الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدين والعلم:
تطور العلم عبر عصور الحياة في مختلف فروعه، تطورا يتفق وحاجات الإنسان الملحة الدائمة، وبمقدار نضج البشرية كان تقدم العلم وتنوعه، وما زال أمام العلم الكثير -الكثير جدا- يبحث فيه وينقب ليكتشف الجديد مما هو مخبوء في هذا الكون، صنعته القدرة الإلهية ليكون في خدمة الإنسان أكرم مخلوقات الله، وليكون دليلا على أن هذه القدرة العالمة لا حدود لها، وإنها باقية دائمة لها السلطان والقوة، وإليها المستقر والمنتهى.
وليس العلم ضد الدين، بل هو دليل يهدي إليه، ولو استعرضنا تاريخ العلم والعلماء بدون تحيز أو أحقاد، لوجدنا أن العلم منذ أقدم العصور كان وما يزال في خدمة الدين، وأن العلماء الراسخين المنصفين من مختلف الأجناس والملل، هداهم علمهم إلى الدين، وإلى الإيمان بأن وراء هذا الكون قوة عليا تديره وتنظمه، وترعى كل شيء فيه بميزان وحساب. وما ذلك إلا لأن العالم أقدر من غيره على استبانة ما في هذا الكون من ترابط وتناسق وأحكام، يتضح في كل جزء من أجزائه، وفي كل خلية من خلايا أحيائه، وذرة من ذرات جماداته، في نفس الإنسان وعقله في تعدد المخلوقات وتنوعها. في نظام خلق السموات والأرض. في اختلاف الليل والنهار. في الجبال والبحار والأنهار. فيما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها. فيما بث الله في الأرض من الدواب والأحياء في تصريف الرياح والسحاب
المسخر بين السماء والأرض. وغير ذلك مما هو مدار البحث والفكر لدى كل علماء الدنيا منذ عرفت كلمة العلم والتعلم.
فلا غرابة إذن أن يكون العلماء هم أساطين الدين وأعمدة الإيمان في مختلف العصور ومن كان منهم على غير ذلك، فهو إما واقع تحت تأثير مال أو سلطان أو قوة غاشمة تتسلط عليه، أو هو دعي وليس من أهل العلم حقيقة؛ لأن علمه لم يسعفه في كشف جوهر وجوده، فلا عجب أن يضل عن دنياه.
وقد رأينا في عصرنا هذا، عصر الذرة والفضاء، أن العلم لم يستطع أن يحل المشكلات التي يعاني منها الإنسان في هذه الدنيا، وأنه لا بد من الدين يلقى الإنسان في رحابه الأمن والراحة والسلام؛ لأن هناك حوادث مفاجئة ومآسي تقع على الأرض دون أن تكون لها أسباب مفهومة، والمؤمنون يسندونها إلى القدر وإرادة الله، فلو لم يكن الدين والإيمان به ما استطعنا أن نتعزى عنها أو نحتملها. وكم من مثال على ذلك. طبيعة غاضبة بعد صفاء، كارثة طيران أو سفن بعد سعادة، أعاصير وزلازل وبراكين. متاعب نفسية وعقلية وقلبية وجسدية عجز الإنسان عن إيجاد وسيلة للبرء منها، مئات المشوهين وآلاف المصابين وملايين العجزة. كل هذه الأشياء على كوكبنا، والإنسان بكل ما له من براعة وعلم يعجز عن التخلص منها. والمؤمنون وحدهم هم الذين يرون أن هناك في هذه الدنيا أشياء وتصرفات لا يمكن أن نعيها بما أوتينا من علوم ومقاييس، ولا وسيلة لنا أمامها إلا أن نسلم بوجودها، ونسلم في الوقت نفسه بقصورنا عن إدراك كنهها، ونتجه إلى الله القوي القادر أن ينقذنا مما عجزنا عنه وعجز علمنا المحدود عن إدراكه ومقاومته أو معالجته.
