الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: التعزير وحكم الصائل
1251 -
عن أبي بُردَةَ الأنصاريِّ رضي الله عنه أنه سَمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يُجْلَدُ فوقَ عَشَرَةِ أسْواطٍ، إلَّا في حَدٍّ مِن حدودِ الله". متفق عليه.
رواه البخاري (6848)، ومسلم 3/ 1332 - 1333، وأبو داود (4491)، والترمذي (1463) وابن ماجه (2601)، وأحمد 3/ 466 و 4/ 45، والبيهقي 8/ 327 كلهم من طريق عبد الرحمن بن جابر، [زاد مسلم عن أبيه] عن أبي بردة الأنصاري به مرفوعًا.
* * *
1252 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقِيلُوا ذَوي الهَيئَاتِ عثراتِهِمْ إلا الحدودَ" رواه أبو داود النسائي.
رواه النسائي في "الكبرى" 4/ 310، وأحمد 6/ 181، والدارقطني 3/ 207، والبيهقي 8/ 267، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 43، وابن عدي في "الكامل" 5/ 308 كلهم من طريق عبد الملك بن زيد، عن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة به مرفوعًا.
ورواه أبو داود (4375) من طريق عبد الملك، عن محمد بن أبي بكر، عن عمرة به، ولم يذكر عائشة قلت رجاله ثقات؛ غير عبد الملك بن زيد بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي اختلف فيه.
قال ابن الجنيد ضعيف الحديث اهـ. وقال النسائي ليس به بأس اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وذكر له ابن عدي في "الكامل" 5/ 308 هذا الحديث وحديث "ترفع زينة الدنيا سنة خمس وعشرين ومئة" ثم قال ابن عدي وهذان الحديثان منكران بهذا الإسناد، لم يروهما غير عبد الملك بن زيد اهـ.
لهذا قال ابن الملقن في "الخلاصة" 2/ 325 رواه أبو داود والنسائي من رواية عائشة قال ابن عدي منكر الإسناد وقال أبو زرعة ضعيف وقال العقيلي والمنذري روي من أوجه ليس منها شيء يثبت ثم قال ابن الملقن لكن صححه ابن حبان بدون الاستثناء ولفظه "زلاتهم" بدل "عثراتهم" وأما ابن السكن فأخرجه في "سننه الصحاح" بالاستثناء ونحوه قال ابن الملقن في "البدر المنير" 8/ 732.
ورواه ابن حبان (1520)، من طريق أبي بكر بن نافع العمري عن محمد به وليس فيه ذكر "أبيه".
قلت: العمري ضعيف. قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 35 - 36. لكن أبو بكرِ هذا - وهو مولى زيد بن الخطاب كما وقع صريحًا في "فوائد الشافعي" ورواية الطحاوي، قال ابن معين ليس بشيء. اهـ.
ولما ذكر ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 2/ 94 إسناد أبي داود السابق وليس فيه "عن أبيه" ثم ذكر إسناد النسائي وغيره قال عقبه: ففي هذا زيادة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في الإسناد، فيكون حديث أبي داود على هذا منقطعًا فيما بين محمد بن أبي بكر وعمرة فاعلم ذلك. اهـ.
ورواه النسائي في "الكبرى" 4/ 310 والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 343 من طريق عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة به مرفوعًا.
قلت: عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر قال عنه البخاري: مدني روى عنه الواقدي عجائب. اهـ.
وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 235 الواقدي متهم، فلا يغمز في شيخه بما روى من العجائب عنه، والأصل براءة الذمة، فلا ينقل عنها إلا بحجة، وكأنه لذلك قال الحافظ فيه مقبول، لكن قال العقيلي في "الضعفاء" 2/ 343 وقد روي بغير هذا الإسناد، وفيه أيضًا لين، وليس فيه شيء ثبت اهـ.
وأيضًا اختلف في إسناده، فقد رواه النسائي في "الكبرى" 4/ 310 من طريق ابن أبي ذؤيب، عن عبد العزيز بن عبد الملك،
عن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
ورواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين"(2472) قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا إسحاق بن زيد الخطابي، ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود، ثنا المثنى أبو حاتم العطار، ثنا عبيد الله بن العيزار، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، أن - النبي صلى الله عليه وسلم قال "أقيلوا الكرام عثراتهم".
قال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله إلا المثنى، ولا عنه إلا محمد، وريحان بن سعيد. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 282 رجاله ثقات.
قلت: المثنى بن بكر العبدي العطار أبو حاتم. ذكره العقيلي في "الضعفاء" 4/ 248.
وقال: لا يتابع على حديثه. اهـ. وقال الدارقطني متروك اهـ.
وأيضًا إسحاق بن زيد بن عبيد الكبير الخطابي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 220 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 122.
وللحديث شاهد عن ابن مسعود. فقد روى الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين"(2469) قال. حدثنا محمد بن عاصم، والخطيب في "تاريخه" 10/ 85 من طريق محمد بن مخلد، كلاهما قالا ثنا عبد الله بن محمد بن يزيد الجعفي، حدثني أبي، ثنا أبو
بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم".
قال الطبراني: لا يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن يزيد اهـ.
قال الهيثمي في "المجمع" 6/ 282. رواه الطبراني عن محمد بن عاصم، عن عبد الله بن محمد بن يزيد الرفاعي ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
قلت: محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة، العجلي، اختلف فيه، قال ابن معين: ما أرى به بأسًا. اهـ. وكذا قال العجلي وقال البخاري: رأيتهم مجتمعين على ضعفه اهـ. وقال النسائي ضعيف اهـ.
