الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الضرب الثاني (ما يكتب مع الهديّة عند بعثها)
وهو على عشرة أصناف:
الصنف الأوّل- ما يكتب مع إهداء الخيل
.
علي بن «1» خلف: في إهداء جواد أدهم أغرّ محجّل.
وقد خدم المملوك ركابه الأكرم، بجواد أدهم «2» مطهّم، قد سلب الليل غياهبه وكواكبه، فاشتمل بأديمه، وتحلّى بنجومه، وأطلع من غرّته السّاذجة قمرا متّصلا بالمجرّة، وتحلّى من رثمته «3» بالثّريّا أو النّثرة، صافي القميص، ممحوض الفصوص، حديد الناظر، صليب الحافر، وثيق القصب، نقيّ العصب، قصير المطا، جعد النّسا، كأنما انتعلت بالرّياح الأربع أربعه، وأصغى لاستراق السّمع مسمعه، إن ترك سار، وإن غمز طار، وإن ثني انحرف، وإن استوقف وقف، أديب نجيب، متين صليب، صبور شكور، والله تعالى يجعل السعادة مطلع غرّته، والإقبال معقد ناصيته.
من كلام المتأخرين:
كتاب عن نائب الشام إلى الملك الصالح: شمس الدين صاحب «4»
ماردين قرين خيل منعم بها إليه، عن السلطان الملك الصالح، عماد الدين إسماعيل «1» بن الناصر محمد بن قلاوون- من إنشاء الشيخ جمال الدين «2» ابن نباتة، وهو بعد الألقاب:
وأجرى بالنّصر جياده، وبالظّفر مراده، وعلى عوائد السّعد مطالع شمسه الّتي يسمّيها عرف المملكة بلاده، ولا زالت منيرة بسعادة شمسه الأحلاك، نظيمة بدرّ محامده الأسلاك، ماثلة خيول سعده حتّى حمر السّوابق من البروق والشّهب السّوانح في الأفلاك.
المملوك يقبّل اليد الّتي إذا بسطت فلأن تجود وتستلم، وإذا قبضت فعلى سيف أو قلم.
وينهي بعد ولاء وثناء للإخلاص شارحين، وفي الضمائر والآفاق سانحين، واشتياق وعهد كانا أحقّ بالانتماء لاسمه ونعته وكان أبواهما صالحين، أنّ المرسوم «3» الشريف زاده الله تعالى شرفا، ورد يتضمّن تشريف مولانا على العادة وإعظامه، واستقرار مكانته من الخواطر الشريفة في دار مقامه، واستمرار
كرامته من الآراء المعظّمة ولا ينكر بين الصالح والصّالح استمرار الكرامة، وأنّ الصّدقات الشريفة أنعمت على مولانا بثلاثة أرؤس من الخيل كثلاثة الراح، إلّا أنّ حبابها عرق سبقها، وثلاثة الشجر (؟) كما قال الطائي: تساوي شرف ثمرها وزهرها وعرفها، ما منها إلا من «1» تقصر الرّياح أن تسلك فجّه، والبروق أن تتبع نهجه. ومن تودّ الثّريّا أن تكون لجامه والهلال أن يكون سرجه. ومن يتمطّر «2» كالغمام ويركض كالسّيل. ومن كملت حلاه ولبس حلّه الفخار فمشى على الحالتين في الحلّتين مسبل الذّيل. ومن عقد بناصيته كلّ الخير وعقد له لواء الفخار على كلّ الخيل، من كلّ خضراء معجبة فهي على المجاز حديقة، وكل أحمر سابق فهو البرقيّ على الحقيقة، وكلّ أصفر شفقيّ إلّا أنّ الرياح من مجاراته على نفسها شفيقة.
وكيف لا يشبّه بالشّفق وهو من الأصائل؟ وكيف لا يفتخر العسكريّ بهذه الخيل وخناصر عددها فى الحسن أوائل؟ قد صرفت وجوهها المقبّلة، لباب مولانا أحسن المصارف، وكتبت عوارف الفضل في معارفه المسبلة، فناهيك منها بكتاب عوارف المعارف، ووصل لمولانا بذلك مثال «3» شريف، ورسم للمملوك بتجهيزها مع من يراه، وقد جهّز المملوك لخدمة مولانا الخيل المذكورة مع المثال الشريف صحبة فلان، ومولانا أدرى بنفحات رياض الحمد بهذه الدّيم المطلّة، وبالتقبيل في الأرض الّتي هي سماء حوافر هذه الخيل الّتي هي أهلّة، وأولى أن يشرّف المملوك بمهمّاته، ويؤنس لحظه بطيف اليقظة من مشرّفاته،
والله تعالى يجدّد لمعاليه في كل قصد نجحا، ويعلي لمجده «1» في كل حال قدحا، ويروّع الأعداء من خطوات خيله في بلادهم بالمغيرات صبحا، ومن خطرات ذكره في قلوبهم بالموريات قدحا.
