المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب: الحضانة 1149 - عن عبد اللهِ بن عمرٍو رضي الله - التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام - جـ ١٠

[خالد بن ضيف الله الشلاحي]

فهرس الكتاب

- ‌باب الكفاءة والخيار

- ‌باب: اعتبار الصنعة في الكفاءة

- ‌باب: جامع في الكفاءة والخيار

- ‌باب: عيوب النكاح وفسخها

- ‌باب عشرة النساء

- ‌باب: النهي عن إتيان النساء في أعجازهن

- ‌باب: ما جاء في حسن العشرة

- ‌باب: الصداق

- ‌باب الوليمة

- ‌باب: الحث على إقامة الوليمة وإجابة الدعوة

- ‌باب: ما جاء في آداب الأكل

- ‌باب القَسْم

- ‌باب: ما جاء في القَسْم

- ‌باب الخلع

- ‌باب: الخُلْع

- ‌باب الطلاق

- ‌باب: في كراهية الطلاق

- ‌باب: سنة الطلاق وبدعته

- ‌باب: ما جاء في الجدِّ والهزل في الطلاق

- ‌باب: طلاق المكره والناسي

- ‌باب: جامع

- ‌باب: لا طلاق قبل نكاح

- ‌باب: الطلاق في الإغلاق والكره

- ‌باب: الرَّجعة

- ‌باب: الإيلاء والظهار والكفارة

- ‌باب: الظهار وكفارته

- ‌باب: اللعان

- ‌بابُ: العِدَّةِ، والإحْدادِ

- ‌باب الرّضاع

- ‌باب: ما جاء في المصة والمصتين

- ‌باب: ما جاء في الرَّضاع المحرِّم

- ‌باب: النفقات

- ‌باب: ما جاء في بر الوالدين

- ‌باب الحضانة

- ‌باب: الحضانة

- ‌باب: جامع

- ‌باب:

- ‌باب: ما جاء في الرجل يقتل عبده

- ‌باب: ما جاء لا يقتل مسلم بكافر

- ‌باب: جامع

- ‌باب: لا يقاد الجارح حتى يبرأ المجروح

- ‌باب: دية الجنين

- ‌باب: القصاص في السن

- ‌باب: من قتل في عمِّيّا بين قوم

- ‌باب: الرَّجل يقتل الرَّجل ويمسكه آخر

- ‌باب: قود المسلم بالذمي

- ‌باب: قتل الغيلة

- ‌باب: من قتل له قتيل فهو بخير النظرين

- ‌باب الدِّيات

- ‌باب جامع في الديات

- ‌باب دعوى الدَّم والقسامة

- ‌باب: جامع في القسامة

- ‌باب قتال أهل البغي

- ‌باب: جامع في قتال أهل البغي

- ‌باب: قتال الجاني، وقتل المرتد

- ‌باب: حدِّ الزاني

- ‌باب: حدِّ القذف

- ‌باب: حدّ السرقة

- ‌باب: حدّ الشارب، وبيان المُسْكر

- ‌باب: التعزير وحكم الصائل

الفصل: ‌ ‌باب: الحضانة 1149 - عن عبد اللهِ بن عمرٍو رضي الله

‌باب: الحضانة

1149 -

عن عبد اللهِ بن عمرٍو رضي الله عنهما. أنَّ امرأةً قالت: يا رسولَ الله! إنَّ ابنِي هذا كان بَطْني لَهُ وعاءً، وثَدْيي له سِقاءً، وحِجْري لَهُ حِواءً، وإنَّ أباه طَلَّقَنِي، وأرادَ أنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي. فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. "أنتِ أحقُّ به، ما لم تَنْكِحِي".

رواه أحمدُ وأبو داود، وصححه الحاكم

رواه أبو داود (2276)، وأحمد 2/ 182، والدارقطني 3/ 304، والحاكم 2/ 207، وعبد الرزاق 7/ 153، والبيهقي 8/ 4 - 5، كلهم من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. أن .. فذكره.

