الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثلاثين وثلاث مئة.
وتقدم ذلك في ترجمة المقتدر بالله العباسي.
وتوفي المهدي بالله في ليلة الثلاثاء، منتصف ربيع الأول، سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة بالمهدية.
* * *
خلافة القائم بالله
هو أبو القاسم، محمدُ بنُ عُبيد الله المهديُّ العلويُّ.
لما توفي والده المهدي، أخفى موته سنة لتدبيرٍ كان، ولما أظهر ابنُه القائمُ وفاته، بايعه الناس، واستقرت ولايته.
وفي سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة سَيَّر جيشاً من إفريقية في البحر، ففتحوا مدينة جنوة، وأوقعوا بأهل سردانية، وعادوا سالمين.
وتوفي القائم لثلاثَ عشرةَ مضت من شوال، سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة.
* * *
خلافة المنصور
هو أبو الطاهر، إسماعيلُ بن القائم بن المهدي صاحب إفريقية، الملقب بالمنصور.
بويع له يوم وفاة أبيه القائم، وكان بليغاً فصيحاً، يرتجل الخطبة.
وذكر أبو جعفر المروزي، قال: خرجت مع المنصور يوم هدمَ [أبو] يزيد القيسارة، ومعه ريحان، فسقط أحدهما مراراً، فمسحته، وناولته إياه، وتفاءلت به، وأنشدت:
فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى
…
كَمَا قَرَّ عَيْناً بِالإِيَابِ مُسَافِرُ
فقال: ألا قلتَ ما هو خيرٌ من هذا وأصدقُ: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ} [الأعراف: 117]؟ فقلتُ: أنتَ يا بنَ رسول الله قلتَ ما عندَك من العلم.
ولما حاصر المنصور أبا يزيد بن مخلد بسوسة، وهزمه، وأسره، ومات من جراحة أصابته، وأمر بسلخه، وأن يحشى جلده قطناً، وصلبه، وبنى مدينة موضع الوقعة، وسماها المنصورية: واستوطنها، وخرج في شهر رمضان، سنة إحدى وأربعين منها إلى مدينة جلولاء يتنزه بها، ومعه حظيته قضيب، وكان مغرماً بها، فسلَّط الله عليهم برقاً ورياحاً، فخرج منها إلى المنصورية، فاشتد عليهم البرد، وأوهن جسمه، ومات أكثرُ من كان معه، فاعتلَّ بها، ومات يوم الجمعة، آخر شوال، سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة، ودفن بالمهديَّة.
وكان مولده بالقيروان، سنة اثنتين، وقيل: إحدى وثلاث مئة.
والحمد لله رب العالمين.
* * *