الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَرْفُ الثَّاءِ
107 -
أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم، وقيل: الفيض بن إبراهيم، المصريُّ، المعروف بذي النون، الصالحُ المشهور: أحد رجال الطريقة، كان أوحد وقته علما وورعًا، وهو معدود في جملة من روى "الموطأ" عن مالك، وكان رجلَّا نَحيفًا، يعلوه حمرة، ليس بأبيض اللحية.
وشيخه في الطريقة شقران العابد.
وللشيخ ذي النون فضائل ومحاسن كثيرة، توفي في ذي القعدة، سنة خمس، وقيل: ست وأربعين ومئتين بمصر، ودفن بالقرافة الصغرى، وعلى قبره مشهد مبني، وفي المشهد - أيضًا - قبور جماعة من الصالحين.
وثوبان: بفتح الثاء المثلثة، وسكون الواو، وفتح الباء الموحدة، وبعد الألف نون.
* * *
108 -
أبو الحسن ثابت بن قرة بن هارون، الحاسبُ الحكيمُ الحرَّانيُ: كان في بداية أمره صيرفيًا بحرَّان، ثم انتقل إلى بغداد، واشتغل بعلوم الأوائل، فمهر فيها، وبرع في الطب، وكان الغالب عليه الفلسفة.
ولد سنة إحدى وعشرين، ومئتين وتوفي في يوم الخميس السادس والعشرين من صفر، سنة ثمان وثمانين ومئتين، وله ولد يسمى: إبراهيم بلغ رتبة أبيه في الفضل، وكان من حذَّاق الأطباء ومقدَّمي أهلِ زمانه في صناعته، وعالج مرّة السَّريَّ الرفَّاء الشاعر، فأصاب العافية، فعمل فيه، وهي أحسن ما قيل في الطب، ومنه:
هَلْ لِلْعَلِيلِ سِوَى ابْنِ قُرَّةَ شَافِي
…
بَعْدَ الإِلَهِ وَهَلْ لَهُ مِنْ كَافِي
فَكَأَنَّهُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ نَاطِقًا
…
يَهَبُ الحَيَاةَ بِأَيْسَرِ الأَوْصَافِ
لَمَّا رَأَى قَارُورتي وَرَأَى بِهَا
…
مَا اكْتَنَّ بَيْنَ جَوَانِحِي وَشَغَافِ
وحرَّان: مدينة مشهورة بالجزيرة، قيل: إن هارون عم إبراهيم الخليل عمرها، فسميت باسمه، ثم إنها عُرِّبت، فقيل: حران.
وهارون (1): أبو (2) سارة زوجة إبراهيم - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -.
وكان لإبراهيم أخ يسمى ب: هاران، وهو أبو لوط عليه السلام.
* * *
(1) في: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (1/ 315): "هاران" في الموضعين.
(2)
في الأصل: "بن".