وليس معنى هذا أننا نكر العلم ومجالاته، ولكن معناه أننا نؤمن بأن العلم يبحث وينقب وقد يوفق أو لا يوفق، فإن وفق فنحن مؤمنون بما اكتشفه وإلا فالأمر لله وحده خالق العلم والعلماء.
وقد جاء الإسلام ومعه منذ اللحظة الأولى الأمر بالقراءة والكتابة والتعلم، وكان أول أمر من السماء إلى الأرض، نزل به جبريل الأمين على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يوجد في الدنيا كتاب دين كالقرآن، يقدر العلم، ويحترم أهله وينادي بانطلاق الفكر في كل جوانب الحياة، ينظر ويتأمل، في النفس والروح والحياة، في السموات والأرض. في تاريخ الأمم وعبر الزمان وسير الرجال. في المعلوم والمجهول. في دقائق خلق الإنسان والحيوان، والنبات، في خالق الكون وصفاته وأفعاله. في حكمة الخلق وعظمة الخالق. وغير ذلك مما يدعو المسلمين إلى البحث والدرس والتأمل في مختلف العلوم.
يقول سبحانه وتعالى في فضل العلماء ومكانتهم عنده في "سورة الزمر":
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}
وفي سورة فاطر:
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}
وفي سورة المجادلة:
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
وفي سورة البقرة:
{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}
وفي سورة سبأ:
{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ}
وفي سورة العنكبوت:
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}
والله سبحانه هو وحده واهب العقل للإنسان، وهو الذي كرمه وجعله أسمى المخلوقات وحباه بصفة العلم، بل وعلمه ما لم يكن يعلم. يقول تعالى في سورة العلق:
{عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}
وفي سورة الرحمن:
{خَلَقَ الْإِنْسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}
وفي سورة البقرة:
{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
وفي سورة البقرة أيضا:
وعن نفس الإنسان وخباياها أورد القرآن آيات كثيرة ففي سورة الشمس:
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}
وفي سورة يوسف:
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}
وفي القرآن الكريم آيات متعددة في غير موضع تتحدث عن النفس المطمئنة والراضية والمرضية واللوامة والإمارة بالسوء، إلى غير ذلك مما يتعلق بنفس الإنسان وصفاتها.
وعن الروح والحياة والموت والبعث يحدثنا القرآن بما لا يدع مجالا للشك يقول تعالى في شأن الروح في سورة الإسراء:
وفي الحياة يقول سبحانه في سورة الإنعام.
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وفي الموت والبعث يقول عز وجل في سورة مريم:
وفي سورة يس:
وعن دعوة القرآن إلى النظر في خلق السموات والأرض يقول تعالى في سورة "ق":
وفي سورة يونس:
وفي سورة الأعراف:
{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ}
وفي تاريخ الأمم وعبر الزمان وسير الرجال قص القرآن قصص نوح وإبراهيم وإسماعيل وهود وصالح وعاد وثمود ولوط ويوسف وموسى وعيسى، وضرب الأمثال بأقوام هؤلاء الرسل والأنبياء وما حدث لهم.
كل ذلك في سور كاملة في القرآن الكريم. تدعو إلى البحث والتأمل، وتحث على النظر والتفكر. وكان حديثه عن بعض هذه الأمم في أكثر من موضع. من القرآن دلالة على موقفها في الدنيا، وعظم مسئوليتها على ما فعلت خيرا أو شرا. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن القرآن يثير في نفوس المؤمنين حب العلم والتأمل وإطالة الفكر في تاريخ الحياة ليدركوا أبعاد مسئوليتهم العلمية والدينية والتي جعلتهم "أمة وسطا" وجعلتهم شهداء على الناس.
وفي المجهول والمعلوم يقول تعالى في سورة النمل آية 88:
وفي سورة "يس":
{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}
فتلك دعوة إلى البحث في هذه الأشياء والعديد من مثلها مما هو وارد في القرآن للتعرف على حقيقتها وكشف بعض أسرارها.
وعن المجهول طال الحديث في القرآن عن القيامة والساعة وأحوالها وكيفيتها.