وفي معناه:
يقبّل الباسطة الشريفة أعلى الله شانها، وجمّل ببقائها زمانها، وضاعف على الأولياء برّها وإحسانها.
وينهي: أنه ابتاع جوادا أعجبه، وطرفا انتخبه، وقد قدّمه لوليّ نعمته، ومالك عهدته؛ لأنّ الكرام لا تكون إلّا عند سيّد الكرام، والذي يصلح للمولى على العبد حرام، فالله تعالى يجعل التوفيق ضياء غرّته، واليمن معقد ناصيته، والإقبال تحجيل أوظفته، والسعادة موضع الجلوس من صهوته، والمملوك يسأل الإنعام بقبوله، و [أن] يبلّغه من ذلك [غاية] مأموله، مضافا إلى ما سبق به سابق إحسانه العميم، وفضله الجسيم، والله تعالى يحرسه بعينه الّتي لا تنام، آمين.
الأجوبة بوصول الخيل جواب عن نائب الشام إلى أمير آخور «2» بالأبواب الشريفة، عن وصول خيل إليه من الإنعام الشريف- من إنشاء الشيخ جمال الدين بن نباتة، وهو بعد الألقاب:
لا زالت مبشّرة بأعظم الخير وكرام الخيل، ميسّرة النعماء «3» بسوابق السّير
كدوافق السيل، مسفرة عن إيجاد سوابح إلّا أنها في الفخار والشّية ضافية الذّيل، سفيرة في الجوادّ بكلّ جواد تبتسم غرّته ابتسام النهار ويدرك طلبه إدراك الليل، تقبيلا يستبق استباق الجياد، ويتّسق على الدّرج اتّساق العقود على الأجياد.
وينهي بعد ثناء وولاء: هذا يهيم في كل واد، وهذا يهيم بمثله كلّ وادّ، ورود مشرّفة مولانا الكريمة بما ملأ القلب مسرّة، والعين قرّة، ودرج عام «1» الفيل من نجب الخيل السيارة مستهلّ وغرّة، فقابلها المملوك بتقبيله، وقام لها على قدم تبجيله، ثم قام إلى الخيل الشريفة المنعم بها عليه فقبّل من حوافرها أهلّة ثم من غررها نجوما، وتأمّل شياتها البرقيّة واستمطر من السّعود غيوما، فأذنت له من الإقبال أمد قاصيها، وظلّ بمنزله الخير المعقود بنواصيها، وتضاعفت أدعيته الصالحة لهذه الدولة القاهرة الصالحيّة زادها الله من فضله، والوقت الذي ملأ الدنيا بسحاب جوده ورياح جياده ورياض عدله، والملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده، ولولا شهود العهد الشهيديّ لقال: ولا لأحد من قبله، وأعدّ المملوك هذه الثلاثة من الخيل ليفني عليها بالقتال أهل التعطيل والتّثليث، ويستخفّ بها آجال الأعداء بين يدي مالكه، فإنها من ذوات العزّ والعزم الحثيث، وما هي إلّا كواكب سعد تمددها أسنّتها الوقّادة، وزهرات حسن حيّت بها على البعد سفارته المعتادة؛ لا برح مولانا يقلّد بعنايته وإعانته المنن الجسام، وينصر بعزائمه القاطعة، وكيف لا ينصر ويقطع وهو الحسام؟
وله في جواب وصول أكديش «2» وباز «3» [وكوهيّة]«4» :
لا زال جزيلا سماحه، جميلا من الحمد رباحه، جليلا برّه الذي يشهد به طائر الخير ويمنه وطائل الخيل ونجاحه. هذه المفاوضة تهدي إليه سلاما يخفق جناحه، وثناء تشرق غرره وأوضاحه، وتوضّح لعلمه الكريم ورود مكاتبته سريعة الاحتثاث، طائرة بيمن طرسها وهديّتها بأجنحة مثنى وثلاث، فحصل الوقوف عليها، وتجدّد عهد الارتياح لديها، وفهمنا ما لم نزل نفهمه من ودّ الجناب العالي، وبرّه المتعالي، ووفاء عهده الذي تتلقّاه المحامد بأمالي المحبّ لا بأمالي القالي «1» ، ووصل الأكديش الايكر ظاهرا حسنه، وسافرا عن وفق المراد يمنه، تتجمّل به المواكب، وتماشيه الرّياح وبعضها من خلفه جنائب، وكذلك وصل البازي والكوهيّة، وكلاهما بديع الأوصاف، سريع الاقتطاف لأزاهر الطير
والاختطاف، يسبق الطّرف بجناحه اللّموح، ويستعجل من الأفق وارد الرّزق الممنوح، ويواصل الخير والمير إلى المطبخ، فكأنّ حوائج كاش تغدو إليه وتروح، لا برح إحسان الجناب «1» العالي واصلا، وذكره في ضمير الاعتداد حاصلا، وحكم سماحته وشجاعته باستحقاق الثناء فاصلا.
