الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الحث على إقامة الوليمة وإجابة الدعوة
1038 -
عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمنِ بن عوفٍ أثر صُفْرَةٍ، قال:"ما هذا؟ " قال يا رسول الله! إني تزوجتُ امرأةً على وزنِ نواةٍ من ذهبٍ قال: "فباركَ اللهُ لكَ، أوْلِمْ ولو بشاةٍ" متفق عليه، واللفظ لمسلم.
رواه البخاري (5155)، ومسلم 2/ 1042، وأبو داود (2109)، والترمذي (1094)، وابن ماجه (1907 - 1908)، وأحمد 3/ 271، والبيهقي 7/ 236، كلهم من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس به.
وللحديث طرق أخرى عن أنس عند من ذكرنا، وأيضًا عند النسائي 6/ 119 - 120، وأحمد 3/ 165 و 190، وسعيد بن منصور (609) و (611) و (612)، وعبد الرزاق (10410 - 10411)، والحميدي (1218)، وابن الجارود في "المنتقى"(715) وغيرهم.
1039 -
وعن ابن عمرَ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا دُعِيَ أحدُكم إلى الوليمة، فليأتِها" متفق عليه ولمسلم "إذا دعا أحدُكم أخاه، فليُجِبْ، عُرْسًا كان أو نحوَه".
رواه مالك في "الموطأ" 2/ 546، وعنه رواه البخاري (5173)، ومسلم 2/ 1052، وأبو داود (3736) كلهم من طريقه، عن نافع، عن عبد الله بن عمر به مرفوعًا.
ورواه مسلم 2/ 1053 من طريق معمر، عن أيوب، عن نافع، أن ابن عمر كان يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا دعا أحدُكم أخاه فليُجبْ عُرْسًا كان أو نحوَهُ".
وروى البخاري (5179)، ومسلم 2/ 1053، كلاهما من طريق ابن جريج، أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، قال سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها" قال وكان عبد الله بن عمر يأتي الدعوة في العرس وغير العرس وهو صائم.
1040 -
وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم "شَرُّ الطعامِ طعامُ الوليمةِ، يُمْنَعُها مَن يأتِيهَا، ويُدعَى إليها مَن يأباها، ومَن لم يُجبِ الدعوةَ فقد عصَى الله ورسوله" أخرجه مسلم.
رواه مسلم 2/ 1055، قال: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، قال: سمعت زياد بن سعد، قال سمعت ثابتًا يحدث عن أبي هريرة، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"شرُّ .. " فذكره مرفوعًا.
ورواه البخاري (5177)، ومسلم 2/ 1054، وأبو داود (3742)، والبيهقي 7/ 261، كلهم من طريق مالك- وهو في "الموطأ" 2/ 546 عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة أنه كان يقول شرُّ الطعام هكذا موقوفًا.
وتابعه سفيان بن عيينة، عن الزهري به موقوفًا كما عند مسلم 2/ 1055، وابن ماجه (1913)، وأحمد 2/ 241، والبيهقي 7/ 261، وزاد في آخره وكان سفيان ربما رفع هذا الحديث، وربما لم يرفعه أهـ.
ورواه الدارمي 2/ 105 من طريق الأوزاعي عن الزهري به، موقوفًا.
ورواه مسلم 2/ 1055 من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وعن الأعرج، عن أبي هريرة، قال شرُّ الطعام .. هكذا نحو حديث مالك.
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 16/ 349 - 350 وأما حديث ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنه قال شرُّ الطعام طعام الوليمة فظاهره موقوف على أبي هريرة، من رواية الجمهور من أصحاب مالك، إلا أن قوله فيه فقد عصى الله ورسوله، يقتضي برفعه عندهم.
وقد رواه رَوْحُ بن القاسم، عن مالك، بإسناده، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "شرُّ الطعام طعام الوليمة" الحديث، فرفعه.
وكذلك رواه إسماعيل بن مسلمة بن قعنب عن مالك.
وكذلك رواه ابن جريج، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"شرُّ الطعام طعام الوليمة، يُدعى إليها الأغنياء، ويترك الفقراء، ومَن لم يُجبِ الدعوة فقد عصى الله ورسوله".
ورواه معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب والأعرج، عن أبي هريرة جميعًا، قال شرُّ الطعام طعام الوليمة، يُدعى الغني، ويُمنع المسكينُ، وهي حقٌّ مَن يُردُّها، فقد عصى.
