الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: متى يدفع من جمع
752 -
وعن عُمرَ رضي الله عنه قال: إنَّ المشركينَ كانوا لا يُفيضونَ حتى تَطلُعَ الشمسُ، ويقولون: أَشْرِقْ ثَبِيرُ. وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خالفَهم ثم أفاضَ قبْلَ أنْ تَطلُعَ الشمسُ. رواه البخاري.
رواه البخاري (1684) والنسائي 5/ 265 والترمذي (896) والبيهقي 5/ 124 والبغوي في "شرح السنة" 7/ 171 كلهم من طريق شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرو بن ميمون يقول: شهدت عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلى الصبح بجمع ثم وقف فقال:
…
فذكره.
ورواه البخاري (3838)، وأبو داود (1938)، من طريق سفيان عن ابن إسحاق به بلفظ: إن المشركين كانوا لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس على ثبير، فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فأفاض قبل أن تطلع الشمس.
ورواه ابن ماجه (3022) من طريق أبي خالد الأحمر عن حجاج عن أبي إسحاق به وزاد فيه: أشرق ثبير كيما نغير.
وذكر الدارقطني في "العلل" 2/ 187 - 188 الاختلاف في إسناد حديث عمر ورجح طريق أبي إسحاق السابق.
وفي الباب عن ابن عباس وجابر وابن عمر وأبي بكر الصديق والمسور بن مخرمة وأثر عن ابن عمر وعمر:
أولًا: حديث ابن عباس رواه الإمام أحمد 1/ 327 قال: حدثنا سليمان بن داود ثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بجمع فلما أضاء كل شيء قبل أن تطلع الشمس أفاض.
قال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 5 / رقم (3021): إسناده صحيح. اهـ.
قلت: في إسناده عباد بن منصور الناجي.
قال ابن معين والدارقطني: ليس بالقوي. اهـ.
وقال أحمد: أحاديثه منكرة وكان قدريًّا، وكان يدلس. اهـ.
وقال الساجي: ليس بحجة. اهـ.
وقال في موضع آخر: ليس بالقوي. اهـ.
وقال البخاري: ربما دلس عن عكرمة. اهـ.
وقال أبو بكر البزار: روى عن عكرمة أحاديث، ولم يسمع منه. اهـ.
وقال ابن حبان: كان داعية إلى القدر وكل ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود عن عكرمة. اهـ.
ورواه الإمام أحمد قال: ثنا أبو داود ثنا زمعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة به كما ذكره الزيلعي في "نصب الراية" 3/ 73
ولم أجده في "المسند"(1) وذكره الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 3 / رقم (3680) وقال محققه: لم أجده. اهـ.
ورواه أيضًا ابن خزيمة 4/ 262 من هذا الوجه.
قلت: وفي إسناده زمعة بن صالح.
قال الزيلعي في "نصب الراية" 3/ 74 وزمعة روى له مسلم مقرونا بغيره. وقال ابن معين في رواية عنه: صويلح الحديث وقال السائي: متروك. ليس بالقوي وقال ابن عدي: أرجو أن حديثه صالح لا بأس به. اهـ.
وبه أعله ابن الجوزي في "التحقيق".
وقال ابن خزيمة 4/ 263 لما رواه: أنا أبرأ من عهدة زمعة بن صالح. اهـ.
وروى الترمذي (895) قال: حدثنا قتيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاض قبل طلوع الشمس.
ورواه أحمد 1/ 231 من طريق أبي خالد به.
قال الترمذي 3/ 256: حديث حسن صحيح. اهـ.
قلت: رجاله ثقات وإسناده قوي وقد سبق الكلام عليه في باب تعجيل الضعفة في الدفع.
(1) استدراك: سقط هذا الحديث من الطبعة الميمنية، وقد ورد في طبعة مؤسسة الرسالة المحققة 5/ 152 - 153 (3020).
وقال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 3/ 334 رقم (2050) إسناده صحيح اهـ.
ثانيًا: حديث جابر الطويل في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة. ودعاه وكبره وَهَلَّلَهُ ووحَّدَه. فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًّا فدفع قبل أن تطلع الشمس.
وقد سبق تخريجه. في أول صفة الحج.
ثالثًا: حديث ابن عمر رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 3/ 247 من طريق غسان بن الربيع ثنا جعفر بن ميسرة الأشجعي عن أبيه عن عبد الله بن عمر أنه حج معه حتى وقف بعرفات فقال له يا ميسرة أسند الجبل قال ففعلت فلما أفاض الناس. ذهبت لأدفع ناقتي. فقال لي: مه عنقًا بين عنقين. فلما قطعت الجبل. قلت: أنزل يا أبا عبد الرحمن؟ قال: سر يا ميسرة، فلما دفعنا إلى جمع قام فأذن. ثم أقام الصلاة فصلى المغرب. ثم أقام فصلى العشاء الآخرة. ثم أصبحنا ففعل في المشعر كما فعل في المشعر الأول ثم قال. كان المشركون لا يفيضون من عرفات حتى تعم الشمس في الجبال فتصير في رؤوسها كعمائم الرجال في وجوههم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يفيض حتى تغرب الشمس وكان المشركون لا يفيضون من جمع حتى يقولوا. أشرق ثبير فلا يفيضون حتى تصير الشمس في رؤوس الجبال كعمائم الرجال في
وجوههم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفيض قبل أن تطلع الشمس
قال الطبراني عقبه. لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به غسان. اهـ.