جواب بوصول جوارح:
كتب به عن نائب الشام، جوابا لمطالعة وردت على نائب الشام من الصالح صاحب ماردين «2» من بقايا بني أرتق، صحبة سناقر «3» ، هديّة للصالح «4» إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون، صاحب الديار المصرية. من إنشاء الشيخ جمال الدين بن نباتة:
وأيّد هممه السّوابح، ونعمه السوافح، وشيمه الّتي تنتظم منها عليه درر المحامد والمادح، وشكر هداياه الّتي منها جوارح طير تخفق لفرط استحسانها الجوارح، ولا زال من أجنحة نصره حتّى السّماك الرامح، ومن جنود سعده للأولياء سعد السّعود، وفي الأعداء سعد الذابح، ومن جياد ركابه الشّهب إلا أنها شهب الأفلاك السّوابح، ولا برح سلطان البسيطة مكافئا عمل قلبه الوفيّ، ولا ينكر العمل بالقلوب بين الصالح والصّالح.
المملوك يقبّل الأرض الّتي تستمدّ السّحب من سمائها، وتستعدّ منازل
الأنجم للتعلّم من أنوائها، تقبيلا يودع ورق الرسائل أزاهره، ويطلع في ليالي السّطور زواهره، ويدّخر في أيدي الحروف إلى أن تصل إلى أجياد المنابر جواهره.
وينهي- بعد دعاء صالح، إذ جدّد تجدّد، وولاء ناجح، إذا انعطف تأكّد، وثناء سانح، إذا سرى لا يتوقّف إلّا أنّ نسيمه في الآفاق يتردّد، وارتياح لما يرد من أخبار دياره السارّة إذا شافه سروره سمع الوليّ شهد وسمع الحاسد تشهّد، حيث يتلقّى ببلاده النّجح والمقاصد، وصلات البرّ والعوائد، ووفود الآمال من كل أوب، فديار بكر ديار زيد وعمرو وخالد- ورود المشرّف الكريم، بل الغيث السائر بخصب المقيم، على يد فلان ونعم اليد العائلة لأيادي البرّ العميم، ونعم المشرّف الوارد عن مقرّ، هذا للأمل كهف وهذا للتأميل رقيم، ففضّه المملوك عن علامة اسم لحسنها رسوم، ولها رسوم، واستجلى مواقع تلك الأنامل المضيّة وأقسم على فضلها بمواقع النّجوم، وانتهى إلى الإشارات العالية، وعلم ما كان القلب يعلمه من ضمائر الودّ الحاليّة لا الخالية، وقابل كلّ أمر حسن بما يجب من مذاهب الودّ المتواليه، ووصلت السّناقر المنير سنا فضلها، المبير في معارك الصيد شبا نصلها، القائمة في كواسر الطير مقام الملوك الأكاسرة «1» إلّا في حكمها وعدلها، لا جرم «2» أنها إذا دخلت آفاق طير أفسدتها وجعلت أعزّة أهلها أذلّة، وإذا انقضّت على سرب وحش جذبتها من دم الأوردة بأرسان حيث كستها من قوادم الأجنحة أجلّة، لا يسأل كاسرها في الطّيور بأيّ ذنب قتلت، ولا يحملها جانب الطير والوحش إذا عاندته، فيا عجبا لها
على أيدي البشر كيف حملت، تظلّ الصيد فلا عجب أن يفزع بها من ظلّه، وتكتب علائم اليمن والظّفر بما في لونها من شبه الخطّ وشكله، نعم الجالبة للخير والمير، والسائرة بما يخيف المتصيّدات وكيف لا؟ وعلى رؤوسها الطير، أزاهر حسن لا بدع أن يكون لها كمائم، وبوارق العزم لا جرم أنّ أجنحتها عمائم، ونواقل البأس والكرم عن مرسلها فمهما جمعته الشّجاعة فرّقته المكارم. استجلاها المملوك بعد ألفاظ المشرّف الكريم فقال:(تلك الرياض وهذه السّحب، وتلك الأنوار الهادية وهذه في أفق مطارها الشّهب) ؛ وجهّز المملوك المطالعة المحضر للأبواب الشريفة أعلاها الله وشرّفها على يد فلان المذكور فقوبل بالإكرام والكرم، ومثل بالمواقف الشريفة مثولا رقى بهمّته إلى الكواكب لا جرم، وذكّر بصالح بيت الارتقاء صالح بيت أرتق حتّى أنشد (بسيط) .