ذكره عبد الرزاق عن معمر بهذا الإسناد. وهذا اللفظ موقوف على أبي هريرة.
قال عبد الرزاق وربما قال معمر في الحديث ومن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 244 وأول هذا الحديث موقوف، ولكن آخره يقتضي رفعه، ذكر ذلك ابن بطال قال ومثل حديث أبي الشعثاء. أن أبا هريرة أبصر رجلًا خارجًا من المسجد بعد الأذان فقال أما هذا فقد عصى أبا القاسم قال ومثل هذا لا يكون رأيًا، ولهذا أدخله الأئمة في مسانيدهم اهـ. ونحو هذا قال ابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 175.
1041 -
وعنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم "إذا دُعِيَ أحدُكم فليُجِبْ؛ فإنْ كان صائمًا فليُصَلِّ، وإنْ كان مُفطِرًا فَلْيَطْعَمْ".
أخرجه مسلم أيضًا.
رواه مسلم 2/ 1054، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حفص بن غياث، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره.
1042 -
ولَهُ من حديثِ جابرٍ نَحوُهُ وقال: "فإنْ شاءَ طَعِمَ، وإنْ شاءَ تَرَكَ".
رواه مسلم 2/ 1054، وأبو داود (3740)، والنسائي في "الكبرى" 4/ 140، كلهم من طريق سفيان، عن أبي الزُّبير، عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا دُعي أحدُكم فليُجِبْ، فإن كان صائمًا فليُصَلِّ، وإن كان مُفطِرًا فَلْيَطْعَمْ".
وعند أبي داود والنسائي بلفظ "من دبر فليجب، فإن شاء طعم، وإن شاء ترك".
1043 -
وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "طعامُ أوَّلِ يومٍ حَقٌّ، وطعامُ يومِ الثاني سُنَّةٌ، وطعامُ
يومِ الثالثِ سُمْعَةٌ" رواه الترمذي واستغربه، ورجاله رجال الصحيح.
رواه الترمذي (1097) قال حدثنا محمد بن موسى البصريُّ، حدثنا زياد بن عبد الله، حدثنا عطاء بن السَّائب، عن أبي عبد الرحمن، عن ابن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سُنَّةٌ، وطعام يومِ الثالث سمْعَةٌ، ومَن سَمَّعَ سَمَّع اللهُ به".
ورواه البيهقي 7/ 260 من طريق زياد به بنحوه.
قلت: زياد بن عبد الله البكائي، قال الإمام أحمد عنه ليس به بأس، حديثه حديث أهل الصدق اهـ. ووثقه ابن معين في رواية، وضعفه في رواية أخرى.
وقال علي بن المديني سألت أبي عنه فضعفه اهـ. وقال في موضع آخر. كتبت عنه شيئًا كثيرًا وتركته اهـ.
وقال أبو زرعة صدوق اهـ. وكذا قال أبو داود.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. اهـ.
وقال النسائي ضعيف. اهـ. وضعفه ابن سعد.
وقال ابن حبان كان فاحش الخطأ كثير الوهم، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
وكان ابن معين سيئ الرأي فيه اهـ.
وبه أعله محمد بن طاهر كما في "ذخيرة الحفاظ" 3/ 1559.
ولهذا قال الترمذي 4/ 51 حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث زياد بن عبد الله، وزياد بن عبد الله كثير الغرائب والمناكير وقال وسمعت محمد بن إسماعيل يذكر عن محمد بن عُقبة، قال قال وكيع زياد بن عبد الله مع شرفه يكذبُ في الحديث اهـ.
هكذا ورد في "جامع الترمذي" ويظهر أن الصواب "مع شرفه لا يكذب في الحديث" وهو المحفوظ في سنن الترمذي كما نقله ابن الملقن في "البدر المنير" 8/ 13 ونقل البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 360 الترجمة (1218)، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 487 ترجمة زياد بن عبد الله البكائي، قال محمد بن عقبَة، عن وكيع أنه قال في زياد بن عبد الله: هو أشرف من أن يكذب وقد نبه على ذلك أيضًا العلامة علاء الدين مغلطاي، فقال في "إكمال تهذيب الكمال" 5/ 115 بعد أن نقل ما ذكره الترمذي كذا ألفيته في نسخة جيدة، والذي في "تاريخ البخاري" عن محمد، قال وكيع هو أشرف من أن يكذب، والله أعلم وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" -ترجمة زياد-: ولعله سقط من رواية الترمذي "لا"، وكان فيه مع شرفه لا يكذب في الحديث.
