الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَرْفُ الصَّادِ المُهْمَلَة
171 -
أبو العلاء صاعد بن الحسن بن عيسى الربعيُّ البغداديُّ اللغويُّ: صاحب كتاب "الفصوص" أصله من بلاد الموصل، دخل بغداد، فأكرمه المنصور (1)، وجمع له كتاب "الفصوص"، أثابه عليه خمسة آلاف دينار، وكان يُتهم بالكذب في نقله، فلهذا رفض الناس كتابه.
توفي سنة سبع عشرة وأربع مئة بصقلية.
ولما ظهر للمنصور كذبهُ في النقل، وعدمُ تثبته (2)، رمى كتاب "الفصوص" في النهر؛ لأنه قيل له: جميعُ ما فيه لا صحة له، فعمل فيه بعض شعراء عصره:
قَدْ غَاصَ فِي البَحْرِ كِتَابُ الفُصُوصْ
…
وَهَكَذَا كُلُّ ثَقِيلٍ يَغُوصْ
فلما سمع صاعدٌ هذا البيت، أنشد:
(1) هو المنصور بن أبي عامر.
(2)
في الأصل: "تلبيته"، والتصويب من "وفيات الأعيان"(2/ 489).
عَادَ إِلَى عُنْصُرِهِ إِنَّمَا
…
يَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ البُحُورِ الفُصُوصْ
* * *
172 -
أسد الدولة أبو علي صالح بن مرداس بن إدريس، الكلابيُّ: كان من عرب البادية، قصد مدينة حلب، وبها مرتضى الدولة الجراحي نيابة عن الظاهر بن الحاكم العُبيدي صاحبِ مصر، فاستولى عليها، وانتزعها منه، فجهز إليه الظاهرُ أميرَ الجيوش أنوشتكّين الدزبري في عسكر كثير، وكان بدمشق نائباً، فخرج متوجها إليه، وتلاقيا على الأقحوانة، وجرى بينهما مقتلة انجلت عن قتل أسد الدولة صالح في جمادى الأولى سنة عشرين وأربع مئة.
والأقحوانة: بلدة بالشام من أعمال فلسطين، بالقرب من طبرية، وبالحجاز - أيضاً - بليدة يقال لها: الأقحوانة، كان يسكنها الحارث بن خالد.
* * *
173 -
قاضي القضاة علم الدين صالح ابن شيخ الإسلام سراج الدين عمر، البُلقينيُّ الشافعيُّ: شيخ الإسلام، سلالة العلماء، ولي قضاء قضاة الديار المصرية وهو شاب عوضاً عن شيخ الإسلام ولي الدين العراقي، في أول دولة الأشرف برسباي، سنة خمس وعشرين وثمان مئة، وصار يعزل ويولِّي، وكان خصمه قاضي القضاة شيخ الإسلام
شهابُ الدين بن حجر، يتولى هذا تارة، وهذا أخرى، في أيام الأشرف برسباي، والظاهر جقمق، ثم لما تولى الأشرف أينال، استمر طول مدته بكمالها، وتوفي في أيام الظاهر خشقدم، وهو على القضاء، في يوم الأربعاء، سادس رجب الفرد، سنة ثمان وستين وثمان مئة، فكانت مدة ولايته من حين استقراره في القضاء إلى حين وفاته نحو ثلاث وأربعين سنة رحمه الله، وعفا عنه -.
* * *