الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هو التوصل إلى علمٍ غائيٍ بعلمٍ شاهدٍ، فهو أخص- أيضًا- من مطلق الفهم، ولذلك قال تعالى:{ولكن لا تفقهون تسبيحهم} [الإسراء:44] أي ليس في وسعهم أن يعرفوا حقيقة ذلك.
ويقال: فقه بالضم أي صار الفقه سجية له وطبعًا. وفقه: أي حصل له فهم. وفقه- بالفتح أي غلب غيره في الفقه، نحو شعره أي غلبة في الشعر، ومصدر الأول فقاهة، والثاني فقهًا.
قوله تعالى: {بأنهم قوم لا يفقهون} [الأنفال:65] أي لا يعلمون العلم الشرعي. وقيل: لما لم ينتفعوا بمفهومهم جعلوا كأنهم مكونو ذلك كقوله تعالى: {صم بكم عمي} [البقرة:18]. وقد كانوا ذوي أسماعٍ، السنة وأبصارٍ لكن لم ينتفعوا بها، كأنهم فقدوها. وفي دعائه عليه السلام لابن عباس:"اللهم فقهه في الدين" أي فهمه علم تفسير كتابك، وفي الحديث:"لعن الله النائحة والمتفقهة" يعني التي تفقه قولها وتتلقفه لتجيبه عن ذلك.
فصل الفاء والكاف
ف ك ر:
قوله تعالى: {أو لم يتفكروا ما يصاحبهم من جنة} [الأعراف:184]. الفكر: قوة نظرية للعلم إلى المعلوم. والتفكر جولان تلك القوة بحسب نظر العقل، وذلك يختص من الحيوان بالإنسان، ولا يمكن أن يقال إلا لما يحصل له صورة في القلب إذ كان منها عن اتصاف بالصورة. وقال تعالى:{أو لم يتفكروا في أنفسهم} [الروم:8] وذلك ممكن لا محالة، وقد دل على ذلك قوله تعالى:{وفي أنفسكم أفلا تبصرون} [الذاريات:21]. وقال بعض أهل الأدب: الفكر مقلوب من الفرك، لكن يستعمل في المعاني وهو فرك الأمور وبحثها طلبًا للوصول إلى حقيقتها.
ف ك ك:
قوله تعالى: {فك رقبةٍ} [البلد:13] أي خلاص. والفك: الخلاص والتخليص: ومنه فك الرهن وهو تخليصه من تعلق حق المرتهن، ولذلك يقال: علق الرهن ضد انفك. وفي معنى الآية قولان: أحدهما- وهو المشهور- أنه عتق الرقاب من المماليك. والثاني أن المعنى ينقذ نفسه من الهلكة بالكلم الطيب والعمل الصالح. ولذلك ورد: مشترٍ نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها. وقيل: هي إعانة المكاتب. ويؤيد ذلك أنه قد ورد في الحديث: "أعتق النسمة وفك الرقبة" أي يعين في عتقها. قيل: أو ليسا واحدًا. قال لا، عتق النسمة أن ينفرد بعتقها، وفك الرقبة أن يعني في عتقها.
قوله تعالى: {والمشركين منفكين} [البينة:1] قال مجاهد: منفكين: منتهين، وقال غيره: زائلين من الدنيا، يقول: ولم يتفانوا {حتى تأتيهم البينة} . وقال ابن عرفة: لم يكونوا مفارقين الدنيا حتى تأتيهم البينة التي أثبتت لهم في التوراة من صفة محمدٍ صلى الله عليه وسلم. قال الهروي: لفظه لفظ المضارع ومعناه الماضي. وهذا غير جائز البتة لأن حتى حرف غايةٍ، والغاية في المستقبل، وأيضًا فهو منصوب بأن، وأن مخلصة للاستقبال. وقال الأزهري: ليس هو من باب ما انفك وما زال، وإنما هو انفكاك الشيء إذا انفصل عنه، وقيل: معناه: لم يكونوا متفرقين بل كانوا كلهم على الضلال كقوله: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين} [البقرة:213].
والفك: انفراج المنكب عن مفصله. والفكان: ملتقي الشدقين.
ف ك هـ:
قوله تعالى: {وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين} [المطففين:31] أي فرحين مسرورين فأبدلهم الله بذلك حزنًا كثيرًا. وقوله تعالى: {إن أصحاب الجنة اليوم