الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مما يشيع روح التعاون والمحبة بين الجميع.
3-
طريقة الوحدات:
وهذه الطريقة تهتم بالربط بين معلومات المنهج في مواد مختلفة وتجميعها حول هدف نظري واحد وقد تطبق خطوات المشروع في طريقة الوحدات. وقد تعين في المنهاج فلا يبقى إلا رسم الخطة وتنفيذها. فمثلا: يمكن أن يكون التعرف على المسجد ووظيفته وما يقام فيه من عبادات وما يلقى فيه من خطب وتعاليم وحدة معينة في المنهج، أو أعدت على طريقة المشروع. ودراسة هذه الوحدة سوف تجعلنا نتطرق إلى دروس الحديث والسيرة والتهذيب والصلاة بأنواعها، وأثر العقيدة في هذه العبادات وما يتصل بهذه الأشياء من القرآن الكريم والأدلة عليها. وكذلك دراسة تاريخ المساجد والصحابة، وفيها يقوم التلاميذ بزيارة المساجد ومقابلة الخطباء وبعض المصلين والتعرف بأنفسهم على كل ما يتصل بها.
الدين وعملية الضبط الاجتماعي:
يفرض الدين على كل فرد طائفة من الواجبات يؤديها لمجتمعه فيوفر له أسباب الحياة السعيدة ويسهم في بنائه على أسس قوية سليمة. ومن هذه الواجبات ألا يخرج عن الجماعة، وألا يشق عصا الطاعة وأن يتعاون مع أبناء جنسه. وأن يكون عنصرا إيجابيا في وحدتهم وقوتهم وألا يضن بفضل ماله على المحتاج منهم، وأن يرعى حق الجوار، وأن يكف يده ولسانه عن أذى الناس، وأن يطيع ولاة الأمر فيما ليس فيه معصية للخالق.
والدين يدعو إلى تهذيب النفوس وحسن المعاشرة ومعاملة الناس معاملة
تتفق ومبادئ الدين وسماحته. يحترم والديه وأقاربه ويبرهم، يواسي إخوانه ويساعدهم، يقوم بحقوق أهله وزوجه وعشيرته. يحسن تربية أبنائه ورعايتهم، يثقف عقولهم ويهذب نفوسهم، لا يؤذي جاره في نفسه أو عرضه أو ماله، لا يغتاب أحدا ولا يكون نماما واشيا، لا يكذب إذا حدث، ولا يخلف إذا وعد، لا يخون إذا اؤتمن، صادقا وفيا أمينا، لا يغش إذا باع أو اشترى. لا يطفف كيلا ولا ميزانا، لا يماطل أحدا في دينه ولا يبخسه حقه. إذا عهد إليه في عمله أتقنه وأداه على أكمل وجه في غير تسويف ولا تأخير. إذا تولى أمر الناس أحسن رعايتهم ولم يغفل عن النظر في مصالحهم والعدل فيما بينهم، ولم يكن لغير الحق سلطان على نفسه، فلا يحابي العظماء والأقوياء ولا يضيع حقوق الضعفاء والفقراء.
فالدين يضع الضوابط الاجتماعية التي تكفل الأمن والسلام للناس. ويعمل بروحانيته على التأثير في نفوس البشر، فيهذبهم ويوجههم وجهة الخير ويسمو بوجدانهم. ويرتقي بميولهم، ويعلي غرائزهم، ويعدل طباعهم فيجعلها متفقة ومنهج الخير العام الذي يحقق مصلحة الناس وسعادتهم. والدين وحده هو الذي يؤلف بين القلوب، ويدعم الوحدة بين النفوس ويخلق من المجتمع قوة متماسكة، يخشى بأسها ويرهب جانبها؛ لأن هذه الرابطة الدينية إنما تستمد قوتها من امتزاج الأرواح والإخلاص لله وتطهير القلوب. وهي التي تجعل التعاون في سبيل غاية سامية، يهيم بها الوجدان، وتهفو إليها الأفئدة لا تشوبها الأكدار المادية، والأطماع الدنيوية، ولا تزلزلها الأحداث والمحن.
وإذا نظرنا إلى أسرة مترابطة متآلفة على أسس من الدين، وجدنا بناءها يقوم على المحبة في الله، والإخلاص من أجله. والتعاون في سبيله فلا تستطيع أحداث الدهر أن تحطمها أو تفرق بينها. أما الذين يعيشون على المنفعة والغايات
الدنيوية، فإنك تراهم عند أول هزة اجتماعية، تمزقوا وصاروا أعداء. الولد مع أبيه والزوج مع زوجته والأخ مع أخيه، فإذا أردنا أن نقيم بناء أسريا سليما واجتماعيا ثابتا، فلا بد أن تكون الرابطة هي رابطة الدين، وأن يكون الحب فيها لله وحده، حتى يظل أثر ذلك ممتدا عبر الأجيال، وحتى لا تنهار الوحدة الأسرية والاجتماعية.