الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في الحج عن الحي العاجز
708 -
وعنه رضي الله عنهما، قال: كان الفضلُ بنُ عباسٍ رضي الله عنهما رَدِيفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فجاءَتِ امرأةٌ مِن خَثعَمَ فجعلَ الفضلُ يَنظرُ إليها وتَنظُرُ إليه، وجعلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَصرِفُ وَجْهَ الفضلِ إلى الشِّقِّ الآخَرِ. فقالت: يا رسولَ الله إنَّ فريضةَ اللهِ على عبادِهِ في الحَجِّ أدركَتْ أبي شيخًا كبيرًا لا يَثبُتُ على الرّاحِلَةِ، أفأَحُجُّ عنه؟ قال:"نعم". وذلك في حَجَّةِ الوَداعِ. متفق عليه، واللفظُ للبخاري.
رواه البخاري (1513) و (1854) و (1855) ومسلم 2/ 973 وأبو داود (1809) والنسائي 5/ 117 ومالك في "الموطأ" 1/ 359 كلهم من طريق ابن شهاب قال: حدثني سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس قال:
…
فذكره.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 122: هذا حديث صحيح ثابت، لم يختلف في إسناده، وقد سمعه سليمان بن يسار من ابن عباس
…
اهـ.
ورواه النسائي 5/ 117 من طريق ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس بنحوه.
ورواه أيضًا النسائي 5/ 116 وأحمد 1/ 244 وابن خزيمة 4/ 343 كلهم من طريق موسى بن سلمة عن ابن عباس بنحوه.
ورواه أيضًا النسائي 5/ 116 وأحمد 1/ 240 وابن خزيمة 4/ 346 كلهم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بنحوه.
ورواه النسائي 5/ 118 وابن حبان 9/ 307 (3994) كلاهما من طريق عكرمة عن ابن عباس بنحوه.
ورواه ابن ماجه (2904) من طريق يزيد بن الأصم عن ابن عباس بنحوه.
ورواه الطبراني في "الكبير" 11/ رقم (11200) من طريق عمرو بن دينار عن ابن عباس بنحوه.
ورواه أيضًا الطبراني في "الكبير" 11/ رقم (11323) و (11409) من طريق عطاء عن ابن عباس بنحوه.
ورواه ابن جريج ومعمر فجعلوه من مسند الفضل بن عباس كما سيأتي بعد قليل.
وفي الباب عن الفضل بن عباس وحصين بن عوف وسودة بنت زمعة وأبي رزين العقيلي وعلي بن أبي طالب:
أولًا: حديث الفضل بن عباس رواه البخاري (1853) ومسلم 2/ 974 والترمذي (928) كلهم من طريق ابن جريج عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار عن ابن عباس عن الفضل بن عباس رضي الله عنهم، أن امرأة من خثعم قالت: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فحجي عنه".
وتابع ابن جريج الأوزاعي عند ابن ماجه (2909).
وتابعه معمر كما هو عند أحمد 1/ 212.
ورواه أيضًا الإمام أحمد 1/ 212 قال: حدثنا هشيم ثنا يحيى بن أبي إسحاق (1) عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس أو عن أخيه الفضل بن عباس: أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكر نحوه. فحديث الفضل بن عباس وعبد الله بن عباس السابق هما قصة واحدة كما يدل عليه اتفاق السياق في القصة. ولا يقدح هذا الاختلاف في صحة الحديث وأكثر الرواة يجعلونه من مسند ابن عباس.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر لما ذكر طريق ابن جريج في "الفتح" 4/ 66: كذا قال ابن جريج - أي عن الفضل - وتابعه معمر وخالفهما مالك وأكثر الرواة عن الزهري فلم يقولوا فيه: عن الفضل. اهـ.
ولما ذكر الحافظ ابن حجر حديث ابن عباس في "تلخيص الحبير" 2/ 238 قال: ومن الرواة من يجعله عن ابن عباس عن أخيه الفضل. اهـ.
