الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعجمة، أما الجصّ فمعرّب.
السادس- أن يعرف أنه لا يتكرّر حرف في أوّل كلمة إلّا من هذه العشرة الأحرف
وهي: الكاف واللام والميم والنون والتاء المثناة فوق والألف والباء الموحّدة والواو والقاف والياء المثناة تحت ويجمعها قولك «كلّ من تاب وقي» وأقلّها وقوعا كذلك الياء.
السابع- أن يعرف أكثر الحروف دورانا في اللّغة
، ثم الذي يليه من الحروف في الكثرة إلى أقلّها دورانا.
واعلم أنّ كلام العرب أكثر ما يقع فيه على ما دلّ عليه استقراء القرآن الكريم الألف ثم اللام ثم الميم ثم الياء المثناة تحت ثم الواو ثم النّون ثم الهاء ثم الراء المهملة ثم الفاء ثم القاف ثم الدال المهملة ثم الذال المعجمة ثم اللام ألف ثم الحاء المهملة ثم الجيم ثم الصاد المهملة ثم الخاء المعجمة ثم الشين المعجمة ثم الضاد المعجمة ثم الزاي المعجمة ثم الثاء المثلّثة ثم الطاء المهملة ثم الغين المعجمة ثم الظاء المعجمة، وقد جمع بعضهم أحرف الكثرة في قوله (اليمونة) وبعضهم يجمعها في قوله (اليوم هن) وجمع الحروف المتوسطة في قوله (رعفت بكدس «1» فخج) وجمع أحرف القلّة في قوله (طظغ صخدز قش) .
قال ابن الدّريهم: وقد يقع في لفظ غير القرآن على خلاف ذلك كما يتعمّدون الظم والنثر بغير ألف أو بغير نقط أو بغير عاطل الحروف أو ألفاظ قليلة، وقد يكون الكلام ألفاظا قلائل لا تستوعب الحروف.
الأصل الثاني- كيفية التوصّل بالحدس إلى حلّ المترجم
.
قال ابن الدّريهم: إذا أردت حلّ ما ترجم لك، فابدأ أوّلا بعدد الحروف،
وكم تكرّر كلّ شكل منها مرة فأثبته أوّلا فأوّلا. قال: وأوّل ما تستخرج الفاصلة إن كان الذي عمّى قد بالغ في التعمية، يعني بإخفاء الفاصلة في ضمن الحروف، وذلك أنك تأخذ حرفا فتظنّ أنّ الفاصلة تكون الثاني فتجريه على ما تقرّر من الكلمات من المقادير على ما تقدّم، فإن وافق وإلّا أخذت الثالث، فإن وافق وإلّا الرابع وهكذا حتّى يصحّ لك انفصال الكلمات، ثم تنظر أكثر الحروف دورانا في الكلام فتقاربه من الترتيب المتقدّم في أكثر الحروف دورانا على ما تقدّم، فإذا رأيت حرفا قد وقع في الكلام أكثر من سائر الحروف فتظنّ أنه الألف، ثم الأكثر وقوعا بعده فتظنّ أنه اللام، ويؤيد صحة ظنك أن اللام يدار في أكثر استعمالاته تابعا للألف، ثم تنظر إن كان في الكلام حرف مفرد فتظن أنه اللام ألف، ثم أوّل ما تلفّق من الكلام الثنائية بتقريب حروفها حتّى يصحّ معك شيء منها فتنظر أشكالها وترقم عليها، وتجري الكلام في الثّلاثيّات حتّى يصحّ معك شيء منها فترقم نظائره، ثم تجري الكلام في الرّباعيّات والخماسيّات على الوزن المتقدّم، وكلّ ما اشتبه فاحتمل احتمالين أو ثلاثة أو أكثر تثبته إلى حين يتعيّن من كلمة أخرى، فما انتظم لك من ذلك فتثبت الباقي عليه، وإذا رأيت حرفا قد تقدّم الألف واللام في أوّل الكلمة فتظن أنه إما باء واحدة وإما فاء وإما كاف غالبا.
