الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الاضطباع في الطواف
745 -
وعن يعلى بن أمية قال: طاف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُضْطَبِعًا بِبُردٍ أخضَرَ. رواه الخمسة إلا النسائي، وصححه الترمذي.
رواه أبو داود (1883)، والترمذي (859)، وابن ماجه (2954)، وأحمد 4/ 223، واليهقي 5/ 79، كلهم من طريق سفيان عن ابن جريج عن عبد الحميد عن ابن يعلى عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف مضطبعا ببرد أخضر. هذا لفظ أبو داود والبيهقي.
وعند الترمذي بلفظ: طاف بالبيت مضطبعًا وعليه برد.
وعند ابن ماجه بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف مضطبعًا. قال قبيصة الراوي عن سفيان: وعليه برد.
وعند أحمد بلفظ: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطبعًا بين الصفا والمروة ببرد نجراني.
وفي رواية له: لما قدم طاف بالبيت وهو مضطبع ببرد له حضرمي.
قال الترمذي 3/ 210: هذا حديث الثوري عن ابن جريج ولا نعرفه إلا من حديثه، وهو حديث حسن صحيح، وعبد الحميد هو ابن جبير بن شيبة عن ابن يعلى، عن أبيه عن يعلى بن أمية. اهـ.
وأيضًا صرح الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 9/ 115، (11839)، أن عبد الحميد هو ابن جبير بن شيبة.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 382: سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هو حديث الثوري عن ابن جريح، قلت له: من عبد الحميد هذا؟ قال: هو ابن جبير بن شيبة وابن يعلى بن أمية. قلت له: روى هذا غير قبيصة عن سفيان؟ قال: رواه محمد ابن يوسف: اهـ.
ونقل البيهقي 5/ 79 عن الترمذي أنه قال: قلت له -يعني البخاري-: من عبد الحميد هذا؟ قال: هو ابن جبير بن شيبة وابن يعلى هو ابن يعلى بن أمية يعني صفوان بن يعلى بن أمية. اهـ.
قلت: فعلى هذا فالحديث رجاله ثقات.
فأما عبد الحميد فقد ثبت أنه ابن جبير بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العدوي، وهو ثقة من رجال الجماعة.
قال الحافظ في "التقريب"(3755): ثقة. اهـ.
وأيضًا صفوان بن يعلى بن أمية التميمي ثقة.
وهو من رجال الجماعة، كما رمز له الحافظ ابن حجر في "التقريب"(2945).
وقال النووي في "المجموع" 8/ 19، عن حديث يعلى: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بأسانيد صحيحة. اهـ.
وفي الباب عن ابن عباس وعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأثر عنه:
أولًا: حديث ابن عباس رواه أبو داود (1884)، وأحمد 1/ 371 والبيهقي 5/ 79 كلهم من طريق حماد بن سلمة عن عبد الله بن
عثمان بن خثيم عن سعيد بن جير عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من الجعرانة، فرملوا بالبيت، وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم قد قذفوها على عواتقهم اليسرى.
قلت: رجاله ثقات، وحماد بن سلمة ثقة إمام، قيل: تغير بآخره.
وقال الحافظ في "التقريب"(1499): ثقة عابد أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بآخره. اهـ.
وقد سبق الكلام عليه مفصلًا.
وأما عبد الله بن عثمان بن خُثيم فقد وثقه ابن معين.
وقال مرة: أحاديثه ليست بالقوية. اهـ.
وقال النسائي: ثقة. اهـ.
وقال مرة أخرى: ليس بالقوي. اهـ.
وقال أبو حاتم: ما به بأس، صالح الحديث. اهـ.
وقال النسائي: لم يترك يحيى ولا عبد الرحمن حديث ابن خُثيم إلا أن علي بن المديني قال: ابن خُثيم منكر الحديث، وكان على خلف للحديث. اهـ.
قلت: فالذي يظهر أنه صدوق، كما قال الحافظ في "التقريب"(3466).
وقال الساعاتي في "الفتح الرباني" 12/ 20: أخرجه أبو داود والطبراني، وسكت عنه أبو داود والمنذري والحافظ في "التلخيص" ووجاله رجال الصحيح، وقد صحح حديث الاضطباع النووي في "شرح مسلم". اهـ.
ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 3/ 43: عن المنذري أنه قال: حديث حسن. اهـ.
وقال النووي في "المجموع" 8/ 19: حديث ابن عباس هذا صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح. اهـ.
وقال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 5 / رقم (3512): إسناده صحيح. اهـ.