وجزم ابن عبد الهادي أن الصواب أنه من مسند ابن عباس فقال في "تنقيح تحقيق أحاديث التعيلق" 2/ 382: روى أيوب السختياني هذا الحديث عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عباس ولم يشك، وهو أقرب إلى الصواب، لأن الفضل بن عباس توفي زمن عمر بن
(1) ورد في الأصل يحيى بن إسحاق، والصواب ما أثبت، انظر "مسند الإِمام أحمد" 3/ 321 (1812) طبعة مؤسسة الرسالة.
الخطاب بالشام في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، ولم يدركه سليمان بن يسار. وعبيد الله بن العباس بقي إلى زمن يزيد بن معاوية
…
وقال البخاري: أصح شيء في هذا ما روي عن ابن عباس عن الفضل. اهـ.
ثانيًا: حديث حصين بن عوف رواه ابن ماجه (2908) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. ثنا أبو خالد الأحمر ثنا محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس قال: أخبرني حصين بن عوف قال: قلت: يا رسول الله إن أبي شيخ أدركه الحج ولا يستطيع أن يحج إلا معترضًا، فصَمَتَ ساعة ثم قال:"حج عن أبيك".
قلت: رجاله لا بأس بهم غير أن محمد بن كريب ضعيف.
وبه أعله البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه" فقال: في إسناده محمد بن كريب، قال أحمد: منكر الحديث يجيء بعجائب عن حصين بن عوف. وقال البخاري: منكر الحديث فيه نظر وضعفه غير واحد. اهـ.
وسأل الترمذيُّ في "العلل الكبير" 1/ 391 البخاريَّ عن رواية ابن عباس عن كلٍّ من الفضل بن عباس وحصين بن عوف قال: أرجو أن يكون صحيحًا. ثم قال: وروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فاحتمل أن يكون ابن عباس روى هذا عن غير واحد عن النبي ولم يذكر الذي سمعه منه، يحتمل أن يكون كله صحيحًا. اهـ.
ثالثًا: حديث سودة بنت زمعة رواه أحمد 6/ 429 والنسائي 5/ 117 والدارمي 2/ 41 كلهم من طريق منصور عن مجاهد عن
مولى لابن الزبير يقال له: يوسف بن الزبير بن يوسف عن ابن الزبير عن سودة بنت زمعة قالت: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج قال: "أرأيتك لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قبل منك؟ " قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: "فالله أرحم، حج عن أبيك"
قلت: إسناده قوي. ويوسف بن الزبير مولى عبد الله بن الزبير ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 222 والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 372 ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 550، وقال ابن جرير: مجهول لا يحتج به. اهـ.
لكن الناظر في صنيع الأئمة وأقوالهم بهذا الرجل غاية ما فيه السكوت عنه غير أن ابن حبان وثقة.
وقد روى عنه مجاهد والمزني.
وقد أخرج له النسائي ومما لا ريب فيه أن النسائي رحمه الله كان عنده شدة في تحري الرجال.
لهذا كثير ما يحتج الأئمة بتوثيق الرجل بمجرد رواية النسائي عنه. وقد أكثر من هذا الحافظ ابن حجر ثم إن الأئمة قد صححوا إسناد هذا الحديث.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 239: إسناده صحيح ومولى ابن الزبير اسمه يوسف وقد أخرج له النسائي. اهـ.
وقد اختلف في إسناده.
فقد رواه النسائي 5/ 117 وأحمد 4/ 5 والبيهقي 4/ 329 كلهم من طريق جرير عن منصور عن مجاهد عن يوسف بن الزبير عن عبد الله بن الزبير قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير
…
فذكره.
ورواه الدارمي 2/ 41 من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور عن مجاهد عن مولى لابن الزبير يقال له يوسف به.
ولهذا قال البيهقي 4/ 329: اختلف في هذا على منصور فرواه جرير بن عبد الحميد هكذا، ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور عن مجاهد عن مولى لابن الزبير يقال له يوسف بن الزبير أو الزبير بن يوسف عن ابن الزبير عن سودة بنت زمعة رضي الله عنها قالت: جاء رجل
…
اهـ.