قلت: إسناده حسن للخلاف في سلسلة عمرو بن شعيب وسبق بيان حسنها (1) وقد رواه عن عمرو بن شعيب كلٌّ من الأوزاعي، وابن جريج، والمثنى بن الصباح، لهذا قال الحاكم صحيح الإسناد اهـ. ووافقه الذهبي.

وصحح الحديث ابن الملقن في "البدر المنير" 8/ 317.

وقال الألباني في "الإرواء" 7/ 244 إنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده اهـ.

(1) راجع كتاب الطهارة باب: صفة مسح الرأس.

ص: 301

ومما ينبغي أن يعلم أنه صرّح في هذا الإسناد أن جد عمرو بن شعيب هو عبد الله بن عمرو فبهذا تزول شبهة الانقطاع، ويسلم الإسناد.

لهذا قال ابن القيم في "الهدي" 5/ 434 لما ذكر الحديث هو حديث احتاج الناس فيه إلى عمرِ بن شعيب، ولم يجدوا بُدًّا من الاحتجاج هنا به، ومدارُ الحديث عليه، وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في سقوط الحضانة بالتزويج غير هذا وقد ذهب إليه الأئمة الأربعة وغيرهم، وقد صرّح بأن الجد هو عبد الله بن عمرو فبطل قول من يقول لعله محمد والد شعيب، فيكون الحديث مرسلًا وقد صحَّ سماع شعيب من جدّه عبد الله بن عمرو فبطل قول مَن قال إنه منقطع، وقد احتج به البخاريُّ خارج "صحيحه" ونص على صحة حديثه، وقال كان عبد الله بن الزُّبير الحميدي، وأحمد وإسحاق وعلي بن عبد الله يحتجُّون بحديثه، فمَنِ النَّاس بعدهم؟ ! هذا لفظه.

وقال إسحاق بن راهويه هو عندنا، كأيوب، عن نافع، عن ابن عمر وحكى الحاكم في "علوم الحديث" له الاتفاق على صحة حديثه وقال أحمد بن صالح لا يختلف على عبد الله أنها صحيفة اهـ.

* * *

1150 -

وعن أبي هُريرةَ، أنَّ امرأةً قالت: يا رسولَ الله! إنَّ زَوجي يُريدُ أن يَذهبَ بابنِي، وقد نَفعَني وسَقانِي من بئر أبي

ص: 302

عِنَبَةَ، فجاء زَوْجُها. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا غَلامُ! هذا أبوكَ، وهذه أمُّكَ، فَخُذْ بيدِ أيِّهما شِئتَ" فأخذَ بيدِ أُمِّهِ، فانطلَقَتْ به رواه أحمد والأربعة وصحَّحه الترمذي.

رواه الترمذي (1357)، وابن ماجه (2351)، وأحمد 2/ 246، والحميدي (1083)، وابن حبان (1200)، والبيهقي 8/ 3 كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن هلال بن أبي ميمونة الثعلبيّ، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة به وتابع سفيان بن جريج عند أبي داود (2277)، والنسائي 6/ 185 - 186، والبيهقي 3/ 8، والحاكم 4/ 97، وعبد الرزاق 7/ 157.

قلت رجاله ثقات، وإسناده قوي ظاهره الصحة.

قال الترمذي 5/ 39 حديث حسن صحيح، وأبو ميمونة اسمه سُليم وهلال بن ميمونة هو هلال بن علي بن أُسامة، وهو مدني.

وقد روى عنه يحيى بن أبي كثير، ومالك بن أنس، وفُليح بن سليمان اهـ.

ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" 8/ 328 عن الترمذي أنه قال حسن قال ابن الملقن ونقل ابن عساكر في "أطرافه" عنه تصحيحه وتبعه صاحب "المنتقى".

قلت أبو ميمونة اختلف في اسمه فقيل: سُليم، وقيل سلمان، وقيل: أسامة واختلف هل هو المدني الأبار أو الفارسي فقد فرَّق بينهما أبو حاتم والبخاري ومسلم والحاكم أبو أحمد.

ص: 303

والأبار وثقه النسائي والعجلي وقال ابن معين: صالح اهـ.