وقال الألباني حفظه الله كما في "الإرواء" 4/ 292: هذا سند صحيح على شرط مسلم. اهـ.
وروى أبو داود (1889)، قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري ثنا يحيى بن سليم عن ابن خُثيم عن أبي الطفيل عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم اضطبع فاستلم وكبر، ثم رمل ثلاثة أطواف، وكان إذا بلغوا الركن اليماني وتغيبوا من قريش مشوا، ثم يطلعون عليهم يرملون، تقول قريش: وكأنهم الغزلان. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فكانت سُنةً.
هذا لفظ أبي داود وعند البيهقي بلفظ: اضطبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ورملوا ثلاثة أشواط ومشوا أربعًا.
قلت: في إسناده شيخ أبي داود محمد بن سليمان بن أبي داود الأنباري أبو هارون، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 267: منكر الحديث. اهـ.
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال": وثقه النسائي وذكره ابن حبان في "الثقات". اهـ.
وقال الحافظ في "التهذيب" 9/ 180: قال الخطيب: كان ثقة.
قلت -أي الحافظ-: وقال مسلمة: ثقة. اهـ.
وقال الحافظ في "التقريب"(5932): صدوق. اهـ.
وقد تابعه الحسن بن محمد الزعفراني كما عند البيهقي 5/ 79 قال: ثنا يحيى به.
قلت: وكذلك في إسناده يحيى بن سليم القرشي الطائفي اختلف فيه.
قال ابن معين: ثقة. اهـ.
وقال أبو حاتم: شيخ صالح محله الصدق ولم يكن بالحافظ يكتب حديثه ولا يحتج به. اهـ.
وقال الإمام أحمد: سمعت منه حديثًا واحدًا. اهـ.
وقال مرة: يحيى بن سليم كذا وكذا، والله إن حديثه، يعني فيه شيء وكأنه لم يحمده. اهـ، وقال في موضع آخر: كان قد أتقن حديث ابن خُثيم. فقلنا له: أعطنا كتابك. قال: أعطوني رَهْنًا اهـ.
وقال الإمام أحمد أيضًا: أتيته فكتبت عنه شيئًا فرأيته يخلط في الأحاديث فتركته وفيه شيء. اهـ.
وقال النسائي في "الكنى": ليس بالقوي. اهـ.
وقال الدارقطني: سيئ الحفظ. اهـ.
وقال الحافظ في "التقريب"(7563): صدوق سيئ الحفظ. اهـ.
وقد صححه النووي فقال في "المجموع" 8/ 19: رواه البيهقي بإسناد صحيح. اهـ.
ثانيًا: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه رواه أحمد 1/ 45 وأبو داود (1887) وابن ماجه (2952)، والبيهقي 5/ 79، كلهم من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: فيم الرملان الآن، والكشف عن المناكب؟ وقد أطأ الله الإسلام، ونفى الكفر وأهله، ومع ذلك لا ندع شيئًا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يذكر ابن ماجه الاضطباع.
قال الساعاتي في "الفتح الرباني" 12/ 20: سنده جيد. اهـ.
وقال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 1/ 293: إسناده صحيح. اهـ.
قلت: في إسناده هشام بن سعد المدني قال أحمد: ليس هو محكم الحديث. اهـ.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو ومحمد بن إسحاق عندي واحد. اهـ.
وقال النسائي: ضعيف. اهـ.
وقال ابن معين: ضعيف. اهـ.
وقال مرة: صالح وليس بمتروك. اهـ.
وقال أخرى: ليس بذاك القوي. اهـ.
وقال الحافظ في "تلخيص الحبير" 2/ 267 وأصله في "صحيح البخاري " بلفظ: ما لنا وللرمل إنما كنا راءينا المشركين.، ثم قال: وعزاه البيهقي إليه ومراده أصله. اهـ.
قلت: هو في "صحيح البخاري" برقم (1605)، والحديث ذكره البيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 79، وقد صحح الحديث النووي في "المجموع" 8/ 19، فقال. رواه البيهقي بإسناد صحيح. اهـ.
ثالثًا: أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه رواه مسدد في "مسنده" كما نقله ابن كثير في "مسند الفاروق " 1/ 316، عنه قال: حدثنا يزيد عن يحيى عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة قال. جاء عمر إلى الحجر فقال. علام نبدي مناكبنا وقد جاء الله بالإسلام، ثم قال: لأريكن كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمل.
قال ابن كثير في "مسند الفاروق" 1/ 317 إسناد حسن اهـ.
* * *