الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَرْفُ التَّاءِ
104 -
تميم بن المعز بن المنصور بن القائم بن المهدي: كان أبوه صاحب ديار مصر، وهو الذي بنى القاهرة المعزِّيَّة، وكان تميم المذكور فاضلًا شاعرًا، ولم يلِ المملكة؛ لأن ولاية العهد كانت لأخيه العزيز، فوليها، ومن شعر تميم:
مَا بَانَ عُذْرِي فِيهِ حَتَّى عَذَرا
…
وَمَشَى الدُّجَى فِي خَدّهِ فَتَحَيَّرَا
هَمَّتْ عَقَارِبُ صُدْغِهِ تَقْبِيلَهُ
…
فَاسْتَلَّ نَاظِرُهُ عَلَيْهَا خِنْجَرَا (1)
توفي في ذي القعدة، سنة أربع وسبعين وثلاث مئة بمصر، وصُلي عليه بالقرافة، وحمل إلى القصر، ودفن بالحجرة التي فيها قبر أبيه المعز.
* * *
105 -
أبو يحيى تميم بن المعز بن باديس بن المنصور، الحميريُّ الصنهاجيُّ: ملك إفريقية وما والاها بعد أبيه المعز، وكان حسن السيرة،
(1) في: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (1/ 301):
"همت تقبله عقارب صدغه
…
فاستل ناظره عليها خنجرا"
محمودَ الآثار، محبًّا للعلماء، وله أشعار حسنة، فمن ذلك قوله:
إِنْ نَظَرَتْ مُقْلَتِي لِمُقْلَتِهَا
…
تَعْلَمُ مِمَّا أُرِيدُ نَجْوَاهُ
كَأَنَّهَا فِي الفُؤَادِ نَاظِرَةٌ
…
تَكْشِفُ أَسْرَارَهُ وَفَحْوَاهُ
وفضائله كثيرة، ولد بالمنصورية التي تسمى: صبرة من بلاد إفريقية، يوم الاثنين، ثالث عشر رجب، سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة، وفوض إليه أبوه ولاية المهدية في صفر، سنة خمس وأربعين، فاستبد بالملك، ولم يزل إلى أن توفي ليلة السبت، منتصف رجب، سنة إحدى وخمس مئة، ودفن في قصره، ثم نقل إلى قصر السيدة بالمنستير، وخلف من البنين أكثر من مئة، ومن البنات ستين.
* * *
106 -
الملك المعظم شمس الدولة توران شاه بن أيوب بن شادي بن مروان، الملقب: فخر الدين: وهو أخو السلطان صلاح الدين، وكان أكبر منه، وكان السلطان يُكثر الثناء عليه، ويُرجحه على نفسه، ووجَّهه إلى اليمن، فملكها، وفتح الله على يديه، وكان كريمًا، ثم إنه عاد من اليمن، والسلطانُ على حصار حلب، فوصل إلى دمشق في ذي الحجة، سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، ولما رجع السلطان عن الحصار، وتوجه إلى الديار المصرية، استخلفه بدمشق، فأقام بها، ثم انتقل إلى مصر، وتوفي في يوم الخميس، مستهل صفر، سنة ست وسبعين وخمس مئة، ومات وعليه من الديون مئتا ألف دينار، فقضاها
عنه أخوه صلاح الدين.
وتوران شاه: لفظ أعجمي، معناه: ملك الشرق؛ لأن شاه: ملك، وتوران: الشرق، وإنما قيل للشرق: توران؛ لأن بلاد الترك والعجم يسمون الشرق تركان، ثم حرّفوه فقالوا: توران.
* * *