وقد روى له البخاري حديثًا واحدًا مقرونًا كما قال ابن عدي.
وقال ابن عبد الهادي في "المحرر" 2/ 557. زياد روَى له البخاريُّ مقرونًا بغيره، ومسلم اهـ.
وبه أعل الحديث عبد الحق الإشبيلي في "الإحكام الوسطى" 3/ 160.
قلت: عطاء بن السائب اختلط بآخره، وسماع زياد بن عبد الله كان بعد الاختلاط.
لهذا قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 3/ 231 قال الدارقطني. تفرد به زياد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي عنه قلت -أي الحافظ-. وزياد مختلف في الاحتجاج به، ومع ذلك، فسماعه من عطاء بعد الاختلاط اهـ.
ولما ذكر الحديث في "الفتح" 9/ 243 أشار إلى إعلاله بزياد البكائي ثم قال وشيخه فيه عطاء بن السائب، وسماع زياد منه بعد اختلاطه فهذه علته أهـ.
ولما نقل ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 3/ 121 - 122 إعلال عبد الحق للحديث بزياد قال عقبه وهذا الحديث إنما يرويه زياد عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن ابن مسعود فأعرض ص إعلال الحديث بعطاء. وهو مختلط وسترى اهـ. ونحوه قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام": 4/ 283.
ولهذا قال البيهقي 7/ 261: وحديث البكائي أيضًا غير قوي اهـ.
1044 -
وله شاهد عن أنس عند ابن ماجه.
روى ابن ماجه (1915) قال: حدثنا محمد بن عبادة الواسطي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا عبد الملك بن حسين أبو مالك النَّخعي، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الوليمة أوَّل يومٍ حقٌّ، والثاني معروف، والثالث رياء وسُمْعَة".
قلت: إسناده واهٍ، لأن فيه عبد الملك بن حسين أبو مالك النَّخعي، متروك قال ابن معين ليس بشيء اهـ. وقال عمرو بن علي ضعيف منكر الحديث اهـ.
وقال أبو زرعة وأبو حاتم ضعيف الحديث اهـ.
وقال أبو داود ضعيف اهـ. وقال النسائي ليس بثقة، ولا يكتب حديثه اهـ. وفي رواية قال متروك الحديث اهـ. وكذا قال الأزديُّ.
وبه أعل الحديث الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 3/ 221، والبوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه"، والألباني في "الإرواء" 7/ 9.
وقال البيهقي 7/ 261: وروي ذلك عن أبي هريرة مرفوعًا وليس بشيء اهـ.
تنبيه: وهم الحافظ ابن حجر بقوله في "البلوغ" وله شاهد عن أنس عند ابن ماجه، لأن الحديث عن أبي هريرة.
وقد نبه على هذا الأمر الأخ الفاضل سمير الزهيري في تحقيقه لـ "البلوغ" وأيضًا محققو "سبل السلام".
والغريب أن الصنعاني في "سبل السلام" 3/ 330 أعل الحديث بـ. عبد الملك بن حسين ولم ينبه على هذا الوهم.
وقد ورد حديث أنس عند البيهقي 7/ 265 وهو معلول كما بينه البيهقي.
وصحح إرساله أبو حاتم كما في "العلل"(1193).
وروى ابن عدي في "الكامل" 2/ 25 من طريق بكر بن خنيس عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس به مرفوعًا.
قلت إسناده ضعيف لأن فيه بكر بن خنيس ضعفه يحيى والنسائي. وبه أعل الحديث الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 243 وابن الملقن في "البدر المنير" 8/ 15.
وقد روى أبو داود (3745)، وأحمد 5/ 28، والبيهقي 7/ 260، كلهم عن همام، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن عثمان الثقفي، عن رجل أعور من ثقيف، كان يقال له معروفًا -أي يثنى عليه خيرًا- إنْ لم يكن اسمُه زهير بن عثمان، فلا أدري ما اسمه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الوليمةُ أول يومٍ حقّ، والثاني معروف، واليوم الثالث سُمْعَةٌ ورياءٌ".
قلت إسناده ضعيف؛ لأن فيه عبد الله بن عثمان الثقفي قال الحافظ في "التقريب"(3840): مجهول. اهـ.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 146 عبد الله بن عثمان الثقفي، روى عنه الحسن منقطع. اهـ.
