الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
228 - على بن عبد الْعَزِيز بن الْحسن بن على بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْحسن الجرجانى
قاضى جرجان ثمَّ قاضى الرى وَالْجَامِع بَين الْفِقْه وَالشعر لَهُ ديوَان مَشْهُور وَكَانَ حسن الْخط فصيح الْعبارَة وَهُوَ مُصَنف كتاب الوساطة بَين المتنبى وخصومه
ورد نيسابور سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ أَخِيه فى الصِّبَا وسمعا على الشُّيُوخ
ذكره الشَّيْخَانِ أَبُو إِسْحَاق الشيرازى وَقَالَ كَانَ فَقِيها شَاعِرًا وَأَبُو عَاصِم وَقَالَ صنف كتابا فى الْوكَالَة وَفِيه أَرْبَعَة آلَاف مَسْأَلَة
قَالَ وَحكى عَن المزنى أَن التَّوْكِيل فى الظِّهَار وَالرَّجْعَة لَا يجوز
قلت وَهُوَ وَجه مَشْهُور
وَقد ولى أَبُو الْحسن هَذَا قَضَاء جرجان ثمَّ انْتقل إِلَى الرى وَولى قَضَاء الْقُضَاة بهَا
ذكره أَبُو مَنْصُور الثعالبى فى الْيَتِيمَة فَقَالَ حَسَنَة جرجان وفرد الزَّمَان ونادرة الْفلك وإنسان حدقة الْعلم ودرة تَاج الْأَدَب وَفَارِس عَسْكَر الشّعْر يجمع خطّ ابْن مقلة إِلَى نثر الجاحظ ونظم البحترى وينظم عقد الإتقان وَالْإِحْسَان وَله يَقُول الصاحب
(إِذا نَحن سلمنَا لَك الْعلم كُله
…
فدع هَذِه الْأَلْفَاظ ننظم شذورها)
هَذَا بعض كَلَام الثعالبى فى خَبره
وَمن شعر أَبى الْحسن السائر فى الْآفَاق مَا أنشدناه الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس بن المظفر بقراءتى عَلَيْهِ قَالَ أنشدنا الْحسن بن على بن مُحَمَّد بن الْخلال بقراءتى أنشدنا جَعْفَر بن على الهمذانى سَمَاعا عَلَيْهِ قَالَ أنشدنا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى العثمانى الديباجى الإِمَام قَالَ كتب إِلَى الْعَلامَة أَبُو الْقَاسِم مَحْمُود بن عمر بن مُحَمَّد الزمخشرى من مَكَّة وَأَجَازَ لى
ح وَكتب إِلَى أَحْمد بن على الحنبلى وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَفَاطِمَة بنت إِبْرَاهِيم بن أَبى عمر عَن مُحَمَّد بن عبد الهادى عَن الْحَافِظ أَبى طَاهِر السلفى عَن الزمخشرى قَالَ أنشدنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الخوارزمى قَالَ أنشدنا أَبُو سعد المحسن بن مُحَمَّد الجشمى قَالَ أنشدنا الْحَاكِم أَبُو الْفضل إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْحسن قَالَ أنشدنا القاضى أَبُو الْحسن على بن عبد الْعَزِيز الجرجانى لنَفسِهِ
(يَقُولُونَ لي فِيك انقباض وَإِنَّمَا
…
رَأَوْا رجلا عَن موقف الذل أحجما)
(أرى النَّاس من داناهم هان عِنْدهم
…
وَمن أكرمته عزة النَّفس أكرما)
(وَمَا كل برق لَاحَ لى يستفزنى
…
وَلَا كل من لاقيت أرضاه منعما)
(وإنى إِذا مَا فاتنى الْأَمر لم أَبَت
…
أقلب كفى إثره متندما)
(وَلم أقض حق الْعلم إِن كَانَ كلما
…
بدا طمع صيرته لى سلما)
(إِذا قيل هَذَا منهل قلت قد أرى
…
وَلَكِن نفس الْحر تحْتَمل الظما)
(وَلم أبتذل فِي خدمَة الْعلم مهجتى
…
لأخدم من لاقيت لَكِن لأخدما)
(أأشقى بِهِ غرسا وأجنيه ذلة
…
إِذا فاتباع الْجَهْل قد كَانَ أحزما)
(وَلَو أَن أهل الْعلم صانوه صانهم
…
وَلَو عظموه فى النُّفُوس لعظما)
(وَلَكِن أهانوه فهان ودنسوا
…
محياه بالأطماع حَتَّى تجهما)
لله هَذَا الشّعْر مَا أبلغه وأصنعه وَمَا أَعلَى على هام الجوزاء مَوْضِعه وَمَا أنفعه لَو سَمعه من سَمعه وَهَكَذَا فَلْيَكُن وَإِلَّا فَلَا أدب كل فَقِيه ولمثل هَذَا النَّاظِم يحسن النّظم الذى لَا نَظِير لَهُ وَلَا شَبيه وَعند هَذَا ينْطق الْمنصف بعظيم الثَّنَاء على ذهنه الْخَالِص لَا بالتمويه
وَقد نحا نَحوه شيخ الْإِسْلَام سيد الْمُتَأَخِّرين أَبُو الْفَتْح ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ لما كَانَ مُقيما بِمَدِينَة قوص
(يَقُولُونَ لى هلا نهضت إِلَى الْعلَا
…
فَمَا لذ عَيْش الصابر المتقنع)
(وهلا شددت العيس حَتَّى تحلها
…
بِمصْر إِلَى ظلّ الجناب المرفع)
(فَفِيهَا من الْأَعْيَان من فيض كَفه
…
إِذا شَاءَ روى سيله كل بلقع)
(وفيهَا قُضَاة لَيْسَ يخفى عَلَيْهِم
…
تعين كَون الْعلم غير مضيع)
(وفيهَا شُيُوخ الدّين وَالْفضل والألى
…
يُشِير إِلَيْهِم بالعلا كل أصْبع)
(وفيهَا وفيهَا والمهانة ذلة
…
فَقُمْ وَاسع واقصد بَاب رزقك واقرع)
(فَقلت نعم أسعى إِذا شِئْت أَن أرى
…
ذليلا مهانا مستخفا بِموضع)
(وأسعى إِذْ مَا لذ لى طول موقفى
…
على بَاب مَحْجُوب اللِّقَاء ممنع)
(وأسعى إِذا كَانَ النِّفَاق طريقتى
…
أروح وأغدو فِي ثِيَاب التصنع)
(وأسعى إِذا لم يبْق فى بَقِيَّة
…
أراعى بهَا حق التقى والتورع)
(فكم بَين أَرْبَاب الصُّدُور مجالسا
…
تشب بهَا نَار الغضى بَين أضلعى)