الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَرْفُ البَاءِ
97 -
بشر الحافي بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال ابن ماهان بن عبد الله بعبور: أسلم جدُّه على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أحدُ رجال الطريقة، كان من كبار الصالحين، وأعيان الأتقياء المتوزعين، أصله من مرو، من قرية من قراها يقال لها: مابرسام، وسكن بغداد.
وإنما لقب بالحافي؛ لأنه جاء إلى إسكاف يطلب منه شِسْعًا لأحد نعليه، وكان قد انقطع، فقال له الإسكاف: ما أكثرَ كُلفتكَم على الناس، فألقى النعلَ من يده، والآخرَ من رجله، وحلف لا يلبس نعلًا بعدها.
ولد سنة خمسين ومئة، وتوفي في شهر ربيع الآخر، سنة ست، وقيل: سبع وعشرين ومئتين ببغداد، وقيل: بمرو.
* * *
98 -
المُريسي بشر بن غياث بن أبي كريمة، الفقيهُ الحنفيُّ: من موالي زيد بن الخطاب، أخذ الفقه عن أبي يوسف الحنفي، إلا أنه اشتغل بالكلام، وجرد القول بخلق القرآن، وله في ذلك أقوال شنيعة، وكان مُرْجِئًا، وإليه تُنسب الطائفة المرجئيَّة المُرَيْسِيَّة، وكان يقول: السجود
للشمس والقمر ليس بكفر، ولكنه علامة الكفر، وكان يناظر الشافعي، ولا يعرف النحو، ويلحن لحنا فاحشًا، ويقال: إن أباه كان يهوديًا صبَّاغًا بالكوفة.
توفي في ذي الحجة، سنة ثمان عشرة ومئتين ببغداد، والمريسي - بسين مهملة -: جنس من السودان من بلاد النوبة.
* * *
99 -
القاضي أبو بكرة بكار بن قتيبة بن أبي برذعة بن عبد الله بن بشير (1) بن عبيد الله بن أبي بكرةَ بن نُفَيع بن الحارث بن كَلَدَةَ الثقفيِّ صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان حنفي المذهب، وتولى القضاء بمصر سنة ثمان، أو تسع وأربعين ومئتين، وقال: وليتها من قِبل المتوكل يوم الجمعة، لثمانٍ خلون من جمادى الآخرة، سنة ست وأربعين ومئتين، وظهر من حسن سيرته وجميل طريقته ما هو مشهور.
وله مع أحمدَ بن طولون صاحبِ مصر وقائع، وكان اعتقله، وأمره بتسليم القضاء إلى محمد بن شادي (2)، ففعل، وجعله كالخليفة له، وبقي مسجونا مدة سنين، وكان يُحدّث في السجن من طاق فيه، وكان أحد البَكَّائين التالين لكلام الله تعالى، وكان يُكثر الوعظ للخصوم
(1) في "وفيات الأعيان"(1/ 279): "عبيد الله بن بشر".
(2)
في "وفيات الأعيان" لابن خلكان (1/ 279): "شاذان".
إذا أراد اليمين، ويتلو عليهم قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ} [آل عمران: 77] الآية.
ولد بالبصرة سنة اثنتين ومئتين، وتوفي وهو باق على القضاء مسجونًا يوم الخميس، لستٍّ بقين من ذي الحجة، سنة سبعين ومئتين، وقبره مشهور عند مصلى بني مسكين، وهو معروف باستجابة الدعاء.
* * *
100 -
أبو عثمان بكر بن محمد بن عثمان، المارنيُّ البصريُّ النَّحْويُّ: كان إمام عصره في النحو والأدب، توفي سنة تسع وأربعين ومئتين بالبصرة - رحمه الله تعالى -.
* * *
101 -
بوران بنت الحسن بن سهل: وكان المأمون قد تزوجها لمكان أبيها منه، واحتفل أبوها بأمرها، وعمل من الولائم والأفراح ما لم يُعهد مثلُه في عصر من الأعصار، وذلك بفمّ الصِّلْح.