يقول سبحانه في سورة الحاقة آية 13:
وفي سورة الواقعة:
وفي دقائق خلق الإنسان والحيوان والنبات يقول سبحانه وتعالى في سورة "المؤمنون":
وقد أثبت الطب في عصرنا الحديث أن هذا الترتيب الذي جاء في القرآن هو ترتيب تكوين الجنين في الرحم، وأن هذه الصفات والأشكال التي أوردها القرآن هي هي التي اكتشفها الطب الحديث بعد مئات السنين من نزول القرآن، حتى التسمية بالنطفة والعلقة والمضغة إلى آخره لم يستطع الطب أن يغيرها وهي المصطلحات المستعملة اليوم وستظل إلى ما شاء الله. وإن كان
العلم قد اكتشف دورة التكوين هذه. فهو عاجز عن معرفة الروح. وما هي ومن أين تأتي. وكيف تخرج وما زال التحدي الإلهي قائما على ذلك.
يقول تعالى في سورة الطارق:
وفي سورة الإنسان:
{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}
وعن الحيوان وعظيم خلقته وانتفاع الإنسان منه يحركنا الخالق سبحانه للنظر والتأمل فيقول في سورة النحل:
والنبات عالم بكامله، فيه الغرائب والعجائب، نموه، مذاقه. تنوعه. حياته، مماته. أليس ذلك جديرا بالبحث والتأمل يقول تعالى في سورة الأنعام:
وفي سورة عبس:
لم تقتصر دعوة القرآن إلى العلم والبحث والتفكر على ما ذكرت من مظاهر الحياة والأحياء في السموات والأرض، بل امتدت إلى أساس العقيدة الإسلامية نفسه، فلا إيمان إلا بالاقتناع والحجة، ولا يقين إلا بالبحث والتأمل. والله الواحد الأحد يقيم الدليل تلو الدليل على وحدانيته، داعيا عباده أن يناقشوا هذه الأدلة بالمنطق والعقل، وأن يؤسسوا إيمانهم على الحجة والاقتناع، وهو لذلك يضرب الأمثلة من واقع حياة الناس ومعاشهم. يقول سبحانه في سورة الأنبياء:
وفي سورة "المؤمنون".
وينتقل القرآن من دليل إلى دليل ليثبت وحدانية الله، وإنه لا شريك له ولا ولد، وأن من يتخذون من دون الله أربابا إنما يعبدون باطلا. والمنطق والعقل يرفضان أن يكون لله شريك، تعالى الله عما يفترون. ومن هذا يقول المولى جل وعز في سورة الحج:
وفي سورة فاطر:
أعظم دقة هذه التساؤلات الإلهية إثباتا لوجوده، من سورة الواقعة:
{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ، أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}
تساؤلات إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الإسلام، ما جاء إلا ليخاطب العقل والمنطق، ويحرك الفكر والوجدان، ويبعث في الإنسان الثقة بالخالق، والثقة بنفسه، والثقة في طريقه الذي يسلكه إلى عالم الإيمان والحق.
ولم يكن موقف السنة من العلم والعلماء، إلا صورة مما جاء في القرآن الكريم، فالرسول صلى الله عليه وسلم، حامل الرسالة، ومبلغ الأمانة يحرص في كل موقف من المواقف أن يجعل العلم نهج المسلمين ويقدر الرأي وأهله، وينادي في الناس.
"العلماء ورثة الأنبياء".
"فضل العالم على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب"
"لغدوة في طلب العلم أحب إلى الله من مائة غدوة في طلب غيره من الخير. ولا يخرج أحد في طلب العلم إلا وملك موكل به يبشره بالجنة".
"إن الملائكة لتضع أجنحتها تواضعا لطالب العلم".
"من طلب العلم لله، فهو كالصائم نهاره، القائم ليله، وإن بابا من العلم يتعلمه الرجل، خير من أن يكون أبو قبيس ذهبا له، فأنفقه في سبيل الله".