وأيضًا صحابي الحديث إن كان زهير بن عثمان الأعور الثقفي، نقل الحافظ في "التهذيب" 3/ 299 عن البخاري أنه قال: لم يصح إسناده ولا نعرف له صحبة اهـ. وقال الحافظ ابن حجر وقد أثبتَ صحبتَه ابنُ أبي خيثمة، وأبو حاتم، وابن حبان، والترمذي، والأزدي وقال تفرد عنه بالرواية عبد الله بن عثمان وغيرهم اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 3/ 221 وأخرجه البغوي في "معجم الصحابة" فيمن اسمه زهير، وقال لا أعلم له غيره، وقال ابن عبد البر يقال إنه مرسل.
وقال البيهقي عن البخاري. لا يصح إسناده، ولا نعلم له صحبة.
وأغرب أبو موسى المديني، فأخرج الحديث في ترجمة عبد الله بن عثمان الثقفي في "ذيل الصحابة" وإنما رواه عبد الله عن هذا الرجل، وقد أعله البخاري في "تاريخه" وأشار إلى ضعفه في "صحيحه" اهـ.
وضعف الحديث ابن الملقن في "البدر المنير" 8/ 12.
وضعفه الألباني رحمه الله في "الإرواء" 7/ 8.
1045 -
وعن صَفيَّةَ بنتِ شيبةَ قالت: أَوْلَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بعضِ نسائِه بمُدَّينِ شعيرٍ. أخرجه البخاريُّ.
رواه البخاري (5172) قال حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن منصور بن صفية، عن أمه صفية بنت شيبة، قالت أَوْلَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه بمُدَّينِ من شعير.
ورواه النسائي في "الكبرى" كما في تحفة الأشراف" 11/ 342 عن ابن بشار، عن ابن مهدي، عن سفيان به
ونقل المزي عن النسائي أنه قال مرسل. اهـ.
وقد ذكر ابن حبان صفية بنت شيبة في ثقات التابعين.
وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 8/ 128: مختلف في صحبتها، وأبعد من قال لا رؤية لها، فقد ثبتَ حديثها في "صحيح البخاري" تعليقًا بإثر الحديث (1349) قال: قال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج ابن منده من طريق محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، عن صفية بنت شيبة، قالت: والله لكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة. الحديث اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/ 218 في ترجمة أبيها شيبة بن عثمان. ولبنته صفية بنت شيبة صحبة. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(11691) صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدرية، لها رؤية، وحدثت عن عائشة وغيرها من الصحابة، وفي البخاريّ التصريحُ بسماعها من النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر الدارقطني إدراكها اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 239 ويحتمل أن يكون مراد بعض من أطلق أنه مرسل -يعني من مراسيل الصحابة- لأن صفية بنت شيبة ما حضرت قصة زواج المرأة المذكورة في
الحديث، لأنها كانت بمكة طفلة، أو لم تولد بعد؛ وتزويج المرأة كان بالمدينة كما سيأتي بيانه اهـ.
وقد اختلف في إسناد الحديث فقد رواه أحمد 6/ 113، والبيهقي 7/ 260، وإسماعيل القاضي في كتاب "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" كما في "النكت الظراف" 11/ 342 كلهم من طريق أبي أحمد الزبيري، ثنا سفيان، عن منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة قال: أَوْلَمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه بمدين من شعير.
قلت: رواية أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله عن الثوري فيها كلام قال الإمام أحمد كان كثير الخطأ في حديث سفيان اهـ.
قال المزي في "تحفة الأشراف" 11/ 342 عن الحديث ذكره خلف وأغفله أبو مسعود. وقال أبو بكر البرقاني اختلف فيه على الثوري، فقال أبو أحمد الزبيري ومؤمل بن إسماعيل ومحمد بن كثير ويحيى بن يمان، عن الثوري، عن منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة وقال وكيع وابن مهدي والفريابي وروح بن عبادة عن الثوري عن منصور عن أمه أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه "عن عائشة" قال البرقاني وهذا القول أصح، لأن البخاري أخرجه من حديث الفريابي، عن الثوري، عن منصور، عن أمه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخرج خلافه قال: ومن الرواة أيضًا من غلط فيه فقال من منصور بن صفية، عن صفية بنت حيي، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما هي صفية بنت شيبة فقال البرقاني وصفية بنت شيبة ليست بصحابية، وحديثها مرسل، وإن كان البخاري أخرجه. قال ورأيت في كتاب أبي عبد الرحمن
أحمد بن شعيب النسائي قد نصر قول من لم يقل: "عن عائشة" وأورده من حديث بندار، عن ابن مهدي وقال: مرسل. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 11/ 342 ورواه إسماعيل القاضي عن محمد بن كثير عن سفيان كذا. وقال إنه مرسل اهـ.
