الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1175 -
أنخ بفناء أشدق من عدي
…
من جرم وهم أهل التفاتي
التفاتي: مصدر تفاني يتفاتى، نحو: توانى يتوانى توانيًا. والأصل تفاتيًا بضم التاء، وإنما كسرت لتصبح اللام، يدل على ذلك أنه مصدر تفاعل على تفاعل نحو: تقاتل تقاتلًا.
فصل الفاء والجيم
ف ج ج:
قوله تعالى:} لتسلكوا منها سبلًا فجاجًا {] نوح:20 [. الفجاج: جمع فج وهو الطريق الواسع. وقيل: الفج كل شقة يكتنفها جبلان. وقوله تعالى:} يأتين من كل فج عميق {] الحج:27 [أي من كل طريق ومن كل واد غامض، وهو أبلغ أي لم تخف دعوتك على أحد من أهل السهل والجبل، والمادة دالة على السعة، ومنه الحديث:"فتفاجت عليه يعني الناقة فرجت رجليها للحالب. وفي حديث آخر يصف جملاً: "أزهر متفاج" يريد: يفتح ما بين رجليه ليبول، وكنى بذلك عن كونه في رعي وشرب، وذلك أنه إذا كان يرعى ويشرب كثر منه البول، وفي حديث آخر: "فركبت الفحل فتفاج". وفي حديث آخر: "كان إذا بال تفاج" أي بالغ في تباعد ما بين رجليه تحرزًا من البول واستبراء منه. وقد أفج بين رجليه أي باعد بينهما وجعل بينهما فجاجًا على الاستعارة.
قيل: والفجج: تباعد الركبتين، وهو أفج من الفجج بالحاء المهملة فبل الجيم وجرح فج: لم ينضج بعد، وفي الحديث:"إن هذا الفجاج لا يدري ما الله" قيل: هو المهذار، وروي البجباج بالموحدة، وهو بمعنى الأول.
ف ج ر:
قوله تعالى:} بل يريد الإنسان ليفجر أمامه {] القيامة:5 [أي أنه يسوف بالتوبة، والمعنى يريد الحياة ليتعاطى الفجور فيها. وقيل: معناه يذنب ويقول: غدًا أتوب، ثم لا يفعل؛ لبذله عهدًا لا يفي به، ومنه سمي الكاذب فاجرًا لأنه بعض الفجور. وأصل الفجور شق ستر الديانة والحياء، وذلك أن المادة تدل على شق الشيء وتوسعته، ومنه الفجر لأنه يشق الليل شقًا واسعًا. والفجر فجران: كاذب وصادق؛ فالأول كذنب السرحان يظهر ثم يخبو. والثاني هو الذي يعترض في الأفق ثم يمضي متزايدًا ضوؤه، وهو الذي تناط به أحكام الصوم والصلاة وغير ذلك.
قوله تعالى:} وفجرنا الأرض عيوناً {] القمر:12 [أي شققناها شقوقًا واسعة تنبع منها المياه، ومنه قوله تعالى:} فتفجر الأنهار خلالها تفجيرًا}] الإسراء:91 [. ويقال: فجرت الشيء مخففًا ومثقلًا، وبهما قرئ قوله تعالى:} حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا {] الإسراء:90 [.
وفجر الرجل يفجر فجورًا فهو فاجر، والجمع فجار وفجرة. وقال تعالى: في موضع:} كلا إن كتاب الفجار لفي سجين {] المطففين:7 [وفي آخر:} أولئك هم الكفرة الفجرة {] عبس:42 [وذلك لما فيه من شق ستر الديانة كما قدمت تحقيقه. وقيل: أصل الفجور الميل عن القصد. وقال بعضهم في قوله تعالى:} بل يريد الإنسان ليفجر أمامه {أي يكذب بيوم القيامة الذي سيأتي، فهو أمامه، والكاذب فاجر فالمعنى يكذب بما أمامه من الحساب وغير ذلك، وأنشد بعضهم قول بعض الأعراب:] من الوافر [
1176 -
أقسم بالله أبو حفص عمر
…
ما مسها من نقب ولا دبر
فاغفر اللهم إن كان فجر
أي مال عن الحق. وسمي تفجر الأنهار بذلك لأن فيه ميلًا عن أحد الجانبين إلى الآخر.
قوله تعالى:} وإذا البحار فجرت {] الانفطار:3 [قرئ مخففًا ومثقلًا. وقيل: فجر بعضها إلى بعض حتى تذهب مياهها، وقيل: تفجر العذب في الملح فتخلطان، وذلك هو خراب الدنيا وهلاك ما عليها من حيوان ونبات وشجر لعدم قوامهم لقوله تعالى:} وجعلنا من الماء كل شيء حي {] الأنبياء:30 [وفي دعاء القنوت: "ونخلع ونترك من يفجرك" أي من يعصيك ويكذب بوعدك ووعيدك، وقيل؛ من يتباعد عنك. وقيل؛ من يخالفك. وهي معان متقاربة.
وأيام الفجار: وقائع اشتدت بين العرب، وفي الحديث:"كنت يوم الفجار أنبل على عمومتي" أي أناولهم النبل، وهي ثلاثة أفجرة كانت بين قريش وقيس، وسمي ذلك فجارًا لأنهم تحاربوا في الأشهر الحرم، فهذا من أشد الفجور.
قوله تعالى:} فقلنا ضرب بعصاك الحجر فانفجرت {] البقرة:60 [أي تنبعت وتشققت مجاريها، وهذه معجزة في انفجار هذه الأعين من حجر يحمل في مخلاة على عاتق صاحبه كقدر رأس الإنسان، يشرب منه اثنا عشر سبطًا لا يعلم عددهم إلا خالقهم أو من قدره على ذلك. وكان ذلك بحسب إرادتهم. قال بعضهم: هذا بره بمن عصاه فكيف بمن أطاعه؟
ف ج و:
قوله تعالى:} وهم في فجوة منه {] الكهف:17 [أي ناحية متسعة من الكهف. والفجوة: المتسع من الأرض بين جبلين أو تلين أو نحوهما، ومنه: قوس فجاء وفجواء: بان وترها عن كبدها. ورجل أفجى: بين الفجاء، أي متباعد ما بين العرقوبين لأن بينهما