وقد وثق الفارسيَّ الدارقطنيُّ.

ولم يفرق بينهما الحافظ ابن حجر. فقال في "التقريب"(10110): أبو ميمونة الفارسي المدني الأبار، قيل اسمه سُليم، أو سلمان أو سُلمى، وقيل أسامة، ثقة من الثالثة، ومنهم من فرَّق بين الفارسيِّ والأبار، وكلٌّ منهما مدني، يروي عن أبي هريرة، والله أعلم اهـ.

وقال ابن عبد الهادي في "المحرر" 2/ 597 أبو ميمونه اسمه. سُلَيم، وقيل سلمان، وهو ثقة. اهـ.

وقال ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 5/ 208 - 209 وهذا الذي يروي عن أبي هريرة، كناه هلال في هذا الحديث المذكور أبا ميمونة، وسماه سُلميًا، وذكر أنه مولى من أهل المدينة، ووصفه بأنه رجل صدق، وهذا القدر كافٍ في الراوي ما لم يتبين خلافه وأيضًا فإنه قد روى عن أبي ميمونة المذكور أبو النضر، قاله أبو حاتم وروى عنه يحيى بن أبي كثير هذا الحديث نفسه قال ابن أبي شيبة في "مسنده". حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طَلَّقها زوجُها، فأراد أن يأخذ ابنَها قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استَهِمَا فيه" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "تَخَيَّر أيّهما شئت" قال: فاختار أُمَّه، فذهبت به فجاء من هذا جودة هذا الحديث وصحته، ولعله مقصود أبي محمد فاعلمه. اهـ.

ص: 304

ولهذا نقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 4/ 15 عن ابن القطان تصحيح الحديث.

وقال ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير" 2/ 259 صححه ابن القطان، وأما ابن حزم فرده بجهالة من عرفه النسائي والعجلي، وتعقبه ابن الملقن في "البدر المنير" 8/ 329 فقال هو سُلَيم كما سلف في رواية أبي داود، وكذا سماه الترمذي أيضًا بعد إيراده الحديث، وكذا سماه البخاري، قال ابن عساكر ويقال سلمان، روى عن جماعة، وعنه جماعة، ووثقه العجلي والنسائي، والصحيح أنه ليس بوالد هلال اهـ.

قلت: وإسناد وكيع الذي أشار إليه ابن القطان رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" 7/ 134، والطحاوي 4/ 177، والبيهقي 8/ 3، كلهم من طريق وكيع به.

قال الألباني عنه في "الإرواء" 7/ 251 هذا إسناد صحيح كالذي قبله رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ميمونة وهو ثقة كما في "التقريب" اهـ.

* * *

1151 -

وعن رافعِ بن سِنَانٍ، أنَّه أسلَمَ، وأبَتِ امرأتُه أنْ تُسلِمَ، فأقعدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الأُمَّ ناحِيةً، والأبَ ناحيةً، وأقعدَ الصَّبيَّ بينهما. فمال إلى أُمِّهِ. فقال "اللَّهمَّ اهْدِهِ" فمال إلى أبيه، فأخذَه. أخرجه أبو داود، والنسائي، وصحَّحه الحاكمُ.

ص: 305

رواه أبو داود (2244)، والحاكم 2/ 225، كلاهما من طريق إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى بن يونس، ثنا عبد الحميد بن جعفر، حدثني أبي، حدثني رافع بن سنان به.

قلت رجاله لا بأس بهم قال الحاكم 2/ 225: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه اهـ. ووافقه الذهبي.

ورواه النسائي في "المجتبى" 6/ 185، وفي "الكبرى" 3/ 381 قال أخبرنا محمود بن غيلان، قال حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن عثمان البتيِّ، عن عبد الحميد بن سلمة الأنصاري، عن أبيه، عن جده بنحوه.

ورواه سعيد بن منصور 2/ 110 (2275) نا هشيم، نا عثمان البتي، أنا عبد الحميد بن سلمة الأنصاري به.

قلت: عبد الحميد بن سلمة الأنصاري، قال عنه الحافظ ابن حجر في "التقريب" (4186): مجهول. اهـ.