فهل درى البيت أنّي بعد فرقته
…
ما سرت من حرم إلّا إلى حرم
وقد عاد معلما من البشر بما يراه مولانا عليه، معلما بما تقدّم من نجوى الإنعام بين يديه، حاملا من كرم وجاه يعدّان للأولياء في يوم نزل وللأعداء في يوم نزال، قائلا برجاء سعيه المؤمن:(يا صالح قد كنت فينا مرجوّا قبل هذا) ولن تزال، والله تعالى يجري كرم مولانا على عوائد إسعاده، ويحرس بعينه وملائكته نفاسه نفسه وبلاده، ويدخله باسمه ومسمّاه لدى الدّنيا والآخرة في الصّالحين من عباده.
وله جواب بوصول بازيين:
ولا زالت بزاة كرمه على الحمد مطلّة، وسحائبه مستهلّة، وهممه مستقلّة بأعباء المكارم وإن كانت لكثير ما يهديه مستقلّة. هذه المفاوضة تهدي إليه من السّلام أجلّه، وتوضّح لعلمه الكريم وصول مكاتبته العالية فوقفنا عليها، وعوّذناها بكلمات الثناء التامّة من خلفها ومن بين يديها، وعلمنا ما لم نزل نعلمه من موالاته وآلائه المسند في الشكر عنها والمستند في الولاء إليها، ووصل كلا
البازيين الحسنين المحسنين كأنّهما فرقدا سماء قد اجتمعا، وقمرا حسن طلعا، وعلى محاسن الصيد اطّلعا، يسرّان القلوب والأبصار، ويحمل كلّ منهما على اليمين فيحصل به اليسار، وما هما بأول إحسانه الأسنى، وبرّه الأهنى، وأياديه الّتي أبى الكرم إلّا أن ترد مثنى مثنى، وعلم اعتذاره عن الكوهيّة الّتي كان ادّخرها فنفقت، ولو أقيمت بها أسواق الصيد نفقت، وأرسل بروايتها تحقيقا لدعوى المكارم الّتي من زمان تحقّقت، والله تعالى يشكر برّه، ويملأ بذكره بحر الثناء وبرّه.
وله جواب بوصول كوهيّتين على يد شخص اسمه باشق.
لا زالت المحامد من مصايد إنعامه، وفوائد أيّامه، وثمرات البأس والكرم من قضب سيوفه وأقلامه، تقبيل معترف بإحسانها، مغترف من موارد امتنانها، متحف منها بعالي تحف تدلّ على مكانها في الفضل وإمكانها.
وينهي ورود مشرّف مولانا الكريم على يد الولد «باشق» فيا له باشق جاء بكوهيّتين جميلتين، وطار للسّرعة وهو حامل منّتين جليلتين، وقد وصلتا و [كلتا] هما حسنة الخبر والخبر، حميدة الورد والصّدر، يحسن مسرى كلّ منهما وسيره، ويتجمّل بهما باب الشّكر خاناه وصدرها ويكثر خير المطبخ وميره، فمدّ المملوك إليهما اليد المتحمّلة الحاملة، وإلى المشرّف الكريم اليد المتولّية المتناولة، وعلم ما تضمنه من الحسن والإحسان، وذكر الموالاة الّتي يحكم بها القلب العالم قبل شهادة اللّسان، واعتذار مولانا عن تعذّر وجود الشاهين، وكلّ إحسان مولانا شهيّ كافي، وكلّ موارد نعمه هنيّ صافي، وما فات مقصد وإنعام مولانا وراء طلبه وإن طال الأمد، ولا فرّ مطلوب حتّى يأتي به سعد مولانا مقرونا في صفد، والله تعالى يشكر عوائد فضله، ولا يضحي «1» الآمال الملتجئة [إليه] من ظلّه.
جواب بوصول طيور، من إنشاء الشيخ جمال الدين بن «2» نباتة:
وشكر هداياه المتقبّلة، وسجاياه الّتي هي بأفواه المحامد مقبّلة، ولا زال بدر سعادته المأمولة وطائر هديّته المتأمّلة.
صدرت هذه المكاتبة إلى الجناب العالي تهدي إليه من السّلام أتمّه، ومن الثناء أنمّه، وتوضّح لعلمه الكريم ورود مكاتبته الكريمة، ومكارمه العميمة، وطيور هديّته الّتي كلّ منها في الحسن بدرتمّ، وظهرت ظهور البدر لتمامه فأبت محاسنها أن تنكتم، فحسن ورودها، ورعي بفضل التلطّف والتودّد مقصودها، وأقبلت تلك الطيور التّمّيّة تامّة الإنعام، دالّة بيمن طائرها على بركة عامّة وكيف لا؟ وقد جاءت بيضاء عدد شهور العام، والله تعالى يزيده من فضله، ويجري الأقدار بالسّعود الشاملة لجمعه الجامعة لشمله، إن شاء الله تعالى.
جواب في المعنى، من إنشاء الشيخ جمال الدين بن نباتة أيضا:
لا زالت الجوارح شاهدة ببرّه، والجوانح حائمة الجناح على شريف ذكره، والمحامد من مصايد أقلامه ورماحه في السلم والحرب؛ فإمّا بقوادم سمره، وإما بمناسر حمره، تقبيلا يبعثه على أجنحة أوراق الرّسائل، ويتصيّد به على البعد مشافهة تلك الأنامل الجلائل.
