الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
204 - عبد الله بن مُحَمَّد البخارى الشَّيْخ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد البافي
نسبه إِلَى باف بِالْبَاء وَالْفَاء الموحدتين قَرْيَة من قرى خوارزم
كَانَ من أفقه أهل زَمَانه مَعَ الْمعرفَة بالنحو وَالْأَدب فصيح اللِّسَان بليغ الْكَلَام حسن المحاضرة حُلْو الْعبارَة حَاضر البديهة يَقُول الشّعْر الْحسن من غير كلفة وَيكْتب الرسائل المطولة بِلَا روية
تفقه على أَبى على بن أَبى هُرَيْرَة وأبى إِسْحَاق المروزى
أَخذ عَنهُ القاضى أَبُو الطّيب والماوردى وَطَوَائِف
مَاتَ فى الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلاثمائة
وَمن الرِّوَايَة عَنهُ والفوائد والغرائب والأشعار
أخبرنَا الْمسند تَاج الدّين عبد الرَّحِيم بن أَبى الْيُسْر بِإِسْنَادِهِ إِلَى القاضى أَبى بكر مُحَمَّد بن عبد الباقى الأنصارى حَدثنَا أَبُو بكر أَحْمد بن على لفظا حَدثنَا القاضى أَبُو الْحسن على بن مُحَمَّد بن حبيب الشافعى البصرى قَالَ أنشدنا أَبُو مُحَمَّد البافى قَول الشَّاعِر
(دَخَلنَا كارهين لَهَا فَلَمَّا
…
ألفناها خرجنَا مكرهينا)
فَقَالَ يُوشك أَن يكون هَذَا فى بَغْدَاد وَأنْشد لنَفسِهِ فى معنى ذَلِك الْبَيْت وَضَمنَهُ الْبَيْت
(على بَغْدَاد مَعْدن كل طيب
…
ومأوى نزهة المتنزهينا)
(سَلام كلما جرحت بلحظ
…
عُيُون المشتهين المشتهينا)
(دَخَلنَا كارهين لَهَا فَلَمَّا
…
ألفناها خرجنَا مكرهينا)
(وَمَا حب الديار بِنَا وَلَكِن
…
أَمر الْعَيْش فرقة من هوينا)
قلت الثَّالِث مضمن كَمَا رَأَيْت وَالرَّابِع مُشْتَرك من قَول الشَّاعِر
(أَمر على الديار ديار ليلى
…
أقبل ذَا الْجِدَار وَذَا الجدارا)
(وَمَا حب الديار شغفن قلبى
…
وَلَكِن حب من سكن الديارا)
وَحكى من حضر مَجْلِسه أَنه جَاءَهُ غُلَام حدث وَبِيَدِهِ رقْعَة دَفعهَا إِلَيْهِ فقرأها مُتَبَسِّمًا وَأجَاب عَنْهَا وَكَانَ فِيهَا
(عاشق خاطر حَتَّى اسْتَلَبَ
…
المعشوق قبله)
(أَفْتِنَا لَا زلت تفتى
…
هَل يُبِيح الشَّرْع قَتله)
فَأجَاب
(أَيهَا السَّائِل عَمَّا
…
لَا يُبِيح الشَّرْع فعله)
(قبْلَة العاشق للمعشوق
…
لَا توجب قَتله)
قلت مَا أحسن قَوْله لَا يُبِيح الشَّرْع فعله فَإِنَّهُ نبه بِهِ على تَحْرِيم الْفِعْل خوفًا من أَن يظنّ المستفتى إِبَاحَته بِانْتِفَاء وجوب الْقَتْل
وَمن شعره
(عجبت من معجب بصورته
…
وَكَانَ بالْأَمْس نُطْفَة مذرة)
(وفى غَد بعد حسن هَيئته
…
يصير فى الْقَبْر جيفة قذره)
(وَهُوَ على عجبه ونخوته
…
مَا بَين يوميه يحمل الْعذرَة)
قلت وَلَعَلَّه أَخذه مِمَّا أخبرنَا بِهِ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الخباز بقراءتى عَلَيْهِ أخبرنَا الشَّيْخَانِ إِسْمَاعِيل بن أَبى عبد الله بن حَمَّاد بن العسقلانى وَإِبْرَاهِيم بن حمد بن كَامِل بن عمر المقدسى قِرَاءَة عَلَيْهِمَا وَأَنا أسمع قَالَا أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد بن منينا وَعبد الْوَهَّاب بن على بن على بن سكينَة إِذْنا قَالَا أخبرنَا القاضى أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الباقى بن مُحَمَّد الأنصارى أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو بكر أَحْمد بن على الْخَطِيب بِبَغْدَاد أخبرنَا على بن المظفر الأصبهانى الْمُقْرِئ حَدثنَا حبيب بن الْحسن حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الشطوى حَدثنَا حُسَيْن بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان الصبغى سَمِعت أَبى جَعْفَر بن سُلَيْمَان يَقُول مر وَالِي الْبَصْرَة بِمَالك بن دِينَار يرفل فصاح بِهِ مَالك أقل من مشيتك هَذِه فهم خدمه بِهِ فَقَالَ دَعوه مَا أَرَاك تعرفنى فَقَالَ لَهُ مَالك وَمن أعرف بك منى أما أولك فنطفة مذرة وَأما آخرك فجيفة قذرة ثمَّ أَنْت بَين ذَلِك تحمل الْعذرَة فَنَكس الوالى رَأسه وَمَشى
قَالَ الْخَطِيب أَبُو بكر الْحَافِظ فى كتاب لَهُ مُصَنف فى القَوْل فى النُّجُوم أخبرنَا القاضى أَبُو الطّيب طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر الطبرى قَالَ قيل لأبى مُحَمَّد البافى إِن منجما لقى رجلا فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَصبَحت فَقَالَ أَصبَحت أرجوا الله تَعَالَى وأخافه وأصبحت أَنْت ترجو الْمُشْتَرى وَتخَاف زحل فنظمه البافى شعرًا وأنشدناه
(أَصبَحت لَا أَرْجُو وَلَا أخْشَى سوى الْجَبَّار
…
فى الدُّنْيَا وَيَوْم الْمَحْشَر)