ولما ذكر عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 3/ 229 طريق أبي داود. قال: اختلف في إسناد هذا الحديث اهـ.

وتعقبه ابن القطان فقال في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 3/ 514 - 515 لم يزد على هذا، وهذا الاختلاف الذي أشار إليه، لا أعلم منه إلا ما أذكره الآن، وذلك أن هذا السياق وما في معناه، هو من رواية عيسى بن يونس وأبي عاصم وعلي بن غراب، كلُّهم عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جده رافع بن سنان، فإنه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان، وعبد الحميد ثقة،

ص: 306

وأبوه جعفر كذلك، قاله الكوفي ذكر رواية عيسى ابن يونس هذه أبو داود، وهو راوي السياق المذكور، وذكر روايةَ أبي عاصمٍ وعليِّ بن غرابٍ؛ أبو الحسن الدارقطني في كتاب "السنن" وسُمِّيت البنتُ المذكورة في رواية أبي عاصم "عميرة" ورويت القصة كما هي من طريق عثمان البتي، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن جده أن أبويه اختصما فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أحدهما مسلم والآخر كافر، فخيره، فتوجه إلى الكافر فقال "اللهم اهده" فتوجه إلى المسلم فقضى به له.

هكذا ذكره أبو بكر بن أبي شيبة، عن إسماعيل بن إبراهيم -هو ابن علية-، عن عثمان البتيّ، وكذا رواه يعقوب الدورقي عن إسماعيل أيضًا ورواه يزيد بر زريع عن عثمان البتي فقال فيه عن عبد الحميد بن يزيد بن سلمة، أنَّ جده أسلم وأبت امرأته أن تسلم، وبينهما ولد صغير فذكر مثلَه ورواه عن يزيد بن زريع يحيى بن عبد الحميد الحماني، من رواية ابن أبي خيثمة عنه نقلت جميعها من كتاب قاسم بن أصبغ إلا أن هذه القصة -هكذا- تجعل المخيَّر غلامًا وجَدًّا لعبد الحميد بن يزيد بن سلمة، لا يصح؛ لأن عبد الحميد وأباه وجدَّه لا يعرفون، ولو صحَّت لم يَنبَغ أن تجعل خلافًا لرواية أصحاب عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الحميد بن جعفر، فإنهم ثقات، وهو وأبوه ثقتان، وجده رافع بن سنان معروف، بل كان يجب أن يقال لعلهما قصتان، خَيَّر في إحداهما غلامًا، وفي الأخرى جارية والله أعلم اهـ. انتهى ما نقله وقاله ابن القطان

ص: 307

ونقله عنه ابن الملقن في "البدر المنير" 8/ 320 وقال. واختلف أيضًا في متنه.

تنبيه: نقل ابن القيم في "الزاد" 5/ 471 عن أبي الفرج بن الجوزي أنه قال ورواية عن روى أنه كان غلامًا أصح. اهـ.

وفي الباب أثر عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب.

أولًا: أثر أبي بكر الصديق رواه عبد الرزاق 7/ 154 قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عطاء الخراساني عن ابن عباس، قال طَلَّق عمر بن الخطاب امرأته الأنصارية- أُمَّ ابنه عاصم، فلقيها تحمله بمحسر، ولقيه قد فطم، ومشى، فأخذ لينتزعه منها ونازعها إياه، حتى أوجع الغلام وبكى، وقال: أنا أحقُّ بابني منكِ، فاختصما إلى أبي بكر، فقضى لها به وقال ريحها، وحرّها وفرشها خير له منك، حتى يشب ويختار لنفسه.

قلت رجاله ثقات غير عطاء الخراساني فقد تُكلم فيه، ولم يسمع من ابن عباس.

ولهذا قال الألباني في "الإرواء" 7/ 245 رجاله ثقات غير عطاء الخراساني، فإنه ضعيف ومدلس، ولم يسمع عن ابن عباس اهـ.

