الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي لاغيث، ومن مجيء فزع بمعنى أغاث - أيضًا - قول سلامة:] من البسيط [
1206 -
كنا إذا ما أتانا صارخ فزع
…
كان الصراخ له قرع الظنابيب
كذا قال الهروي، إلا أن الغالب لم يرتض بذلك فقال: وقول الشاعر:
1207 -
كنا إذا ما أتانا صارخ فزع
أي صارخ أصابه فزع. ومن فسره بأن معناه المستغيث كان ذلك تفسيرًا للمقصود من الكلام لا للفظ الفزع. وقال الهروي بعد إنشاد البيت: تقول: إذا ما أتانا مستغيث كانت إعانته منا الجد في نصرته.
يقال: قرع لذلك الأمر ظنبوبه: إذا وجد فيه، قال: فالفزع يكون بمعنيين؛ أحدهما الرعب، والثاني النصرة.
والفزع - أيضًا-: الهبوب من النوم، وفي الحديث "أنه عليه الصلاة والسلام فزع من نومه وهو يضحك" أي هب. وقال عليه الصلاة والسلام للأنصار:"إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع" يريد عليه الصلاة والسلام: تكثرون عند النصرة والإغاثة والإنجاد.
وأفزع يقال بمعنيين أحدهما: أزال فزعي ونصرتي، والثاني: حصل لي فزعًا؛ فالهمزة تكون للسلب وللصيرورة، وكذلك التضعيف، يقال: فزعني، أي أزال فزعني أو حصله لي.
فصل الفاء والسين
ف س ح:
} إذا قيا لكم تفسحوا في المجالس} [المجادلة:11] أي توسعوا في
مجالسكم بأن تتأخروا ولا تضيقوا، وذلك بعض أكابر الصحابة أتى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجد مكانًا، وأبي القوم أن يفسحوا له فنزلت، ولذلك قال:} وإذا قيل انشزوا فانشزوا {أي ارتفعوا عن أمكنتكم لتوسعوا لغيركم.
ومكان فسح وفسيح وفساح أي: متسع، وفي حديث أم زرع:"وبيتها فساح". ويروى فياح، وهما بمعنى. ومنه استعير: فسحت له في هذا الأمر، أي أذنت له فيه، ولم أمنعه من فعله فأضيق عليه.
ف س د:
قوله تعالى:} ألا إنهم هم المفسدون {] البقرة:12 [الفساد لغة: خروج الشيء عن الاعتدال والاستقامة، قل ذلك الخروج أو كثر، ويكون في الأعيان والمعاني. ومنه فساد العقائد أعاذنا الله منه. ويستعمل في النفس والبدن. وفي الحديث:"إذا فسد القلب فسد سائر البدن" يقال: فسد يفسد فسادًا فهو فاسد. وأفسد يفسد فهو مفسد إفسادًا.
قوله تعالى:} وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل {] البقرة:205 [من باب عطف الخاص على العام تنبيها على زيادته في جنسه، فإن الإفساد يعم إهلاك الحرث والنسل وغيره قوله تعالى بعد ذلك:} والله لا يحب الفساد {] البقرة:205 [. نفى محبته للفساد من الأصل وإن كان لولا ذلك المعنى المقصود الإفساد هو المطابق لقوله أولًا ليفسد فيها لأنه من أفسد.
ف س ر:
قوله تعالى:} إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرًا {] الفرقان:33 [أي كشفًا وبيانًا. والتفسرة لغة: الكشف لما ينظر فيه الطبيب فينكشف له ذلك الداء. وقال الراغب:
الفسر؛ إظهار المعنى المعقول، ومنه قبل لما ينبئ عنه القول: تفسيرة، وسمي بها قارورة الماء. وتفسير القرآن: بيان ألفاظه وبيان معانيه وأحكامه، وتأويله: حمله على المعاني اللائقة، ما ظاهره قد يفهمه من لم تثبت قدمه في العلم المتغاير، وهل التفسير والتأويل الواردان في القرآن مترادفان أو متغايران؟ فقيل: التفسير: معرفة مدلولات الألفاظ وأسباب النزول والوقائع. وأما التأويل فهو رد اللفظ إلى ما يليق به من المعنى، ولذلك يجوز لمن تثبت قدمه في العلم أن يتكلم فيه باجتهاده، ونظره هذا أحسن ما قيل في الفرق بينهما. وقال الهروي: قال أبو العباس: التأويل التفسير والمعنى واحد. وقال غيره: التفسير: كشف المراد عن اللفظ المشكل، والتأويل رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر. وقال الراغب. والتفسير قد يقال فيما يختص بمفردات الألفاظ وغريبها وفيما يختص بالتأويل، ولذلك قيل: نفسير الرؤيا وتأويلها. قلت: التأويل تفعيل من آل يؤول، أي رجع. فمعنى التأويل: الرجوع باللفظ عن ظاهره إلى معنى يستقيم به ذلك اللفظ، ولذلك يقابل العلماء بينه وبين الظاهر فيقال: الظاهر والمؤول كتأويلنا قوله تعالى:} وقالت اليهود يد الله مغلولة {] المائدة:64 [على أن المراد النعمة والقدرة، وكجمعنا بين قوله تعالى:} فوربك لنسألنهم أجمعين {] الحجر:92 [وبين قوله تعالى:} فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان {] الرحمن:39 [بأن يوم القيامة ذو مواطن وأزمنة مختلفة فيسألون في وقت، ولا يسألون سؤال تكرمه بل سؤال تقريع وتوبيخ. ولذلك قال تعالى:} وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم {] آل عمران:7 [عند من وقف عند "الراسخون في العلم" وهو الظاهر. كان ابن عباس، وحق له أن يقول لقوله عليه الصلاة والسلام في حقه:"اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" يقول: أنا منهم. وقد ذكرنا طرفًا من القول في مادة "أول" في صدر هذا الموضوع.
ف س ق:
قوله تعالى:} ففسق عن أمر ربه {] الكهف:50 [أي خرج. والفسق: الخروج، يقال: فسقت الرطبة: إذا خرجت من قشرها. والفسق الشرعي: عبارة عن الخروج عن