الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأربع مئة، وكانت خلافته سبع سنين، وقريب شهرين، وكان المدبِّرُ لدولته الأفضلَ بنَ بدر الجمالي أمير الجيوش.
وتوفي المستعلي بأمر الله بمصر، في يوم الثلاثاء، لسبع عشرة ليلة خلت من صفر، سنة خمس وتسعين وأربع مئة.
والحمد لله وحدَه، وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
خلافة الآمر بأحكام الله
هو أبو علي، المنصورُ، الملقب: الآمر بأحكام الله بنُ المستعلي ابنِ المستنصر بنِ الظاهر بن الحاكم.
بويع بالأمر يوم موت أبيه، وكان عمرُ الآمرِ لما بويع خمس سنين، وشهراً، وأياماً، وقام بتدبير دولته الأفضلُ شاهنشاه بنُ بدر الجمالي أمير الجيوش، وكان وزيرَ والده، ولما اشتد الأمر، فطن لنفسه، وقتل الأفضل، واستوزر المأمونَ أبا عبد الله محمدَ بنَ أبي شجاع البطائحي، فاستولى هذا الوزير عليه، وقبحت سمعتُه، فقبض عليه في رابع شهر رمضان، سنة تسع عشرة وخمس مئة، واستصفى جميعَ أمواله، ثم قتلَه في رجب سنة إحدى وعشرين، وصُلب بظاهر القاهرة، وقتل معه خمسة من إخوته، أحدهم يقال له: المؤتمن، وكان متكبراً متجبراً، خارجاً عن طوره، وله أخبار مشهورة.
وكان الآمرُ سيئ الرأي، جائر السيرة، مشهوراً باللهو واللعب.
وفي أيامه أخذ الفرنج مدينة عكا، في شعبان، سنة تسع وتسعين وأربع مئة، وملك الفرنج طرابلس بالسيف يوم الاثنين، لإحدى عشرةَ ليلة خلت من ذي القعدة، سنة اثنتين وخمس مئة.
وقيل: في حادي عشر ذي الحجة، سنة ثلاث وخمس مئة، والله أعلم.
ونهبوا ما فيها، وأسروا رجالها، وقتلوا نساءها وأطفالها، وحصل في أيديهم من أمتعتها وما كان في خزائن أربابها ما لا يُحَدُّ عددُه ولا يُحصر، وعوقب من بقي من أهلها، واستُصفيت أموالهم، ثم وصلتها نجدةُ المصريين بعد فوات الأمر.
وفي هذه السنة ملكوا غزنة وبانياس.
ثم تسلموا مدينة صور يوم الاثنين، لسبع بقين من جمادى الأولى، سنة ثمان عشرة وخمس مئة، وكان الوالي بها من جهة الأتابك ظهير الدين طغتكين، وكان يومئذ صاحبَ دمشق وما والاها، فلما ملكوا، ضربوا السكة باسم الأمير المذكور ثلاثَ سنين، ثم قطعوا ذلك.
وأخذوا بيروت يوم الجمعة، الحادي والعشرين من شوال، سنة ثلاث وخمس مئة بالسيف، وأخذوا صيدا لعشرين بقين من جمادى الآخرة، سنة أربع وخمس مئة.
وفي سنة إحدى عشرة وخمس مئة قصد بردويل الفرنجي الديار