ثم قال البيهقي 4/ 329: ورواه إسرائيل عن منصور عن مجاهد عن مولى لآل ابن الزبير عن ابن الزبير أن سودة رضي الله عنها قالت:
…
فذكره. وأرسله الثوري عن منصور فقال: عن يوسف بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح عن مجاهد عن يوسف بن الزبير عن ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك قاله البخاري. اهـ.
رابعًا: حديث أبي رزين العقيلي وقد سبق تخريجه ضمن باب ما قيل في وجوب العمرة.
خامسًا: حديث علي رواه الترمذي (885) وأبو داود (1935) وابن ماجه (3010) وأحمد 1/ 75 - 76 والبيهقي 4/ 329 وابن الجوزي في "التحقيق" 2/ 114 كلاهما من طريق عبد الرحمن بن
الحارث بن عياش عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضي الله عنه قال: قالت جارية من خثعم: يا رسول الله، إن أبي شيخ كبير أدركته فريضة الله على عباده في الحج لا يستطيع أداءها فيجزئ عني أن أؤديها عنه. قال:"نعم". هذا لفظ البيهقي.
وعند ابن الجوزي بلفظ: إن أبي شيخ كبير قد أفند (1)، وقد أدركته فريضة الله في الحج، فهل يجزئ عنه أن أؤدي عنه؟ فقال:"نعم فأدي عن أبيك".
وعند أبي داود وابن ماجه مختصر.
قال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 2/ رقم (562): إسناده صحيح. اهـ.
قلت: رجاله لا بأس بهم، غير أن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي اختلف فيه، قال عنه ابن معين: صالح. اهـ.
وقال أبو حاتم: شيخ. اهـ.
وقال أحمد: متروك. اهـ.
وقال النسائي: ليس بالقوي. اهـ.
وضعفه ابن المديني.
وقال ابن نمير: لا أقدم على ترك حديثه. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان من أهل العلم. اهـ.
(1) في الأصل: "ند أمند" وهو خطأ مطبعي صوابه ما أثبت، انظر "مسند أحمد"(562).
ورواه عنه كلٌّ من سفيان وحاتم بن إسماعيل، قال الترمذي 3/ 243: حديث حسن صحيح، لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه، من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن عياش، وقد رواه غير واحد عن الثوري. اهـ.
قلت: وقد اختلف في إسناده فقد سئل عنه الدارقطني في "العلل" 4/ 16 (411) فقال: هو حديث يرويه الثوري والدراوردي ومحمد بن فليح والمغيرة بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي.
وخالفهم إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، فرواه عن عبد الرحمن بن الحارث فقال: عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن علي، وزاد فيه أبا رافع، ووهم، والقول قول الثوري ومن تابعه، والله أعلم.
ورواه يحيى بن عبد الله بن سالم عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن أبيه عن علي ولم يذكر ابن أبي رافع والصواب ما ذكرنا من قول الثوري ومن تابعه، انتهى كلام الدارقطني.
سادسًا: حديث أبي هريرة رواه ابن خزيمة 4/ 345 ثنا محمَّد بن منصور ثنا يَحْيَى بن أبي الحجاج عن عوف عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ المرسل الآتي، وهو أنَّه صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال: إن أبي شيخ كبير أدرك الإسلام ولم يحج، ولا يستمسك على الراحلة، وإن شددته بالحبل على الراحلة خشيت أن أقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"احْجُجْ عن أبيك".
وقد اختلف في إسناده فرواه ابن خزيمة 4/ 342 عن محمَّد بن ميمون الجزار ثنا يحيى به مرسلًا.
قلت: يحيى بن أبي الحجاج الأهتمي تكلم فيه.
قال يحيى بن معين والنسائي: ليس بشيء. اهـ.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. اهـ.
وقال الدارقطني في "العلل" 10/ 44: اختلف فيه علي ابن سيرين فرواه يحيى بن أبي الحجاج عن عوف الأعرابي عن ابن سيرين عن أبي هريرة ووهم فيه. اهـ.
* * *