الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا ويجب أن نسير فيه على طريق من النضج يتفق وحاجات العصر، وما تنشده التربية الإسلامية من بناء الروح والجسد. وما نعتبر الأمر فيه إلى التهذيب أوقع من أي درس آخر من دروس المدرسة.
ثالثا: التعليم المباشر والمعروف لدى المعلمين. وأفضل ما يكون في التهذيب عن طريق القصة التي تتخللها الآيات والآحاديث النبوية والأمثال والحكم والمواقف التي تقرب السلوك الأخلاقي الذي ننشد تعليمه للطفل من الواقع الذي يعيشه ويحياه، وعلينا أن ننتهز الفرص والمناسبات، كأيام شهر رمضان، لنعلمهم الصدق والأمانة والعطف والرفق بالآخرين، وأن نبين لهم أن الله وحده هو الرقيب علينا في كل قول وفعل، وإن خفي على الناس أمرنا. وكذلك في الأعياد وفي الحج وفي المناسبات الوطنية كل موقف بما يتفق معه من الصفات والأخلاق التي نريد أن تصبح سلوكا لدى تلاميذنا. ولا يخفى علينا أن إرجاع الأمور إلى أصلها وهو الله سبحانه وتعالى يؤدي إلى خشوع القلوب وتهذيب الأرواح لذلك يجب أن نركز على بيان حكمة الله في كل شيء وأن الخالق سبحانه ما خلق الكون إلا ليكون دليلا عليه. وأن كل فعل يخرج عن هذه الدائرة فهو ساقط وعبث. والطفل مولود على تلك الفطرة وتقبله لها أيسر من تقبله لأي أمر آخر.
طرق تدريس التهذيب:
1-
طريقة السرد في التهذيب:
وهي الطريقة يعمد فيها المعلم إلى شرح الدرس المقرر على التلاميذ شرحًا يتفق مع مقدمة الدرس ونهايته، محاولًا بيان الهدف منه، ومظهرًا للأخلاق الفاضلة التي جاءت به. فإذا ما انتهى من شرحه بدأ في توجيه الأسئلة
إلى التلاميذ ومناقشتهم في إجابتها. ثم يسجل على السورة الأهداف والقيم التي أدركها التلاميذ والتي استنتجها من أجوبتهم، وهذه الطريقة وإن كانت سهلة بالنسبة للمعلم إلا أنها لا تحقق المقصود من التدريب العقلي ومشاركة التلاميذ في استنتاج الأفكار والمعاني، ولا تنمي فيهم جانب الخيال وأعمال الفكر.
2-
طريقة المناقشة والقراءة:
وفي هذه الطريقة يعلن المدرس عنوان درسه ويطلب من التلاميذ -بعد التمهيد له تمهيدا يبين الغاية منه- يطلب قراءته إن كانوا في الحلقة الأخيرة من المرحلة الابتدائية، ثم يدير المناقشة والحوار بينهم ليصل إلى أهداف الدرس وأفكاره ومعانيه من أفواه التلاميذ، فإن كانوا في الحلقة الأولى، قام هو بقراءة الدرس قراءة نموذجية وهم يتابعونه حتى إذا ما انتهى من القراءة بدأ في الحوار والمناقشة واستخلص النتائج التي يريدها من إجابات التلاميذ، ومع ملاحظة أن يتوقف معهم عند كل قيمة أخلاقية، ويجعلهم يرددونها لتثبت في أذهانهم. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة أفضل من طريقة السرد إلا أن طريقة القصة تعد أفضل. ويمكننا عرض درس من دروس التهذيب بهذه الخطوات:
1-
التمهيد:
وفيه يلمس المعلم شيئا من واقع الحياة يتصل بالدرس. أو يروي قصة صغيرة من قصص الأنبياء أو الشهداء أو الأبطال، أو يذكر سبب نزول آية ثم يتلوها على التلاميذ، وبعد ذلك ينتقل إلى جوهر الدرس. وإن كان الدرس يتعلق بشيء عملي كالصدقة والبر بالوالدين والعطف على الضعيف ومساعدة المحتاج، جعل التمهيد موضحا لأهمية هذه الأعمال
وقيمتها عند الله والناس، وذلك لهيئتهم لموضوع الدرس، ويوجه اهتمامهم إلى الأهداف التي يريد إيصالها إليهم.
2-
موضوع الدرس:
ويكون كما ذكرنا في معظم دروس التهذيب عن طريق القصة، ولكنه يجب أن يكون حافلا بالأسئلة والمناقشة فيها، ومحاولة إعادة القصة من بعض التلاميذ، والبحث عن عنوان لها أو لغيرها من القصص الشبهة، وكلما استعان المعلم بتسجيل بعض الأفكار والأهداف على السبورة وطلب من التلاميذ تسجيلها في دفاترهم، كلما كان ذلك أثبت للمعلومات وأوفى للوصول إلى الغرض من الدرس، ولو كان في سياق الدرس حديث أو آية أو مثل أو حكمة فيجب أن يطلب من التلاميذ كتابتها والاحتفاظ بها ومراجعتهم في فهمها وحفظها كلما جاءت مناسبة تتصل بها.
3-
التطبيق:
وهو على قسمين: نظري وعملي.
أما النظري: فيتعلق بوضع أسئلة تحرك الفكر وتخاطب الوجدان، يتبين المعلم من خلال إجابات التلاميذ عليها مقدار فهمهم للدرس وتأثيره في أفكارهم واتجاهاتهم. وعليه أن يلاحظ أن تكون هذه الأسئلة لها صلة كبيرة بخبرة التلاميذ ومستوياتهم العقلية والتعليمية وأن يتدرج معهم فيها من الأسهل إلى الأصعب، ومن الملموس إلى العقلي، وهكذا حتى يتم له الوصول إلى المحتويات كلها.
وأما العملي فيتمثل في ملاحظة سلوك التلاميذ في الصف وخارجه
وتذكيرهم بالأخلاقيات التي ساقها إليهم في آداب المعاملة والسلوك، ومحاولته تقويم المعوج منهم تقويما يشعر فيه التلاميذ بأنه مساق إليه بالمحبة والود والانقياد للمثل والقدوة. ويالروعة ذلك المعلم الذي يعد مفكرة يكتب فيها أسماء تلاميذه ويدون فيها الملاحظات الأخلاقية والسلوكية على كل منهم، ولا يجعلها مصدر تهديد وتخويف، وإنما يجعلها بطاقة علاج وإشراف كبطاقة الطيب لمتابعة مريضه، وكلما حانت مناسبة ضرب الأمثلة بالقدوة منهم ليكون ذلك حافزا على أن يقلده الآخرون ويحاولون محاكاته. ولا شك أن هذا الجهد إنما هو إلى الله ينتظر منه وحده الأجر والثواب، ولا يعلق فعله هذا على رأي الإدارة أو المسئولين، وإلا فلن يكون إلا كمن يصلي ليراه الناس يصلي. وهو في النهاية لن يحصل على شيء لا من الله ولا من الناس. والتربية عموما كالعبادة الروحية الخالصة التي لا سلطان لأحد على القائمين بها، وإنما مردهم إلى الله وحده. فإذا ما أخلص المعلم واجتهد فيما يعمل كان كهذا المتعبد الأواب الذي يقول في كل شيء وعلى كل شيء يا رب. يا رب لك وحدك أوجه قولي وفعلي.
4-
التقويم:
وفيه يحرص المعلم على متابعة التلاميذ متابعة لا تتعلق بالمحفوظ والمفهوم. وإنما تتصل بالقيم والأهداف التي ينشدها المنهج، ويخطط لها المعلم في كل درس من دروسه.