قال: وينبغي أن يكتب للمبتديء أوّلا كلّ كلمة على حدتها منفصلة، وأن يكتب له الشّعر دون النثر، فإنّ الوزن يساعده على ظهور بعض الحروف، كهاء التأنيث وتاء التأنيث الساكنة وتاء المتكلّم والساكن الذي لا يمكن أن يكون إلا أحد حروف العلة الدائرة في الكلام وأمثال ذلك، ثم ضرب لذلك مثلا بأنك إذا رأيت هذه الأسطر مكتوبة بهذا القلم.
؟؟؟
؟؟؟ قال: فينبغي قبل كلّ شيء أن يبدأ فيرقم تحت كلّ شكل من هذه الأشكال كم تكرر مرّة أوّلا فأوّلا على هذا المثال:
؟؟؟ فيجد قد تكرّر معه هذا الشكل 5 أكثر من كلّ الأشكال بكثير، فيعلم أنّه الألف فيرقم عليه في مواضعه، ثم المكرّر بعده أكثر من باقي الأشكال هذا الشكل فيظنّ أنه اللام ويحقّق ظنّه كونه تابعا للألف في سبعة مواضع من الكلام، ثم ينظر فيجد فيه حرفا واحدا كلمة فيظنّ أنها اللام ألف، ثم يجد الكلمة الثالثة ثنائيّة ثانيها اللام ألف فيمكن أن تكون إحدى هذه: بلا تلا جلا حلا خلا سلا علا غلا فلا كلا هلا ولا، ثم يجد هذا الشكل الذي مع اللام ألف قد ورد مكررا في أوّل كلمة امتنع أن يكون جيما أو حاء أو خاء أو سينا أو عينا أو غينا أو هاء فلم يبق معنا سوى بلا تلا فلا كلا ولا، ثم يجد الكلمة الخامسة ثنائيّة ثانيها ألف فيمكن أن تكون إحدى هذه با جا دا ذا سا شا ضا فا ما نا يا، ثم يترجّح أنها ما أو يا لأن هذا الشكل قد تكرر أكثر من باقي الحروف فيكون إمّا الميم أو الياء وإن قاربهما النون لكن ما ويا أكثر وقعا في الكلام من نا فإنها غريبة الوقوع، ثم رأينا هذا الشكل المتقدّم قد تلا الشكل الذي مع اللام ألف الذي ظننّا أنه أحد هذه هـ ب ت ف ك وفي الكلمة الثلاثية
المكرر أوّلها فجرّبنا الحروف مع الميم فظهر منها لفظة «ففي» لا غير ثم نظرنا هذا الحرف فوجدناه وقع في أربعة مواضع في الكلام لا غير، فقلنا إنه الفاء؛ لأن الياء بنسبة هذا الكلام تقع أكثر من ذلك غالبا، فصحّ معنا أنّ الكلمة الثالثة «فلا» والكلمة الخامسة «يا» والحرف المفرد «لا» والكلمة الخامسة منه هي رايد ذلك أننا وجدنا الكلمة الحادية عشرة قد تكرر [فيها] بعد الألف واللام حرفان تلاهما ألف بعده حرف آخر، ولا يمكن أن يتكرّر حرف في مثل هذا المكان سوى الميم إذا جرّبته على جميع الحروف، فقلنا: الممات المماح الممار المماس المماع، ورأينا هذا الشكل الذي هو آخر الكلمة قد تكرر أكثر من باقي الحروف بعد الألف واللام والباء، فبقي أن تكون هذه ر س ت ع لأن الميم قد صح معنا ولم يكن النون فعلّمنا على الميم في مواضعه، ونظرنا فرأينا هذا الشكل أوّل الكلمة الرابعة الثّلاثيّة وقد صح ثانيها اللام وثالثها الميم فجرّبناها على هذه الحروف فسقطت الراء وبقي أحد هذه: سلم تلم علم، ثم نظرنا الكلمة المجارية للممات المماع المماس، فرأينا قبل الألف واللام حرفا يكون أحد هذه ب ل و؛ لأن الفاء علّمناها، ونظرنا هذا الحرف قد تبع الألف واللام قبل الياء، ووجدناه بين البين في كلمة ثلاثية تكون إحدى هذه أبا أذا أسا أنا، فجرّبنا الكلمة على الباء والدال والسين والنون على أن يكون الحرف الآخر السين فلم يتفق منه لفظ فسقط «سلم» ثم جرّبناها على أن تكون العين فحصل منه بعد الحرف