الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمن شرع فى أَمر وَلم يكمله فَمَا أنصفه وَالْعجز عَن دَرك الْإِدْرَاك نفس الْإِدْرَاك وَعين الْمعرفَة فَأطَال الله لسيدنا من الْعُمر مداه وأرغم بِهِ أنف المبتدعة فَمَا هم إِلَّا عداهُ وبيض وَجهه بِمَا حبر قلمه وادخر كرامته لما قدمت يَدَاهُ
فصل
وَأما مَا أَشَارَ بِهِ الجناب من رد الْمَمْلُوك على ذَلِك السَّاقِط وَلَو شِئْت لَقلت العافط وَقد كَانَ الْمَمْلُوك عِنْدَمَا رأى هذيانه وَسمع مَا سود من صَحِيفَته وَلسَانه بَادر بتضمين أَبْيَات يسيرَة أسْرع إِلَى مستمليها سيرة ورام أَن يعود عَلَيْهَا بالتنقيح والتهذيب فعجلت بِهِ بادرة الْغيرَة قَالَ
(علمنَا ويك وانكشف الغطاء
…
ولاح الْحق لَيْسَ بِهِ خَفَاء)
(وحققنا بأنك غير شكّ
…
ضَعِيف الرأى جؤجؤه هَوَاء)
(يرى بتجمع الضدين جهلا
…
ويجهل مَا رأى وَالْجهل دَاء)
(وَيثبت مَا نَفَاهُ وَلَيْسَ يدرى
…
أأثبت أم نفى فهما سَوَاء)
(فَمَا متكمه لم يبد يَوْمًا
…
لَهُ من ضوء بارقة ضِيَاء)
(أَتَت بعد الْمَمَات لَهُ دهور
…
فأفناه التمزق والعفاء)
(بأعمى مِنْك عَن نظر صَحِيح
…
دلائله كَمَا ارْتَفع الضحاء)
(قَلِيل الدّين كَيفَ طعنت فِيمَا
…
تناقله الثِّقَات الأتقياء)
(وَأقسم لست تثبت نفى مَا قد
…
نفيت وَلَو أطيل لَك النِّسَاء)
(وَطعن الْمَرْء فى الْأَنْسَاب كفر
…
كَمَا يرْوى فَهَل غلب الشَّقَاء)
(جعلت الشَّك فِيمَا وَضعه أَن
…
تَزُول بِهِ الشكوك والامتراء)
(وطللت الَّذين حموك لما
…
تكنفك العدى ودنا العداء)
(فَلَو ردَّتْ إِلَيْك أُمُورهم فى
…
مناظرة لجد بك الْبلَاء)
(فقف لخطاك لَا تبلغ مداها
…
مقَاما لَا تقوم بِهِ النِّسَاء)
(وخل لملتقى الْأَبْطَال مِنْهُم
…
أسودا لَا ينهنهها اللِّقَاء)
(إِذا حَضَرُوا الجلاد أَتَوا بِنَار
…
من الأذهان يوقدها الذكاء)
(وأغنوا حَيْثُ لَا تغنى صفاح
…
كَمَا أغنوا وَلَا أسل ظماء)
(فكم من ملحد دلوه حَتَّى
…
أقرّ بِمَا تَقول الْأَنْبِيَاء)
(وَكم متفلسف قد سفهوه
…
فَمَا لقديم فلسفة بَقَاء)
(أَتَوا برواء حكمتهم فَلَمَّا
…
أَتَى الْأَشْيَاخ لم تبْق الرواء)
(وَكَانَ الْقَوْم فى حصن منيع
…
عَصا
…
...
…
... . . الْهَوَاء)
(فَلَمَّا حاولوه صَار أَرضًا
…
سَمَاء الْحصن واستفل الْعَلَاء)
(وَكَيف يكون حَالَة من سواهُم
…
إِذا دَان الْخُصُوم الأقوياء)
(وَأما الاعتزال وناصروه
…
فَإِن حبال مَا ابتدعوا هباء)
(وَكم من رافضى أوردوه
…
موارد مَا هَناه بهَا الرواء)
(وَكم من مرجئ أَو خارجى
…
تبين أَن قَوْلهمَا هراء)
(وَمثلك قد لقى مِنْهُم مقَاما
…
يسود وَجهه ذَاك اللِّقَاء)
(أُولَئِكَ عترتى وَمحل ودى
…
وَقد يفضى إِلَى الشّرف اعتزاء)
(رَأَوْا أَن الأساس أهم مِمَّا
…
عداهُ فأتقنوه كَيفَ شَاءُوا)
(وأفنوا مُدَّة الْأَعْمَار فِيهِ
…
عناء حبذا ذَاك العناء)
(فليتك إِذْ خبرتك لست عندى
…
خَلِيلًا من أَمَام وَلَا وَرَاء)
(بعيشك عِنْد نَفسك كَيفَ يبْنى
…
بِلَا أصل يقوم بِهِ الْبناء)
(هربت من ابتداع فى اعْتِقَاد
…
تدين بِهِ فأوقعك الْقَضَاء)
(لَعَلَّك تكره التَّنْزِيه مِمَّن
…
يرَاهُ فَلَيْسَ فِيك لَهُ وَلَاء)
(لَعَلَّك تحسب الرَّحْمَن جسما
…
يلازمه التَّغَيُّر والفناء)
(لَعَلَّ الصَّوْت عنْدكُمْ قديم
…
مُكَابَرَة تجنبها الْحيَاء)
(وقولا إِن تناقله الأعادى
…
لنا سروا بِذَاكَ كَمَا نشَاء)
(نَفينَا فخره عَنَّا وفزتم
…
بِهِ فلكم برتبته الهناء)
(هجوت فملت نَحْوك مستفيدا
…
وَعند الله فى ذَاك الْجَزَاء)
(فَلَو وافيتنا حَيْثُ اسْتَقَرَّتْ
…
بشيعتنا الْإِقَامَة والثواء)
(وفهت بِمَا نطقت بِهِ لديهم
…
أهنت هُنَاكَ إِن حضر الْجلاء)
وأثناء هَذِه البارقة ترادفت الهموم فأظلم اللَّيْل وتكاثفت الأشغال فحطم السَّيْل وَقلت أكتفى للمخذول بِأَن أَقُول بِفِيهِ الْحجر وَله الويل وَلَكِن لما أصبح