الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: استلام الحجر والركن بالمحجن
744 -
وعن أبي الطُّفَيلِ رضي الله عنه قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يطوفُ بالبيتِ، ويَستلمُ الرُّكنَ بمِحجَنٍ معه ويُقَبِّلُ المِحجَنَ. رواه مسلم.
رواه مسلم 2/ 927، وأبو داود (1879)، وابن ماجه (2949)، والبغوي في "شرح السنة" 7/ 117، والبيهقي 5/ 100، كلهم من طريق معروف بن خربوذ قال: سمعت أبا الطفيل يقول. رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت
…
فذكره.
وفي الباب أحاديث سبقت ونذكر هنا عن ابن عباس وجابر وصفية بنت شيبة وابن عمر، وقدامة بن عبد الله.
أولًا: حديث ابن عباس رواه البخاري (1607)، ومسلم 2/ 926، وأبو داود (1877)، والنسائي 5/ 233، وابن ماجه (2948)، والبيهقي 5/ 99 كلهم عن طريق ابن وهب، قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عتبة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف في حجة الوداع على بعير، ويستلم الرُّكن بمحجن.
ورواه البخاري (1613)، قال: حدثنا مسدد حدثنا خالد بن عبد الله حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعير، كلما أتى الركن أشار إليه بشيء كان عنده وكبر.
ثانيًا: حديث جابر رواه مسلم 2/ 926، وأحمد 3/ 317، وأبو داود (1880)، والبيهقي 5/ 100 كلهم من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت في حجة الوداع على راحلته يستلم الحجر بمحجنه لأن يراه الناس وليشرف وليسألوه فإن الناس غشوه.
ثالثًا: حديث صفية بنت شيبة رواه أبو داود (1878)، وابن ماجه (2947)، والبيهقي 5/ 101، كلهم من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن صفية بنت شيبة قالت. لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفتح طاف على بعير يستلم الركن بمحجن في يده. قالت: وأنا أنظر إليه.
قلت: رجاله ثقات ويونس بن بكير بن واصل الشيباني من رجال مسلم.
قال أبو داود: ليس هو عندي بحجة، كان يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث. اهـ.
وقال النسائي: ليس بالقوي. اهـ.
وقد وثقه ابن معين فقال: كان ثقة صدوقًا. اهـ.
وقال مرة. ثقة. اهـ.
وقال أبو حاتم: محله الصدق. اهـ.
وقال أبو خيثمة: قد كتبت عنه. اهـ.
ونحوه قال الإمام أحمد رحمه الله.
وقال العجلي: لا بأس به. اهـ.
قلت: وصفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة لها رؤية، وحدثت عن عائشة رضي الله عنها، وغيرها من الصحابة رضوان الله عليهم، وفي "البخاري" التصريح بسماعها من النبي صلى الله عليه وسلم، وأنكر الدارقطني إدراكها كما قاله الحافظ ابن حجر في "التقريب"(8622).
رابعًا: حديث ابن عمر رواه أبو يعلى كما في "المقصد العلي"(581): حدثنا أبو خيثمة حدثنا روح بن عبادة حدثنا موسى بن عبيدة حدثنا عبد الله بن عبيدة عن ابن عمر قال: طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته يوم فتح مكة، يستلم الأركان بمحجنٍ كان معه.
قلت: في إسناده موسى بن عبيدة وهو متروك.
قال البخاري: قال أحمد: منكر الحديث. اهـ.
وقال أحمد: لا يكتب حديث أربعة، فذكره منهم. اهـ.
وقال: لا تحل الرواية عندي عنه. اهـ.
وقال ابن معين في رواية: لا يحتج بحديثه. اهـ.
وقال أبو زرعة: ليس بقوي الأحاديث. اهـ.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث. اهـ.
ولهذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 243: فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف وقد وثق فيما رواه عن غير عبد الله بن دينار وهذا منها. اهـ.
قلت: ظاهر كلام الأئمة أنه ضعيف مطلقًا، والله أعلم.
خامسًا: حديث قدامة بن عبد الله، رواه أبو يعلى كما في "المقصد العلي"(582)، قال: حدثنا محرز بن عون حدثنا قُرَّان بن تمام عن أيمن بن نابل المكي عن قدامة بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة يستلم الحجر بمحجنه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 243، رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجاله موثقون وفي بعضهم كلام لا يضر. اهـ.
قلت: محرز بن عون الهلالي، قال النسائي، وابن معين: ليس به بأس. اهـ.
وأما قُرَّان بن تمام الأسدي فقد وثقه ابن معين وأحمد والدارقطني.
وقال أبو حاتم: شيخ لين. اهـ.
وأما أيمن بن نابل الحبشي فقد وثقه ابن معين والنسائي.
وقال يعقوب بن شيبة: مكي صدوق وإلى الضعف ما هو. اهـ.
وقال أبو حاتم: شيخ. اهـ.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي. اهـ.
وقد وثقه أيضًا الترمذي.
فالذي يظهر أن الحديث غير محفوظ ولهذا لما سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث كما في العلل (886)، قال: لم يرو هذا الحديث عن أيمن إلا قرَّان ولا أراه محفوظًا، أين كان أصحاب أيمن عن هذا الحديث. اهـ.