وينهي بعد دعاء، تحلّق إلى السماء كلماته الحسنة، وولاء وثناء: هذا تخفق بتشوّقه أجنحة القلوب، وهذا تخفق بذكره أجنحة الألسنة- أنّ كتاب مولانا ورد على المملوك فأورد عليه المسارّ، و [ملأ] يده بالمبارّ، ومصايده بالمير، ومنازله بالخير، وآماله بأمالي الكرم لذي السرحات المنشرح بآية عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ
«1» فقابله المملوك بتقبيله، وواصل فضل الاعتداد بتفضيله، وحصل من هداياها وهداها على جملة الإحسان وتفصيله، وانتهى إلى الإشارات العالية الّتي زكت على العيان وتأمّله وأربت على الجنان وتأميله.
فأمّا الإنعام بالكوهيّتين اللتين ما قذف البحر إلى الساحل أبهى من
دررهما المكنونة، وأزهر من وجوههما المباركة الميمونة، فقد وصل كلا الطائرين بيمنه، والسابقين بمنّه، والغائبين في جوّ السماء الآتيين من الصّيود بأوفى من قطرات مونه، واستقبل المملوك منهما وجوه المسارّ، وحملت يمينه الثّروة وحملت على اليسار، وتناولت يده يدي إحسان يسرّ الناظرين والسامعين، واستخدما للشّكر خاناه ولحفظ مطبخ يملأ عيون المشبعين والجائعين، وقال صنع الله لصناعتهما: ائتيا بصيود السّماء طوعا أو كرها قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ
«1» .
قد كتبت باليمن في مطاوي ريشها أشباه الحروف، وقضى الجود لتلك الأحرف أن تقري ما تقتري عواصي الطير له بطاقة تقيّد السابح في طلقه «2» ، ويعود مطلقها وقد ألزم نجاح الطير طائره في عنقه، فشكر الله إحسان مولانا الذي ألحف الأمل جناحه، والقصد نجاحه؛ وبرّه الذي أحمد في سوانح الطير وبوارحه مساءه وصباحه، وعلم ما أشار مولانا إليه في أمر فلان وأمره علم الله تعالى في الخاطر حاضر، وما يؤخّر شغله عن إهمال وعائب الإمهال غادر، وما أشار إليه في أمر فلان أمير شكاره وأمير شكر المملوك، وتقدّم بخلاص حقّه، واستنزل بهديّته قضاء الشّغل من أفقه، لا برح مولانا ممتثل الأوامر، هامي سحب البرّ الهوامر، مجدّدا في كل وقت نعمى، مالئا بهداياه قلوب «3» محبّيه وبيوتهم شحما ولحما، إن شاء الله تعالى.
وله جواب في وصول طيور العقعق «4» :
لا زالت متّصلة منن إرفادها وإرفاقها، نازلة على حكمها [الأشياء] حتّى الطّير العاقّة من آفاقها، خافقة أعلام نصرها بالأجنحة مؤمّنة لظنون القاصدين من إخفاقها، تقبيل مطلق لسان الحمد على عوائد إطلاقها، مجتن لثمرات الإحسان من غصون أقلامها وغصون أوراقها.
وينهي ورود مشرّف مولانا العالي على يد الولد فلان فوقف المملوك عليه، وعلم من جميل الاحتفال ما أشار إليه، وأنه موقّع على المقصود من طيور العقعق فأوقعها من مطارها، واستنزلها من أوكار أفقها وأفق أوكارها، وأرسلها قرين مشرّفه الكريم، وقلد عنق الأمل بعقدها النّظيم، ووصلت سبعة كعدد أيام الجمعة الكاملة، والكواكب الماثلة، والسّموات لا جرم أن سحب يمنها هاملة، حسنة الشّكل الموصوف والوصف وإن كان مع عقوقه المألوف، طائعة لأوامر توقيعه فما عقّ منها شيء غير تضعّف اسمها المعروف، لا برح إحسان مولانا متنوّعا، وبرّه الجزيل متبرّعا، وغصن قلمه بأنواع المكارم متفرّعا.
