الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني: طرق
تدريس القرآن الكريم
والعبادات
تدريس القرآن الكريم
مدخل
…
الفصل الثاني: طرق تدريس القرآن الكريم والعبادات
تدريس القرآن الكريم:
القرآن الكريم ذو بناء فريد وتركيب معجز، لا يضاهيه كتاب في الكون كله. تأتي الكلمات فيه وكأنها بناء محكم بحيث لا نستطيع حذف كلمة ووضع أخرى موضعها، كما أن أسلوبه فيه من البيان ما يضطر الإنسان للتسليم به. وإذا ما نظرنا إلى الشكل في القرآن وجدناه غاية في الأهمية بحيث لو تغير شكل ووضع آخر موضعه اختل المعنى كلية، فلو قرأنا قول الله تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} بفتح لفظ الجلالة كما هو النص القرآني، كان المعنى أن العلماء هم الذين يخشون الله ويخافونه، ولو تغير الشكل بضم لفظ الجلالة بدل فتحه تغير المعنى وأصبح أن الله هو الذي يخاف العلماء ويخشاهم تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
ومن هنا كانت طريقة تدريس القرآن الكريم، لا بد فيها من العناية بمخارج الحروف حتى تدل على ما نزلت من أجله، وإيضاح الشكل حتى لا يختل المعنى، ووصل الكلمات حتى يكون المعنى مترابطا.
ولتحقيق ذلك لا بد وأن يدرك المعلم هذه الأشياء.
1-
مخارج الحروف: "حلقية، لسانية، شفهية".
2-
الربط بين الكلمات ربطا يتفق والمعنى المراد منها.
3-
فهم المعنى إجمالا.
4-
استخراج الحكم الشرعي، والهدف الاجتماعي والديني.
5-
القصد إلى تجويد الأسلوب لدى الأطفال، وتعلقهم بأساليب القرآن.
6-
القراءة الجيدة القائمة على الفهم واستخراج النتائج.
ولا شك أن ذلك لا يمكن حدوثه إلا إذا استطعنا أن نفهم التلاميذ ما تنشده الآيات الكريمة من الحكم والأهداف والمثل والغايات، وعملية الإفهام في تدريس القرآن عملية ضرورية وقد شددت عليها المدرسة الحديثة، بخلاف المدرسة التقليدية القديمة التي كانت تعتمد على مجرد الحفظ ولا تعتني إطلاقا بعملية الإفهام.
والحقيقة أن المفهوم من المقروء في القرآن الكريم لا يأتي إلا بجهد من المعلم، وذلك الجهد في أبسط صورة يقوم على أسس ثلاثة:
1-
فهم المعنى فهما إجماليا.
2-
إجادة عملية الحوار حول هذا المفهوم مع التلاميذ، وضرب الأمثلة على ذلك من الأشياء التي تتعلق بخبرة التلاميذ.
3-
الاعتماد على تمثيل المواقف والأهداف القرآنية تمثيلا يتفق وقدرات التلاميذ العقلية.
ومن الملاحظ أن التلاميذ في المرحلة الابتدائية يتعلقون بالأشياء التي تمثل أمامهم والتي تصور تصويرا مشاهدا وواقعيا.
فإذا ما بدأ المعلم بعد ذلك في عرض النص وقراءته كانت أذهان التلاميذ قد أعدت لتلقي هذا النص القرآني بألفاظه ومفاهيمه وأهدافه.