الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء فيمن أحصر بغير عدو
774 و 775 - وعن عِكرِمَةَ عن الحَجّاج بنِ عمرٍو الأنصاريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن كُسِرَ أو عُرِجَ فقد حَلَّ وعليه الحَجُّ مِن قابلٍ".
قال عكرمة: فسألت ابنَ عباسٍ وأبا هريرة عن ذلك فقالا: صدق. رواه الخمسة وحسنه الترمذي.
رواه الإمام أحمد 3/ 450 وأبو داود (1862) والنسائي 5/ 198 وابن ماجه (3077) والترمذي (940) والحاكم 1/ 642 والبيهقي 5/ 220 والدارمي 2/ 61 والدارقطني 2/ 277 - 278 كلهم من طريق الحجاج بن أبي عثمان الصواف حدثني يحيى بن أبي كثير عن عكرمة مولى ابن عباس عن الحجاج بن عمرو الأنصاري به.
قلت رجاله رجال "الصحيحين" غير الحجاج بن عمرو الأنصاري وهو صحابي لكن اختلف في إسناده.
فقد رواه أبو داود (1863) وابن ماجه (3078) والبيهقي 5/ 220 كلهم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن الحجاج بمثله.
قال البيهقي 5/ 220: بمعناه رواه معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير، ورواه يزيد بن أبي حبيب عن عكرمة عن عبد الله بن
رافع. وقال علي بن المديني: الحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير أثبت. اهـ.
وقال الترمذي 3/ 308: حديث حسن صحيح. هكذا رواه غير واحد عن الحجاج الصواف، نحو هذا الحديث وروى معمر ومعاوية بن سلام هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن الحجاج بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث. وحجاج الصواف لم يذكر في حديثه عبد الله بن رافع وحجاج ثقة حافظ عند أهل الحديث. وسمعت محمدًا -يعني البخاري- يقول رواية معمر ومعاوية بن سلام أصح. اهـ.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 395: سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: روى معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن حجاج بن عمرو مثل ما روى معمر عن يحيى بن أبي كثير وكأنه رأى أن هذا أصح من حديث حجاج الصواف، وحجاج الصواف ثقة عند أهل الحديث. اهـ.
وقال ابن عبد الهادي في "المحرر" 1/ 414 - 415 وقد روي عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن الحجاج وهو أصح قاله البخاري اهـ.
وقال الحاكم 1/ 642 لما روى حديث الحجاج الصواف: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.
وصححه النووي في "المجموع" 8/ 309.
وفي الباب أثر عن ابن عمر وابن الزبير ومروان بن الحكم جميعًا وأيضًا ابن مسعود وعن عمر بن الخطاب وقد سبق في أول الإحصار عدة أحاديث لكن ما نذكره هنا ما هو خاص بالمرض.
أولًا: أثر ابن عمر وعبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم رواه مالك في "الموطأ" 1/ 362 قال حدثني يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار أن سعيد بن حُزابة المخزومي صرع ببعض طريق مكة، وهو محرم. فسأل من يلي على الماء الذي كان عليه؟ فوجد عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم، فذكر لهم الذي عرض له فكلهم أمره أن يتداوى بما لا بد له منه ويفتدي، فإذا أصح اعتمر، فحل من إحرامه ثم عليه حج قابل، ويهدي ما استيسر من الهدي.
قلت: إسناده جيد وسعيد بن حزابة المخزومي. إن كان هو ابن حريث المخزومي فهو صحابي، وإن لم يكن هو فلا أدري من هو ولا يضر الجهل بحاله لأنه وإن كان الأمر حدث به إلا أنه لا يعد من رواة هذا الأثر.
وروى مالك في "الموطأ" 1/ 361 عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله بن عمر أنه قال: من حبس دون البيت بمرض، فإنه لا يحل حتى يطوف بالبيت وبين الصفا والمروة.
قلت: إسناده صحيح.
وقال النووي في "المجموع" 8/ 309 رواه مالك في "الموطأ" والشافعي والبيهقي بأسانيد صحيحة على شرط البخاري ومسلم اهـ.
ثانيًا: أثر ابن مسعود رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 215 قال: حدثنا علي بن معبد بن شداد العبدى صاحب محمد بن الحسن قال. ثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور، عن علقمة قال: لدغ صاحب لنا بذات التنانين، وهو محرم بعمرة فشق ذلك علينا فلقينا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فذكرنا له أمره قال: يبعث بهدي ويواعد أصحابه موعدًا فإذا نحر عنه حل.
قلت: رجاله ثقات غير أن جرير بن عبد الحميد بن قُرْط بضم القاف وسكون الراء ثقة. لكن فيه كلام إذا حدث من غير كتابه وهو من رجال الجماعة.
قال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(916): ثقة صحيح الكتاب.
قيل: كان في آخر عمره يهم من حفظه. اهـ.
ورواه أيضًا الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 251 من قال. حدثنا علي ثنا جرير عن الأعمش عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد قال قال عبد الله ثم عليه عمرة بعد ذلك.
ورواه أيضًا البيهقي 5/ 221 من طريق عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود بنحو اللفظ الأول.
ورواه الطحاوي أيضًا في "شرح معاني الآثار" 2/ 251 من طريق شعبة عن الحكم قال: سمعت إبراهيم يحدث عن عبد الرحمن بن
يزيد ثم ذكر القصة وفي آخرها قال ابن مسعود. وعليه العمرة من قابل.
ثالثًا: أثر عمر بن الخطاب رواه مالك 1/ 383 عن يحيى بن سعيد أنه قال أخبرني سليمان بن يسار أن أبا أيوب الأنصاري خرج حاجًّا حتى إذا كان بالنازية من طريق مكة أضل رواحله وإنه قدم على عمر بن الخطاب يوم النحر فذكر ذلك له فقال عمر اصنع كما يصنع المعتمر ثم قد حللت فإذا أدركك الحج قابلًا فاحجج، واهد ما استيسر من الهدي.
ورواه مالك 1/ 383 من طريق سليمان بن يسار أن هبار بن الأسود جاء يوم النحر وعمر بن الخطاب ينحر هديه فقال أخطأنا العدة فذكر نحوه.
ومن طريق مالك رواه البيهقي 5/ 174.
قلت إسناده صحيح.
وقد صححه الألباني فقال كما في "الإرواء" 4/ 260 هذا سند صحيح، والهبار صحابي معروف له ترجمة في "الإصابة" وغيره. اهـ.
وقال النووي في "المجموع" 8/ 682 هذا أثر صحيح، رواه الشافعي والبيهقي وغيرهما بأسانيد صحيحة. اهـ.
وقال أيضًا 8/ 291 رواه البيهقي بإسناد صحيح اهـ.
* * *