الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الخطبة في وسط أيام التشريق
765 -
وعن سرَّاءَ بنتِ نَبهانَ رضي الله عنها قالت: خَطَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ الرؤوس فقال: "أليس هذا أَوْسَطَ أيامِ التشريقِ؟ " الحديث رواه أبو داود بإسناد حسن.
رواه أبو داود (1953) والبيهقي 5/ 151 وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 6/ 92 (3305) وأبو يعلى كما في "المطالب"(1275) والطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 259 وفي "الكبير" 24/ رقم (777) وابن خزيمة 4/ 318 كلهم من طريق أبي عاصم ثنا ربيعة بن عبد الرحمن بن حصين حدثتني جدتي سراء بنت نبهان، وكانت ربة بيت في الجاهلية. قالت: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرؤوس؟ فقال: "أي يوم هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال:"أليس أوسط أيام التشريق؟ ".
وعند البيهقي زيادة: "هل تدرون أي يوم هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "هذا المشعر الحرام". ثم قال: "إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد هذا، ألا وإن دماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا حتى تلقوا ربكم فيسألكم عن أعمالكم؟ ألا فليبلغ أدناكم أقصاكم. ألا هل بلغت". فلما قدمنا المدينة لم يلبث إلا قليلًا حتى مات.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 273: رجاله ثقات. اهـ.
وقال النووي في "المجموع" 8/ 91: رواه أبو داود بإسناد حسن ولم يضعفه. اهـ.
قلت: في إسناده ربيعة بن عبد الرحمن بن حصين الغنوي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 475، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 44: تابعي فيه جهالة عن جدة له. اسمها بنت نبهان. لا يعرفان إلا في حديث عند أبي عاصم عنه في الخطبة يوم الرؤوس. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 3/ 223: روى عن جدته سراء بنت نبهان ولها صحبة حديثًا واحدًا في حجة الوداع. اهـ.
وقال الحافظ في "التقريب" عنه (1910): مقبول. اهـ.
قلت: وحسن حديثه الحافظ ابن حجر وأيضًا نص الذهبي أنه تابعي فهو وإن كان فيه جهالة إلا أنه من كبار التابعين.
قلت: ولسراء حديث آخر، ولهذا قال الذهبي في "الميزان" 2/ 44 نعم لسراء حديث في قتل الحية روته عنها مجهولة اسمها ساكنة بنت الجعد. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وذكر الحديث عبد الحق في "الأحكام الوسطى" 2/ 306.
وقال ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 5/ 67: وأبرز من إسناده ربيعة بن عبد الرحمن بن حصين عنها وهي جدته، وربيعة هذا لم يقل فيه شيئًا ولا آخره، ولا هو معروف في غير هذا الحديث ولا يعرف روى عنه غير أبي عاصم النبيل، ويقال فيه أيضًا: ربيعة بن عبد الله بن حصين. كذا وقع عند ابن السكن عند ذكره إياه في باب سراء المذكورة، وهي لا تعرف صحبتها إلا من قولهما الذي لم يصح عنها في هذا الحديث وفي حديث آخر ضعيف رواه عنها من لا تعرف أصلًا، وهي ساكنة بنت الجعد، ودونها من لا يلتفت إليه، ولا يعرج عليه. اهـ.
فائدة: قال ابن القيم في "زاد المعاد" 2/ 289: ويوم الرؤوس هو ثاني يوم النحر بالاتفاق. اهـ.
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" 5/ 203: ويقال له: يوم الرؤوس لأنهم يأكلون رؤوس الأضاحي وهو أول أيام التشريق. اهـ.
ونحوه قال أحمد شاكر في تعليقه على "مختصر سنن أبي داود" للمنذري 2/ 411.
وفي الباب عن ابن عمر وعن رجلين من بني بكر وعن عم أبي حرة بالإضافة إلى عموم الأحاديث في الباب السابق:
أولًا: حديث ابن عمر رواه البيهقي 5/ 152 من طريق زيد بن الحباب خبرني موسى بن عبيدة الربذي أخبره صدقه بن يسار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أنزلت هذه السورة: {إِذَا جَاءَ
نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق وعرف أنه الوداع، فأمر براحلته القصواء فرحلت له فركب فوقف بالعقبة واجتمع الناس فقال: "يا أيها الناس
…
" فذكر الحديث في خطبته.
قلت: إسناده ضعيف لأنه فيه موسى بن عبيدة بن نشيط بن عمرو بن الحارث الربذي، وهو ضعيف.
