الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وارتكب المحذورات، واستحسن القبائح المحظورات، فابتهج الناس بقتله.
وكان ربعة، شديد الأدمة، جاحظ العين، حسن الخط.
وكانت مدته تسعاً وعشرين سنة، وخمسة أشهر، وخمسة عشر يوماً، وعمره أربعاً وثلاثين سنة.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
خلافة الحافظ لدين الله
هو أبو الميمون، عبدُ المجيد بنُ أبي القاسم بنِ المستنصر بالله.
ولم يُبايع أولاً بالخلافة، بل كان على صورة نائب، لانتظار حمل يظهر للآمر.
ولما تولى الحافظ، استوزر أبا علي أحمدَ بنَ الأفضل بن بدر الجمالي، فاستبدَّ بالأمر، وتغلب على الحافظ، وخطب لنفسه، وحجر عليه، ونقل أبو علي ما كان بالقصر من الأموال إلى داره.
ولم يزل الأمر كذلك إلى سنة ست وعشرين وخمس مئة، فقُتل أبو علي الوزير المذكور، وكان قد قطع خطبةَ الحافظ، وخطب لنفسه خاصة، وقطع من الأذان: حيّ على خير العمل، فنفرت منه قلوب شيعة العلويين، وثار به جماعة المماليك وهو يلعب بالكرة، فقتلوه، ونهبوا
داره، وخرج الحافظ من الاعتقال، ونقل ما بقي في دار أبي علي إلى القصر.
وبويع للحافظ في يوم قتل أبي علي بالخلافة، واستوزر أبا الفتح يانس الحافظ، فمات، فاستوزر الحافظُ ابنَه الحسن، وخطب له بولاية العهد.
ثم قُتل حسن سنة تسع وعشرين؛ لأن حسناً المذكور تغلب على الأمر، واستبدَّ به، وأساء السيرة، وأكثرَ من قتل الأمراء وغيرهم ظلماً وعدواناً، وأكثرَ مصادرات الناس، فأراد العسكر الإيقاع به وبأبيه، فعلم أبوه الحافظ ذلك، فسقاه سماً، فمات.
واستوزر تاج الدولة بهرام النصراني، فتحكم، واستعمل الأرمن على الناس، وأهانهم، فانف من ذلك شخص يسمى: رضوان بن الوكخشي، وجمع جمعاً، وقصد بهرام، فهرب بهرام إلى الصعيد، ثم عاد، وأمسكه الحافظ، وحبسه في القصر، ثم إن بهرام المذكور ترهَّب، وأطلقه الحافظ.
واستوزر رضوانَ المذكور، ولقَّبه: الملك الأفضل، وهو أولُ وزير للمصريين لُقِّب بالملك، ثم إنه فسد ما بين رضوان والحافظ، فهرب رضوان، ثم إن الحافظ ظفر به، وقتله، ولم يستوزر بعده أحداً، وباشر الأمورَ بنفسه إلى أن مات.
وتوفي الحافظ في جمادى الآخرة، سنة أربع وأربعين وخمس مئة.