الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في صفة رمي جمرة العقبة
754 -
وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه أنَّه جَعَلَ البيتَ عن يَسارِهِ ومِنًى عن يمينِه، ورَمَى الجَمرةَ بسبعِ حَصياتٍ، وقال: هذا مَقامُ الذي أُنزِلَتْ عليه سورةُ البقرةِ. متفق عليه.
رواه البخاري (1746) و (1749) ومسلم 2/ 942 وأبو داود (1974) والنسائي 5/ 273 والبيهقي 5/ 129 والبغوي في "شرح السنة" 7/ 183. وابن خزيمة 4/ 278 وابن الجارود في "المنتقى" (475) كلهم من طريق إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: رمى عبد الله بن مسعود وأنه جعل
…
فذكر الحديث.
ورواه البخاري (1750) ومسلم 2/ 942 وأحمد 1/ 408 - 456 كلهم من طريق الأعمش قال: سمعت الحجاج يقول على المنبر: السورة التي يذكر فيها البقرة. والسورة التي يذكر فيها آل عمران والسورة التي يذكر فيها النساء. قال فذكرت ذلك لإبراهيم. فقال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنه كان مع ابن مسعود حين رمى جمرة العقبة؛ فاستبطن الوادي، حتى إذا حاذى بالشجرة اعترضها فرمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاةٍ ثم قال: من ها هنا -والذي لا إله غيره- قام الذي أنزلت عليه سورة البقرة صلى الله عليه وسلم.
ورواه الترمذي (901) وابن ماجه (3030) وأبو داود الطيالسي (320) كلهم من طريق المسعودي عن جامع بن شداد عن عبد الرحمن
ابن يزيد قال: لما أتى عبد الله جمرة العقبة استبطن الوادي. واستقبل القبلة وجعل يرمي الجمرة على حاجبه الأيمن ثم رمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة.
ثم قال: والله الذي لا إله إلا هو! من ها هنا رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة.
قال الترمذي 3/ 203: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح. اهـ.
قلت: في إسناده المسعودي وهو ضعيف وقد سبق الكلام عليه.
لكن أصل الحديث في "الصحيحين" كما سبق قبل قليل.
وزاد أبو داود الطيالسي في لفظه: عن جامع قال: كنا في غزاة فيها عبد الرحمن بن يزيد ففشا في الناس أن أناسًا كرهوا أن يقولوا: سورة البقرة وآل عمران ويقولوا: السورة التي يذكر فيها آل عمران والسورة التي يذكر فيها البقرة. قال عبد الرحمن: إني مع عبد الله بمنى إذا استبطن الوادي
…
وفي الباب عن ابن عمر وجابر وأم جندب الأزدية وأثر عن عمر بن الخطاب:
أولًا: حديث ابن عمر رواه البخاري وسيأتي تخريجه في الباب بعد القادم في باب: ما جاء في الدعاء عند الجمرة الأولى والثانية وفيه: ثم يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي.
ورواه البيهقي 5/ 129 من طريق عبد الله بن حكيم بن الأزهر المدني حدثني زيد أبو أسامة، قال: رأيت سالم بن عبد الله يعني ابن
عمر استبطن الوادي ثم رمى الجمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة الله أكبر الله أكبر، اللهم اجعله حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا وعملًا مشكورًا، فسألته عما صنع فقال: حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمرة في هذا المكان ويقول كلما رمى بحصاة مثل ما قلت.
قلت: إسناده ضعيف.
ولهذا قال البيهقي 5/ 29: عبد الله بن حكيم ضعيف. اهـ.
ويشهد له الحديث السابق.
ثانيًا: حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم رواه مسلم 2/ 886 - 892 من طريق حاتم بر إسماعيل المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال في حديثه الطويل في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى. حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة. فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاةٍ منها - حصى الخذف. رمى من بطن الوادي
…
وسبق التوسع في تخريجه في أول صفة الحج.
ثالثًا: حديث أم جندب الأزدية رواه ابن ماجه (3031) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا علي بن مسهر عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر عند جمرة العقبة استبطن الوادي فرمى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة ثم انصرف.
ورواه ابن أبي شيبة 4/ 276 و 227 من طريق علي بن مسهر وابن فضيل وعبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد به بنحوه.
ورواه أحمد 3/ 503 من طريق ابن فضيل عن يزيد به بنحوه ولم يذكر الاستبطان والتكبير.
ورواه البيهقي 5/ 130 من طريق عبيدة بن حميد عن يزيد به.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه يزيد بن أبي زياد وسبق الكلام عليه (1).
وأما سليمان بن عمرو بن الأحوص. فقد قال ابن القطان عنه: مجهول. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
رابعًا: أثر عمر بن الخطاب رواه ابن أبي شيبه 4/ 276 قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: حججت مع عمر سنتين أحدهما في السنة التي أصيب فيها، كل ذلك يلبي حتى يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي.
قلت: رجاله ثقات وأبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي الحناط المقرئ ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح كما قرره الحافظ ابن حجر في "التقريب"(7985).
وقال الإمام أحمد: ثقة وربما غلط. اهـ.
(1) راجع باب: القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء في الوضوء، وباب: عدد التكبيرات على الجنازة.
وضعفه محمد بن عبد الله بن نمير وسئل أبو حاتم عن أبي بكر بن عياش وأبي الأحوص فقال: ما أقربهما لا أبالي بأيهما بدأت. وسئل عن شريك وأبي بكر بن عياش أيهما أحفظ؟ فقال: هما في الحفظ سواء غير أن أبا بكر أصح كتابًا. اهـ.
وقال ابن حبان كان يحيى القطان وعلي بن المديني يسيئان الرأي فيه وذلك أنه لما كبر ساء حفظه فكان يهم إذا روى. والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر فمن كان لا يكثر ذلك منه فلا يستحق ترك حديثه بعد تقدم عدالته. وكان شريك يقول: رأيت أبا بكر عند أبي إسحاق يأمر وينهى وكأنه رب البيت. اهـ.
قلت: ظاهره أنه كان ملازم لأبي إسحاق. فإن كان كذلك فالأثر إسناده قوي إن سلم من تدليس أبي إسحاق السبيعي.
* * *