قال عنه يحيى بن سعيد: كنا نتقي حديث موسى بن عبيدة تلك الأيام ثم كان بمكة فلم نأته. اهـ.
وقال الجوزقاني: سمعت الإمام أحمد بن حنبل يقول: لا تحل الرواية عندي عنه.
قلت: شعبة روى عنه. فقال: حدثنا أبو عبد العزيز الربذي، فقال: لو بان لشعبة ما بان لغيره ما روى عنه. اهـ.
وقال البخاري: قال أحمد: منكر الحديث. اهـ.
وقال علي بن المديني: موسى بن عبيده ضعيف الحديث، حدث بأحاديث مناكير. اهـ.
وقال أبو زرعة: ليس بقوي الأحاديث. اهـ.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث. اهـ.
وضعفه النسائي والترمذي وابن معين في رواية عنه.
وكذلك في إسناده زيد بن الحباب بن الريان الكوفي. تكلم فيه.
قال الإمام أحمد: زيد بن الحباب كان صادقًا، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، لكن كان كثير الخطأ. اهـ.
وقال أبو حاتم: صدوق صالح. اهـ.
وقال ابن معين: كان يقلب حديث الثوري ولم يكن به بأس. اهـ.
وثقه الدارقطني وابن شاهين.
وقال الحافظ في "التقريب" 21241): صدوق يخطئ في حديث الثوري. اهـ.
ولهذا قال النووي في "المجموع" 8/ 91: رواه البيهقي بإسناد ضعيف. اهـ.
ثانيًا: حديث عن رجلين من بني بكر رواه أبو داود (1952) قال: حدثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن المبارك عن إبراهيم بن نافع عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن رجلين من بني بكر قالا: رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بين أوسط أيام التشريق، ونحن عند راحلته، وهي خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي خطب بمنى.
ورواه البيهقي 5/ 151 من طريق أبي داود به.
قال النووي في "المجموع" 8/ 90 - 91: رواه أبو داود بإسناد صحيح. اهـ.
قلت: رجاله كلهم ثقات أخرج لهم الشيخان غير أبي نجيح لم يخرج له البخاري وأخرج له مسلم.
والرجلان اللذان من بني بكر هما صحابيان شهدا حجة الوداع ومن القواعد المقررة أن جهالة الصحابي لا تضر.
ولما ذكر عبد الحق هذا الحديث في "الأحكام الوسطى" وسكت عنه، تعقبه ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 5/ 68 فقال: سكت عنه أيضًا وهو لا يصح؛ فإن هذين الرجلين لا ينبغي أن يقبل منهما ما ادعياه لأنفسهما من المزية بالصحبة، وهما لو قالا عن أنفسهما إنهما ثقتان لم يقبل منهما ذلك، فكيف بما فيه عظيم المزية ولم يشهد لهما بذلك من يوثق من التابعين، وإنما هو ما قال يسار أبو نجيح والد عبد الله بن أبي نجيح من أنهما قالا ذلك عن أنفسهما ولم يقل هو عنهما أنهما صحابيان ولا أرتهن فيهما بشيء، ويسار ثقة نعلمه. اهـ.
قلت: وفيه نظر؛ لأن الراوي عنهما أبو نجيح ثقة وروايته عن هذين الرجلين قبول لدعواهما وإقرار لهما والله أعلم.
ثالثًا: حديث عم أبي حُرَّةَ رواه أحمد 5/ 72 قال: ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا علي بن زيد عن أبي حرة الرقاشي عن عمه قال: كنت آخذًا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق، أذود عنه الناس؛ فقال:"يا أيها الناس أتدرون في أي شهر أنتم؟ وفي أي يوم أنتم؟ وفي أي بلد أنتم؟ " قالوا: في يوم حرام وشهر حرام وبلد حرام. قال: "فإن دماءكم وأموالكم
…
".
ورواه الطبراني في "الكبير" 4 / رقم (3609) من طريق عبد الأعلى بن حماد النرسي ثنا حماد به.
قال ابن كثير في "حجة الوداع" ص 173 رواه أحمد متصلًا ومطولًا. اهـ.
قلت: مداره على علي بن زيد وهو ضعيف كما سبق الكلام عليه (1).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 266: رواه أحمد وأبو حرة الرقاشي وثقه أبو داود وضعفه ابن معين، وفيه علي بن زيد فيه كلام. اهـ.
* * *
(1) راجع باب: إذا وقع الذباب في الإناء.