وله جواب بوصول تمّات «1» ، وإوزّ صينيّ، وطلب إمرة عشرة:
حمى الله تلك النّعمة من الغير، وأطلعها عليه بأيمن الغرر، ولا برح طائر منّه كوصفه أبيض الخبر والخبر. هذه المفاوضة إلى الجناب الكريم تهدي إليه سلاما يشوق الصّباح، وثناء خفّاق الجناح، وتوضّح لعلمه الكريم ورود مكاتبته الكريمة جميلة الفوائد، جليلة المصايد، تمّيّة البدور المتناولة من منال الفراقد، فوقفنا بالأشواق عليها، وعطفنا على العادة بتأكيد الولاء إليها، ووصلت تلك التّمّات واضحة الأنوار، لائحة كبياض النّوّار، تامّة تمام ميقات موسى عليه
السّلام، إلّا أنّها لبياضها كأربعين نهار، وكذلك البطّ الصّينيّ كأيّام الحجّ عشرة كاملة، مفترضا على عشرتها ولاء القلوب المتأمّلة الآملة، صينيّة مملوءة بمحاسن الألوان الّتي هي بغير مثل ماثلة، وحصل الاعتداد ببرّه، والازدياد لحمده وشكره، وفهمنا ما ذكره من إمرة العشرة الّتي انحلّت عن فلان، وقد طالعنا بأمرها، وعجّلنا بذكرها، ونرجو أن يعجّل بأمانيّها المنتظرة، وأن يقابل بخوافق أعلامها خوافق بطّه فتقابل عشرة بعشرة، والله تعالى يعجّل لمعاليه الصّعود، ويؤكّد لمساعيه السّعود، إن شاء الله تعالى.
الأجوبة عن وصول الصّيود ولحومها جواب عن نائب الشام إلى نائب حلب بوصول [لحم] طير صيد قديد وصحبته بطّيخ أخضر، من إنشاء الشيخ جمال الدين بن نباتة. وهو بعد الألقاب:
لا زالت تقتنص المحامد بعاطاياه المكرّرة، وأوابد الصيّد برماياه المقرّرة، ورقاب الإنس والوحش، إمّا بسهام نعمه المتواترة، وإمّا بسهام قسيّه الموتّرة، ولا برحت نفحات مكارمه، تشهد أنّ المسك بعض دم الغزال «1» ، وسرحات عزائمه، تمتدّ في صيد الوحش لقرى نزيل أو في صيد الأعداء لتقرير نزال، تقبيلا تتعطف أجياد الظّباء لمحاولة عقوده، وتزدحم أفواه الأولياء على مشافهة وروده.
وينهي بعد ولاء تقوم الخواطر الكريمة في دعواه مقام شهوده، وشوق لا تزال النّسمات الشّماليّة قاضية باستمرار وفوده- أنّ مشرّف مولانا الكريم ورد
على المملوك على يد فلان وصحبته الإنعام المتجدّد، وإن كان قديما في المعنى، واللحم القديد، وإن كان أطرى من الروض النّضير حسنا، والسّمين المحبوب وإن كان كحال عداه الذين تقدّد جسومهم في الحياة قبل الممات حزنا، فقابل المملوك المشرّف الكريم، بتقبيل أحرفه، والإنعام العميم، بقبول مسعده ومسعفه، وعانقهما بجوانح آماله، وأخذ الكتاب والبرّ كما يقال بيمينه وشماله، فيا لها من ظباء تعشق وإن بليت محاسنها، وغزلان تغازل وإن بادت عيونها إلّا أنه ما باد حبّ من يعاينها، وصيود توصف وإن قصدتها قصد السّهام بطعن، ويتّقى بقرونها القتال والقسيّ تالية: كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ*
«1» . سلكت خيول مولانا لقنصها المصاعب واتّخذها الآكلون سهلا، وتصيّدها من الفلاة واصطادها القاعدون من المقلى، ووصل معه البطّيخ الأخضر فشبهه بثمار الجنة المشبّهون، وقيل: هكذا ترتيب مآكل الجنة لهم فيها فاكهة ولحم طير مما يشتهون، لا زالت منن مولانا مشروحة مشروعة، وثمرات نعمه من الدنيا كثمرات أهل الجنة غير مقطوعة ولا ممنوعة، بمنّه وكرمه.
أجوبة هدايا الفواكه وما في معناها الشيخ جمال الدين بن نباتة:
جواب وصول مشمش لؤلؤيّ ودغميشيّ من حماة.
بسط الله ظلّها ونداها، وأطلع باليمن نجوم هديّتها وهداها، ولا زالت مواهب بحرها لؤلؤيّة، وشواهد يمنها كوكبيّة، وثمرات جودها فضّية الأعيان ذهبيّة، تقبيلا حلت مواقعه، وجلّت مطالعه.
