الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: متى يقطع الحاج التلبية في الحج
؟
753 -
وعن ابنِ عباسٍ وأُسامةَ بنِ زيدٍ رضي الله عنهم. قالا: لم يَزَلِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حتَّى رَمَى جَمرَةَ العقبةِ. رواه البخاري.
رواه البخاري (1686، 1687) قال: حدثنا زهير بن حرب حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن يونس الأيلي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة. ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى قال: فكلاهما قالا: لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
قلت: هكذا موجود في "صحيح البخاري" ولعل الحافظ ابن حجر ذكر الحديث بالمعنى وفيه قصور لأن قوله: "قالا" الضمير يعود على أسامة والفضل.
لهذا ذكر الحديث ابن عبد الهادي في "المحرر" فقال: عن ابن عباس: أن أسامة بن زيد كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفه إلى المزدلفة. ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى قال: فكلاهما قالا: لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم
…
وكذا نقل الحافظ ابن حجر الحديث في "تلخيص الحبير" 2/ 278.
وقد ورد الحديث من مسند ابن عباس لكن ليس عند البخاري كما سيأتي.
وفي الباب عن الفضل بن عباس وجابر وابن عباس وابن مسعود وعلي بن أبي طالب وأم جندب الأزدية وابن عمر وأثر عن عمر بن الخطاب:
أولًا: حديث الفضل بن عباس رواه البخاري (1685) ومسلم 2/ 931 وأبو داود (1815) والترمذي (918) والنسائي 5/ 268 والبغوي في "شرح السنة" 7/ 185 وابن الجارود في "المنتقى"(476) كلهم من طريق ابن جريج قال: أخبرني عطاء قال: أخبرني ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل من جمع. قال: فأخبرني ابن عباس أن الفضل أخبره: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
ورواه مسلم 2/ 931 - 932 من طريق أبي الزبير عن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابن عباس به.
ورواه النسائي 5/ 276 وابن ماجه (3040) كلاهما من طريق أبي الأحوص عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس قال. قال الفضل بن عباس: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زلت أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة. فلما رمى قطع.
وعند ابن ماجه: فلمّا رماها قطع التلبية.
قلت: لو ثبتت هذه الزيادة لكان قطع التلبية بعد رمي الجمار.
لكن في إسنادها خصيف بن عبد الرحمن الجزري.
قال الإمام أحمد: ضعيف. اهـ.
وقال مرة: ليس بحجة، ولا قوي في الحديث. اهـ.
وقال الدارقطني: يعتبر به يهم. اهـ.
وقال ابن حبان: تركه جماعة من أئمتنا واحتج به آخرون وكان شيخًا صالحًا فقيهًا عابدًا إلا أنه كان يخطئ كثيرًا، فيما يروي وينفرد عن المشاهير بما لا يتابع عليه. وهو صدوق في رواية. إلا أن الإنصاف فيه قبول ما وافق الثقات في الروايات وترك ما لم يتابع عليه. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(1718): صدوق سيئ الحفظ خلط بآخره، ورمى بالإرجاء. اهـ.
ورواه النسائي 5/ 275 وأحمد 1/ 212 وابن خزيمة 4/ 282 والبيهقي 5/ 137 كلهم من طريق حفص بن غياث ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين عن ابن عباس عن أخيه الفضل قال: أفضت مع النبي صلى الله عليه وسلم في عرفات فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة يكبر مع كل حصاة ثم قطع التلبية مع آخر حصاة.
قال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 3 / وقم (1815) إسناده صحيح. اهـ.
قلت: ظاهر إسناده الصحة لكن الحديث في "الصحيحين" من غير الزيادة التي في آخره.
قال البيهقي 5/ 137: تكبيره مع كل حصاة كالدلالة على قطعه التلبية بأول حصاة، كما روينا في حديث ابن مسعود، ثم قال: وأما ما في رواية الفضل بن عباس من الزيادة بأنها غريبة أوردها محمد بن إسحاق بن خزيمة واختارها وليست في الروايات المشهورة عن ابن عباس عن الفضل بن عباس؛ فالله أعلم. اهـ.
ثانيًا: حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم سبق تخريجه في أول صفة الحج وفيه: حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها، حصى الخذف.
وقد أخذ الزيلعي في "نصب الراية" 3/ 78 من مفهوم هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع التلبية مع أول حصاة رمى بها جمرة العقبة.
ثالثًا: حديث ابن عباس رواه ابن ماجه (3039) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر ثنا حمزة بن الحارث بن عمير عن أبيه عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم لبى حتى رمى جمرة العقبة.
قلت: رجاله ثقات. والحارث بن عمير تكلم فيه الحاكم وابن خزيمة وابن حبان وذلك بأنه يروي الموضوعات لكن أئمة الجرح والتعديل على توثيقه.
فقد وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم.
ولهذا قال البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه": إسناده صحيح وأيوب هو السختياني. اهـ.
ورواه ابن أبي شيبة 4/ 341 قال: أخبرنا ابن نمير عن ابن أبي ليلي عن عطاء عن ابن عباس قال: لبى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رمى جمرة العقبة.
رابعًا: حديث ابن مسعود رواه البخاري (1750) ومسلم 2/ 942 كلاهما من طريق الأعمش قال: سمعت الحجاج بن يوسف يقول وهو يخطب على المنبر: ألفوا القرآن كما ألفه جبريل. السورة التي يذكر فيها البقرة والسورة التي يذكر فيها النساء والسورة التي يذكر فيها آل عمران قال: فلقيت إبراهيم فأخبرته بقوله فسبَّه وقال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد؛ أنه كان مع عبد الله بن مسعود فأتى جمرة العقبة فاستبطن الوادي فاستعرضها. فرماها من بطن الوادي بسبع حصيات. يكبر مع كل حصاة. قال: فقلت: يا أبا عبد الرحمن إن الناس يرمونها من فوقها. فقال: هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.