"طلب العلم فريضة على كل مسلم".
"اطلبوا العلم ولو بالصين".
"من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيى به الإسلام فبينه وبين الأنبياء في الجنة درجة واحدة".
ومن لطائف ما روى ياقوت في معجم الأدباء. "إن الفقيه علي بن عيسى الولوالجي قال: دخلت على أبي الريحان1 وهو يجود بنفسه، قد حشرج نفسه. وضاق به صدره. فقال لي وهو على هذه الحال: كيف قلت لي يوما حساب الجدات الفاسدة "يعني ميراث الجدات لأم" فقلت له إشفاقا عليه: أفي هذه الحالة؟ قال لي: يا هذا، أودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرا من أن أخليها وأنا جاهل بها. فأعدت عليه تلك المسألة حتى حفظها. وما إن خرجت من عنده حتى سمعت الصراخ". وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن أبناء الأمة الإسلامية في عصورهم المتقدمة، كانوا يدركون أن طلب العلم من المهد إلى اللحد، وأنهم اتبعوا سنة رسول الله حيث يقول:"اطلبوا العلم ولو في الصين""لا بارك الله في يوم لا ازداد فيه علما". ولقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم أهل العلم بصفات كثيرة تتفق وجلال العلم في نظر الإسلام. وفي بعض أحاديثه أوصلهم بالقرب من درجة النبوة يقول: "أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد، أما أهل العلم فدلوا الناس على ما جاءت به الرسل، واما أهل الجهاد فجاهدوا بأسيافهم على ما جاءت به الرسل".
وقد عرف المسلمون هذه القيمة العليا للعلماء والمتعلمين فحددوا لهم آدابا وقيما لا بد وأن يتمسكوا بها، وإلا خرجوا من دائرة العلماء أو ابعدوا من صفوف المتعلمين.
ومن هذه الآداب والقيم. أن يكون علم العالم من أجل الله والحق. لا من أجل الدنيا والمغانم والجاه والسلطان، وأن يخلص في تعليمه للغير متحرين
1 هو ابن الريحان البيروني. عالم مؤرخ. فلكي. انظر معجم الأدباء لياقوت.
الدقة والصواب، متجنبا التحريف والخلط. وأن يعمل على تهذيب المتعلم، وحثه على الفضائل، وزجره عن الرذائل، وأن يتقبل النقد ومخالفة الرأي، وأن يكون صبورا ذا حلم وعدل.
وأما المتعلم فهو مطالب، بحسن الخلق، وطهارة النفس ومقاومة الهوى، والتغلب على الشهوات، وأن يخلص في طلب العلم، ويصبر على البحث في مشكلاته، ويجد في تحصيله واثقا أن العلم لا ينتهي، وأن طلبه دائم ومتصل من المهد إلى اللحد.
ومجمل القول أن الدين الإسلامي، دين علم وثقافة وتقدم وأنه نقل الإنسانية من الظلمات إلى النور، وحضها على التزود الدائم من المعارف الدينية والدنيوية، وقد ترك العلماء المسلمون للبشرية تراثا ما زالت الأمم تغترف منه وتقتبس ولم تعرف أمة قبل الإسلام أو بعده أنتجت ما أنتجته الأمة الإسلامية في مختلف فروع العلوم والآداب، ومن يرد إحاطة ببعض ما خلفته هذه الأمة. فليقرأ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وتاريخ دمشق لابن عساكر، والذخيرة في محاسن الجزيرة، وجزيرة الأندلس لابن بسام، والإحاطة في أخبار غرناطة للسان الدين بن الخطيب، ونفح الطيب للمقري وابن خلكان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر، والضوء اللامع في رجاء القرن التاسع للسخاوي، وغير ذلك من كتب تاريخ البلدان وتراجم الأعيان التي لا يتسع المجال لحصرها هنا. ويكفي أن نعلم أن كتب العرب وحضارتهم ظلت مصدر العلم والمعرفة في جامعات أوروبا إلى أواخر القرن السابع عشر الميلادي.