الأوّل البياع، ثم على أن تكون تاء فحصل منه الثبات السيات فسقط وبقي أبا أسا أنا ثم نظرنا الكلمة السابعة وهي ثلاثية أوّلها اللام وثانيها هذا الحرف الذي قبل الياء وثالثها هذا الدائر بين العين والتاء قلنا يقوم منها «لست» وسقط الباء والنون، وإنما لم يقم منه «كسع» لأنه لما سقطت الباء سقطت العين من البياع، فصح أن تلك «السيئات» ونظيرها «الممات» والثلاثية «تلم» وسقط علم، فرقمنا على التاء في مواضعها وعلى السين في مواضعها، فصارت الثلاثية «أسا» فقد صح معناه من الكلمات:«فلا تلم يا لست الممات لا أسا ففي»
وبقي الحرف الذي قبل السيئات ثم نظرنا الكلمة العاشرة الثّلاثية فيها ت ي فجرّبناها على الحروف فظهر منها «حتّى» لا يشاركها شيء فعلّمنا على الحاء في مواضعها، ثم نظرنا كلمة خماسية قد بقي منها الحرف الوسط، فجربناها على الحروف فقام من ذلك:«حسرات حسكات حسنات» فعلمنا أنه حسنات؛ لأن هذا الشكل؟؟؟ تكرر أكثر من باقي الحروف بعد الألف واللام والياء والتاء، وقد صحّ الميم فأثبتنا النّون في موضعها. ثم نظرنا هذا الشكل؟؟؟ في أوّل كلمتين ثلاثيّتين وقد صح من إحداهما ن ي ومن الأخرى ل ي، فجرّبنا الحرف فوجدناه إمّا عينا أو واوا، فيقوم منهما عني علي وبي ولي فتعين أن يكون عينا لقلة الحرف عن مرتبة الواو. ثم نظرنا كلمة سباعيّة قد بقي منها حرف مجهول، جرّبناها على الحروف فصحت «البيان» لا يشاركها لفظة أخرى، وللحرف هذا الشكل الذي قبل السّيئات فتعيّنت الباء في مواضعها. ثم نظرنا كلمة سداسيّة ثالثها حرف مجهول، فجرّبناها فظهر منها «الكتاب» ثم نظرنا كلمة خماسيّة قبل الّتي قبل «هذه» قد بقي حرف الوسط [منها] مجهولا، فجرّبناها على الحروف فقام لمحيف لمدنف لمصنف فتعينت «لمصنف» بسبب سياق الكلام بلفظ «الكتاب» ورقمنا على الصاد. ثم نظرنا الكلمة الأخيرة قد بقي منها رابعها مجهولا، فجرّبناها على الحروف فصحّت «الموصل» وصحّت الكلمة الّتي بعد لست أنها «أسلو» فرقمنا على الواو. ثم نظرنا الكلمة الأولى وهي ثنائية أوّلها ص فجرّبناها فصحت صدّ، وإنما كنا أخّرناها لقلّة وقع حروفها، ثم علّمنا على الدال فوجدنا كلمة ثنائية آخرها «د» فجرّبناها على باقي الحروف الّتي لم تظهر، فقام منها جد حد قد هد. ثم نظرنا كلمة ثلاثية فصح أوّلها ت وآخرها ل وسطها هذا الحرف الذي قبل الدال في الثّنائية، فجرّبناها على الجيم والخاء والقاف والهاء، فسقطت الهاء وبقي تجل تقل تخل. ونظرنا فرأينا سياق الكلام يدل على أن الكلمة قبل أسا «قد» والثلاثية «تقل» فانتظم الكلام «لا تقل قد أسا» . ثم نظرنا الكلمة السادسة قد بقي منها ثانيها مجهولا، فجرّبناها على باقي الحروف فصحت «عذولي» ،
فرقمنا على الذال في مواضعه، ثم نظرنا الكلمة الثلاثية الّتي بين «لمصنف» وبين «الكتاب» أوّلها هذا الشكل قد صح منها «ذا» فعلمنا أنّها «هذا» ورقمنا على الهاء، ثم نظرنا الكلمة الخماسيّة الّتي بين «ففي» وبين «منه» قد بقي رابعها، فجرّبناها على باقي الحروف فصحت «الوجه» . ثم نظرنا الكلمة السباعية الّتي قبل الأخيرة وقد بقي منها رابعها مجهولا، فجرّبناها فظهر منها الدّريهم، فتكمل الحلّ وظهر الكلام (خفيف) .
