الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَرْفُ الخَاءِ المُعْجَمَة
135 -
أبو هاشم خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي: كان من أعلم قريش بفنون العلم، وله كلام في صنعة الكيمياء والطب، وكان متقنًا لهما، وله رسائل دالة على معرفته وبراعته، وله أشعار جيدة، منها:
تَجُولُ خَلَاخِيلُ النِّسَاءِ فَلَا أَرَى
…
لِرَمْلَةَ خَلْخَالًا يَجُولُ وَلَا قُلْبَا
أُحِبُّ بِنَي العَوَّامِ مِنْ أَجْلِ حُبِّهَا
…
وَمِنْ أَجْلِهَا أَحْبَبْتُ أَخْوَالَهَا كَلْبا
وهي طويلة.
توفي خالد سنة خمس وثمانين للهجرة.
* * *
136 -
الشيخ خليفة بن مسعود، المغربيُّ الجابريُّ - من بني
جابر -، الشيخُ العالم الصالح القدوة، صاحب الكرامات.
مولده سنة تسع وأربعين وسبع مئة، واشتغل ببلاده، وقدم إلى بيت المقدس على طريقة السياحة في سنة أربع وثمانين وسبع مئة، فحج ورجع، وظهرت له مكاشفات، ثم ولي مشيخة المغاربة، وإمام المالكية، واشتهر أمره.
توفي يوم السبت، مستهل ذي القعدة، سنة ثلاث وثلاثين وثمان مئة، ودفن بماملا، وكان أسود بصاصًا - رحمه الله تعالى -.
* * *
137 -
أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم، الفراهيديُّ: كان إمامًا في علم النحو، وهو الذي استنبط علمَ العروض، وأخرجه إلى الوجود.
قيل: إنه دعا بمكة أن يُرزق علمًا لم يسبقه إليه أحد، ولا يؤخذ إلا عنه، فلما رجع من حجه، فتح عليه بعلم العروض.
ومن كلامه: لا يعلم الإنسان أخطاء معلمه حتى يجالس غيره.
ويقال: إنه أنشد، ولم يذكره لنفسه ولا لغيره:
يَقُولُونَ لِي دَارُ الأَحِبَّةِ قَدْ دَنَتْ
…
وَأَنْتَ كَئِيبٌ إِنَّ ذَا لَعَجِيب
فَقُلْتُ: وَمَا تُغْنِي الدِّيَارُ وَقُرْبُهَا
…
إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ القُلُوبِ قَرِيبُ
وعنه أخذ سيبويه علومَ الأدب. ويقال: إن أباه أحمد أولُ من سمي بأحمد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد في سنة مئة للهجرة، وتوفي سنة سبعين، أو خمس وسبعين ومئة بالبصرة، وكان سبب موته: أنه قال: أريد [أن] أقرب نوعًا من الحساب تمضي به الجارية إلى البياع، فلا يمكنه ظلمها، ودخل المسجد، وهو يُعمل فكره في ذلك، فصدمته سارية وهو غافل عنها بفكره، فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته.
* * *
138 -
أبو الجيش خُمارَوَيه بن أحمد بن طولون: لما توفي أبوه، اجتمع الجند على توليته مكانه، فولي وهو ابن عشرين سنة، في أيام المعتمد على الله، فلما مات المعتمد، أقره المعتضد على عمله، وتزوج المعتضد ابنته قطرَ الندى سنة إحدى وثمانين ومئتين (1)، وكان صَداقُها ألفَ ألفِ درهم، وكانت موصوفة بفرط الجمال والعقل، جةَزها والدها بجهاز لم يُعمل مثلُه، قيل: كان له ألف هاون ذهبًا.
وتوفي خمارويه قتلًا، قتله غلمانه بدمشق على فراشه ليلة الأحد، لثلاثٍ بقين من ذي القعدة، سنة اثنتين وثمانين ومئتين، وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وحمل إلى مصر، ودفن بسفح المقطَّم.
(1) في الأصل: "ومئة"، والتصويب من "وفيات الأعيان"(2/ 249).
ولما حُملت قطر الندى إلى المعتضد، خرجت معها عمتها عباسةُ بنة أحمد بن طولون مُشَيِّعَةً لها من مصر إلى جهة الشام، نزلت بالطريق، وضربت فساطيطها، وَبنَتْ هناك قرية سمتها باسمها يقال لها: العبّاسة، وهي إلى الآن عامرة، ولها جامع حسن، وسوق قائم.
* * *
139 -
القاضي غرس الدين خليل بن أحمد بن محمد بن عبد الله السخاوي رحمه الله: جليسُ الحضرة الشريفة الظاهرية ومشيرُها.
مولده في سنة ثمان وسبعين وسبع مئة، وكان صحب الظاهر جقمق قبل السلطنة، فلما تسلطن، قدَّمه، وولاه نظر الحرمين، فقدم القدس في مستهل ربيع الأول، سنة أربع وأربعين وثمان مئة، ثم توجه إلى مصر، فتوفي بها في إحدى الجمادَيْن سنة سبع وأربعين وثمان مئة رحمه الله، وعفا عنه -.
* * *
140 -
صلاح الدين العلائي خليل بن كيكلدي العلائي: الحافظ الكبير.
ولد سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة، وهو آخر من حدَّث عن أبي حيان بالبلاد الشامية، وكان نزيلَ القدس الشريف، وكان إمامًا علامة، أفتى ودرَّس وناظر، وله مآثرُ حميدة، ومصنفات مفيدة، وكان مدرِّس الصلاحية ببيت المقدس المعظم، توفي في ربيع الآخر، وقيل: في
رمضان سنة اثنتين وثمان مئة، وقيل: بل كانت وفاته في ثالث المحرم، سنة إحدى وسبعين (1) وسبع مئة.
* * *
141 -
قاضي القضاة خير الدين أبو المواهب الحسني، خليل ابن عيسى بن عبد الله العجمي: ولي قضاء القدس من برقوق سنة أربع وثمانين وسبع مئة، وهو أول من ولي قضاء الحنفية بالقدس الشريف، وكانت سيرته حسنة، ثم تولى تدريس المعظَّمية، وتوفي بالقدس الشريف في صفر، سنة إحدى وثمان مئة.
وولي عوضه موفق الدين قاضي العسكر بمصر، سُقي السمّ مع بكلمش بالمدرسة البلدية، فمات معه، وسُقي شمس الدين الديري، لكنه لم يُكثر، فمرض طويلاً، وعوفي، وكان شهاب الدين بن النقيب حاضراً، فاعتذر بالصوم.
* * *
(1) في "ذيل طبقات الحنابلة"(1/ 360)، و" النجوم الزاهرة" (1/ 337):"وستين ".