ورواه سعيد بن منصور 2/ 109 قال: نا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القاسمِ بن محمد، قال: أبصر عمر ابنه عاصمًا مع جدته وكان عمر قد جابذها، فقال أبو بكر: خلِّ عنها. فما راجعه الكلام

ص: 308

ورواه أيضًا سعيد بن منصور 2/ 109 قال نا هشيم، أنا يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، أن عمر خاصم امرأته أم عاصم بنت عاصم.

ورواه مالك في "الموطأ" 2/ 767 من طريق القاسم بن محمد به بنحوه.

قلت: وهذه الأسانيد مراسيل؛ لأن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق روايته عن جده مرسله قال العلائي في "جامع التحصيل" ص 253 أرسل عن جده رضي الله عنه وذلك واضح، لأن أباه محمدًا ولد في حجة الوداع، فكان عمره حين توفي أبو بكر رضي الله عنه نحو ثلاث سنين.

ورواه ابن أبي شيبة 7/ 134 قال نا مروان بن معاوية، عن عاصم، عن عكرمة، قال خاصم عمر أم عاصم في عاصم إلى أبي بكر، فقضى لها به ما لم يكبر أو يتزوج فيختار لنفسه، قال هي أعطف وألطف وأرق وأحنا وأرحم.

ورواه سعيد بن منصور 2/ 109 قال نا هيثم، أنا خالد، عن عكرمة، أن أبا بكر رضي الله عنه قضى به لأمه، وقال ريحها وشمها ولطفها خير له منك.

ورواه عبد الرزاق 7/ 154 عن الثوري عن عاصم عن عكرمة قال خاصمت امرأة.

ص: 309

قلت: وهذه الأسانيد أيضًا مرسلة، لأن عكرمة مولى ابن عباس لم يسمع من أبي بكر قال أبو زرعة عكرمة عن أبي بكر وعن علي مرسل اهـ.

وقد روي الحديث من وجوه أخرى لكنها مراسيل.

ونقل ابن القيم في "زاد المعاد" عن ابن عبد البر أنه قال هذا حديث مشهور من وجوه منقطعة ومتصلة، تلقاه أهل العلم بالقبول والعمل اهـ.

ثانيًا: أثر عمر بن الخطاب رواه ابن أبي شيبة 7/ 134، نا ابن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن غنم، قال. شهدت عمر خيَّر صبيًّا بين أبيه وأمه.

قال الألباني في "الإرواء" 7/ 251. هذا إسناد صحيح رواته كلهم ثقات، وإسماعيل بن عبد الله الظاهر أنه إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي، ثم استدركت فقلت بل إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، هكذا وجدته عند البيهقي في إسناد هذا الأثر معلقًا 8/ 4 وهو الذي ذكروه في ترجمته أنه روى عن عبد الرحمن بن غنم وعنه يزيد بن يزيد بن جابر.

ثالثًا: أثر علي بن أبي طالب رواه ابن أبي شيبة 7/ 135 قال نا عباد بن العوام، عن يونس بن عبد الله بن ربيعة، عن عمارة بن ربيعة الجرمي، قال: غزا أبي نحو البحر في بعض تلك المغازي، قال: فقتل، فجاء عمي ليذهب بي فخاصمته أمي إلى علي، قال

ص: 310

ومعي أخ لي صغير قال: فخيرني عليٌّ ثلاثًا، فاخترت أمي، فأبى عمي أن يرضى، فوكزه علي بيده، وضربه بدرته وقال وهذا أيضًا لو قد بلغ خُيِّر.

ورواه الشافعي في "الأم" 5/ 92 قال: أخبرنا ابن عيينة، عن يونس بن عبد الله الجرمي، عن عمارة الجرمي قال خيرني عليٌّ بين أمي وعمي، ثم قال لأخ لي أصغر مني وهذا أيضًا لو قد بلغ هذا خيَّرته.

ومن طريقه رواه البيهقي 8/ 4.

ورواه عبد الرزاق 7/ 156 عن الثوري عن يونس به.