صدّ عنّي فلا تلم يا عذولي
…
لست أسلو هواه حتّى الممات
لا تقل قد أسا ففي الوجه منه
…
حسنات يذهبن بالسّيّئات
هذا البيان لمصنّف هذا الكتاب، عليّ «1» بن الدّريهم الموصليّ.
وعلى مثل هذا المنوال يجري الحلّ، ثم انظر إلى حروف هذا الكلام كيف جاءت أحدا وعشرين حرفا، ونقص منه ثمانية لم توجد فيه، فإذا نظرت إلى ما قرّرت لك من ترتيب وقع الحروف كما جاءت في الكتاب العزيز، رأيت الثمانية الناقصة هي آخر الترتيب سواء لم يختلط منها شيء بتقديم أو تأخير، وهذا اتفاق؛ لأنه قد يقع الحرف قريبا من رتبته كما تقدّم وكما تقدّمت الياء على الميم في هذا الكلام، والفاء على الميم والنّون، وتقدّمت الهاء على الميم أيضا، لكن الأصل معرفة وقع الحروف بالتقريب وتجربة الكلمات، ومقاربة ما دلّ عليه سياق الكلام.
ولنضرب مثالا آخر: لتتضح أنواع الحلّ.
وهذا مثال آخر أورده ابن الدّريهم، وهو:؟؟؟
؟؟؟ فتعدّد المكررات من الأشكال كما مرّ وترقمها على هذه الصفة.
؟؟؟ فتنظر فإذا أكثرها وقعا؟؟؟ ثم؟؟؟ ثم؟؟؟ ثم هذين؟؟؟ ثم هذين ثم هذا ثم هذه فتظن أن هذا الشكل الألف، وهذا اللام؛ لكونهما أكثر وقعا من الجميع فلم يوافق؛ لأنه قد تقرّر أن اللام تكون تابعة للألف في أكثر المواضع ولم نجده تبعه البتة، بل وجدنا العكس فعلمنا أن هذا هو الألف وهذا هو اللام، ورقمنا عليهما في مواضعهما فإذا الكلمة الثانية الثّلاثية فيها لامان، بقي حرف آخرها مجهول، فجرّبناها على الحروف فظهرت الهاء لا يمكن غيرها، فعلمنا أنها «لله» ورقمنا على الهاء في مواضعها، ثم وجدنا الكلمة الخماسيّة قد بقي رابعها مجهولا، فجرّبناها فظهر الهما ألهجا ألهما الهنا، ووجدنا الحرف قد تكرر أكثر من كلّ الحروف بعد الألف واللام، فظننا أنه الميم، لكنه يحتمل أن يكون النون، وسقط الباء والجيم فوجدناه في الثنائيات في كلمتين قبل الألف،
فعلمنا أنها «ما» فرقمنا على الميم في مواضعها، ثم رأينا الميم قد تبعه في الثّنائيّات حرف يحتمل أن يكون مد مر مس مص مط مع من، ورأينا الحرف كثير الوقوع، وقد تكررت ثلاث لفظات، فعلمنا أنها «من» ورقمنا على النون في مواضعه، ثم رأينا هذا الشكل؟؟؟ أكثر من غيره وهو قبل الألف واللام وفي أوائل الكلمات فقلنا إنه الواو، ثم رأينا آخر كلمة قد بقي منها رابعها مجهولا، فجرّبناها فظهر والبهم والتهم والجهم والدهم والسهم والشهم والفهم واليهم، ثم وجدنا هذا الحرف الذي فيها قد جاء قبل حرف في الثّنائيّات وذلك أكثر ما وقع بعد الألف واللام والميم، فيحتمل أن يكون الياء، ووجدنا قد بقي من كلمة هذا الحرف فصحّ أن يكون النّهي وأخرى أولي، فعلمنا أنها الياء، فجربنا الحرف معها، فظهر بي ني، ووجدنا كلمة خماسيّة هذا الحرف رابعها وبعد حرف آخر، جربناها على الياء