قال الزيلعي في "نصب الراية" 3/ 77 - 78 عند قوله: يقطع التكبير مع أول حصاة: كأن المصنف ذهل، فإنه لم يذكر هذا عن ابن مسعود وإنما ذكر عنه: التكبير مع كل حصاة، إلا أن يكون بمفهومه، فإن قوله:"يكبر مع كل حصاة" يدل على أنه قطع التلبية من أول حصاة وصرح به البيهقي في "المعرفة" فقال: بعد أن ذكره من جهة مسلم: وفيه دلالة على أنه قطع التلبية بأول حصاة، ثم كان يكبر مع كل حصاة. اهـ.
وروى البيهقي 5/ 137 وابن خزيمة 4/ 281 - 282 من طريق شريك عن عامر بن شقيق عن أبي وائل عن عبد الله قال: رمقت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة بأول حصاة.
قلت: إسناده ليس بالقوي.
ولهذا تعقب ابن التركماني البيهقي في هذا الحديث وقال شريك ضعفه جماعة وعامر ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. اهـ.
قلت: أما شريك فقد سبق الكلام عليه.
وأما عامر بن شقيق بن جمرة الأسدي فقد ضعفه ابن معين فقال. ضعيف الحديث. اهـ.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي. اهـ.
وقال عنه النسائي: ليس به بأس. اهـ.
ذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال الحافظ في "التقريب" 3093: لين الحديث. اهـ.
ورواه ابن أبي شيبة 4/ 341 من طريق شريك به موقوفًا.
وروى أحمد 1/ 417 وابن أبي شيبه 4/ 341 كلاهما من طريق صفوان بن عيسى أنا الحارث بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن سخبرة قال: غدوت مع عبد الله بن مسعود من منى إلى عرفات. فكان يلبي. قال: وكان عبد الله رجلًا آدم له ضفران عليه مسحة أهل البادية. فاجتمع عليه غوغاء من غوغاء الناس. قالوا:
يا أعرابي إن هذا ليس يوم تلبية إنما هو يوم تكبير. قال: فعند ذلك التفت إليّ. فقال: أجهل الناس أم نسوا والذي بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق لقد خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ترك التلبية. حتى رمى جمرة العقبة إلا أن يخلِطها بتكبير وتهليل.
قال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 6 / رقم (3961): إسناده صحيح والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ثقة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان من المتقنين .. اهـ.
وقال الألباني حفظه الله كما في "الإرواء" 4/ 296: إسناده حسن. اهـ.
قلت: الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله الدوسي قال عنه أبو حاتم: يروي عنه الدراوردي أحاديث منكرة ليس بالقوي. اهـ.
وقال الساجي: حدث عنه أهل المدينة ولم يحدث عنه مالك. اهـ.
وقال أبو زرعة: ليس به بأس. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(1030): صدوق يهم. اهـ.
وسيأتي حديث ابن مسعود في الباب القادم وفيه التكبير عند رمي جمرة العقبة.
خامسًا: حديث علي رواه أحمد 1/ 114 قال: ثنا محمد بن سلمة عن أبي إسحاق عن أبان بن صالح عن عكرمة قال: أفضت مع الحسين بن علي من المزدلفة حتى رمى جمرة العقبة. فسألته.
فقال: أفضت مع أبي من المزدلفة فلم أزل معه حتى رمى جمرة العقبة فسألته فقال: أفضت مع النبي صلى الله عليه وسلم من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
قال أحمد شاكر 2/ 915: إسناده صحيح. اهـ.
ورواه أيضًا أحمد 1/ 155 وابن أبي شيبة 4/ 341 والبزار كما في "البحر الزخار"(500) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 224 كلهم من طريق محمد بن إسحاق به.
وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد والبزار.
وقال البزار عقبه 2/ 140: هذا الحديث حسن الإسناد ولا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه. اهـ.
وقال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 4/ 296: أخرجه الطحاوي وأحمد بسند جيد. اهـ.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 387: سألت محمد بن إسماعيل عن حديث محمد بن إسحاق قال: سأل أبي عكرمة وأنا أسمع عن الإهلال متى يقطع فقال: أهل النبي صلى الله عليه وسلم حتى رمى الجمرة وأبو بكر وعمر وعثمان
…
الحديث. فقال: هو حديث محفوظ. اهـ.
ورواه أبو يعلى في "المقصد"(558) من طريق محمد بن أبي إسحاق. قال: حدثني أبان به.
وزاد قال عكرمة: فرجعت إلى ابن عباس فأخبرنه بقول حسين فقال: صدق. اهـ.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 225: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وقد بين أبو يعلى سماع ابن إسحاق فقال عن ابن إسحاق قال: حدثني أبان بن صالح فصح الحديث والحمد لله. اهـ.
قلت. وبين سماع ابن إسحاق أيضًا الإمام أحمد 1/ 55 والبزار. وابن أبي شيبة كما سبق.
سادسًا: حديث أم جندب الأزدية سيأتي تخريجه في الباب القادم.
سابعًا: حديث ابن عمر سيأتي تخريجه في الباب القادم.
ثامنًا: أثر عمر بن الخطاب سيأتي تخريجه في الباب القادم.
* * *