الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6-
القراءة وسيلة للفهم، فهي ليست غاية في ذاتها، لذلك على المعلم أن يشرح الآيات شرحا مبسطا يجعل التلاميذ يدركون الأهداف والأحكام التي تدل عليها، ويكون ذلك بطريق الأسئلة ومناقشتها، ولا داعي للوقوف طويلا عند اللغويات، بل يكفي أن تفهم من السياق إن كان يمكن فهمها، وإلا فعليه شرحها بأبسط الطرق، ومن المهم أن يدرك التلاميذ أن هذا الذي يتعلمونه يتعلق بموضوع ديني يتصل بعقائدهم وحياتهم، وأن يفهموا تطبيق النص القرآني على هذا الموضوع. وبذلك نكون قد حققنا الربط بين آيات القرآن الكريم وواقع الحياة التي يحياها التلاميذ، وهذا يجعلهم يتعلقون بالقرآن ويستسهلون فهمه وإدراكه، بل ويعشقونه ويقبلون على دراسته بحب وشوق.
تلاوة القرآن الكريم:
تلاوة القرآن الكريم عمل تعبدي يصفي الروح ويهذب النفس، ويمنح المرء قدرة خارقة لمجابهة الحياة بلا خوف ولا ملل، كما يهيؤه لرحلة الآخرة بصورة تجعله مطمئنا لمستقبله واثقا منه كحاضره وماضيه تماما، لذلك كانت دروس تلاوة القرآن في المرحلة الابتدائية دروسا لا تقل أهمية عن دروس الحفظ والفهم والتبصر.
وعلينا في دروس التلاوة أن نتأدب بآداب القرآن من رحمة ورقة وصفاء، حتى تشتمل تلاوتنا على الخشوع الذي ننفذ به إلى قلوب التلاميذ، والوصول إلى موقف يتفق وجلال القرآن وعظمته، ليتعود الأطفال على ذلك، ويصبح أمر التلاوة بالنسبة لهم موضع حب وشوق. وقد أشرت فيما مضى إلى كيفية
القراءة السليمة للقرآن، وأوضح هنا بعض ما أجملته هناك من أصول التلاوة.
1-
يراعي المعلم وضوح الألفاظ، وإخراج الحروف من مخارجها، ومد الحروف والحركات المد المناسب حتى لا يختل المعنى بالإطالة أو الحذف.
2-
مراعاة أحكام الوقف، فلا نقف إلا حيث يجب الوقوف، على ساكن، أو مد، أو هاء إن كان الحرف الأخير تاء مربوطة، وغير ذلك من أحكام الوقف المنتشرة في علوم القراءات.
3-
الدقة في الفصل والوصل، والحرص على جعل الصوت معبرا عن المعاني، حتى يكون الإيقاع على أذن السامع متفقا وما تدل عليه الآيات من سلام أو حرب من وعد أو وعيد، ومع السلام يحسن خفض الصوت ورقته ومع الحرب رفعته وغلظته، وهكذا في الوعد والوعيد وغير ذلك من المعاني والأحكام الكثيرة التي يشملها القرآن الكريم.
4-
للشكل في القرآن أهمية قصوى، لذلك على المعلم أن يلاحظ الضبط بالشكل ملاحظة دقيقة في قراءته، وكذلك في قراءة التلاميذ؛ لأن اللحن يغير المعنى ويفسد القراءة فسادا يصل في بعض الأحيان إلى جعل الإيمان كفرا، والحقيقة باطلا، ونحن نريد أن يعود أطفالنا على تلاوة القرآن تلاوة صحيحة تكسبهم فوق حب القرآن جودة في أسلوبهم وانطلاقا في ألسنتهم، لهذا فعلى المعلم أن يتابع قراءة التلاميذ، وأن يصوب أخطاءهم ويتبع في تصويبه طريقة الحوار والاستنتاج الذي يؤدي في النهاية إلى اكتشاف التلميذ للخطأ بنفسه. ويجب أن لا يقاطعه أثناء القراءة بل يتركه يتم الجملة أو الآية، ثم يبحث مع التلاميذ عن الخطأ فإذا اكتشفه أحد التلاميذ واصل القراءة، وإلا طلب إعادته مرة أخرى مع لفت