الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل الغين والميم
غ م ر:
قوله تعالى: {في غمرات الموت} [الأنعام:93] أي في شدائده وكربه. وأصل الغمر: إزالة أثر الشيء وبه سمي الماء الكثير لإزالته آثر سيله. وتد غمره الماء: إذا غطاه وستره. قال الشاعر: [من الطويل].
1141 -
ترى غمرات الموت ثم تزورها
وسميت الشدة غمرة لأنها تغمر القلب، أي تركبه فتغطيه. ومنه "اشتد مرضه حتى غمر عليه"، وقد غمره الماء فهو غامر. قال الشاعر:(من الكامل)
1142 -
نصف النهار الماء غامره
…
ورفيقه بالنسب لا يدري
وبه يشبه الرجل السخي؛ قال الشاعر: (من الكامل)
1143 -
غمر الدرداء إذا تبسم ضاحكًا
والغمرة: معظم الماء، ثم استعيرت للجهل. ومنه توله تعالى:{فذرهم في غمرتهم} [المؤمنون:54] أي جهلهم. وقيل: في حيرتهم. وقيل: في عمايتهم، وكلها متقاربة قوله:{بل قلوبهم في غمره} [لمؤمنون: 63] أي في غطاء وغفلة. ورجل غمر، أي جاهل، كأن عقله غُمر بالجهل، والجمع أغمار. والغمر: الحقد المكنون، والجمع غُمور. والغمر بالفتح: ما يُغمر من رائحة الدسم سائر الروائح. وقد غمرت يده وغمر عرضه: دنس. ودخلت في غمار الناس وخمارهم، أي فغمروني. والغمرة: ما يُطلى به الجسد من الزعفران. وتغمرت بالطيب: تضخمت. وباعتبار الماء قيل للقدح الذي يُتناول به الماء غُمر. ومنه اشتق تغمرت أي شربت ماءً قليلًا.
وفلان مغامر: إذا رمى بنفسه في الحرب، إما لتوغله وخوضه فيه كقولهم: هو
يخوض الحرب، وإما لتصور الغمارة منه) ويكون وصفه بذلك كوصفه بالهودج ونحرم. وفي الحديث:"أطلقوا لي غمري" قال أبو عبيد: هو القعب الصغير. وفيه أيضًا: "ولا ذي غمر على أخيه" أي حقدٍ. وفي حديث عمر: "جعل على كل جريبٍ عامرٍ غامرٍ درهمًا وقفيزًا". والغامر: ما لم يُزرع مما يحتمل الزراعة، فعل ذلك لئلا يقصروا في الزراعة. وسُمي غامرًا لأن الماء يغمره؛ فاعل بمعنى مفعولٍ، نحو: سر كاتم. وغمرت القوم: علوتهم شرفًا.
غ م ر:
قوله تعالى: {وإذا مروا بهم يتغامزون} [المطففين:30]. أصل الغمز: الإشارة بالجفن أو اليد طلبًا إلى ما فيه مُعاب. والمعنى أنهم كانوا يستهزئون بالمؤمنين، ويشيرون إليهم بعيونهم وأيديهم سخرية بهم. وما في فلان غَميزة، أي نقيصة يُشار بها إليه. والجمع غَمائز. وأصل ذلك من غمزت الكبش: إذا لمسته هل به طرق؟ نحو: عبطته.
غ م ض:
قلوله تعالى: {إلا أن تُغمضوا فيه} [البقرة: 267] أي تُساهلوا أو تُسامحوا. وأصله من غمض عينه وأغمضها: وضع أحد جفنيه على الآخر، فاستعير للتغافل والتساهل، لأن من تغافل عن الشيء غض طرفه عنه. والغمض: النوم العارض. ومنه ما ذقت غمضًا ولا غامضًا. ومنه قيل: أرض غامضة وغمضة ودار غامضة، أي منخفضة. ومنه: في المسألة غُموض، أي خفاء.
غ م م:
قوله تعالى: {كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعُيدوا فيها} [الحج: 22].
الغم: الحزن الذي يغم القلب، أي يستره ويغشيه. والغم في الأصل: ستر كل شيءٍ. ومنه
الغمام لأنه يستر الضوء والشمس. قوله: {ثم لا يكن أمركم عليكم غُمة} [يونس: 71] أي كُربة يحصل منها. يُقال غم وغُمة نحو كُرب وكُربة. وليلة غمة. والغمامة كالعمامة: خرقة تشد على أنف الناقة وعينها. والأغم: من سال شعره على جبهته ضد الأصلع. وناصيته غماء: تستر الوجه. قال بعضهم: الغمام هو الغيض الأبيض، وسمي غمامًا من قبل لقاحه بالماء في جوفه. وماء مُغمم: علا غيره من المياه. وقال شمر: سمي غمامًا من غمغمته وهي صوته. وفيه نظر لأن الصوت فيه من الرعد لا منه. ويكون الغمام واحدًا وجمعًا. وأنشد للحطيئة: [من الطويل]
1144 -
إذا غبت عنا غاب عنا ربيعنا
…
ونُسقى الغمام الغُر حين تؤوب
وقد يُقال في الواحد غمامة؛ قال الشاعر: [من الطويل]
1145 -
كما أبرقت قومًا عِطاشًا غمامة
…
فلما أتوها أقشعت وتجلت
وغامت السماء وأغمت وأغيمت- وهو شاذ- وغيمت. والمصدر الغيمومة كالديمومة. وغمت وأغمت. ويُقال: يوم مغيوم. قال علقمه بن عبده: [من البسيط]
1146 -
حتى تذكر بيضات وهيجه
…
يوم رذاذٍ عليه الريح مغيوم
وغمت الشيء أغمومة: سترته. وغُم الهلاك: سُتر. ومنه "إذا غُم عليكم فأكملوا العدة". ومنه: "صمنا للغُمى وللغَمى" أي لغير رؤية. وفي الحديث في صفة قريش: "ليس فيهم غمغمة قُضاعة". والتغمغم: كلام غير بين. وفي بعض الروايات: "فإن أُغمى عليكم فأقدروا له قدره" وفي بعضها: "فإن غُمي عليكم". ويُقال: غما البيت يغموه ويغميه: غطاه. وليلة غماء وغمى وغمة. ومنه: صمنا الغمى والغمية والغمة، أي صمنا لغير رؤيةٍ.