قلت: رجاله ثقات غير عمارة بن ربيعة الجرمي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 1 / 365 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا ولم أجد من وثقه غير ابن حبان فقد ذكره في "الثقات" وبه أعل الأثر الألباني في "الإرواء" 7/ 252 وقيل الصواب علي بن ربيعة وقيل علي بن عمارة.

قال ابن أبي حاتم في "العلل"(1196): سألت أبي عن حديث رواه أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن يونس الجرمي، عن علي بن ربيعة، قال شهدت عليًّا ونازعت إليه امرأة في ولدها وعمر معها ابنان لها أحدهما أكبر من الآخر، فخير عليٌّ الأكبر منهما وقال للأصغر. هذا إذا بلغ مثل هذا خيِّر فسمعت أبي يقول هذا خطأ إنما هو يونس الجرمي، عن علي بن عمارة، عن عليّ قلت

ص: 311

لأبي الخطأ ممن هو من شعبة أو من أبي داود؟ قال لا أدري وكان أكثر خطأ شعبة في أسماء الرواة. اهـ.

وذكر الأثر ابن الملقن 9/ 521 وذكر له طرق.

* * *

1152 -

وعن البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى في ابنة حمزةَ لخالتِها وقال: "الخالةُ بمنزلةِ الأُمِّ" رواه البخاري.

رواه البخاري (2699)، والترمذي (1905)، والبيهقي 8/ 5 - 6 كلهم عن طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال اعتمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة، حتَّى قاضاهم على أن يُقيمَ بها ثلاثةَ أيامٍ فلما كتبوا الكتابَ كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا لا نُقِرُّ بها، فلو نعلَم أنَّكَ رسول الله ما منعناك، لكن أنت محمد عبد الله. قال:"أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله" ثم قال لعليٍّ. "امحُ رسول الله" قال لا والله لا أمحوك أبدًا، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب فكتب "هذا ما قاضَى عليه محمد بن عبد الله، لا يدخل مكة سلاح إلا في القِراب، وأن لا يخرُجَ من أهلها بأحدٍ إن أراد أن يتَّبعه، وأن لا يمنع أحدًا من أصحابه أراد أن يُقيم بها فلمّا دخلها ومضى الأجلُ، أتوا عليًّا فقالوا. قل لصاحبك

ص: 312

اخرُجْ عنَّا فقد مضى الأجل فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فتبعتْهُم ابنةُ حمزةَ يا عمِّ يا عمِّ، فتناولَها عليٌّ فأخذَ بيدها، وقال لفاطمة دونَكِ، ابنةَ عمِّكِ احمليها، فاختصم فيها عليٌّ وزيد وجعفرٌ فقال عليٌّ أنا أحقُّ بها، وهي ابنةُ عمِّي، وقال جعفر ابنة عمي وخالتُها تحتي وقال زيد: ابنةُ أخي فقضى بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم لخالتِها وقال: "الخالةُ بمنزلة الأم" وقال لعليٍّ: "أنت منِّي وأنا منك" وقال لجعفر "أشبهتَ خَلْقي وخُلُقي" وقال لزيد "أنتَ أخونا ومولانا".

* * *

1153 -

وأخرجه أحمدُ من حديثِ عليٍّ فقال: "والجاريةُ عندَ خالتها، فإن الخالة والدةٌ".

رواه أحمد 1/ 98 - 99 وإسحاق بن راهويه كما في "نصب الراية" 3/ 267 قالا حدثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ وهُبيرة بن يريم، عن علي رضي الله عنه قال لما خرجنا من مكة اتَّبَعَتْنا ابنةُ حمزة تنادي يا عم، يا عم قال: فتناولتُها بيدها فدفعتُها إلى فاطمة رضي الله عنها فقلت دونك ابنةَ عمِّكِ. قال: فلما قدمنا المدينة اختصمنا فيها، أنا وجعفر وزيد بن حارثة، فقال جعفرٌ ابنة عمي وخالتُها عندي -يعني أسماءَ بنت عميس، وقال زيد ابنةُ أخي وقلت أنا أخذتُها وهي ابنةُ عمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما أنت يا جعفرُ فأشبهتَ خَلْقي

ص: 313

وخُلُقي، وأما أنت يا عليُّ، فمني وأنا منك، وأما أنت يا زيدُ، فأخونا ومولانا والجارية عند خالتِها، فإن الخالة والدةٌ" قلت يا رسول الله ألا تَزَوَّجُها؟ قال "إنها ابنة أخي من الرضاعة".