قلت: جعفر بن ميسرة. قال البخاري: ضعيف منكر الحديث. اهـ.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدًّا. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 255: فيه جعفر بن ميسرة الأشجعي وهو ضعيف. اهـ.
قلت: وكذلك غسان بن الربيع الموصلي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 52 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 334: كان صالحًا ورعًا ليس بحجة في الحديث. اهـ.
وقال الدارقطني: ضعيف. اهـ.
وقال مرة: صالح. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
رابعًا: حديث أبي بكر الصديق رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 3/ 248 - 249 قال: ثنا موسى بن زكريا ثنا سليمان بن داود الشاذكوني نا محمد بن عمر الواقدي عن حارثة بن أبي عمران عن سليمان بن عبد الله بن خباب عن أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيها عن أبي بكر الصديق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غربت الشمس بعرفات أفاض ومن المزدلفة قبل طلوع الشمس.
قال الطبراني: لا يروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد تفرد به الواقدي. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 255: فيه الواقدي ضعفه الجمهور. اهـ.
قلت: هذا الإسناد مسلسل بالضعفاء والمجاهيل؛ لأن فيه موسى ابن زكريا شيخ الطبراني وهو التستري.
قال الدارقطني: متروك. اهـ.
وكذلك الشاذكوني قال أبو حاتم: متروك اهـ
وقال البخاري: فيه نظر. اهـ.
وكذلك شيخه الواقدي وقد سبق الكلام عليه (1).
وشيخه حارثة بن أبي عمران يكنى أبا عمران وهو مجهول.
قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 3/ 256. هو مجهول اهـ.
وفي الإسناد علل غير ما ذكرت وهذه العلل كافية لرد الحديث.
خامسًا: حديث المسور بن مخرمة ورواه الحاكم 2/ 304 والبيهقي 5/ 125 كلاهما من طريق يحيى بن محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن المبارك العنسي ثنا عبد الوارث عن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة عن المسور بن مخرمة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد فإن
(1) راجع باب: الأكل يوم الفطر.
أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من ها هنا عند غروب الشمس حين تكون على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها فهدينا مخالف لهديهم. وكانوا يدفعون من المشعر الحرام عند طلوع الشمس على وؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها فهدينا مخالف لهديهم".
وفي قول المسور: "خطبنا" دليل على سماعه وبه انتصر الحاكم. فقال الحاكم 3/ 602 هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. ولم يخرجاه. وقد صح وثبت ما ذكرته سماع المسور بن مخرمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كما يتوهمه أصحابنا أنه ممن له رواية بلا سماع. اهـ.
ووافقه الذهبي.
وقد رواه الشافعي (916) قال: أخبرنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة، قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن أهل الجاهلية كانوا يدفعون من عرفة قبل أن تغيب الشمس ومن المزدلفة قبل أن تطلع الشمس حتى تكون الشمس كأنها عمائم الرجال في وجوههم، وإنا لا ندفع من عرفة حتى تغرب الشمس، وندفع من المزدلفة قبل أن تطلع الشمس، هدينا مخالف لهدي أهل الأوثان والشرك". اهـ.
قلت: محمد بن قيس مختلف في صحبته والأرجح أنه تابعي.
لهذا قال العلائي في "جامع التحصيل" ص 267: محمد بن قيس بن مخرمة تابعي أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج له مسلم عن أبي هريرة
حديثًا ذكر بعضهم أنه مرسل ولم يسمع من أبي هريرة. حكاه الحافظ ضياء الدين عن أبي عبد الله اليشكري. اهـ.
وفي إسناده مسلم بن خالد وهو كثير الأوهام وسبق الكلام عليه (1).
وتابعة ابن إدريس كما عند أبي داود في "المراسيل"(151) عن ابن جريج به.
والحديث مداره على ابن جريج وهو كثير التدليس وقد عنعن.
سادسًا: أثر ابن عمر رواه مسدد كما في "المطالب"(1249) قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله قال: أخبرني نافع أن ابن الزبير رضي الله عنهما أسفر بالدفعة، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: طلوع الشمس ينتظرون، صنيع الجاهلية؟ فدفع ابن عمر رضي الله عنهما ودفع الناس معه، ودفع ابن الزبير رضي الله عنهما.
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي.
سابعًا: أثر عمر رواه أحمد 1/ 14 ثنا عفان حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرو بن ميمون قال: صلى بنا عمر بجمع الصبح ثم وقف. وقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس.
قلت: رجاله ثقات. وإسناده قوي ظاهره الصحة.
قال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 1 / رقم (84) إسناده صحيح. اهـ.
(1) راجع باب: شرط النيابة في الحج، وباب: الفطر يوم يفطر الناس.