بِالَّذِي رَآهُمْ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَوْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ .. فَلْيَتَعَزَّ بِمُصيبَتِهِ بِي عَنِ الْمُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي،

===

خلف (أبي بكر) الصديق إمامًا لهم، و (إذا) فجائية؛ أي: فاجأه رؤية الناس المصلين خلف أبي بكر، (فحمد الله) أي: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه؛ شكرًا له (على ما رأى) منهم (من حسن حالهم) حيث اجتمعوا في المسجد وصلوا خلف أبي بكر؛ (رجاء أن يخلفه الله عز وجل عنه (فيهم) أي: في إصلاح أحوالهم إذا مات (ب) سبب الحال (الذي رأى) مت (هم) من اجتماعهم وصلاتهم خلف أبي بكر، والباء سببية متعلقة برجاء، وقوله:(أن يخلفه الله) من خلفه من باب نصر؛ إذا كان خليفةً له فيمن بقي بعده؛ أي: رجاء أن يكون الله خليفة له في إصلاح حال الأمة، بالوجه الذي رآهم عليه من الاجتماع على الخير.

(فقال) خوفًا من تفرقهم بعده بسبب ما يلحقهم من المصائب والفتن: (يا أيها الناس؛ أيما أحد من الناس، أو) قالت عائشة: أيما أحد (من المؤمنين) والشك من أبي سلمة فيما قالته عائشة من اللفظين (أصيب) ذلك الأحد (بمصيبة) من المصائب؛ موتًا كانت أو غيره، كانت في أهله أو ولده أو في نفسه .. (فليتعز) أي: فليخفف ثقل تلك المصيبة وشدة همها على نَفْسِه (بـ) تذكر (مصيبته بـ) موتـ (ي) معرضًا (عن) الهم بتلك (المصيبة التي تصيبه بـ) موت (غيري) من أهله وأولاده، وعن الحزن بها؛ فإن المصيبة الصغيرة تضمحل وتنعدم في جنب الكبيرة؛ فحيث صبر على الكبيرة التي هي موتي .. لا ينبغي أن يبالي بالصغيرة التي هي موت غيري؛ من أهله وأولاده وأصدقائه وأحبائه.

ص: 396

فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي".

(167)

- 1572 - (5) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَاب، عَنْ أُمِّهِ،

===

(فإن أحدًا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي) أي: لن يصاب بعدي بمصيبة (أشد) وأثقل (عليه من مصيبتي) أي: من مصيبة موتي؛ لأن موتي فيه انطفاء نور الوحي، وانقطاع خبر السماء، وانهدام عماد الدين، وانقطاع منبع الإيمان، جزاه الله عنا وعن جميع المسلمين أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن رواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" من طريق موسى بن عبيدة به.

ودرجته: أنه حسن؛ لحسن سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(167)

- 1572 - (5)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع بن الجراح) الرؤاسي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن هشام بن زياد) بن أبي يزيد؛ وهو هشام بن أبي هشام أبو المقدام القرشي، ويقال له أيضًا: هشام بن أبي الوليد المدني، متروك، من السادسة. يروي عنه:(ت ق).

(عن أمه) أي: عن أم هشام، لَمْ يعرف حالها، وهي مجهولة، ولم أر من ذكر ترجمتها، وقيل: عن أبيه، وهو مجهول أيضًا، ولم أر ترجمته.

ص: 397

عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَذَكَرَ مُصِيبَتَهُ فَأَحْدَثَ أسْتِرْجَاعًا وِإنْ تَقَادَمَ عَهْدُهَا .. كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَهُ يَوْمَ أُصِيبَ".

===

(عن فاطمة بنت الحسين) بن علي بن أبي طالب الهاشمية المدنية زوج الحسن بن الحسن، ثقة، من الرابعة، ماتت بعد المئة. يروي عنها:(د ت ق).

(عن أبيها) حسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبي عبد الله المدني، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، رضي الله تعالى عنه، استشهد يوم عاشوراء سنة إحدى وستين (61 هـ)، وله ست وخمسون سنة. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه هشام بن زياد، وهو متروك، وأمه أيضًا مجهولة.

(قال) الحسين بن علي: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أصيب بمصيبة) في أهله أو ولده مثلًا (فذكر) أي: تذكر (مصيبته) أي: مصيبة موته صلى الله عليه وسلم (فأحدث) أي: جدد في وقت تذكره بموت النبي صلى الله عليه وسلم (استرجاعًا) أي: قول: إنا لله وإنا إليه راجعون؛ أي: قاله قولًا جديدًا وقت التذكر؛ كأنه مات صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت (وإن تقادم عهدها) أي: طال زمن مصيبة موت النبي صلى الله عليه وسلم .. (كتب الله له) أي: لمن تذكر مصيبة موت النبي صلى الله عليه وسلم وجدد الاسترجاع لها (من الأجر) والثواب (مثله) أي: مثل ثواب الاسترجاع الذي قيل (يوم أصيب) النبي صلى الله عليه وسلم بمصيبة الموت.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، وهكذا رواه ابن أبي شيبة في "مسنده"، ورواه أحمد بن منيع في "مسنده"، فقال: حدثنا يزيد بن هشام بن أبي هشام

ص: 398

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

عن أمه عن فاطمة بنت الحسين، فذكره بإسناده ومعناه، وقد اختلف النساخ هل هو عن أبيه أو أمه؟ ولا يعرف لهما حال، ورواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن ابن علية عن هشام بن زياد عن أبيه عن فاطمة، وتابعه أحمد بن أبي السرح عن يزيد بن هارون عن هشام، ورواه الطبراني عن ابن عباس وفيه بقية وهو مدلس. انتهى "مجمع الزوائد"، ورواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"، باب ما يقول إذا أصيب بولده عن مرثد مختصرًا، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" في ترجمة فطر بن خليفة الحناط الكوفي.

فدرجة هذا الحديث: أنه ضعيف متنًا وسندًا (29)(186)، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث: خمسة:

الأول للاستدلال، والأخير للاستئناس، والثلاثة الباقية للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 399