ورواه أبو داود (2280)، وأحمد 1/ 115، والحاكم 3/ 120، عن طريق عن إسرائيل به.

قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه اهـ. ووافقه الذهبي.

وقال الحاكم في موضع آخر 4/ 344 صحيح على شرط الشيخين اهـ. ووافقه الذهبي.

قلت مدار الحديث على أبي إسحاق السبيعي، واسمه عمرو بن عبد الله، وهو ثقة من رجال الشيخين، لكنه مدلس وبه أعل الحديث الألباني في "السلسلة الصحيحة" 3/ 178.

وللحديث شواهد يتقوَّى بها ولما ذكر الألباني الحديث في "الإرواء" 7/ 247 وأعله بأبي إسحاق السبيعي قال لكن الحديث في نفسه صحيح لشواهده اهـ. ثم ذكر طريقًا آخر للحديث عند أبي داود (2278) وبيَّن ضعفه.

وسئل الدارقطني في "العلل" 6/ 194 فقال تفرد به محمد بن حرب النِّشائي، عن أبي عباد يحيى بن عباد، عن قيس، عن أبي حصين، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود يرفعه، والموقوف هو الصواب اهـ.

ص: 314

وفي الباب عن أبي مسعود الأنصاري وأبي هريرة ومرسل عن محمد بن علي:

أولًا: حديث أبي مسعود الأنصاري رواه الطبراني في "الكبير" 7 / رقم (677) قال: حدثنا أبو شيخ محمد بن الحسين الأصبهاني، وأحمد بن زهير، قالا حدثنا محمد بن حرب النشائي، ثنا يحيى بن علاء، ثنا قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود، قال. قال النبي صلى الله عليه وسلم:"الخالة والدة".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 323 فيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات اهـ.

قلت: يحيى بن العلاء إن كان هو البجلي فهو متهم وإن كان غيره فلا أدري من هو والله أعلم.

وسئل الدارقطني في "العلل" 6 / رقم (1062) عن حديث خالد بن سعد عن أبي مسعود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الخالة والدة" فقال تفرد به محمد بن حرب النشائي، عن أبي عباد يحيى بن عباد، عن قيس، عن أبي حصين، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود ورفعه وغيره لا يرفعه، والموقوف هو الصواب اهـ.

ثانيًا: حديث أبي هريرة رواه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 453 من طريق يوسف بن خالد السمتي، حدثنا أبو هريرة المدني، عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الخالة والدة"

ص: 315

قلت إسناده واهٍ؛ لأن فيه يوسف بن خالد السمتي تكلم فيه كما سبق (1) وقد اتهمه ابن معين.

وقال العقيلي عقب روايته للحديث لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به اهـ.

ثالثًا: مرسل محمد بن علي رواه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 35 - 36 قال أخبرنا الفضل بن دكين، قال حدثنا حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال إن ابنة حمزة لتطوف بين الرجال إذ أخذ عليٌّ بيدها. فألقاها إلى فاطمة في هودجها قال فاختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة حتى ارتفعت أصواتهم، فأيقظوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم من نومه قال هلموا أقضِ بينكم فيها وفي غيرها. فقال عليٌّ ابنة عمي، وأنا أخرجتُها وأنا أحقُّ بها وقال جعفر ابنة عمي وخالتُها عندي، وقال زيد ابنةُ أخي فقال في كلِّ واحد قولًا رضيه، فقضى بها لجعفر وقال "الخالة والدة".

قال الألباني في "الإرواء" 8/ 249 إسناده مرسل صحيح اهـ.

وقال في "السلسلة الصحيحة" 3/ 179 سنده صحيح لولا أنه مرسل اهـ.

* * *

(1) راجع كتاب الحج باب الحج عرفة.

ص: 316