وقالت الشعراء والخطباء بذلك، وأطنبوا، ومما يستظرف فيه قولُ محمد بن حازم الباهلي:
بَارَكَ اللهُ لِلْحَسَنْ
…
وَلِبُورَانَ فِي الخَتَنْ
يَابْنَ هَارُونَ قَدْ ظَفِرْتَ
…
وَلَكِنْ بِبِنْتِ مَن؟
ولما نُمي هذا الشعر إلى المأمون، قال: والله! ما ندري، أخيرًا أراد أم شرًا؟
ودخل المأمون على بوران في الليلة الثالثة من وصوله إلى فم الصِّلْح، فلما جلس معها، نثرت عليه جدتها ألفَ دُرَّة كانت في صينية ذهب، فأمر المأمون أن تُجمع، وسألها عن عدد الدر كم هو؟ فقالت: ألف حبة، فوضعها في حِجْرها، وقال: هذا تحليتك (1)، وسلي حوائجك، فقالت لها جدتها: كلِّمي سيدك؛ فقد أمرك، فسألته الرضا عن إبراهيم ابن المهدي - وقد تقدم ذكره في حرف الهمزة -، فقال: قد فعلت.
ولما طلب المأمون الدخول على بوران، دافعوه لعذر بها، فلم يندفع، فلما زُفت إليه، وجدها حائضًا، فتركها، فلما قعد الناس من الغد، دخل عليه أحمد بن يوسف الكاتب، وقال: يا أمير المؤمنين! هنأك الله بما أخذت من الأمر، باليُمن والبركة وشدة الحركة والظفر بالمعركة، فأنشده المأمون:
فَارِسٌ مَاضٍ بِحَرْبَتِهِ
…
صَادِقٌ بِالطَّعْنِ فِي الظُّلَمِ
رَامَ أَنْ يُدْمِي فَرِيسَتَهُ
…
فَاسْتَجَارَتْ مِنْ دَمٍ بِدَمِ
فعرّض بحيضها، وهو من أحسن الكنايات، وكان ذلك في شهر رمضان، سنة عشر ومئتين، وعقد عليها في سنة اثنتين ومئتين، وتوفي المأمون وهي في صحبته، وكانت وفاته يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة ومئتين وبقيت بعده إلى أن توفيت يوم الثلاثاء، لثلاثٍ بقين من شهر ربيع الآخر، سنة إحدى وسبعين ومئتين،
(1) في "وفيات الأعيان"(1/ 289) وغيره: "نِحلتك".
وماتت وعمرها ثمانون سنة، وكانت وفاتها ببغداد.
وفمِّ الصِّلْح: بلدة على دجلة قريبة من واسط.
* * *
102 -
تاج الملوك أبو سعيد بوري بن أيوب بن شادي، الملقب: مجد الدين: وهو أخو السلطان صلاح الدين، وكان أصغر أولاد أبيه، وكانت فيه فضيلة، وينظم الشعر، فمما قاله في أحد مماليكه، وقد أقبل من جهة المغرب راكبًا فرسًا أشهب:
أَقْبَلَ مَنْ أَعْشَقُهُ رَاكِبًا
…
مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ عَلَى أَشْهَبِ
فَقُلْتُ سُبْحَانَكَ يَا ذَا العُلَا
…
أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ مِنَ المَغْرِبِ
مولده في ذي الحجة، سنة ست وخمسين وخمس مئة، وتوفي يوم الخميس، الثالث والعشرين من صفر، سنة تسع وسبعين وخمس مئة، على حلب، من جراح أصابته لما حاصرها أخوه السلطان صلاح الدين.
وبوري: لفظ تركي معناه بالعربية: ذئب.
* * *
103 -
شهاب الدين أبو الخير بادار بن عبد الله القونوي نزيلُ القدس: كان يتكلم على الناس بقبة السلسلة بالصخرة.
قال الشيخ بدر الدين محمود العجلوني: ما عرفنا الله تعالى إلا بملازمة مجالسه.
وقبرُه ظاهر القدس الشريف، على طريق خان الظاهر، ظاهرٌ للناس معروف - رحمه الله تعالى -.
توفي في شعبان، سنة ثمانين وسبع مئة.
* * *