الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
155 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبى إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يحيى المزكى أَبُو الْحسن النيسابورى
سمع أَبَا الْعَبَّاس الْأَصَم وأقرانه وَحدث
توفى فى شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة
156 - مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أَبى هَاشم أَبُو عمر اللغوى الْمَعْرُوف بِغُلَام ثَعْلَب
ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ
سمع الحَدِيث من مُوسَى بن سهل الوشاء وَمُحَمّد بن يُونُس الكديمى وَأحمد بن عبيد الله النرسى وَإِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم البلدى وَأحمد بن سعيد الْجمال وَبشر بن مُوسَى الأسدى وَجَمَاعَة
روى عَنهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم وَأَبُو الْحسن بن رزقويه وَأَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان وَأحمد ابْن عبد الله المحاملى وَأَبُو على بن شَاذان وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ
روى الْخَطِيب أَن ابْن الْمَرْزُبَان قَالَ كَانَ ابْن ماسى من دَار كَعْب ينفذ إِلَى غُلَام ثَعْلَب وقتا بعد وَقت كِفَايَته لما ينْفق على نَفسه فَقطع عَنهُ ذَلِك مُدَّة لعذرثم أنفذ إِلَيْهِ جملَة مَا كَانَ فى رسمه وَكتب إِلَيْهِ رقْعَة يعْتَذر من تَأْخِير ذَلِك فَرده وَأمر من بَين يَدَيْهِ أَن يكْتب على ظهر رقعته أكرمتنا فملكتنا ثمَّ أَعرَضت عَنَّا فأرحتنا
قَالَ الْخَطِيب سَمِعت غير وَاحِد يحْكى أَن الْأَشْرَاف وَالْكتاب وَأهل الْأَدَب كَانُوا يحْضرُون عِنْد أَبى عمر الزَّاهِد ليسمعوا مِنْهُ كتب ثَعْلَب وَغَيرهَا
قَالَ وَكَانَ جَمِيع شُيُوخنَا يوثقونه فِي الحَدِيث
وَقَالَ أَبُو على التنوخى من الروَاة الَّذين لم ير قطّ أحفظ مِنْهُم أَبُو عمر غُلَام ثَعْلَب أمْلى من حفظه ثَلَاثِينَ ألف ورقة فِيمَا بلغنى حَتَّى اتَّهَمُوهُ لسعة حفظه فَكَانَ يسْأَل عَن الشئ الذى يظنّ السَّائِل أَنه قد وَضعه فَيُجِيبهُ عَنهُ ثمَّ يسْأَله غَيره عَنهُ بعد سنة فيجيب بذلك الْجَواب
وَقَالَ عبد الْوَاحِد بن على بن برهَان لم يتَكَلَّم فى اللُّغَة أحد أحسن من كَلَام أَبى عمر الزَّاهِد
قَالَ وَله كتاب غَرِيب الحَدِيث صنفه على مُسْند أَحْمد
وَنقل أَن صناعَة أَبى عمر كَانَت التطريز وَكَانَ اشْتِغَاله بِالْعلمِ قد مَنعه من التكسب فَلم يزل مضيقا عَلَيْهِ
وَله من التصانيف غَرِيب الحَدِيث وَكتاب الياقوتة وفائت الفصيح والعشرات والشورى وَتَفْسِير أَسمَاء الشُّعَرَاء وَكتاب الْقَبَائِل وَكتاب النَّوَادِر وَكتاب يَوْم وَلَيْلَة وَغير ذَلِك
وَفِيه يَقُول أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد اليشكرى
(أَبُو عمر أوفى من الْعلم مرتقى
…
يزل مساميه ويردى مطاوله)
(فَلَو أننى أَقْسَمت مَا كنت كَاذِبًا
…
بِأَن لم ير الراؤون بحرا يعادله)
(إِذا قلت شارفنا أَوَاخِر علمه
…
تفجر حَتَّى قلت هَذَا أَوَائِله)
واتفقت لَهُ غَرِيبَة مَعَ القاضى أَبى عمر وَكَانَ أَبُو عمر غُلَام ثَعْلَب مؤدب ولد القاضى أَبى عمر فأملى ثَلَاثِينَ مَسْأَلَة بشواهدها وأدلتها من كَلَام الْعَرَب وَاسْتشْهدَ فى تضاعيفها ببيتين غريبين جدا فعرضهما القاضى أَبُو عمر على ابْن دُرَيْد وَابْن الأنبارى وَابْن مقسم فَلم يعرفوهما وَلَا عرفُوا غَالب مَا ذكر من الأبيات وَقَالَ ابْن دُرَيْد هَذَا مِمَّا وَضعه أَبُو عمر من عِنْده
فَلَمَّا جَاءَ أَبُو عمر ذكر لَهُ القاضى مَا قَالَ ابْن دُرَيْد فَطلب من القاضى أَن يحضر لَهُ مَا فى دَاره من دواوين الْعَرَب فَلم يزل يَأْتِيهِ بِشَاهِد لما ذكره بعد شَاهد حَتَّى خرج من الثَّلَاثِينَ مَسْأَلَة ثمَّ قَالَ وَأما البيتان فَإِن ثعلبا أنشدناهما وَأَنت حَاضر فكتبتهما فى دفترك فَطلب القاضى دفتره فَإِذا هما فِيهِ
فَلَمَّا بلغ ذَلِك ابْن دُرَيْد كف لِسَانه عَن أَبى عمر الزَّاهِد حَتَّى مَاتَ
توفى فى ثَالِث عشر ذى الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة بِبَغْدَاد