وينهي بعد ولاء وحمد: هذا قد ثبتت في القلب شريعته وهذا قد عذبت في السمع مشارعه، أنّ مشرّفة مولانا الكريمة وردت على المملوك تتضمّن الحسن والإحسان ويمين البرّ الشامل لكلّ إنسان، وعهد المحبّة الّتي حكمت
فيه بعلمها القلوب فما تحتاج إلى بيّنة لسان، فقابلها المملوك مقبّلا، واستجلى وجه الودّ والإحسان مقبلا، ووصل المشمش الذي شفى لؤلؤيّه نظر الناظرين، ونوعه الآخر الدغميشي الذي هو الشهد بحسنه ولا يدغمش باسمه على الحاضرين، فتناول المملوك عوارف برّه المعروف والمبتكر، واستضاء نجومه المتردّدة منشدا قول المعرّي:(كم درن، وكم يدرن هذه الأكر)، وقال: شكر الله هذه المنن الحلوة الثمرات، المتّصلة الخطرات، وهذه المجاني الّتي طابت أصولها وفروعها فلا أبعدهنّ الله من شجرات، وحيّا حماة وما جلبت، وجنبات ذلك الوادي وما أنجبت، وحدائق ذلك العاصي الذي أطاع ببركة مولانا فأنبت أحلى وأحلّ ما نبت، وقد جهّز المملوك هذه الخدمة منطوية على وظائف الحمد المستجادة، ولطائف الحبّ المستفادة، وحمد المنن الّتي لا تزال من مولانا عادة ومن المحبّين شهادة، لا برحت يد مولانا الكريمة إن بسطت فبعوائد إنعامها، وإن قبضت فعلى سيوفها لمصالح الدّول وأقلامها، وإن زهت «1» فروع المكارم، تساقطت ثمرات برّها من زهرات أكمامها.
جواب بوصول مشمش وبطّيخ حلبيّ، من إنشاء الشيخ جمال الدين بن نباتة.
وينهي بعد ولاء وثناء: لهذا في الأسماع أزهى وأزهر ثمرة، ولهذا في القلوب أرسى وأرسخ شجرة- ورود المشرّف الكريم على يد فلان بما ملأ السّمع من أخبار مولانا المرتقبة سرورا، والعين من آثار يده الكريمة نورا، والفم من هدايا المشمش الحمويّ كؤوس لذّة كان مزاجها كافورا، فقبّل المملوك أسطره مستحليا مواقع رشفاته، وقابله بعوائد المحامد مستجليا عوائد افتقاداته وصلاته، ومدّ يده وفكره فالتقط النّجوم المشرقة من هداياه وكلماته، وتقلّد جواهر المبرّات الحسنة المحسّنة، والثمرات الّتي، جاءت بدريّة القدوم وإن كانت نجوميّة الهيئات المكوّنة، واستصوب نتائج الغيث فقال: لعلّ هذه بنادق
قوس السماء الملوّنة، وصفا وطاب ظاهرها وقلبها وكذا تكون صفات ذوي القلوب المؤمنة، والمؤمن حلويّ لا جرم، والحمويّ على عجمه الخراسانيّ أولى بفصاحة الفخار والكرم، لا زالت فعلات منن مولانا مستجادة ونعمه لا سيّما المشمشيّة مستزادة، وافتقاداته المشهورة لدى مماليكه ومحبّيه منه عادة ومنهم شهادة، وجاءت فاكهة البطّيخ الحلبيّ وقد رضع حلب الغمام فأنجب، واستوى باطنه وظاهره في الحسن فأعجب من حين أعشب، واستطاب الذوق والشمّ مطعمه وأنفاسه، ووصف بالرّؤوس فضمّه كلّ متلقّ وقبّل راسه، وقال:
نعم الهديّة السريّة، والفاكهة الّتي طلعت حزز [ها] هلاليّة وثمرتها بدرية.
جواب عن وصول بطّيخ حلبيّ، من إنشائه أيضا، [وهو] بعد الألقاب:
وشكر سجاياه الّتي علت، وهداياه الّتي تكرّرت فحلت، وافتقاداته الّتي طاب ظاهرها وباطنها فكأنها من أخلاقه الجميلة نقلت، أصدرناها تهدي إليه سلاما يتقدّم كهديته نسيمه العاطر، وثناء ينتج أطايب الثّمر مقدّمات غيثه الماطر، وتوضّح لعلمه الكريم أنّ مكاتبته الكريمة وردت فحسّنت بالودّ مشافهتها، وأقرّت في الأسماع فاكهتها ومفاكهتها، ووصل البطّيخ فلله درّ حلبه ودرّ جلبه، لقد حسنت في ملاذّ المطاعم طريقته المرضيّة، ولقد أشبه القناديل بتكوينه وفتيلة عرقه فلا جرم أنّ قناديله عند الشّكر مضيّة، ولقد ملأ خبره وخبره عين البصر وأذن المصيخ، ولقد خلق دواء للأجسام حتّى صحّ قول الحلبيين للأرمد: دواؤك البطّيخ، فشكر الله إحسان الجناب العالي، وبرّه المتوالي، وعلى الوالد والولد ومن عندهما سلام المحبّ المتغالي، والله تعالى يحفظ عليهم من الفضل ما وهب، ويرزقهم بغير حساب ويرزق الظنّ فيهم ما حسب إن شاء الله تعالى.