والفاء فظهر اللبث اللبد اللبس اللبط اللبك اللفت اللفج اللفح اللفظ اللفق. ثم وجدنا هذا الحرف الآخر أوّل كلمة بعده لامان وهاء، فجرّبناها فظهر منها الحرف الثالث مجهولا، جرّبناها ظهر التّمام الحمام الذّمام الشمام الغمام الكمام، فرأينا سياق الكلام يدلّ على أنه «ظلّل الغمام» وتعينت تلك اللفظة والأخرى الفهم والثنائية، فرقمنا على الفاء، ثم رأينا الكلمة الثالثة الثّلاثيّة ثانيها لام وآخرها ياء وبعدها «ما ألهما» فدل سياق الكلام على أنها «على» فرقمنا على العين، فرأينا الرّباعيّة الّتي بعد «وآله» قد بقي ثالثها مجهولا، فجرّبناها فظهرت معجن معدن فتعين معدن والثنائية الّتي بعدها، وقيل «علم كل» فرقمنا على الدال في مواضعه ورأينا الكلمة الأولى قد بقي وسطها مجهولا، فجرّبناها وظهرت الثمد الحمد الصمد، فدلّ سياق الكلام أنها الحمد؛ لأن بعدها «لله على ما ألهما» فرقمنا على الحاء في مواضعها، ورأينا الثالث من الرّباعيّة الّتي بين على وظلّله، فجرّبناها فظهرت «الذي» ورأينا الكلمة الخماسيّة الّتي بعد «محمّد» قد بقي رابعها [مجهولا] ، فجرّبناها فظهرت «النبي» فرقمنا على الياء في مواضعها ورأينا قد بقي ثالث السّداسيّة الّتي بعد «من» هذا الشكل وهو ثالث رباعيّة أوّلها الألف وثانيها
فاء وآخرها حاء، وثاني خماسيّة أوّلها واو وثالثها حاء ورابعها باء وخامسها هاء، فتعينت الصاد، فالأولى «الصّواب» والأخرى «أفصح» والأخرى «وصحبه» وتعينت الثنائية الّتي هي أوّل البيت الثاني بعد السطر الأوّل «ثم» والّتي تليها «صلاة» وتعين السين في السّلام، فصار، «ثمّ صلاة الله والسّلام» وكلما تمرّن الإنسان في ذلك ظهر له أسرع بكثرة المباشرة، ثم تعين رابع السّداسيّة الّتي بعد أفصح من أنه الضاد، وتعين بسياق الكلام أن بعد بالضاد «في اللّفظ نطق» فرقمنا على القاف فرأينا مجاريها الثلاثية من رأس المصراع «خلق» فرقمنا على الخاء، وتعيّنت الكلمة الّتي قبل «من خلق» أنها «خير» فتكلمت الأبيات وظهر أنها (رجز) .
الحمد لله على ما ألهما
…
من الصّواب وعلى ما علّما
ثمّ صلاة الله والسّلام
…
على الّذي ظلله الغمام
محمد النبيّ خير من خلق
…
أفصح من بالضادفي اللّفظ نطق
وآله معدن كلّ علم
…
وصحبه أولي النّهى والفهم
قلت: ومما يلتحق بتعمية الخطّ المتقدّمة الذّكر ما حكاه ابن «1» شيث في معالم الكتابة، أنّ بعض الملوك أمر كاتبه أن يكتب عنه كتابا إلى بعض أتباعه يطمّنه فيه ليقبض عليه عند انتهاز فرصة له في ذلك، وكان بين الكاتب والمكتوب إليه صداقة فكتب الكتاب على ما أمر به من غير خروج عن شيء من رسمه، إلّا أنه حين كتب في آخره «إن شاء الله تعالى» جعل على النّون صورة شدّة، فلما قرأه المكتوب إليه، عرف أنّ ذلك لم يكن سدى من الكاتب فأخذ