ونحوه ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 238 - 339 وقال: والذين لم يذكروا فيه عائشة أكثر عددًا وأحفظ وأعرف بحديث الثوري ممن زاد، فالذي يظهر على قواعد المحدثين أنه من المزيد في متصل الأسانيد اهـ.
1046 -
وعن أنسٍ قال: أقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بينَ خيبرَ والمدينةِ ثلاثَ ليالٍ، يُبْنَى عليه بصفيَّةَ، فدَعَوْتُ المسلمينَ إلى وليمتِهِ، فما كان من خبزٍ ولا لحْمٍ، وما كان فيها إلا أنْ أمَرَ بالأنطاعِ فَبُسِطَتْ، فأُلْقِيَ عليها التمرُ والأقِطُ، والسَّمْنُ" متفق عليه واللفظ للبخاري.
رواه البخاري (5085)، والنسائي 6/ 134 كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال: أقام فذكر الحديث.
ورواه البخاري (4212)، والنسائي 6/ 134 كلاهما من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى، عن حميد به.
ورواه البخاري (4213) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، قال أخبرني حميد به.
ورواه مسلم 2/ 1045 من طريق حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس بنحوه.
وللحديث طرق أخرى.
1047 -
وعن رجلٍ من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اجتمعَ داعيانِ فأجِبْ أقربَهُما بابًا، فإن سَبَقَ أحدُهما فأجِب الذي سَبَقَ" رواه أبو داود وسندُه ضعيف.
رواه أبو داود (3756)، وأحمد 5/ 408، والبيهقي 7/ 275، كلهم من طريق أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن أبي العلاء الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا اجتمع الداعيان" فذكره.
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 3/ 231 إسناده ضعيف اهـ.
وقال ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير" 2/ 209 إسناده فيه مقال اهـ.
قلت أبو خالد الدالاني الأسدي واسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أبي سلامة اختلف فيه، قال ابن معين ليس به بأس اهـ.
وكذا قال النسائي وقال أبو حاتم صدوق ثقة. اهـ.
وقال أحمد بن حنبل لا بأس به اهـ. وقال أبو حاتم صدوق اهـ. وقال ابن سعد: منكر الحديث اهـ. وقال ابن حبان في "الضعفاء" كان كثير الخطأ فاحش الوهم. خالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة علم أنها معمولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق فكيف إذا انفرد بالمعضلات. اهـ.
وقال ابن عبد البر ليس بحجة اهـ.
وقال الحاكم إن الأئمة المتقدمين شهدوا له بالصدق والإتقان اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(9293). صدوق يخطئ كثيرًا، وكان يدلس اهـ.
ولهذا قال المنذري في "مختصر السنن" 5/ 295: في إسناده أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن، المعروف بالدالاني، وقد وثقه أبو حاتم اهـ.
وأشار ابن الملقن في "البدر المنير" 8/ 16 إلى إعلال الحديث بأبي خالد.
وبه أعل الحديث الألباني رحمه الله في "الإرواء" 7/ 11، وفي "ضعيف سنن أبي داود"(802) و"ضعيف الجامع الصغير"(290).
قلت: والمتأمل في حاله يرى أن حديثه قوي. ولهذا كان الأئمة المتقدمون على توثيقه كما سبق. لهذا قال الحاكم إن الأئمة المتقدمين شهدوا له بالصدق والإتقان. اهـ.
وقد روى عن شعبة والثوري وعبد السلام بن حرب وحفص بن غياث وغيرهم.
ويشهد له ما رواه البخاري (2259) و (2595) من طريق شعبة، قال حدثنا أبو عمران، قال سمعت طلحة بن عبد الله، عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت: يا رسول الله، إنَّ لي جارين، فإلى أيهما أُهدي؟ قال:"إلى أقربهما منك بابا".
تنبيه: هذا الشاهد في الإهداء والحديث السابق في الإِجابة وقد جعل الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 3/ 221 حديث عائشة شاهدًا لحديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
* * *