وله أيضا جواب بوصول بطّيخ حلبيّ، وهو بعد الألقاب:
وشكر إحسانه الذي حلا مذاقه، وزكت أعراقه، وحيّا على البعد تحيّة طيّبة نفحت بها أزهار الكتاب وأثمرت أوراقه، هذه المفاوضة تهدي إليه سلاما طيّبا كهديّته، وثناء زاكيا كطويّته، وتوضّح لعلمه الكريم ورود مكاتبته الجامعة
حسن الأقوال والأفعال، المطلعة بوارد غمامها أطيب الثمر في الحال، فأحيت ولاء حاشى لوجوده من العدم، وجدّدت عهد البشر- وما بالعهد من قدم- ووصل البطّيخ الحلبيّ أصله، الحمويّ فصله، الدّمشقيّ ضمّه وشمّه وأكله، الفلكيّ ولا سيّما من الأهلّة المجتمعة شكله، فكرم مطلعا، وحسن من الأفواه موقعا، وعمّ الحاضرين نوالا، واشتملهم بعطف الإحسان اشتمالا، وأخذ الغلام السّكّين:(متقارب) .
فقطّع بالبرق شمس الضّحى
…
وناول كلّ هلال هلالا
لا بل أهلّة كثّر تعدادها، وكرّر تردادها، ورصد قربها، ولا نقول كما يقول أصحاب الهيئة أبعادها، فشكر الله إحسان الجناب العالي حاضرا وغائبا، وبرّه الذي يطلع كلّ وقت من هداياه وكتبه أهلّة وكواكبا، ومرباه الذي نقل عن ملوك كانت منازلهم للمحامد روضا وكانت أيديهم للكرم سحائبا، إن شاء الله تعالى.
وله جواب بوصول قصب سكّر وأترجّ «1» وقلقاس:
لا زالت أوصاف شيمها، تطرب كما يطرب القصب، وألطاف كرمها، مما يغذّي الحسد وينعش الرّوح ويشفي الوصب «2» ، وأصناف نعمها من الحلو إلى الحامض مما يعدي الأيدي المتناولة فهي على الأعداء تنتصب، تقبيل محبّ حلت له المنن فتناولها، ومواقع اللّثم فعاج إليها وعاجلها.
وينهي ورود مشرّف مولانا الكريم، على يد فلان يتضمّن الحسن والإحسان، والبرّ المأثور بكلّ فم، المشكور بكلّ لسان، فقابله المملوك بما يجب من الخدمة لمثله، ولاقاه بعوائد تحمد عوائد فضله، ووصل قرينه الإنعام
الذي تنوّع فنونا وأفنانا، وملأ فم الشراب خاناه سكّرا ويد المطبخ إحسانا، وذكّر نباته الطرابلسيّ عهود الديار المصرية، وأوقات الأنس بخدمة مولانا السنيّة، سقيا لها من أوقات وعهود، وشكرا لجود مولانا الذي هو في كلّ واد موجود، ولتدبيره الشمسيّ الذي أحيا الله به على عباده عناصر هذا الوجود، ولا برحت مكارمه متنوّعة، ونعم أياديه متفرّعة، فمنها ما حلا فرعه فأصبح لكلّ حلو أصلا، ومنها ما طاب ريحه وطعمه فكان للمؤمن مثلا، ومنها ما لذّ طعامه الشهيّ فما هو مما يهجر وإن كان مما يقلى.
وله جواب بوصول باكورة خيار وملوخيّة:
لا زالت تشرح بمكارمها الصّدور، وتفتح بركات الأعوام والشّهور، وتمنح من لطائف مننها كلّ جماعة السّرور، وتلمح في هداياها المستبقة إلى الأولياء خيار الأمور، تقبيل محبّ لا تغيّر ولاءه الدّهور، ماش من طريق المصافاة والموافاة في نور على نور.
وينهي ورود مشرّفة مولانا على يد فلان تتضمّن المعهود من ولائه وآلائه والمشهود المشهور من إحسان نداه قبل ندائه، فقابلها المملوك مقابلة الشّيّق إلى قرب الديار، الممضي في المحبّة قلبه لمولاه قبل شرط الخيار، ووصلت لطائف هديّته الخضرة النّضرة، وطرائف الفضل الباكرة كمعاني اللفظ المبتكرة، فتنجّز المملوك الفاكهة قبل أوانها البديع، ورصد من أفلاك العلب في ذي الحجّة غرّة ربيع، وتفاءل بالهديّة المجمّعة الأحباب في أن يعود الشّمل وهو جميع، وقد عاد فلان حاملا من رسائل الشوق والشّكر ما يؤدّيه بين أيدي مولانا الكريمة، ويجدّد بذكراه عهود الأنس القديمة، لا برح مولانا سابق الكرم، مخضرّ المرابع ببيض النّعم.
قلت: وكتبت جوابا لبعض الأصحاب وقد أهدى لي سمكا (بسيط) :
أهدى لنا سمكا قد طاب مطعمه
…
أكرم به سمكا لم يسكن البركا!
لا شكّ أنّ له بالبحر شاكلة
…
والبحر عادته أن يهدي السّمكا