وأما محمد بن عاصم فقد وصف بالجهالة، لكن تابعه محمد بن مخلد كما سبق وهو ثقة.
* * *
1253 -
وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: ما كنتُ لأُقيمَ على أحدٍ حَدًّا، فيموتُ، فأجِدُ في نفسي، إلا شاربَ الخمرِ، فإنه لو ماتَ وَدَيتُهُ. أخرجه البخاري.
رواه البخاري (6778)، ومسلم 3/ 1332، وأبو داود (4486)، وابن ماجه (2569)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"
7/ 438، كلهم من طريق عمير بن سعيد النخعي، قال سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول .. فذكره مرفوعًا.
تنبيه: كان الأولى للحافظ ابن حجر أن يعزو الحديث إلى المتفق عليه كما هو صنيعه في هذا الكتاب.
* * *
1254 -
وعن سعيدِ بن زيدٍ رضي الله عنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قُتِلَ دونَ مالِهِ فهو شهيدٌ" رواه الأربعة وصححه الترمذي.
رواه أبو داود (4772)، والنسائي 7/ 116، والترمذي (1421)، وابن ماجه (2580)، وأحمد 1/ 190، وأبو داود الطيالسي (233)، كلهم من طريق أبي عبيدة بن محمد بن عمَّار بن ياسر، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون دينه فهو شهيد".
واقتصر ابن ماجه على الجملة الأولى، ولم يذكر النسائي وأبو داود الطيالسي "دون دينه" لهذا قال ابن الملقن في "الخلاصة" 2/ 330: إلا أن ابن ماجه والترمذي وابن حبان لم يذكروا الأهل اهـ.
قلت: رجاله لا بأس بهم.
وقد ذكر الحديث عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 361 وسكت عنه، وتعقبه ابن القطان فقال في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 4/ 353 - 354، وسكت عنه، وهو حديث يرويه إبراهيم بن سعد عن أبي عبيدة به، ثم قال ابن القطان وأبو عبيدة هذا لا تعرف حاله، وهو يروي عن جابر بن عبد الله، والربيع بنت معوذ، وأبيه محمد بن عمار بن ياسر، والوليد بن أبي الوليد روى عنه محمد بن إسحاق، ويعقوب بن أبي سلمة الماجشون، وعبد الرحمن بن إسحاق، وسعد بن إبراهيم، وإسماعيل بن صخر، وابنه عبد الله بن أبي عبيدة وغيرهم ومع هذا فلا تعرف حاله اهـ.
قلت أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر العنسي قال ابن معين عنه ثقة اهـ.
وقال أبو حاتم عن أبيه منكر الحديث ولا يسمى اهـ. وقال في موضع آخر صحيح الحديث اهـ. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل أبو عبيدة هذا ثقة، وأخوه سلمة لم يرو عنه إلا علي بن زيد ولا يعرف حاله اهـ.
لهذا قال الترمذي 5/ 106 هذا حديث حسن صحيح اهـ.
وصحح الحديث ابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 7.
وقال الألباني في "الإرواء" 3/ 164 سنده صحيح اهـ.
وذكر الدارقطني في "العلل" 4/ 424 (671) الاختلاف في إسناده وللحديث شواهد في "الصحيحين" وغيرهما.
1255 -
وعن عبد الله بن خباب، قال: سمعتُ أبي رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تكون فِتَنٌ، فَكُنْ فيها عبدَ الله المقتول، ولا تكُنْ القاتلَ" أخرجه ابن أبي خيثمة والدارقطني.
رواه أحمد 5/ 110، وأبو يعلى 13/ 7215، والطبراني في "الكبير" 4 / (3629 - 3631) كلهم من طريق حميد بن هلال، عن رجل من عبد القيس -كان مع الخوارج ثم فارقهم- قال دخلوا قرية فخرج عبد الله بن خباب ذعرًا يجر رداءه فقالوا: لم ترع قال: والله لقد رعتموني قالوا أأنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال: فهل سمعت من أبيك حديثًا يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثناه. قال: نعم سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي قال "فإن أدركتَ ذاك، فكن عبدَ الله المقتولَ" قال أيوب ولا أعلمه إلا قال "ولا تكُن عبدَ الله القاتلَ" قالوا أنتَ سمعتَ هذا مِن أبيكَ يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: فقدَّموه على ضِفَّةِ النهرِ، فضربوا عُنُقَهُ فسالَ دمُه كأنه شِراكُ نَغلٍ ما ابْذَقَرَّ، وبَقَروا أمَّ ولدِهِ عما في بطنِها.
معنى "ما ابذقر" أي لم يتفرق.
قلت في إسناده رجل لم يسم. وهو شيخ حميد بن هلال. لهذا قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 302 - 303 لم أعرف الرجل الذي من عبد القيس وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
وللحديث شواهد.
* * *
1256 -
وأخرج أحمدُ نَحْوَهُ عن خالدِ بن عُرْفُطَةَ رضي الله عنه.
رواه أحمد 5/ 292 قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان، عن خالد بن عرفطة، قال. قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا خالد، إنها ستكون بعدي أحداثٌ وفتنٌ واختلافٌ فإن استطعتَ أن تكون عبدَ الله المقتولَ لا القاتلَ فافعلْ".
وراه ابن أبي شيبة 7/ 457 (37197) قال حدثنا عفان وأسود بن عامر قالا أخبرنا حماد بن سلمة به.
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه علي بن زيد وهو ضعيف كما سبق. لهذا قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 302. وفيه علي بن زيد بن جدعان وفيه ضعف، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات اهـ.
وللحديث شواهد ذكر جملةَ منها الهيثمي في "المجمع" 7/ 301 - 303.
* * *