الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبيدة: رفعت شعري عند الغسل. وعاديت الوسادة: ثنيتها، وعاديت الشيء: باعدته. وفي الحديث: "في المسجد تعادٍ" أي أمكنة مختلفة. وعاد رجلك. أي جافها. وفي حديث عمر رضي الله عنه: "أتي بسطيحتين فيهما نبيذ فشرب من إحداهما وعدى عن الأخرى" أي تركها من قولهم: عد عن كذا. قال النابغة: [من البسيط]
1001 -
فعد عما ترى إذ لا ارتجاع له
…
وانم القتود على عيرانةٍ أجد
وعن عمر بن عبد العزيز: "أنه أتي برجلٍ قد اختلس طوقًا فلم ير قطعه وقال: تلك عادية الظهر" العادية: من العدوان، والتاء فيه للمبالغة كراوية. والظهر ما ظهر من الحلي كالطوق ونحوه. قوله:} فلا عدوان إلا على الظالمين {[البقرة: 193] ليس حقيقة الخبر، بل معناه: لا تعتدوا إلا على من ظلمكم وليس بخبرٍ، لأن العدوان كثيرًا ما يقع على غير الظالمين. أو أنه بيان للحكم بمعنى أنه لا يحكم بالعدوان إلا عليهم. وقولهم: قام القوم ما عدا زيدًا وعدا زيدًا، من المجاوزة. ولذلك قال النحاة: تقديره: قاموا عدا القيام زيدًا، ومعناه معنى إلا زيدًا. ولنا فيه كلام أتقناه في النحو.
فصل العين والذال
ع ذ ب:
} ولهم عذاب أليمً {[البقرة: 174]: الإيجاع الشديد، وأصله من المنع، وسميت العقوبة والإيلام عذابًا باعتبار منعها من معاودة ما عوقب عليه، ومنه الماء العذب لأنه يعذب العطش، أي يمنعه. وقيل: هو من قولهم: عذب الرجل إذا ترك المأكل فهو عاذب وعذوب. فكان التعذيب في الأصل حمل الإنسان على أن يعذب أي يجوع ويسهر. وقيل: بل هو من العذب وهو الخلو بمعنى أن عذبته للسلب، أي أزلت عذوبة حياته نحو مرضته.
وقيل: هو من ضربته بعذبة السوط، وهي عقدة طرفه. وقيل: هي من قولهم: ماء
عذب إذا كان فيه قذى وكدر. فقولهم عذبته بمنزلة كدرت عيشه وزلقت حياته.
وأعذب يكون قاصرًا ومتعديًا؛ يقال: أعذبت وأعذبت زيدًا، أي امتنعت ومنعت. ومن لاك علي رضي الله عنه لسريةٍ بعثها:"أعذبوا عن ذكر النساء فإن ذلك يكسركم عن الغزو" ولما كان للعذاب أسباب فقد فسره المفسرون في كل موطنٍ بما يليق به فقالوا في قوله تعالى:} إما العذاب وإما الساعة {[مريم: 75] أن العذاب ما وعدوا به من نصر المؤمنين عليهم فيعذبونهم قتلاً وأسرًا، وفي قوله:} ولقد أخذناهم بالعذاب {[المؤمنون: 76] أي بالمجاعة، وفي قوله:} حتى إذا فتحنا عليهم بابًا ذا عذاب {[المؤمنون: 77] هو القتل بالسيف، وفي قوله:} وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم {[الأنفال: 33] أي عذاب استئصالٍ، وفي قوله:} وما لهم ألا يعذبهم الله {[الأنفال: 34] أي بالسيف: تخالفت الأسباب والموت واحد.
ع ذ ر:
قوله تعالى:} لا تعتذروا {[التوبة: 66]. وأصل العذر ما يتحراه الإنسان من محو جنايته. يقال: عذر وعذر نحو عسرٍ وعسرٍ. ثم العذر قيل: على ثلاثة أضربٍ: أحدها أن يقول: لم أفعل، قاله الراغب وفيه نظر لأن أهل العرف لا يعدونه عذرًا بل هذا إنكار. والثاني أن يقول: فعلت كذا، فيخرج بذلك عن كونه مذنبًا. والثالث أن يقول: فعلت ولا أعود. قال: وهذا الثالث هو التوبة؛ فكل توبةٍ عذر وليس كل عذرٍ توبةٍ. ومنه قوله تعالى:} وجاء المعذرون من الأعراب {[التوبة: 90] وقرئ "المعذرون" أي الآتون بالعذر. وعن ابن عباسٍ: "لعن المعذرين ورحم المعذرين" وقال بعضهم:
المعذر المقصر والمعذر المبالغ الذي ليس له. والمعتذر يقال فيمن له عذر وفيمن لا عذر له. ومنه قول عمر بن عبد العزيز لمن اعتذر إليه: "عذرتك غير معتذرٍ" أي دون أن تعتذر، لأن المعتذر يكون محقًا وغير محق. قلت: وهذه التفرقة إنما تصح على قولنا: إن "المعذرون" من عذر بالتضعيف، إلا أن الجمهور على أن أصله "المعتذرون".
قوله:} قالوا معذرة {[الأعراف: 164] مصدر أي نعتذر معذرة، وقرئ بالرفع، أي صرنا معذرة، كقوله:} وقولا حطة {[البقرة: 58] رفعًا ونصبًا، كأنه قيل: أطلب منه أن يعذرني. وأعذر فلان: أتى بما صار به معذورًا. يقال: قد أعذر من أنذر.
قالوا: وأصل الكلمة من العذرة: وهي الشيء النجس. ومنه قيل لقلفة الرجل والمرأة عذرة. يقال: عذرت الصبي: طهرته وأزلت عذرته. وكذلك أعذرت فلانًا، أي أزلت نجاسة ذنبه بالعفو عنه نحو: غفرت له: سترت ذنبه. وسموا جلدة البكارة عذرة تشبيهًا بعذرتها التي هي القلفة. ومنه قيل: عذرتها كناية عن افتضاضها، وهو كرأستها أي أصبت رأسها. ولذلك قيل للعارض في حلق الصبي عذرة. فقيل: عذر الصبي: أصابه ذلك. قال الشاعر: [من الكامل]
1002 -
غمز الطبيب نغانغ المعذور
ويقال: اعتذرت المياه: انقطعت. واعتذرت المنازل: درست على التشبيه بالمعتذر الذي يندرس ذنبه بإبراز عذره. والعاذرة: المستحاضة لما بها من النجاسة. والعذور: السيء الخلق اعتبارًا بالعذرة التي هي النجاسة. قيل: وأصل ذلك من العذرة التي هي فناء الدار. ويسمي ما يلقى فيها باسمها. ومن كلام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في عتابه لقومٍ: "ما لكم لاتنظفون عذراتكم" وهذا كما كنى عن ذلك بالغائط لأن قاضي الحاجة ينتابه ليستتر به، وسيأتي.